الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

برهـــان النبوة

إلــى الــصلعماوي المنقرض عمـــلاق النت العـــظيم

إلــــى صلــــعم معبــــود النســــاء                        

                             الجــــــزء  :  الثــالث                                                                












ترجمــــة  :  أبو قــــــــثم 

الاثنين، 29 ديسمبر 2008

كتاب بدء الوحي













الجزء  الثــــاني                                                      ترجمــــــــــة أبي قــــــــثم

الأربعاء، 24 ديسمبر 2008

القرآن و السنة و الكذب



التقية و النسخ في القرآن

إذا أراد المسلم إظهار الإسلام على أنه دين سلام تراه يخرج من جعبته آية سورة الأنفال: "وإن جنحوا  للسلم  فاجنح لها" أنفال 61. وقد أجمع علماء المسلمين على أن آية الأنفال 61 مكية.

قال النيسابوري  في كتابه الناسخ والمنسوخ : سورة الأنفال مدنية إلا آيتان نزلتا في مكة. فيها من المنسوخ ستة آيات يهمّنا منها الآية الثالثة : "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" أنفال 61 نسختها آية سورة التوبة 29 : "وقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" - راجع المصدر السابق ص 176-177.

سؤال : كيف يجنح المسلمون للسلم والقرآن نفسه يأمرهم  بعدم الجنوح للسلم وذلك في قوله : "فلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ" محمد 35.

كيف يجنحون للسلم ونص آية سورة محمد صريح وواضح "فلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ" ؟

الجنوح إلى السلم يعني تعطيل فريضة الجهاد. فهل يجوز شرعاً تعطيل الفريضة ؟ سؤالاً نوجهه للجانحين للسلم .. 

وإذا أراد المسلم أن يظهر الإسلام على أنه دين لا اعتداء فيه ولا عدوان منه، تراه يخرج من جعبته آية سورة الأنعام : "وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ" الأنعام 151.

وآية سورة البقرة : "وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين" البقرة190.

فقد قال الإمام الطبري : (اختلف أهل التأويل في تأويل هذه الآية، فقال بعضهم هذه الآية هي أول آية نزلت في أمر المسلمين بقتال أهل الشرك، وقالوا أُمر فيها المسلمين بقتال من قاتلهم من المشركين والكف عمن كف عنهم ثم  نُسخت ببراءة) - تفسير الطبري3 /561.

ثم نقل ذلك القول بسنده عن الربيع بن أنس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ثم قال : وقال آخرون بل ذلك أمر من الله تعالى ذكره للمسلمين بقتال الكفار لم يُنسخ، وإنما الاعتداء الذي نهاهم عنه هو نهيه عن قتل النساء و الذراري- تفسير الطبري3 /562 - أحكام القرآن للجصاص 3/437و436.



قال ابن كثير في تفسيره : (أي لا ينهاكم عن الإحسان إلى الكفرة الذين لا يقاتلونكم في الدين كالنساء والضعفة منهم) - تفسير القرآن العظيم 4/350. إذن المقصود بعدم الاعتداء هو : النهي عن قتل النساء و الذراري ومن ليس من أهل القتال.

قال النيسابوري في كتابه (الناسخ والمنسوخ) هذه هي الآية الرابعة عشر من الآيات الثلاثين المنسوخة في سورة البقرة : "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتد
وا إن الله لا يحب المعتدين" البقرة 190. نسختها آية سورة التوبة 36 "وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة" وبقوله "اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم".

- ويقول النيسابوري في قوله "ولا تعتدوا" هذا كان في الابتداء - عندما كان الإسلام ضعيفاً - راجع الناسخ والمنسوخ  للنيسابوري  ص 65-66.

سؤال :  كيف يأمر القرآن بعدم قتل النفس في الوقت الذي جعل فيه القتال فريضة إلهية مقدسة مثلها مثل الصلاة والصيام: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ" سورة البقرة 183.

"كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ" سورة البقرة 216. وما هي الحالات الذي يحق للمسلم فيها قتل النفس بالحق ؟ وهل قتل غير المسلم يعتبر من حالات قتل الحق.

كيف يأمر القرآن بعدم القتل والله نفسه يحب القتال والمقاتلين : "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ" سورة الصف 4.

كيف يطالب القرآن المسلمين بعدم الاعتداء في الوقت الذي يطالبهم وبشدة بالاعتداء على الآخرين وذلك في قوله: "قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" التوبة 29. لاحظوا كيف أن الآية تبدأ بأمر (قاتلوا).

وفي قوله "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ" البقرة 193.

"وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه" سورة الأنفال 39.
وقوله: "فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" التوبة 5.

وإذا أراد المسلم أن يظهر الإسلام على أنه دين ضمن حرية العبادة للمخالفين، تراه يخرج من جعبته آية سورة البقرة: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغي" البقرة 256. هذه الآية من الآيات المنسوخات.

قال النيسابوري في كتابه الناسخ والمنسوخ : أنها الآية السابعة والعشرون بحسب تسلسل المنسوخ في آيات سورة البقرة نسختها آية السيف (التوبة 5). راجع الناسخ والمنسوخ للنيسابوري ص 96 -97.

سؤال : كيف لا يكون إكراه في الدين و"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون" الصف 9 والفتح 28. هل يناقض القرآن نفسه ؟
وإذا أراد المسلم أن يظهر الإسلام على أنه دين تسامح وعفو، تراه يخرج من جعبته آية سورة المائدة: "فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين" المائدة 13.
كيف يأمر بالعفو والصفح وهو الذي يأمر اتباعه بقتل المخالفين أينما وجودوا :

"وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ" البقرة 191. 
"فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ" النساء 89.
 "فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ" النساء 91.
"فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ" التوبة 5.

قال النيسابوري في كتابه الناسخ والمنسوخ عن آية السيف التوبة 5: هي آخر ما أُنزل من القرآن. هي الآية الناسخة، نسخت من القرآن مائة آية وأربعاً وعشرين آية - راجع المصدر السابق 284.

وإذا أراد المسلم أن يُظهر الإسلام على أنه دين تعامل بكل إنسانية مع أهل الكتاب، تراه يخرج من جعبته آية سورة العنكبوت: "ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ" العنكبوت 46.

قال النسيابوري  في آية سورة العنكبوت 46 فيها من المنسوخ آية واحدة : "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي انزل إلينا وانزل إليكم" العنكبوت 46. نسختها آية سورة التوبة 29 : "وقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" - راجع المصدر السابق ص 255.

وآية : "قُلْ يا أهل الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ألا نَعْبُدَ إلا اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا" آل عمران 64. وآية : "ادع إلى سبل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" النحل 125 منسوخة، نسختها آية السيف - راجع المصدر السابق  ص 210

وإذا أراد المسلم أن يظهر الإسلام على أنه دين ذو علاقة متميزة مع المسيحيين، تراه يخرج من جعبته آية سورة المائدة : "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى" المائدة 82.

كيف يكون النصارى أقرب مودة للمسلمين والقرآن يطالبهم بعدم التقرب لهم وعدم اتخاذهم أصدقاء وذلك في قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" المائدة 51

وإذا أراد المسلم أن يظهر الإسلام على أنه دين يساوي بين المؤمنين كافة، تراه يخرج من جعبته آية سورة البقرة"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون" البقرة 62 

سؤال : هل تتماشى آية سورة البقرة 62 مع قوله: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ" آل عمران 19.

"وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"  آل عمران 85.


"فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا" الأنعام 125.

وإذا أراد المسلم أن يظهر الإسلام على أنه قد آمن بالتوراة والإنجيل بعكس اليهود والمسيحيين الذي لا يؤمنون أن القرآن كتاب سماوي، تراه يخرج من جعبته آيات سورة المائدة : 

"وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ" المائدة 43. 
"إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ" المائدة44
"وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" المائدة46
"وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" المائدة 47.

كيف يطلب القرآن من اليهود والنصارى أن يحكموا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ من التوراة والإنجيل في الوقت الذي نسب لهما القرآن تهمة التحريف، وذلك في قوله: "مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ" النساء 46. "يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ" المائدة 13. "يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ" المائدة 41. 

سؤال : هل يعني طلب القرآن من اليهود والنصارى أن يحكموا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ من التوراة والإنجيل أن المسلمين عامة يؤمنون بصحة الكتاب المقدس الذي عند المسيحيين ؟! 

وإذا أراد المسلم أن يظهر الإسلام على أنه دين لم يفرق بين أنبياء الله وبين كتبه، تراه يخرج من جعبته آية سورة النساء: "وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" النساء 152. وآية سورة البقرة: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ" البقرة 285.سؤال : كيف لا تفرقون بين رسله وأنتم الذين جعلتم من ابن آمنة يتيم أبي طالب أفضل الخلق وأفضل وأشرف الأنبياء، ومن أجله خلق جميع المخلوقات ؟!

عن جابر بن عبد الله قال : قلت يا رسول الله اخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء. قال يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك (ملائكة) ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جن ولا أنس، فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء؛ فخلق من الجزء الأول القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء؛ فخلق من الأول السماوات ومن الثاني الأرض، ومن الثالث الجنة والنار، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء؛ فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين، ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله - راجع حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين 1/35 .

ولعل سؤالاً يجول في بعض الخواطر، أو يتردد على بعض الألسنة، وهو :

كيف يتحقق البر والمودة وحسن العشرة بين المسلمين وغير المسلمين، والقرآن نفسه ينهى عن مودة الكفار واتخاذهم أولياء وحلفاء في مثل قوله : "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم" سورة المائدة : 51،52.

كيف يمكن أن يتحقق احترام المسلمين لليهود والمسيحيين والقرآن يخاطبهم بالنجسين : "إنما المشين نجس" توبة 28. "الذين يضمرون الشر والحسد للمسلمين : ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم" البقرة 109.

كيف يمكن أن يتحقق احترام المسلمين لليهود والمسيحيين والقرآن يخاطبهم بأوصاف تحقيرية بشعة : "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً" الجمعة 5. "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً" ‏‏الفرقان 44، الإسراء 4. وهم أيضاً :
 الفاسقون : البقرة 59، المائدة 25
وهم الظالمون: الأعراف 148 و150
وهم المنافقون: الحشر 11.
وهم المفترون: آل عمران 24.
وهم الكافرون: النساء 155 والتوبة 30.
وهم المشركون: التوبة 31.
وهم الذين حرفوا الكتاب المقدس:البقرة 75، النساء 46، آل عمران 78.
وهم الذين اتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله: التوبة 31
وهم القردة والخنازير: البقرة 65، المائدة 60، الأعراف 166
وهم الذين يسعون في الأرض خراباً: المائدة 33 و64

إن أوامر القرآن وتعاليمه واضحة وصريحة: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء" نهي عام بعدم اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ولا أصدقاء - راجع آل عمران 118.

سؤال : أليس هذا هو النفاق بعينه ؟ أليس هذا هو الإرهاب بعينه ؟ والعنصرية بعينها ؟

إن استشهاد المسلمين بآيات منسوخة لإظهار فضائل الإسلام لهو دليل على إفلاس الإسلام من كل ما هو صالح ومفيد .. الأمر الذي اضطرهم للجوء لاستعمال التقية (النفاق) لإظهار سماحة ورحمة ومسالمة الإسلام بآيات منسوخات، أي آيات لا حكم شرعي لها لأنها قد أُلغيت (نُسخت) أي أُزيلت وإن بقي حرفها ونصها موجودا  في القرآن

السبت، 20 ديسمبر 2008

القرآن و السنة و الكذب


التقية و الدعوذة

يحاول المجاهدون كل جهدهم، من خلال وسائل إعلامهم وإعلانهم المختلفة، نفي وإبعاد صفة العنف والإرهاب عن الإسلام، وإظهاره على أنه دين سلام وسلم وسماحة لا كراهية فيه ولا عدوان منه.

" والتاريخ يشهد كيف أن المسلمين قد عاملوا  وتعاملوا مع أهل الكتاب في كل زمان ومكان باحترام وعدل ورحمة وتسامح. لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين. لكن أعداء الإسلام - من اليهود الحاقدين والنصارى المشركين - الذين يكيدون له ويتربصون بأهله يحاولون أقصى جهودهم تشويه سمعة وصورة الإسلام والمسلمين. وذلك خوفاً من سرعة انتشار الإسلام العظيم، ومن الصحوة الإسلامية المباركة، وحسداً من عند أنفسهم كما أخبر بذلك العزيز الحكيم في كتابه الكريم: " ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد أيمانكم كفاراً حسداً من أنفسهم " البقرة 109.

"   لم يترك المغضوب عليهم ولا الضالون فرية إلا ونسبوها للإسلام الوديع والسمح، من تلك الافتراءات أن (الإسلام دين شجع ومارس العنف والإرهاب مع غير المسلمين). (إنه دين قد اعتمد على السيف لنشر تعاليمه وكلغة للحوار). (إن المسلمين قد أجبروا الكثير من الناس على الدخول في الإسلام ونبذ معتقداتهم عملاً بتعاليم الإسلام). (شريعة الإسلام سلبت حقوق وحريات غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، وتعاملت معهم وعاملتهم بطرق غير إنسانية لا تتمشى وروح الدين وأخلاقياته، ولا مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان). إلى آخر الدسائس والافتراءات التي لا حصر لها والمنسوبة زوراً وبهتاناً للإسلام السمح والوديع"

بعد تلك الاسطوانة المشروخة من كثرة الإعادة، يبدأ المسلمون بالاستشهاد ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والخطب العصماء الفصيحة كلسان قريش والتي ترمي بكامل المسؤولية على أعداء الإسلام الذين يحاولون أقصى جهودهم لتشويه صورة الإسلام السمح : 

 " عباد الله الصالحين يا خير أمة أخرجت للناس؛ إن اليهود الحاقدين أحفاد القردة والخنازير والنصارى المشركين الذين يسعون في الأرض فساداً يحرفون الحقائق عن موضعها بافتراءات مفادها أن الإسلام دين قام على العنف والإرهاب، وأن الإسلام السمح والمسالم قد علم أتباعه العدوانية وكراهية الآخرين".

  "  لقد فات المغضوب عليهم والضالون أن الإسلام قد نهى المسلمين وبشدة من الاعتداء على الآخرين بقوله تعالى "لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" البقرة 190.

   "  لقد فات الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أن الجهاد في الإسلام إنما شُرع لرد أذى المعتدين ولم يشرع الجهاد للاعتداء على الآخرين وإجبارهم على الدخول في الإسلام، وهذا واضح في قوله تعالى "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" البقرة 190. "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق" الأنعام 151. "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" النحل 125

   " لكن أعداء الإسلام من يهود حاقدين ونصارى مشركين قد عبروا عن كلمة (الجهاد) بالحرب المقدسة التي تطول بسيفها الإلهي المسلول جميع الذين هم غير مسلمين. وقد فسروها تفسيراً منكراً وتفننوا فيها وألبسوها ثوباً فضفاضاً من المعاني المموهة والملفقة، وقد بلغ الأمر في ذلك أن أصبحت    " كلمة (الجهاد) عندهم عبارة عن شراسة الطبع والخلق والهمجية وسفك الدماء. وقد كان من لباقتهم وسحر بيانهم وتشويههم لوجوه الحقائق الناصعة أنه كلما سمع الناس كلمة (الجهاد) تمثلت أمام أعينهم صورة مواكب من الهمج المحتشدة، مصلية سيوفها، متقدة صدورها بنار التعصب والغضب، متطايراً من عيونها شرار الفتك والنهب، عالية أصواتها بهتاف "الله أكبر" زاحفة إلى الأمام، ما أن رأت كافراً حتى أمسكت بخناقه وجعلته بين أمرين : إما أن يقول كلمة (لا اله إلا الله) فينجو بنفسه وإما أن يُضرب عنقه فتشحب أوداجه دماً. وقد رسم الدهاة هذه الصورة بلباقة فائقة وتفننوا فيها بريشة المتفنن المبدع، وكتبوا تحتها: (هذه الصورة مرآة لما كان بسلف هذه الأمة من شره إلى سفك الدماء وجشع إلى الفتك بالأبرياء).

    " ولا يسعنا هنا إلا أن نقول لجميع الذين وقعوا تحت تأثير الخبث والدهاء الصهيوني والصليبي : لا تقلقوا أيها السادة نحن مجرد دعاة مبشرين ندعو إلى دين الله، دين الأمن والسلام. نبلغ كلام الله تبليغ الرهبان والدراويش والصوفية بالحكمة والموعظة الحسنة، ونجادل من يعارضنا بالتي هي أحسن بالخطب والرسائل والمقالات حتى يؤمن من يؤمن بدعوتنا عن بينة. أيها السادة لا تقلقوا فهذا ليس جهادنا. جهادنا هو الجهد الإنساني المتواصل في طاعة الله ورسوله، جهادنا هو جهاد باللسان والقلم والكلمة والموعظة الحسنة. هذه هي دعوتنا لا تزيد ولا تنقص. أما السيف والقتال به فمعاذ الله أن نمت إليه بصلة. اللهم إلا أن يُقال إننا ربما دافعنا عن أنفسنا حيثما اعتدى علينا أحد.

   " يقول شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه الجهاد 1/9-10 : "إن شريعة الإسلام ترفض القوة لإجبار الناس إلى اعتناقه، ونبيه صلعم لا يرضى بغير الإقناع العقلي بديلاً لدخول الأفراد في الإسلام! يقول الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم - عندما رغب في إيمان بعض أقاربه وألح عليه في ذلك - "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين". ويقول تعالى للبشرية كلها "لا إكراه في الدين" والدعوة إلى الدين في شرع الإسلام يجب أن تكون بالكلمة الطيبة والإقناع السليم. يقول تعالىدع إلى سبل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".

     " ويقول الشيخ يوسف القرضاوي : "لم يشهد تاريخ الأديان تسامحاً نظير تسامح الإسلام والمسلمين مع غير المسلمين في المجتمع الإسلامي وخارجه قديماً وحديثاً. إن تاريخ التسامح الإسلامي مع أهل الأديان الأخرى تاريخ ناصع البياض، وقد شهد التاريخ  كيف عاش هؤلاء في غاية الأمان والحرية والكرامة داخل المجتمع الإسلامي باعتراف المؤرخين المنصفين من الغربيين أنفسهم، ولكن قوماً لبسوا مسوح العلم يريدون أن يُقَوِّلوا هذا التاريخ ما لم يقله، ويحمِّلوه ما لم يحمله عنوة وافتعالاً يصطادون في الماء العكر. وفي سبيل هذه الغاية الشريرة جَهِدوا جَهْدهم أن يشوهوا تاريخ التسامح الإسلامي الذي لم تعرف له الإنسانية نظيراً، متذرعين بحوادث جزئية قام بها بعض العوام أو الرعاع في بعض البلاد وبعض الأزمان نتيجة لظروف وأسباب خاصة تحدث في كل بلاد الدنيا إلى يومنا هذا  – راجع غير المسلمين في المجتمع الإسلامي للشيخ يوسف القرضاوي.

في جعبة الداعية المسلم كل شيء جاهز، وكل شيء موجود تحت الطلب. ما على السائل إلا أن يحدد مطلبه؛ خطب عصماء، أحاديث وروايات، حجج وأعذار شرعية، أحاديث قدسية، وآيات قرآنية