طقوس الحج في بدايات الإسلام
كان الحج مهرجنا للعُراة يكثر فيه الصفير والتصفيق ، فهكذا كانوا يرقصون حول كعبة أوثانهم ، حتى أن الآية 35 من سورة الأنفال إستنكرت ذلك مع إنها لم تُلغي طواف العُراة بل أستنكرت عليهم الصفير و التصفيق ... { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } وقال أبن كثير مُفسّراً الآية : نقلا عن إبن عباس في قوله "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية" قال كانت قريش تطوف بالبيت عراة تصفِّر وتُصفِّق والمَكاء هو الصفير والتَصدية هي التصفيق. " وعلى وقع الدفوف والصفير تقول إحدى أسجاع كهنة الأعراب : " لاهمَّ ـ لاهمَّ ... لبيكَ يا ولي النِعَمْ , إن كانَ خيراً فهوَ مِنْكَ ولَك , تَملكُنا ولا نُملك , فلا قَضَض , ولا رَمَد , تقبَّل ورَبَّة الأثر " . فتم استبدالها بـ ((لَبَّيكَ اللهُمَّ لَبَّيك، لَبَّيكَ لا شريكَ لَكَ لَبَّيكَ، إنَّ الحَمدَ والنِعمَةَ لَكَ والمُلكْ، لا شَريكَ لَك)) ..
هل حجّ المسلمون عُراة !!؟
إنها حقيقة درجت عليها قُريش قبل الإسلام وبعده فمكّة الأصنام كانت (ولاتزال) مصدر ربح لهم فكانوا يفرضون على الحاج إما أن يستأجر ثوباً منهم أو أن يحج عارياً ،وحتى النبي محمد قبل النبوه كان يؤجِّر ثوبه وكان ممن يُدعَونَ "أهل الحُمْس .. وهم قريش وما ولدت"
إن هذا الشرط القبيح للطواف الذي يفرضه أهل مكّه هو ما دعى السيدة ضباعة وهي من بني عامر بن قُرط بن عامر بن صعصعة ، وكانت أجمل النِّساء أن تطوف عارية تماماً .. فقال المطَّلب بن أبي وداعة: لقد أبصرتُها وهي عُريانةٌ تَطوف بالبيتِ وإنِّي لغُلامٌ أتْبعُها إذا أدبَرَتْ، وأستَقبِلُها إذا أقبَلَت، فما رأيتُ شيئاً مما خلق الله أحسنُ مِنها، واضعةً يَدَها على ركبها وهي تقول:
اليوم يَبدو بَعضَهُ أو كلُّه ... فما بَدا مِنهُ فلا أُحِلُّهُ
كم ناظرٍ فيهِ فما يَمُلُّه ... أَخْثَمُ مِثل القُعْبِ بادٍ ظِلُّهُ
ثم أن تلك الطقوس تم اقتباسها عن الوثنيين الهنود ، فقد ذكر " هـ. ل. أوبروي و ب. ك" في كتابه "نظرة سريعة على بلاد العرب قبل الاسلام" :- أن هناك تشابهاً كبيراً بين طقوس الهندوسيه عند الهنود و طقوس الحج في مكّة ، و يعزيها الى أن الهندوسيه توالدت عن الزرادشتيه الفارسيه التي كانت إمبراطوريتها تحكم شبه الجزيرة العربية فيقول أن "مكه " هو إسم سنسكريتي. "ماكها" بالسانسكريتية ينحدر من تسمية "نار التضحية". حيث عبادة النار كانت معروفة لدى شعوب غرب آسيا قبل الإسلام، فـ "مكها" يُشير الى المكان الذي تُقام فيهِ التماثيل المهمّة لعبادة النار. و يتزامَن موسم الحج السنوي هناك مع سوق موسمي كبير يُقام في مكة. فالحج السنوي الى مكة لم يكن إختراع جديد بل كان مواصلة للحج القديم، فشعار "شيفالينجا" أو " الماهاديفا" و هو (الهلال) موجود على الكعبة لأنها المعبد الرئيسي في مَكّة لذا هو يحمل علامة"شيفا". .... وبحسب الموسوعة البريطانية، فان الكعبة كانت تضم 360 تمثال. وتفيد السِيَر التقليدية أن واحدة من هذه التماثيل كان لزُحَل وآخر للقمر وآخر كان يدعى "الله" (ربما قُصِدَ بهِ اللات).
و كذلك ديانة الصابئية الوثنيه ، فديانة الصابئة الوثنية تؤمن بالقمر والشمس والكواكب السبعة والتي كان يعرفها العرب حينها لذلك ترسّخَ عندهم أن هناك سبع سموات منفصلة عن بعضها لأنهم يعتقدون أن كل كوكَب لهُ سماء مستقلّه لوحده ..
وفي الهند التي تأثّرت ديانتها بالزرادشتية الفارسيه التي تهيمن دولتهم على شبه الجزيرة العربية ، نجد أن ممارسة (نافاجراهابوجا) وهي عبادة الكواكب التسعة لا يزال موجود. إثنان من هؤلاء التسعة هما زُحَل والقَمَر الموجودة صنماهما في الكعبة . بالإضافة الى أن القمر مُرتبِط بالآلهه (شانكارا) حيث أن الهلال مطبوع على جبين شعار (شيفا). وبما أن المعبد الرئيسي في الكعبة هو الإله (شيفا) أو (شانكارا) فان الهلال هو رمزه. وهو نفس الهلال (الصابئي) الذي إتخذهُ المسلمون شعاراً دينياً لهم. وهناك تقليد هندي آخر هو أنه حيثما وُجِدَ معبد (شيفا) (الذي تقابله الكعبة هنا) فلا بُدَّ من وجود جدوَل ماء مُقدَّس من (جانجا) وذلك إن الـ (جانجا) لا بد أن تتواجد. وهذا ينطبق على الكعبة، فهناك بئر ماء مقدسة (زَمْ زَمْ) قرب الكعبة. ومياهها تُعتَبَر مُقدسة لأنها كانت تُعتَبر (جانجا) في فترة ما قبل الإسلام.
أما الطقوس فلَكَ أن تُقارن:
"فعندما يَتجه الحاج الى مكة، يُطلَب منه أن يحلق شعر رأسه ولحيتِهِ وأن يلبس ملابس دينية خاصة مكوَّنة من قطعتي بز بيضاء بدون خيوط، تُلَف واحدةً منها حول الخِصر والأخرى على الكَتِفين. وهذه الطقوس هي بقايا طقوس دخول الأماكن المقدسة الهندوسية القديمة، "حليقي الشعر مُلتفين بملابس مطهَّره بيضاء دون خيوط ونظيفة" .
فملابس الإحرام التى يلبسها حُجاج المسلمين فى موسم الحج ويطوفون أنصاف عُراه هى أصلاً الملابس التى يَلبسُها الرُهبان الوَثنيين الذين يعبدون بوذا فى جنوب شرق أسيـــــا قبل الإسلام بأكثر من ألف سنة وهي دليل آخر على أن الحج هو عادة وثنيـــــة ..
ويطوف الحجاج المسلمون حول الكعبة سبع مرات. ولا يوجد هذا الطواف المُقدَّس في أي مسجد آخر، سوى الهندوس الذين يدورون دائماً حول أماكنهم المقدّسة. وهذا دليل على أن الكعبة كانت معبد (شيفا) ما قبل الإسلام حيث لا تزال طقوس الطواف الهندوسية تُمارَس فيها ......
وحتى عدد أشواط الطواف السبعة مأخوذة من الهندوس، ففي طقوس الزواج الهندوسية يدور العرسان حول النار المقدسة سبع مرّات...
أذاً فالطواف سبع مرّات حول الكعبة هو تقليد هندوسي ويدل على أن مكة هي (ماكها) أو مكان النار المقدسة والتي كان يدور الحجاج حولها سبع مرات.يضاف الى ذلك النظرية التي تقول إن إبراهام ماهو إلّا النسخة العِبرية للميثالوجيا الهندية للإله براهما ..
هل نستطيع أن ننكُر على نبي الله وخليلهُ إبراهيم (ع) أنهُ بنى بيت الله الحرام وأول مَن صلّى بهِ ، وخير دليل أننا نرى في موضع صلاة الخليل إبراهيم آثار أقدامهُ..؟
آثار الاقدام لا يمكن ان تكون الا شيئا واحدا : إنها أقدام شِيفا التي نحتها الهندوس على إعتبارها جزء من طقوس عباداتهم .. و المسلمون يشيرون إليها على أنها موضع صلاة إبراهيم، فهل الوقوف للصلاة يحفر آثارهُ على الرخام !؟
حكاية إبراهيم و بناءهُ الكعبة التي هي واحدة من أصل ثلاثه وعشرون كعبه، إبتدعها اليهود وربطوها برواية إسماعيل وإبراهيم من أجل خلق إرتباط نَسَب مع العرب، عندما أضطروا (أي اليهود) للنزوح الى الجزيرة والإستيطان بها عند تدمير هيكل سليمان في السبي البابلي سنة 516 ق. م. و الذي لم يبقى منهُ (حسب الإعتقاد اليهودي) سوى الحائط الغربي فقط (و هو ما يسمونه الآن بحائط المبكى) .
فمن خلال إدعاء اليهود بأنهم من ذريّه إسماعيل إبن إبراهيم , وأن إبراهيم الخليل هو من أسس الكعبة ووضع الحجر ، وبهذا يكونوا قد تمكّنوا من إختلاق قَرابة النَسَب التي لها أهمية عُظمى في مفاهيم العلاقات والتحالفات بين البدو الذين قطنوا شبه الجزيرة العربية .. فجعل لليهود صلة عمومة مع الأعراب، حتى أننا نجد تشابها كبيراً في روايتي الديانتين عن بناء الكعبه، فالمسلمون يَدَّعون أن إبراهيم هو مَن بناها ونَذرَ أن يذبج إبنه إسماعيل قُرباناً لها ،
وهذا ما يقوله اليهود عن كعبتِهم (معبد الهَضبة في القدس) لكن بإختلاف طفيف هو تغيير إسماعيل بإسحاق ، لذا فمن المُرجَّح أن تكون كعبة مكّة هي بديل ساهَم ببنائِه اليهود عن معبد الهَضَبه بالقدس .
ويمكنك الرجوع الى الصفحات 14 و 15 من كتاب " السر الكبير للاسلام" لكاتبه Olaf
دعنا من الرواية الهندوسيه ولنرى كتب التراث الإسلامي المعتمدة ، هل حجَّ المسلمون عُراة فعلاً ؟
الحج قديما كان طقسا وثنيا ، أنهُ حَك الفروج بالحجر المقدّس وهو موسم الحَك وليس الحج ، وطواف العُراة هذا إستمر لبعد فتح مكه بسنتين أي أنهم إستمروا يحجون عُراة عشر سنين ، ففتح مكة كان في العشرين من رمضان للسنة الثامنة للهجرة ..
ذكر أبو القاسم الشهرستاني في كتابه "الملل والنحل" ، ص 247، أنه كانَ يُمارَس في الحج طقسٌ غريب وهو الإحتكاك بالحجر الأسود. ويُفسِّر الدكتور سيد القَمني في كتابه الأسطورة والتراث، ط 3، ص 163 سر الإحتكاك بالحجر الأسود بقوله: "وهناك رواية إسلامية: إن الحجر الأسود كان أبيض ولكنه إسودَّ مِن مَس الحيض في الجاهلية. أي أنه كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء في الحجر، وهو مَس الحجر الأسود بدماء الحيض."
والحديث في صحيح مسلم يشير الى أن الحجر الأسود كان أبيضاً بالأصل ، وأنه حجر نزل من الجنة، يقول:
"نزل الحجر الأسود من الجنة أشدُّ بياضاً من الثلج، فسوَّدتهُ خطايا بني آدم"
و في صحيح مسلم الحديث رقم : 2149
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " كَانَتِ الْعَرَبُ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرَاةً إِلَّا الْحُمْسَ وَالْحُمْسُ قُرَيْشٌ ، وَمَا وَلَدَتْ كَانُوا يَطُوفُونَ عُرَاةً إِلَّا أَنْ تُعْطِيَهُمُ الْحُمْسُ ثِيَابًا ، فَيُعْطِي الرِّجَالُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءُ النِّسَاءَ ، وَكَانَتِ الْحُمْسُ لَايَخْرُجُونَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ ، وَكَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ يَبْلُغُونَ عَرَفَاتٍ " ، قَالَ هِشَامٌ : فَحَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : "الْحُمْسُ هم الذين أنزلَ اللهُ عز وجَل فيهم: الآية 199 من سورة البقرة { أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} " . وكانت الْحُمْسُ لا يخرجون من المُزدلِفة (ترفعاً عن الوقوف مع بقية الحجيج) ..
وقريش كانت تطوف بين صنمين هما أَساف ونائِله ، حيث كان موضعهما الصفا والمروه ، وجاء نبيّك ليُبقي على هذا الطواف الوثني بل ويدعي بقرآنه أنهُ مِن شعائر الله
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ من شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } سورة البقرة الآية 158
نقرأ في كتاب "أخبار مكة" للأزرقي- بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوَّلِ مَنْ نَصَبَ الأَصْنَامَ ...رقم الحديث: 136نقرأ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، قَالُوا : " كَانَ إِسَافٌ وَنَائِلَةُ رَجُلا وَامْرَأَةً ، الرَّجُلُ إِسَافُ بْنُ عَمْرٍو ، وَالْمَرْأَةُ نَائِلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ مِنْ جُرْهُمٍ ، فَزَنَيَا فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ ، فَمُسِخَا حَجَرَيْنِ ، فَاتَّخَذُوهُمَا يَعْبُدُونَهُمَا ، وَكَانُوا يَذْبَحُونَ عِنْدَهُمَا ، وَيَحْلِقُونَ رُؤوسَهُمْ عِنْدَهُمَا إِذَا نُكِّسُوا ... الخ
وجاء في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري في مسألة "باب الوقوف بعرفة" : عن جُبَير بن مطعم قال أضلَلْتُ بعيراً لي فذهبتُ أطلبهُ يوم عَرَفَة فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلّم واقفاً بعَرَفة فقلتُ هذا والله من الحُمْس فما شأنه ها هنا" ..
الكعبة كانت في الاصل معبدا للأوثان ، فقد كان فيها حفرة عمقها متر ونصف تسمى بئر الكعبة , توضع فيها كنوزها ومُقتنياتها وهداياها , ثم وضع في هذه البئر هُبَل الصنم الذي كانت تعبدُهُ قريش. وعن إبن عباس رضي الله عنهما قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قَدِمَ، أَبَى أن يدخُل البيتَ وفيهِ الأصنام والصوَر ، فأمر بها فأُخرِجَت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الآزلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قاتلهم الله، أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط ) ولكنه أبقى صورة يسوع وأمه مريم، وجرى إخراجهم بعد وفاتِه" ...
وكان الخُلفاء يعلّقون الذهب والتُحَف والمجوهرات على الكعبة من الداخل , وفعل ذلك عُمر بن الخطاب عندما علّقَ هلالين من ذهب كسرى, وبعده فعل الخلفاء ذلك مثل الوليد بن يزيد والمتوكل والمأمون وهارون الرشيد. وبعض المصادر تُشير الى أن على باب الكعبة كان يوجد هلال إعتقاداً أن الكعبة في الأصل لعبادة الإله "القمر"، بما يتوافق وإختيار عمر بن الخطاب للهلال تحديداً لتزيين جدران الكعبة بهِ.
قليل من المسلمين يعلم أن الكعبة تعرَّضَت للتدمير خمس مرات آخرها كان في أواخر القرن العشرين وبالتحديد عام 1979 في فترة حكم الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود ..
والقليل القليل من يعلم انها ليست الكعبة الوحيدة التي عرفتها المنطقة بل كانت هناك ثلاثة وعشرون كعبة اخرى مفرقة هنا وهناك.
منقول بتصرف