الخميس، 15 أغسطس 2013

من سجع الكهان إلى سجع القرآن





 «كان النبيّ في أغلب مراحل دعوته الدينيّة، يطلق ما يدور في خلده، وهو صادق الاستغراق والغيبوبة، في جمل مؤثرة يغلب عليها التقطع والإيجاز، وتأخذ طابع سجع الكهان... أمّا في المدينة.. فإنّ مواعظه وتشريعاته، وإنِ احتفظت بقافية السجع التي كثر مع ذلك عدم إحكام تناولها، قد تحوّلت إلى نثر خالص، كان على محمد نفسه، أن يبتكر أسلوبه، على الرغم من أنه كان يعوزه استعداد لغوي خاص، كما كان يعوزه كل نمط من الدرس والتعليم».
 كارل بروكلمان(1) 

«كانت لعبد الله بن رواحة جارية يستسرها سراً عن أهله، فبصرت به امرأته يوماً قد خلا بها فقالت: لقد اخترت أمَتك على حرّتك فجاحدها ذلك: فقالت: فإن كنت صادقاً فاقرأ آية من القرآن - وفي رواية: وقد عهدته لا يقرأ القرآن وهو جنب - فقال:

 شهدت بأن وعد الله حق ... وأن النار مثوى الكافرينا [من الوافر]

 قالت: فزدني آية أخرى، فقال:

 وأنّ العرش فوق الماء طاف ... وفوق العرش ربّ العالمينا

 فقالت: زدني آية أخرى، فقال:

 وتحمله ملائكة كِرام ... ملائكة الإله مقربينا.... »(2)الخ. 

لماذا لم تكن امرأة ابن رواحة تستطيع أن تفرق بين الشعر وبين القرآن؟ ألهذه الدرجة كان عندها انعدام حسّ ذوقي حتى لا تستطيع التمييز بين بيت الشعر وبين الآية من القرآن؟ هل كان ذلك بسبب أنه فقط لورود كلمات من ذلك الشعر تتماثل مع ما أتى به القرآن؟ (مثل الألفاظ التي وردت في تلك الأبيات: وعد الله حق، مثوى الكافرين، ملائكة كرام...الخ). المشكلة كما نلحظها أعمق من تشارك القرآن والشعر بنفس المفردات، المشكلة هي في الشكل الغنائي والمقفى للقرآن مع أبيات الشعر. لا، بل الأغرب أن الشاعر عبد الله بن رواحة (أحد صحابة وشعراء محمد) كلما قالت له زوجته زدني آية، فيزيدها بيتاً من الشعر! هل من الغريب أن نؤكد أنّ عرب محمد لم يكونوا يفرقون بين بيت الشعر وبين سجع الكهان وبين القرآن؟ لا بد أن ندرك أنّ طبيعة اتهام قريش لـ محمد، بأنه مرّة "شاعر" ومرة أخرى بأنّه كاهن، أنهم في الواقع لم يكونوا يستطيعون التفريق بين الأجناس الأدبية وبين ما كان يتلفظ به محمّد.

ومن هنا نفهم طبيعة التقلب في كيل الاتهامات ضده ما بين شاعر أو عرّاف أو كاهن [الحاقة: 42]، كما قرأنا في عدم تفريق امرأة ابن رواحة بين القرآن وشعر زوجها. 

في الحقيقة لقد أدركت قريش تماماً (وهي لسان القرآن كما في نسخة القرآن التي بين أيدينا) بأن المناخ اللاهوتي الذي ينطلق منه محمد هو نفسه –بشكل قل أو كثر- الذي ينطلق منه شعراؤهم وكهّانهم، ذلك أن العرب استمرّوا: «مدّة غير قصيرة يعتقدون أن القرآن طريقة من الإنشاد .. فأخذوا ينعتون النبي بـ الشاعر تارة، وبـ الكاهن أخرى، وهذا النعت الأخير يدل على عدم تفريقهم بين الشعر والسجع المنسوب إلى الكهّان(3)... والأغرب أن هذا الخلط لم يقف عند أجلاف البدو والجهلة، بل كان يتجاوزهم إلى الخطباء، وهم علماء المسلمين إذ ذاك. فقد ذكر ابن عساكر حادثة يؤخذ منها أن بعضهم كانوا في أثناء خطبهم على منابر الجوامع وفي مجتمعات المؤمنين يوردون أحياناً الأبيات الحكمية والأمثال السائرة على أنها آيات منزلة»(4). لذا، ليس غريباً أنّ امرأة ابن رواحة لم تكن تستطيع التمييز بين الآية القرآنية وبين بيت الشعر. ومن هنا يحق لنا أن نسأل السؤال التالي:

هل كان عند محمد أصلاً آلية تمييز حقيقية للتفريق يبن أقواله القرآنية وبين الأجناس الأدبية السائدة في عصره؟ ما الذي يضمن لنا أنه كان واعياً مثلاً أنّ ما يقوله ينتمي للقرآن، وما يقوله الكهّان ينتمي إلى جنس السجع؟ هذا فضلاً عن امتلاك صحابته لآلية التمييز هذه؟؟ ولا يرد على هذا أنه ورد عن محمد أنه ذمّ سجع الكهان، فإذا صحّ هذا عنه، فإنه كان في يثرب، الأرض التي نما عليها مشروعه السياسي والإيديولوجي ونما بالتالي وعيه وعقله، لكن ذلك كان على حساب أسلوب القرآن والذي ضاع وهجه المكي إلى الأبد؛ ولا بدّ أن نعلم من جهة أخرى، أن كلّ الأحاديث المحمدية هي يثربيّة ولا تنتمي للمرحلة المكّية (موضوع حديثنا). وهذه النقطة لا بد أن ننتبه إليها.

إنني أسأل تلك الأسئلة لأنّنا سنعلم لاحقاً المدى الكبير في تقاطع آيات القرآن، بالأخصّ من الناحية الشكلية مع سجع الكهان، والصعوبة الشديدة إذا أردنا فرز القرآن المكي الباكر عن سجع الكهان. ومن جهة ثانية، إن قراءة تاريخية دقيقة لمراحل تكوّن القرآن ستبين لنا أنّ محمداً بقي فترة غير قصيرة لم يسمِّ ما يقوله بأنه «قرآن»، حيث إنّ إعلانه عن تسمية خطابه بأنه قرآن لاحقٌ في يثرب. ومن جهة ثالثة سندرك أيضاً أنه حتى ردّ محمد للتهمة عنه بأنه ليس كاهناً، لم يأت إلا في أواخر المرحلة المكية، عندما أصبح واعياً لهذه التهمة والاستحقاقات التي تلحق بها؛ وإلا لماذا لم ينف عن نفسه الكهانة طيلة الفترة المكية؟(5). 

سيحيلنا درس كهانة أو نبوءة محمد (سنناقش هذا في الجزء الثالث) في محاولة درسها من خلال الخطاب القرآني، إلى التركيز على نقطتين:

الأولى: تفكيك الخطاب الذي كان ينطق به محمد، أي بنية القرآن، وخاصة المكي منه، وعزله عن المدني، ومن ثم إعادة زرعه في تربته الأصلية التي أنتجته، وفكّ الوشائج التي يزعم أنه مترابطة داخل متنه (كتاب "أسرار ترتيب القرآن" للسيوطي مثلاً)، ومن ثمّة، اكتشاف التناصّ القوي الذي تتنفس به نصوصه مع الثقافات الحافّة به؛ وهنا في سياقنا: ثقافة الكهان وسجعهم، وبالأخص اكتشاف التناص القوي بين النصوص المكية الأولى مع الحوامل التاريخية والنصية التي أنتجته.

الثانية: المضمون العقيدي لكل من محمّد والكهّان حوله، وخاصة في تصورهم للآلهة الذين يبدعون الرسائل لمبعوثيهم على الأرض من جهة، وتصورهم أيضاً للوسطاء من الأرواح، أي ناقلي هذه الرسائل من جهة ثانية. وهنا سنكون ملزمين للعمل ضمن منظور تاريخي في استجلاء تطور المفاهيم الثيولوجية لمحمد وتقاطعاتها مع ثيولوجيا الكهان، وخاصة في التربة المكية. 

في الواقع لقد انتهى الرأي الاستشراقي بما يخص -مثلاً- القَسَم (Oath) الوارد في القرآن بأشياء الطبيعة، أن القرآن اتبع في ذلك طريقة العرب في تعظيمها للموجودات: فكما أنّ الكهان كانوا يقسمون بالنجوم وأنواعها ومواقعها، فكذلك القرآن اتبع الأسلوب نفسه. وفي اعتقادي أنه على وجاهة هذا الرأي العلمي الذي استطاع أن يتجاوز الطرح الكلاسيكي الإسلامي قليلاً ما، إلا أنه بقي قاصراً في إدراك كنه القَسَم، ولماذا تحديداً يقسم محمد بهذا الشيء، ولا يقسم بذلك الشيء؟ ثمة ناحيتان سأناقشهما في موضوعة القسم الكهاني والقرآني، لنتبين بذلك قصور الرأي الإسلامي والاستشراقي:

 1- الأصل الوثني للقسم:

 
- عدم انتظام القرآن في اختيار المُقسَم به، أو بالأحرى المدى الضبابي في استخدامه على المستوى الثيولوجي (وهو موضوع الجزء الثالث). 



الأصل الوثني للقَسَم في القرآن:

يقرّ الخطاب الإسلامي بأنّ الكهان الذين سبقوا محمداً بأن طبيعة وحيهم، وبالتالي سجعهم الخطابي ارتبط بنحو وثيق بالأوثان؛ وبالتالي إن مسألة قراءة الأقسام التي كانت ترد على ألسنتهم ترتبط بشكل مباشر بما كان معظماً عندهم أو بما كانوا يعبدونه من أوثان كما سنرى. وغالب ما كان يقسمون به هو الظواهر الطبيعية(6). لكن الشيء المحير حقيقة أنهم يتوقفون بهذا الإقرار إذا وجدنا هذه الأقسام ترد على لسان محمد ذاته في القرآن! فقد لجأ القرآن إذا أراد إثبات أمر أو نفيه، لاستخدام أسلوب الكهان ذاته بالقسم بظواهر الطبيعة، ذلك أن الكهان كانوا يعمدون إلى القسم بهذه الظاهر: «من كواكب ونجوم وشمس وقمر ورياح وعواصف وسحب وليل ونهار.. (7)».

من حيث المنطق، آلهة عليا تقبع في السماء، اسمها الله، لن تحتاج لأن تقسم بما هو أدنى منها، وخاصة أنّ هذه الآلهة هي التي خلقتها، فكيف تقسم بها!؟ لكن إنّ رب محمد قد أقسم بما هو أدنى منه من كائنات الوجود، من شمس وقمر وضحى وليل...الخ. وهذه النقطة بالتحديد لم تدرس إلى الآن، سواء في ميادين الدراسات الغربية أو الدراسات الإسلامية.

كانت العرب تقول أنّ القسم لا يكون إلا باسم معظم (الغاية من القسم هو تأكيد الخبر وتحقيقه للسامع بما سيخبر به)، وهكذا أقسم رب محمد بنفسه كما يشير السيوطي سبع مرات «إيْ وربي، قل بلى وربي لتبعثن، فوربك لنحشرهم والشياطين، فوربك لنسألنهم أجمعين، وربك لا يؤمنون، أقسم برب المشارق والمغارب»، وبالتالي حينما يقسم رب محمد بالقمر، فهذا يدل على أن القمر لفظ معظم (سنأتي على هذا لاحقاً) وقل الأمر نفسه عن الموجودات الأخرى.

ما زال الخطاب الديني المعاصر يحمل تهافت الخطاب التراثي وتناقضاته، ليس في أمر القسم فقط بل في جل القضايا التي ورثها عنه. إنّ منطق الخطاب الإسلامي الآن هو نفسه للأسف، الذي قدمه التراثيون في تفسير القسم، وهو تفسير في الواقع، بقدر ما يعبر عن ركاكة وبساطة في الرؤية، بقدر ما هو تشويه وعكف للواقع والتاريخ معاً، وذلك انتصاراً للجهل والأسطورة. هكذا، سيفسر السيوطي القسم في القرآن حينما يقسم الرب بموجوداته بأنه حينما يقسم بالشمس مثلاً، فإن التقدير أي برب الشمس(8)! وكأن رب الشمس عاجز عن وضع لفظة رب أمام كلمة الشمس! طبعاً ما أسهل اختراع القواعد اللامقدسة عند العرب، وما أسهل نفيها أيضاً إذا اقتضت الضرورة، فما بالنا إذا تم الاقتراب من الخطاب القرآني، ومن جهة أخرى، السيوطي لا يجيب عن تسمية سورة بأكملها هي سورة الشمس، فلماذا لم تكن بحسب منطق السيوطي ومعه الخطاب الديني سورة: "رب الشمس" التي أقسم فيها محمد بالشمس؟؟!

ثمة ملاحظة أيضاً لا بد من إيرادها، وهي ورود القسم في القرآن بطريقة غامضة بعض الشيء، لا يمكن الكشف عنها إلا بتحليل نصي ليس المجال الآن للقيام بذلك، وذلك حينما يرد القسم ويبدأ بصيغة "لا" أو "فلا" (وردت ما يقارب فوق ثماني مرات في القرآن)، مثل أن يقسم بـ "مواقع النجوم"! كما في قوله: «فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم»[الواقعة:75]. وقد ذهب جلّ المفسرين الإسلاميّن في هذا إلى أن معنى "لا" أي: لأقسم أو سأقسم أو أقسم كما أورد الطبري(9)، فـ "لا" هنا ليست كما توحي لأول وهلة أنها تنفي القسم، بل هي لتأكيد القسم! وما يزيد الغموض أكثر أن هذه الصيغة من القسم (وحتى المقسم به) لا ترد إلا في القرآن المكي وخاصة في بواكيره، أما في القرآن اليثربي فإننا لا نعثر على هذه الصيغ.

 وإذا كان صحيحاً احتجاج السيوطي الثاني(10) بأن القرآن جرى في هذه الأقسام في تعظيمها لأن العرب كانت تعظمها، فهو بالرغم من أنه صحيح، إلا أنّ الأمر ليس بهذه البساطة، ذلك أن هذا التفسير هو من قبيل تحصيل حاصل، وللأسف هناك كبار من المستشرقين مشوا على هذا القول (نولدكه مثلاً(11))؛ ومن جهة أخرى، لماذا لم يقف القرآن منها موقفاً سلبياً، كونها كانت ترد ويقسم بها الكهنة الوثنيون بما كانوا يعبدون؟؟ نعم القرآن خاطب العرب بلغتهم وجرى في أساليبه كما هي أساليبهم (وهذا لا بد من التشديد عليه بكل ما يحمله من استحقاقات خطيرة)، لكن ماذا بإمكاننا أن نفسر قسم القرآن، وهو نفسه الذي كان الكهان يقسمونه: «كلا والقمر» [المدثر34: 32]؟ ولماذا القمر بالتحديد، وليس الضفدع مثلاً أو البعوضة التي لم يتحرج رب محمد أن يضرب بها المثل(12)، وخاصة أن كل هذه المخلوقات من خلق الله؟ حتى جواد علي يذهب إلى القول الذي نحن بصدد نقده، من غير أن يقدم أي تفسير للقسم في القرآن سوى أنه نزل بلسان العرب، رغم أنه يحمل لهجة استنكار على مفسري القرآن: «ولو فكروا إن هذا النوع من القسم، هو أسلوب من أساليب العرب في القسم قبل الإسلام، وأن القرآن إنما نزل بلسان العرب، ولذلك اتبع طريقتهم في القسم، لأنه خاطبهم على قدر عقولهم وبلغتهم، عرفوا السبب، ولا زال الأعراب على سجيتهم القديمة في القسم بهذه الأشياء، يقسمون بها كما يقسم المتحضر بأعز شيء عنده(13)».

 لكي تتوضح الصورة أكثر سأستعرض بشكل مختصر جداً بعضاً من أقسام الكهان وأقسام القرآن، وندرس واحدة منها فقط لضيق المساحة:

في تماثل أقسام الكهان مع أقسام القرآن:

كثيرة هي الأمثلة التي يمكن أن نقرأ من خلالها تقاطع أقسام الكهان مع القرآن. سأورد بعض الأمثلة لضرورة البحث:

 - يقسم ربّ محمد بـ "الشفق" كما في قوله: «فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَق»[الانشقاق:16] أي أقسم بالشفق كما ذهب المفسرون، والشفق هو ضد الغسق (غسق الليل). هكذا نجد أن الكاهن سطيح قد أقسم بشكل سجعي قوي أيضاً بالشفق، وأيضاً بالغسق: «والشفق والغسق والفلق اذا اتسق، إن ما أنباتك به لحق(14)». وفي الواقع إن القسم بالنور والظلام أو بالليل والنهار يتكرر كثيراً في القرآن، وهو الذي أوضحه الطبري في معرض تفسيره الآية السابقة، حيث يقول: إنّ «الله أقسم بالنهار مدبرا، والليل مقبلا(15)»، أو كما نقرأ على لسان أحد الكهان قسماً مسجعاً: «أحلف بالنور والظلمة، وما يتهمامة من بهمة، وما بنجد من أكمة، لقد خبأتم لي أطباق جمجمة، مع الفلندح أبي همهمة(16)»، أو كما نقرأ في القرآن: «وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى» [الضُّحى:2] أو «وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَر/ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَر»[المدَّثر:33- 34]..الخ. هذا القسم يتكرر أيضاً كما في هذه الأقوال الكهانية: «والليل الغاسق/ واللوح الخافق/ والصباح الشارق(17)»، أو كما في هذه الصيغ القسمية: «والليل الأطحم...والليل الدامس(18)»...الخ. وكذا نقرأ من مختصر تاريخ دمشق على لسان الكاهن سطيح: «والليل إذا أظلم والصبح إذا تبسم» وهذا يذكرنا بسجع سورة التكوير مع اختلاف بسيط: «وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَس/ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّس»[التكوير:17-18]، ولا يخفى ما في كلام سطيح وكلام القرآن من تعسف حفاظاً على قافية السجع.

 -يقسم رب محمد بـ "السماء" «وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا»[الشمس:5] كما يذهب القرطبي في تفسيره، وأيضاً مثله: «وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوج»[البروج:1] إلا أننا نجد أن هذه الصيغة أي صيغة القسم بالسماء وكواكبها أو أبراجها تتكرر كثيراً سواء في القرآن أو في أقوال الكهان، كما نقرأ على لسان أحد الكهان يقسم بالسماء والأبراج: «أقسم بالسماء ذات الأبراج والأرض ذات الأدراج والريح ذات العجاج والبحار ذات الأمواج والجبال ذات الفجاج(19)»، أو في قول كاهن آخر(عزى سلمة): «والأرض والسَّماء، والعقابِ الصَّقْعاءُ، واقعةً ببقعاءُ، لقد نَفَّر المجدُ بني العُشَراءِ، للمجْد والسَّناء(20)» أو ما جاء على لسان إحدى الكاهنات: «أما والسماء ذات العنان، والشجر ذات الأفنان(21)» (لقد ورد لفظ أفنان أيضاً في القرآن في سورة الرحمن، آية 48).

 - أما القسم بالنجم الطارق فإننا نقرأ ما يلي من القرآن: «وَالسَّمَاء وَالطَّارِق»[الطارق:1] والقرآن نفسه يفسر ما هو هذا الطارق، فهو: «النَّجْمُ الثَّاقِب» [الطارق:3]. يمكن أن نقرأ قريباً من هذه الصيغة ما يلي على لسان الكاهنة زبراء التي أتينا على ذكرها سابقاً: «والليل الغاسق/ واللوح الخافق/ والصباح الشارق/ والنجم الطارق/ والمزن الوادق/...(22)» أو على لسان كاهن آخر: «والليل إذا عداها/ يطلبها ليغشاها(23)».

 - نقرأ أيضاً من القرآن عدة مرات يقسم فيها رب محمد بـ "الشمس" كما جاء: «وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا/ والقمر إذا تلاها/ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا...»[الشمس:1-3]. هكذا نجد أن رب مسيلمة أيضاً يقسم بنفس صيغة رب محمد، أي بالشمس وبالتزام الصيغة السجعية نفسها، يقول رب مسيلمة أيضاً: «والشمس وضحاها/ في ضوئها وجلاها.... فأدركها حتى أتاها وأطفأ نورها ومحاها(24)».

 أما بخصوص القسم بـ "القمر"، فيمكن أن نقرأ ثلاثة أقسام به في القرآن: «كَلا وَالْقَمَر»[المدَّثر:32] (وانظر: [الشمس:2])، وأيضاً: «وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَق»[الانشقاق:18] . والقسم بالقمر هنا معطوف على قسم الرب بالشفق، والليل، فيقول الرازي في هذا السياق، ولكن ليبرر هذه الأقسام: «إنه تعالى أقسم بهذه الأحوال المتغيرة على تغير أحوال الخلق»، ومن المفيد أن نعلم أن القسم بالقمر وضوئه يعتبر من أركان عقائد الكاهن حينما يريد أن يؤكد أمراً، هكذا نقرأ قسماً لأحد الكهان بالقمر: «والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر(25)».

مرة أخرى، ما هو التفسير الحقيقي لتلك الأقسام التي أتينا على بعضها آنفاً، والتي كما رأينا اشتراك محمد والكهان في استخدامها؟ إنّ قراءة تاريخية متأنية لها يمكن أن تسفر عن بعض النتائج المهمة. إننا نقرأ في القرآن مثلاً، وعلى ألسنة الكهان أيضاً، كم ورد القسم بالكواكب السماوية أو بالأبراج أو بالسماء ذاتها. وفي الواقع إن هذه الكواكب كان لها دلالات وثنية عند العرب، حيث كانوا يعبدونها. لذلك ليس غريباً أن يقسموا بما هو معبود، أو على الأقل كما كانت تقول العرب أنهم لم يكونوا يقسمون إلا بما هو معظم عندهم، لذلك نقرأ مراراً أن الكاهن لم يكن يبدأ خطابه السجعي إلا بالقسم للتأكيد على ما سيخبر به.

وهذا المنطق الوثني سيستمر مع محمد، فهو لن يبدأ خطابه في كثير من مواقع القرآن إلا بالقسم بهذه بظواهر الطبييعة كما رأينا أنفاً في بعض الأمثلة التي أتينا عليها. ولنشدد مرة أخرى، أن هذه الأقسام كانت في غالبيتها تنتمي إلى بواكير الخطاب القرآني في مكة، ومن هنا الإلحاح دائماً على قراءة السياق التاريخي بكل ما يحتمله من استحقاقات قبل القيام بأي قراءة للنص المحمدي. سأكتفي بمناقشة سريعة لمثال واحد لما نحن بصدده، ولضيق المساحة هنا فإنني لن أستطرد به، لعلّه يُترك إلى أبحاث متخصصة أخرى، وهو القسم بالشمس، سواء على لسان محمد أو على لسان الكهان.

القَسَم بالشمس كمثال:

لقد ذكرت الشمس في القرآن "33" مرة تقريباً. ويعود قسم محمد والكهان بها، إلى أنها كانت ترتد إلى جذور وثنية، حيث كانت تُعبد من قبل العرب من بين العبادات الوثنية التي كانوا يدينون بها؛ ويبدو أن هذا الوضع قد استمر إلى حين ولادة المشروع المحمدي أوائل القرن السابع أو ربما سبقه بفترة زمنية ليست طويلة، لذلك نقرأ تسميات كان بعض العرب مشهورين بها مثل تسميات بعض الأشخاص: "عبد شمس" أو "عمرو الشمس" كما عند العرب الشماليين أو "امرئ الشمس" أو "عبد الشارق
، كناية عن إشراقة الشمس(26). حتى أنّ القرآن ذاته أشار إلى هذه العبادة عند العرب بقوله: «لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ ولا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ» [فصلت: 37]، أو في إشارة عابرة إلى عبادة البابليين لها [انظر: الأنعام: 74-78]، إضافة إلى إشارته لعبادة السبأيين (أهل سبأ) [انظر سورة النمل: 22- 25]. ويذكر الأب لويس شيخو: «فإن بين الكتابات التي وجدت في بابل كتابة لتغلتفلاسر يذكر فيها انتصاره على مدينة دومة الجندل وظفره بملكتها التي كانت كاهنة للإله شمس A. Layard: Inscriptions, P72(27)». وقد ذكر أن شمساً كانت صنماً لبني تيم وكان لها معبد أو كما أكد ابن الكلبي أن الشمس صنم قديم (جمهرة اللغة). ولأن تيماً كانت تعبد الشمس، فقد اشتهرت قبيلة باسم: "عبشمس" والنسب إليهم عبشمي، كما يقول الشاعر (جمهرة اللغة):

إذا ما رأت شَمْساً عَبُ الشّمْسِ شمّرَتْ ... الى رَمْلِها والجارميُّ عَميدُها

وكثيراً ما اشتهرت الشمس أنها تشكل بمثابة الثالوث الإلهي المقدس عند عرب الجنوب خاصة، إضافة للزهرة (Venus) والقمر بكونها مؤلهات فلكية كما يعتقد لاندغون(28) مستنداً على نقوش يمنية وحضرمية ترجع إلى عهد الحضارات اليمنية الجنوبية المندثرة. وفي الواقع لقد كان هذا الثالوث الإلهي يشكل بمثابة الآلهة العليا أو أسياد أبراج السماء كما هو الحال عند البابليين(29).

ومن هنا يمكن أن نقرأ استمرار هذا التقديس الوثني لكواكب السماء في ثيولوجيا محمد والتي نستطيع أن نقرأها من القرآن ذاته، ولكن بعين تاريخية. لذا لن نستغرب من تسمية سور بأكملها طبقاً لآلهة العرب: سورة الشمس، سورة النجم، سورة القمر، لا بل إن سورة كاملة تتعنون بـ سورة البروج! وأيضاً لن ندهش أن يقسم محمد مراراً وتكراراً بهذه الآلهة كما رأيناه عند الكهنة الوثنيين الذين يعبدونها: «وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا/ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا/ وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا.. »[الشمس:1- 5]، «كَلاَّ وَالْقَمَر»[المدَّثر:32]، «وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوج»[البروج:1]..الخ.

هكذا تظهر لنا أهمية المقاربة التاريخية لأقسام القرآن الوثنية ووضعها في نافذتها الليتوروجية التي كانت تنضح من خلالها، بغض النظر عما ألحق بها لاحقاً من تشويهات في تفسيرها سواء على أيادي التراثيين أو حتى إلى حد ما مع بعض المستشرقين وخاصة المعاصرين ( بعض من الاستشراق الفرنسي على وجه الخصوص). بقيت النقطة الأخيرة، وهي التي تتعلق بالمقاربة الكرونولوجية لهذه الأقسام ضمن السياق التاريخي لدعوة محمد. إننا في الواقع لن نستطيع أن نرسم لوحة دقيقة نؤرخ فيها خطاب محمد وتحديد المراحل المهمة التي كان يشهدها أسلوبه القرآني ومخياله الديني. لكن بإمكاننا أن نغامر بالقول أن هذه الأقسام (وخاصة بالآلهة الوثنية) تنتمي إلى بواكير الخطاب المحمدي بشكل خاص، وخطابه المكي بشكل عام، يمكن أن نقرأ بعض الأمثلة بشكل سريع:

بعض من الأقسام الوثنية الأخرى (محمد والكهان) من ناحية كرونولوجية:

 - القسم بالآلهة الشمس وبعل القمر (بعض المستشرقين يرى أن القمر هو عينه الله) في سورة الشمس. تنتمي هذه السورة إلى الخطاب القرآني المبكر جداً؛ ففي رواية ابن عباس(30) فإن ترتيبها يقع 23، بينما في ترتيب نولدكه(31) رقم 16، وإضافة إلى ذلك، نجد في نفس السياق أن الرب يقسم بالليل والنهار والسماء والأرض والنفس.. [1- 7].

 - القسم بالطارق، النجم الثاقب، في سورة الطارق، والتي تنتمي أيضاً إلى الخطاب القرآني الباكر، حيث تأخذ ترتيباً كرونولوجياً ملفتاً وهو رقم 15 بحسب نولدكه (مرجع سابق) ورقم 33 بحسب ابن عباس.

 - القسم بالصافات، وهنّ الملائكة التي كانت تعتبرها العرب من بنات اللات أو الشمس، إذا اعتبرنا أن اللات هي عينها الشمس أو التي تماثلها(32)، وفي نفس السياق يقسم رب محمد بزاجرات السحب، إضافة إلى قسمه بالأنهر...الخ. يقع ترتيب هذه السورة المصاغة أوّلها سجعياً على الألف والتنوين [1-3]. كما في رواية ابن عباس تحت رقم 52، بينما عند نولدكه رقم 50، أي في المكية الفترة الثانية.

 - القسم بالسماء ذات الأبراج الإلهية: «والسماء ذات البروج» (وللعلم إن الكواكب السماوية كانت تعتبر عند الساميين صورة الآلهة، والكون هو نسخة عن تلك الأجرام السماوية الإلهية Heavenly Bodies)، وكما ذكرنا فقد وردت سورة كاملة إسمها البروج. يقع هذا القسم في الترتيب الكرونولوجي طبقاً للرواية التراثية للخطاب المحمدي المبكر أيضاً رقم 24، بينما عند نولدكه رقم 22 (مرجع سابق).

 - أما القسم بالقمر «كلا والقمر» فهو يعتبر من إحدى البدايات الوثنية الباكرة جداً للقسم به في خطاب محمد. لقد ورد القسم به في سورة المدثر التي يأتي ترتيبها 2! بحسب نولدكه، بينما عند ابن عباس في الترتيب الخامس في القرآن المكي. وكما ذكرنا نظراً لأهميته، سميت سورة كاملة باسمه هي سورة القمر (ترتيبها 39 بحسب الرواية التراثية)؛ هذا إضافة إلى القسم به في سور أخرى كسورة الشمس [آية 2].

وفي الواقع إن الأمثلة تطول جداً لهذا التناص القوي بين خطاب محمد في بواكيره المكية وبين الخطابات الليتورجية التي كانت سائدة في ضوء الثقافة الوثنية التي نشأ في كنفها، أو إذا شئنا الدقة القول: الثقافة الدينية الغامضة التي طبعت المخيال اللاهوتي لمحمد ليجسده في القرآن وخاصة المكي منه. لكن السؤال الذي بطرح نفسه في ختام هذا الجزء: إذن ما لذي رفع محمد وميزه عن طبقة الكهان الوثنيين، إذا كان فعلاً يتقاطع معهم في الضباب الثيولوجي والتماثل الأسلوبي في السجع؟ ما أقصده بالضبط من تمييز محمد عن الكهان، هو الكاريزما الأسطورية التي اكتسبها لاحقاً. على كلٍ، سأترك هذا السؤال لبحوث لاحقة، لأنه يطرح إشكاليات واسعة لا يسمح لنا الآن المقام بمناقشتها؛ لكن أودّ أن أقدم رأي ماكدونالد(33)، حيث انتبه بحق إلى هذه النقطة بشكل سريع، ويرى أنه من إحدى عوامل نهوضه –أي محمد- هو فكرة وحدانية الله المطلقة وسلطته. إنه بالرغم من دلالة هذا الرأي المهمة، فهي تبقى ناقصة، ذلك أن فكرة وحدانية الربّ أو الإله (الله) في لاهوت محمد، هي نفسها بحاجة إلى درس ونقاش واسعين، لكن هذا كما ذكرت سيؤجل إلى بحوث لاحقة؛ ودائماً من أجل درس بواكير الظاهرة المحمدية في ضوء النقد التاريخي والعلمي

حمود حمود




الهوامش:

1- كارل بروكلمان: "تاريخ الأدب العربي". ترجمة عبد الحليم نجار، ط5، دار المعارف- القاهرة، ج1، ص 137-139.
 2- ابن منظور: "مختصر تاريخ دمشق"، دار الفكر- دمشق، تحقيق روحية النحاس، ط1، 1988، ج12، ص158.
3- انظر أيضاً:
Alan Jones, " Poetry And Poets ", Article In The "Encyclopedia Of The Quran". General Editor: Jane Dammen Mcauliffe. Brill, Leiden–Boston–Koln. 2004, Vol.4, P. 112-113 . 
4 نقل هذا القول عن البستاني الطيب تيزيني في كتابه: "النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة" دار الينابيع- دمشق 1997، ص135، ويورد قولاً مهماً آخر عن البستاني: "لم يكن شعراء الجاهلية وخطباؤها وكهّانها، شعراء ناثرين في قصائدهم وخطبهم وأسجاعهم، لم يكن هؤلاء شعراء ولا ناثرين -بالمعنى الحاضر- لأنهم لم يكونوا ليشعروا بالفرق بين الشعر والنثر... إنما كان لهم نوع واحد من الإنشاء الفني يؤثر في السامعين، وهو الإنشاد، كان فنهم إنشاداً وهم كانوا منشدين". نفس الصفحة. 
5- طبعاً هذه الإشكالات لا تقف عند هذا الحد فقط، بل إنها تمتد حتى إلى أحاديثه التي دعيت بأنها: «نبوية»، وما اصطلح عليه بالأحاديث القدسية. فلم يرد عن محمد أبداً أنه قال ولو لمرة واحدة: "أن ما أقوله ينتمي إلى القرآن، وذاك الذي قلته ينتمي إلى الأحاديث النبوية أو الأحاديث القدسية". وهذه الأخيرة عادة ما تأخذ صيغة: «حدثني ربي أنه كذا..». فهل تقتضي مثلاً صيغة "حدثني ربي" أنها من القرآن؟ أم من الأحاديث النبوية القدسية؟ أم أمثال حكمية؟...الخ. ومن هنا ندرك حقيقة اختلاف الصحابة حول كثير من الأحاديث النبوية هل هي قرآن أم لا (قارن مثلاً اختلافات الصحابة الشديدة حول حديث: "لو أن لابن آدم وادياً من ذهب..." فليس هناك اتفاق بينهم هل هذا الحديث من القرآن أم من الأحاديث النبوية، لذلك جعله البعض بمرتبة الأحاديث المتواترة!!)، لكن هذا موضوع لاحق، وهو خارج الآن عن سياقنا.
6- See: Devin J. Stewart, " Soothsayer ", Article In The "Encyclopedia Of The Quran". 2005, Vol.5, P. 79.
7- جواد علي: "المفصل في تاريخ العرب" نشر بمساعدة جامعة بغداد. ط2 ، 1993 ج8 ص745. 
 8- السيوطي: (ت 911هـ) "الإتقان في علوم القرآن" دار الفكر- دمشق، ج2 ص134.
 9- تفسير الطبري: (على هامشه للنيسابوري) المطبعة الأميرية ببولاق ط1 سنة 1329هـ (أعادت طباعته دار المعرفة- بيروت 1992) ج27 ص117.
 10- السيوطي: نفس المرجع والصفحة.
 11- ثمة إشارة عابرة يشير إليها أحد الدارسين في إحالته إلى ابن النقيب في مقدمته للتفسير، وكذا أيضاً نولدكه وفلهوزن إلى أنّ هذه الأقسام تتصل بالصيغ السجعية لكهان ما قبل الإسلام، انظر:
Gerald R. Hawting, "Oaths", In The "Encyclopedia Of The Quran". 2001, Vol.3, P. 561. 
12- «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا»[البقرة:26]. 
13- جواد علي: ج8 ص746. 
14- ابن هشام: "السيرة النبوية" تحقيق مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، غبد الحفيظ الشبلي . دار ابن كثير 1999. ج1 ص17.
 15- تفسير الطبري: (على هامشه للنيسابوري) المطبعة الأميرية ببولاق ط1 سنة 1329هـ (أعادت طباعته دار المعرفة- بيروت 1992) 30 ص76.
16- البغدادي، محمد بن حبيب (245هـ / 859م): "المنمق في أخبار قريش"، تحقيق خورشيد أحمد فاروق، عالم الكتب، ط1 1985، ص99.
 17- الألوسي: "بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب" تحقيق محمد بهجت الأثيري دار الكتب العلمية،ط1، 2009 ج3 ص 286- 287.
 18- النويري: شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب، "نهاية الأرب في فنون الأدب" دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان تحقيق مفيد قمحية ط1سنة 2004 ج19 ص53. 
 19- النويري: مرجع سابق ج16 ص115. 
20- الجاحظ: "البيان والتبيين"، مكتبة الخانجي – القاهرة، ط7، 1998، ج1 ص290. 
 21- النويري: مرجع سابق، ج16 ص115. 
 22- الألوسي: "بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب" تحقيق محمد بهجت الأثيري دار الكتب العلمية،ط1، 2009 ج3 ص 286- 287.
23- الثعالبي: "ثمار القلوب في المضاف والمنسوب"، ج1 ص45.
24- الثعالبي: "ثمار القلوب في المضاف والمنسوب"، ج1 ص45.
25- البغدادي: مرجع سابق، ص99.
26- Theodor Noldeke, "Arabs (Ancient)" In Encyclopedia Of Religion And Ethics, Edited Byjames Hastings, M.A, D.D. Vol. 1, P.660.
27- الأب لويس شيخو: النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية، ط2، دار المشرق، ص8، وانظر للاطلاع أكثر ص9.
28- محمود سليم الحوت: "في طريق الميثولوجيا عند العرب" ط1، 1955، ص91- 92.
29- Alfred Jeremias "Ages Of The "World (Babylonian)" In Encyclopedia Of Religion And Ethics, Edited Byjames Hastings, M.A, D.D. Vol. 1, P.184.
 30- مقدمتان في علوم القرآن (مقدمة كتاب المباني ومقدمة تفسير ابن عطية): تحقيق آرثر جفري. الناشر مكتبة الخانجي 1954، ص9-10 .
31- ثيودور نولدكه: من كتابه "تاريخ القرآن" (تعديل فريدريك شفالي. نقله للعربية جورج تامر بالتعاون مع مؤسسة كونراد – أدناور ط1 2004 ص XXXVI. 
32- Theodor Noldeke, ibid.
33- Macdonald, Duncan Black, "The Religious Attitude And Life In Islam". The University Of Chicago Press, 1909.P.37.

ليست هناك تعليقات: