الأحد، 28 فبراير 2010

الصعاليك الجدد


الصعاليك ..نعم .. لأن لهم نكهتهمالخاصة .. وطعمهم الخاص .. جدهم الأكبر أسامة بن لادن .. الصعلوك الأكبر ابنالأكرمين .. هذا الذي والده أنفق على شعب الجزيرة وأطعمهم وكساهم .. عندما أكلتبقرات فرعون الأصغر العجاف .. القروش الأنجليزية التي تركها له والده فرعون الأكبر..

صعاليك متناثرون في كل مكان .. تقذفهمالقوارب الشراعية .. على أرصفة الصومال .. أو تغرق بهم في بحيرة ( فيكتوريا ) فلايشعرون لأنهم لا يغرقون إلا عندما ينامون .. تراهم في كل مكان من العالم .. قدتراهم في هونولولو على الشاطئ … يشربون عصير البرتقال .. ويلبسون النظارات الشمسيةفإذا جن الليل .. احتضنوا مصاحفهم وجلسوا يكتبون ( الوصايا العشر)

قال حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُسَلَّامٍ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّحَدَّثَنِي مِسْعَرٌ حَدَّثَنِي جَابِرٌ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ فِيمَا وَقَعَ فِيهِعَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ نِعْمَ كَنْزُ الصُّعْلُوكِ سُورَةُآلِ عِمْرَانَ يَقُومُ بِهَا فِي آخِرِ اللَّيْلِ…

أو قد تراهم في كوالالامبور .. يعقدونالمؤتمرات السرية .. ليكتبوا للعالم ( بروتوكولات صعاليك العرب ) … ينتعلونالأرصفة ، ويركبون الركشا في كراتشي ويطيرون إلى مدريد ويسكن (الفنادق الرخيصة ) ليوصلوارسالة ثم يعودون ..

لا تقترب منهم إلا إذا كنت شجاعا فهملا يحبون الجبناء ..

يشربون الشاي وهم جالسون حفاة وسطقمة جبل في تورا بورا يرجفون من البرد يضحكون ويتندرون على ملك يسمونه ( الأعورالدجال ) ..

في الجاهلية كان الصعلوك الأول ينشد:

وإني لأستحيي من الله أن أرى *** أجرجرحبلا ليس فيه بعير

أما في الإسلام فهم فينشدون:

وإني لأستحيي من الله أن ارى *** اجرجرحبلا ليس فيه أمريكي !

يسمون عملهم ( استثمار ) والكهوفالتي يتخندقون فيها بـ ( الشركة ) والأعداء من الامريكان بـ ( المستثمرين الأجانب )فإذاسمعتهم يتحدثون عن الاستثمارات والشركات فاعلم أنهم يبيعون بضاعة اسمها ( الشهادةفي سبيل الله ) ..

يكتبون القصائد العامية يغنوناهواءهم في الخلوات من دون حرج،

أو يدندنون بالفصحى

جُدُرُ المذلّةِ لا تُدَكُّ …. بغيرزخّات الرصــاصِ

و الحُرُّ لا يُلقي القياد …. لكُّــلِكَفّــارٍ وعـــاصِ

و بغير نضحِ الدمِ ….. لا يُمحى الهوانُعن النواصي

ويرقصون في الليالي المقمرة علي جسرموستار ويترنمون بها ويغنونها بينما يحيط بهم الصرب من كل جانب ..! فإذا أخذ منهم (الكروات ) أسيرا أمسكوا بعشرين كرواتيا وأوسعوهم ضربا حتى يفكوا أسيرهم..

ستجدهم في الشيشان يسكنون في الجبال ..وإذا وجدوا جنديا روسيا في طريقهم أخذوه وأجروا له عملية إزالة دماغ!

ولأنهم صعاليك فإن كل البشريطاردونهم .. ولن تجد سجنا في أي دولة يخلو منهم .. فاعرفهم فإن علامتهم المميزةأنهم يلبسون العصائب الحمر ويكحلون عيونهم ويتسمون بالأسماء المخيفة ( كأبيالدحداح ) و (أبي القعقاع ) .. يحملون قلوب الأسود وعيون الأطفال .. فإذا شاهدوا طفلايبكي أو عجوزا تندب جلسوا يبكون حولها ..

كل الكرة الأرضية تخاف منهم وهم لايخافون أحدا .. فهم قد بلغوا مرحلة متقدمة من الصعلكة تجعلهم يحلقون لحاهم ويلبسونالجينز ثم يركبون طائرات روما ويقترحون على الركاب الرومان الجدد توصيلا سريعالمكاتبهم وهذا ما يحدث.. يوصلون ركابهم إلى مكاتبهم .. في جهنم..

يتحدثون في مجالسهم الخاصة .. ويتهامسونثم يتبايعون ..

وإذا حاولت أن تعرف على ماذايتبايعون فستكتشف أنهم يتبايعون على الموت .. ويعتبرون الموت أمنيتهم الوحيدة..

لكن هم ليسوا حمقى ولا أغبياء .. إذإنهم يقولون لك .. نحن نبيع النفوس للذي أعطانا إياها أول مرة ، وهذا الشاريأخبرنا أنه يريد منا أن نبيع نفوسنا له ليس مقابل حفنة من الدولارات بل مقابل جنةعرضها الأرض والسماوات !
أليست هذه صفقة رابحة ؟

صعاليك نعم ، لأنهم لا يعبأون أينينامون ، فالكلاشن فراشهم الدافئ وجعبة الرصاص المخدة المفضلة لديهم .. ثم لا يهمأين ينامون بعدها .. فقد ترى أحدهم ينام جالسا فوق شجرة في جزيرة في الفلبين أوتراه وسط شقة في نيويورك يركب قنبلة مشعة ثم ينام بجوارها ..!

وفي أحيان يتحولون من البر إلى البحرليصبحوا ( قراصنة ) يقرصنون سفن روما وامبراطورها نيرون..

يسيرون في القوارب وحاديهم ينشد لهم:

يظنكم الجهال متّم وإنما *** قواربكمفي الله ترسو وتبحر

صعاليك ، نعم .. لم يمدحهم أحد فمدحواأنفسهم وكتب صعلوكهم الأكبر في بقية الصعاليك :

إني لأشهد أنهم من كل بتار أحد

ياطالما خاضوا الصعاب

وطالما صالوا وشدوا

يتسقطون اخبار الانترنت والصحف بلهفةيرصدون حركة الأمريكان في جهات العرب اجمع. وحدهم من يزيلون الحدود، ويركلونجوازات السفر باقدامهم، لأن وحدتهم من نمط آخر. وحدة الاسلام العام وحدة من يقولبلادي كل أرض ضج فيها .. نداء الحق صداحا مغنى .. ودوّى ثمّ بالسبع المثاني .. شبابكان للإسلام حصنا …

إنهم صعاليك يكرههم الملوك ويغارمنهم العلماء لأنهم ينافسونهم على قلوب الناس ,حيث ملكوا القلوب ولم يغشواالمسلمين .. فليغش من غش فلن يغش سوى نفسه وليتجاهوا هؤلاء الصعاليك كما يشاؤن فلنيتجاهلوا إلا أنفسهم .. وليشككوا كما يشاؤن فلقد فرض هؤلاء الصعاليك انفسهم علىالارض وفي الهواء وفي السماء وفي القلوب وفي الافكار وفي الارواح..

لله أنتم أيها الصعاليك .. محسودونمبغوضون عند النخب في كل مكان .. محبوبون وقدوات عند بقية شعوب الأرض المقهورة .. حسدواالصعلوك الأكبر أنه إذا نطق صمتت الدنيا .. وأنه إذا قال فعل وإذا ضرب أوجع وإذاأوعد أنجز وعده ..

سادات العرب لايحبونكم لأنكم بزعمهم ..تضللون الرعاع .. وكلما ضربتم الأمريكان زاد الرعاع حبا لكم ..

سادات العرب لا يستطيعون أن يروكمأيها الصعاليك على شاشات التلفاز وتتصدرون نشرات الأخبار ..

وإذا كان نمرود الاخر يموت غيظاعندما يراكم ويعلن على الملأ .. إن هؤلاء لشرذمة قليلون .. وإنهم لنا لغائظون .. فإننماريد آخرين من العرب يرونكم كوابيس مزعجة في المنام ..

ويراهن بعض ( سادات العرب ) من لابسيالبشوت على أن جند الصعاليك مغلوبون .. وإن جند نمرود هم الغالبون .. ولله الأمرمن قبل ومن بعد ..

قال صاحبي :هل تدري لم تضايق هؤلاء ؟

قلت لماذا ؟

قال : تضايقوا لان المساحة التياشغلها الصعاليك، كانت محجوزة بالخطأ من قبل الذين يريدون ان يتجاهلوهم…. والاناكتشف الناس ان الذين كانوا في قلوبهم تجار كلام انهزموا عند الصدمة الاولى …… لكنالناس لم يجدو عناء في ان يخرجوهم من قلوبهم ويحلوا محلهم الصعلوك المغبر بعمامتهوغباره …. وما عاد ت تستهويهم البشوت والزري … غبار في أطراف اظافرهم أحب لله منكل خطب المتجاهلين لهم….. واصبح هؤلاء يبحثون عن موطئ على ساحل قلوب الناس بعد انلم يبق في اليابسة مكان لهم ..

قلت لصاحبي : صلى الله على تلكالطائفة المنصورة .. وصلى الله على قائدها ولترغم انوف من لم يصل عليهم .. لو كنتعند كبيرهم لوجدتني اغسل يديه وقدميه .

قال حدثنا محمد بن الصباح حدثنا عبدالعزيز بن أبي حازم أخبرني أبي عن بعجة ابن عبد الله بن بدر الجهني عن أبي هريرةأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خير معايش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه فيسبيل الله ويطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه إليها يبتغي الموت أوالقتل مظانه ورجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعاف أو بطن واد من هذه الأوديةيقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير.) مسلم

وبكى صاحبي لما رأى الدرب دونه .. وقال: حين عجز هؤلاء عن الصعلكة … وعجزوا أن يقولوا كلمة الحق في وجه سلطان جائر …لميلجأو لشعاف الجبال صامتين يدعون للمجاهدين… بل نطقوا بأشياء ليست من الإيمانوالتجرد في شيء ..

والله كاف عباده الصعاليك وهو حسبهمونعم الوكيل

قلت .. إن هؤلاء الصعاليك ماسارواسيرتهم إلا لأن سيد بني آدم أوصاهم بذلك ..

قال حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عنالزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليهوسلم (أعد الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديقبرسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نالمن أجر أو غنيمة ثم قال والذي نفسي بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلافسرية تخرج في سبيل الله أبدا ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولاتطيب أنفسهم فيتخلفون بعدي والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتلثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ) البخاري

وربهم سبحانه قال لهم
(إن الله اشترى من المؤمنين أموالهموانفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فيالتوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فستبشروا ببيعكم الذي بايعتم بهوذلك هو الفوز العظيم )

هؤلاء هم صعاليك العرب الجدد وهذهسيرتهم ..

ويا ليتني صعلوكا عربيا فاستبشرببيعي وأفوز فوزا عظيما ..

اللهم صل على عبدك الصعلوك أسامة بنلادن وعلى اصحابه الصعاليك وسلمهم من كل شر

كتبهالويس عطية الله
اقتباس
أبو نبي الصعاليك
 

الخميس، 25 فبراير 2010

يأيها المضبعون


الحمد للذي لا يحمد على كل مكروه و سوء سواه
و خنفس الله على سيدنا نبي البلهاء وعلى آله و صحيه و شلوم شلوما
إن الله و ملائكته يفنسون على النبي ، يأيها الذين حمِقوا فنسوا عليه تفنيسا
سمعت الله في كتاب المسلمين يقول للبلهاء أدعوني أستجب لكم ؛و يَمُنُّ عليهم أن خلفهم ،و السبيل يسرهم  ،و الرزق وهبهم، و الأرض مهدها لهم  ليمشوا في مناكبها ،و في الجو و البحر سيرهم ، ثم أماتهم و أحياهم ،و من كل المكروه نجاهم. فما باله؛ و اليومُ من أعظم أيامه، و البلهاءُ كلهم  بين بدبه ،شهود عليه؛ لم يمسك مئذنته التي توعدت مؤمنيه المفنسين له و انهالت عليهم أمام  بصره تروّع أمنهم في بيته ،و تودي بالبلهاء  الصالحين منهم؟؟
ألم يكن حريا برب البدو أن يحرك أصبعا من أصابعه المقدسة و يمسك بها المئذنة ريثما ينهي الجُعَل تفنيسه ، عوض أن يستعمله في اللهو بتقليب القلوب؟؟
أ لم يكن حريا بعالم الغيب أن ينبئ المؤمنين السذج ، الذين إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة سعوا إلى ذكر الله و تركوا البيع ، بأن هذه الكارثة ستقع؛ و نجاهم من هذا المكروه. فتكون لنا آية و تكون للبلهاء نصرا ؟
لكن من أين له سبحانه و تعالى عما يشركون؟؟؟
من لم يستطع أن يؤيد نبيه و صفيه و رسوله إلى الناس أجمعين ، كيف له أن ينجي الجعل المفنسين؟؟
من منعه تكذيب الأولين على أن ينزل بالآيات تأييدا لنبيه الأمين، أنّى له أن يمسك مئذنة هارية على مفنس هار ، تنهار على مُفنّسيه المخلصين؟؟
لو سقطت عمارة أو مصنع أو منشأة كافرة لرأيت ذوي اللحى القنفذية القملية يصرخون و يكبرون مطالبين بالتعويض عن متضرريهم. أما اليوم فقد خابوا ، و خبا نهيقهم و وعيدهم ، فأسبغوا على ضحايا جهالتهم صفة الشهادة المجانية في سبيل الله
تصوروا لو أن بارا سقط على مرتاديه في مراكش أو غيرها !!!
لاهتزت أعواد المساجد طربا
و لفنّس أعداء الإنسانية ، سود القلوب، لربهم حمدا و شكرا.
 و لارتفعت أبواق التخلف مولولة باستشراء الفساد في الأرض و العري و الابتعاد عن طريق رب العجز و الجهالة
ثم لسمعتهم يكقّرون الدولة و يطالبون برؤوس الملاحدة و يرجمون العلمانية و العلمانيين .
لكن؛ مادامت الحال غير الحال، و الكيد عاد للنحر ،و الفأس ارتدت على الرأس ،و أصبحت حالهم ممّا يرثي ؛جأروا إلى الدولة الوضعية الكافرة لتخفف من مصابهم و تنوب عن ربهم في تعويض المكلومين من مال عموم المواطنين
فمتى يستفيق المخدرون بعفيون محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين

الكافر برب الصوامع
أبو نبي المضبّعين


الأحد، 21 فبراير 2010

نبي أهل المغرب



هو سيدي عبد الرحمن المجدوب ابن عياد بن يعقوب بن سلامةالصنهاجي الدكالي، ولقب المجدوب أطلقه عليه أهل زمانه، وبقي معروفا به إلى الآن؛نظرا لسيرته في حياته، فكان -كما تصوره كتب التاريخ- صوفيا زاهدا في الدنيا، وساحفي البلاد للوعظ والإرشاد، وعاش غير مبال بالمال ولا الجاه، متنقلا من مكان إلىمكان، ليس له مأوى يستقر به على الدوام، وهو بلباس بسيط. وكان يداوم على إقامةالشعائر الدينية والفروض الشرعية وتأدية الحقوق وعدم الإخلال بشيء منها.
[/color]وتذكر كتب التاريخ أن الشيخ المجدوب كان لهأهل وأولاد وزاوية يطعم فيها الطعام للواردين عليها من الغرباء وأبناء السبيلوغيرهم، وكان يُجري على لسانه كلاما موزونا وملحنا يأتي على نسق أهل الشعروأوزانهم الشعرية، ويحفظ الناس كثيرا منه ويتبادلونه بينهم في مجامعهم وأذكارهم،وقد اشتمل على حقائق وإشارات سنية وعبارات ذوقية يفهمها الذائقون، ويعترف بغورمغزاها العارفون، وكذلك أمور غيبية من الحوادث والقضايا الاستقبالية، وقد وقع كثيرمما أخبر وأشار إليه[/color]!
[/color]وأصل المجدوب من تيط، وهي قرية توجد بقربأزمور التي هي في شمال مرسى الجديدة على ساحل المحيط الأطلسي، ثم انتقل إلى مكناسإحدى كبريات مدن المغرب الأقصى، وهي واقعة على مسافة 60 كيلومترا من مدينة فاس،وفيها القصور الفاخرة والبنايات العظيمة من عصر السلطان مولاي إسماعيل العلويالمعاصر للملك الفرنساوي لويس الرابع عشر في القرن السابع عشر الميلادي، وتحيط بهاالبساتين الزاهرة والأشجار الكثيرة الملتفة، وأجمات الزيتون؛ ولهذا سموها بمكناسيةالزيتون. وقد سبق أنه قرأ في أول الأمر بمدينة فاس، وحضر على بعض الشيوخ المشاهيرحينذاك كسيدي علي الصنهاجي، وسيدي أبي رعين، وسيدي عمر الخطابي الزرهوني[/color].
[/color]عاش المجدوب مدة في غرب المغرب، ولما أحسبقرب الأجل طلب أن يُذهب به إلى مكناس، فتوفي في الطريق بجبل عوف، أو بين ورغةوأدسبو، ودفنوه بخارج مدينة مكناس بجوار باب عيسى وضريح مولاي إسماعيل، وذلك سنة 976هـ، وما زال قبره موجودا إلى الآن، وبقيت أقواله سائرة على ألسن الناس في جميعأقطار أفريقيا الشمالية، ويبدأ القصاصون عند سردها بقولهم: "قال سيدي عبدالرحمن المجدوب[/color]".
[/color]الأقوال[/color]
[/color]ولهذه الأقوال نفع وإفادة؛ فهي ناتجة عنتجارب دنيوية كثيرة ومعاملات مع الخلق، كما أنها جزء مهم وثروة من جملة التراثالأدبي العامي الأفريقي، وكان رحمه الله يردد هذه الأمثال في أواسط القرن العاشرالهجري؛ لأنه أراد ألا يحرمنا مما جرب وتعلم ومن حوادث زمانه، زيادة على التغيراتالتي طرأت عليها أثناء القرون التي مرت عليها، ويقولون إنه كان يتكلم بأقوال لايفهمها عنه الناس، رغم أنها كانت لغة الأدب العامي، لغة التحدث والتخاطب، كان يلقيهذه الأمثال في المناسبات للتربية والتعليم والنصيحة والموعظة الحسنة، وقد كتب عنهالشيخ أبو المحاسن، والشيخ المهدي الفاسي المتوفى سنة 1109 كتابا اسمه "ابتهاجالقلوب" (وهو نسخة مخطوطة)، كما رويت أقواله بروايات كثيرة مختلفة فيها بعضمن التغيير المحسوس في المعنى، وهناك مؤلفات المستشرق الفرنساوي إنري ذو كاكا،والمرحوم الشيخ محمد بن شنب وغيرهم، كما وردت في قصص تحكى عنه بمضمونها في الكتبالتي تعنى بالمأثور من الكلام، وقد تطورت هذه الأقوال الآن في سردها، وأدخل عليهابعض المغنيين الشعبيين ألحانا فصارت تغنى في حفلات وأعراس ومهرجانات، مثلما يحدثفي ساحة جامع الفنا بمراكش، ويقومون بأدائها على شكل معان في الغناء والطرب، وكذلكيقوم البعض الآخر بالحكي عنه للناس والاستفادة من تجاربهم بهذا الكلام الموزون

http://ar.wikipedia.org/wiki/عبد_الرحمن_المجدوب

من مصحف سيدي عبد الرحمن المجدوب

لا تخمم لا تدبر ***لا تحمل الهم ديمة
الفلك ما هو مسمر*** ولا الدنيا مقيمة
يا ذا الزمان يا الغدار*** يا لْكاسَرْني من ذراعي
نزلت من كان سلطان*** وركّبت من كان راعي
راح ذاك الزمان وناسو*** وجاء هذا الزمان بفاسو
كل من يتكلم بالحق*** كسّْروا لُه راسو
مثلت روحي مثل الحمام*** مبني على صهد ناره
من فوق ما باين دخان ***ومن تحت طاب أحجاره
.
ما أتعس من ماتت أمه ***وأبوه في الحج غايب
وما وجد حد يلفُّه و***أصبح بين الدواوير سايب
.
الشر ما يظلم حد ***غير من جابه لنفسه
في الشتاء يقول البرد ***وفي الصيف يغلبه نعاسه
.
المكسي ما درى بالحافي*** والزاهي يضحك على الهموم
اللي نايم على الفرش دافي ***والعريان كيف يجيه النوم
.
من لا يطعمك عند جوعك*** ولا يحضر لك في مصايب
لا تحسبه من فروعك*** قد حاضر أو غايب
.
الصمت الذهب المشجر*** والكلام يفسد المسألة
إذا شفت لا تخبر*** وإذا سألوك قول: لا لا
.
نوصيك يا واكل الراس*** في البير ارم عظامه
اضحك والعب مع الناس*** فمك مَتَّنْ لُه لجامُه
كل مهذار مسوس*** يجيب الهلاك لراسه
يستاهل ضربه بموس*** حتى يبانوا أضراسه
لا تسرّج حتى تلجَم*** واعْقد عقْدة صحيحة
لا تتكلم حتى تخمم ***لا تعود لك بفضيحة
الصاحب لا تلاعبه*** والناعر لا تفوت عليه
اللي حبك حبه أكثر ***واللي باعك لا تشريه
آه يا محنتي عدت خدام*** والتبن أعمى عيوني
خدمت عند عرّت الناس*** في وجبة العشا يطردوني
يا قلبي نكويك بالنا***ر وإذا شفيت نزيدك
يا قلبي خلفت لي العار*** وتريد من لا يريدك
يا ويح من وقع في بير*** وصعب عنه طلوعه
رفرف ما وجد جناحين*** يبكي اسألوا دموعه
.
حبيبك حبه والسر*** اللي بينكم تخفيه
إذا حبك حبه أكتر ***وإذا تركك لا تسأل عليه
من جاور الأجواد جاد بجودهم*** ومن ناسب الأرذال خاب ضناه
ومن جاور القدرة اتلطخ بحمومها*** ومن جاور صابون جاب نقاه
.
ولد الحمار لا تربيه ***لو كان تدهن زنوده
الرفس والعض فيه*** دي هي عادة جدوده
اللئيم لا يعترف بالجميل والإحسان
.
بهت النساء بهتين*** من بهتهم جيت هارب
يتحزموا بالأفاعي ***ويتخللوا بالعقارب
راكبه على ظهر السبع*** وتقول الحدايات سيأكلوني
حديث النساء*** يونس ويعلم الفهامة
يعملوا قلادة من الريح*** ويحلقوا لك بلا ماء
نوصيك يا حارث الحلفاء*** بالك من دخانها لا يعميك
لا تتزوج المرأة غير العفيفة*** تتعاون هي والزمان عليك
يا اللي تنادي قدام ***الباب نادي وكن فاهم
ما يفسد بين الأحباب*** غير النساء والدراهم


الطير الطير ما ظنيته*** يطير من بعد ما والف
ترك قفصي وعمر قفص الغير*** رماني في بحور بقيت تالف
اللي كان مدوب ***ما تعيبه كحوله
والحر اللي كان مجعوب*** ما يسوى نص فوله


أبو قثم

الأربعاء، 17 فبراير 2010

أبو قثم و صلاة الجمعة




عادة ما يبتدئ النهار عند المسلمين يوم الجمعة باكرا.
ما أن كانت العاشرة صباحا حتى أنهى أبو قثم طقوس الاستعداد لصلاة الجمعة، و ها هو ذا أمام المرآة يتغزل في نفسه و يضع آخر اللمسات على طربوشه الأحمر و جلبابه التقليدي الأبيض
لقد كان الجو ربيعا و كنا حينها ضيوفا على إحدى خالاتي في مدينة الدار البيضاء أكبر حواضر الدولة.
استكت كما يكون الاستياك ، و نقيت أنفي و حواجبي و وظّبت قميصي ،ثم فركت يداي في سرور و ابتهاج و ودعت الحضور الذين أمطروني، مغتبطين ، مشجعين ، بسيل عارم من الدعوات و التبريكات و أنا أنزل درج العمارة الشاهقة.
دلفت الشارع الذي خلا إلا من بعض أصحاب الدكاكين المتجمعين هنا و هناك على جنباته، فكنت و أنا المبتهج كلما حييت جماعة، منهم من رد التحية بالمثل و منهم من يكتفي بالنظر إلى هندامي بتعجب و تأس و منهم من ابتسم متهكما مستهزئا ،وأبو قثم شامخ بأنفه إلى السماء و شفتاه لا تكفان عن التمتمة.
لقد اعتدت على قراءة القرآن بالطريقة المغربية ، و كانت هذه القراءة الجماعية أكبر ما يستهويني في طقوس صلاة الجمعة. لدى صممت على أن أكون من أول الملتحقين بالمسجد، حتى أتمتع بتلك اللحظات التي لا زالت مطبوعة في ذاكرتي لا تفارقني كأنها ظلي الملازم.
بعد أن صليت للمسجد تحيته التحقت بجماعة القراء في صدر المسجد ،فتناولت مصحفي ثم انخرطت مع الجماعة فيما هم فيه منخرطون؛ ترتيلا و تجويدا ، نشيدا و ترنيما؛ حتى أنهينا بحمد الذي يحمد قراءة الحزب و أردفناه بالفاتحة و الدعاء .
أذّن المؤذنون يا سادتي؛ و قام سيدي الإمام إلى أعواده؛ و بدأ كما عادته يسفه في المجتمع و نواحيه، و يندب حظ الإسلام الغريب ، ويتوعد المسلمين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم و هكذا دواليك. و بقدر ما يتطاول سيدي الإمام و يحتدّ صوته بقدر ما يعمّ الوجوم و السكوت على المسجد الفسيحة أرجاؤه و المليئة جنباته؛ فلتخال نفسك من فرط السكوت أنك وحيدا في ذاك الخضم المتموج بالرؤوس المطأطأة الواجمة.
و ما هي إلا أن أحسست بأمر عظيم يحدث عند سرّتي، فإذا بالعرق يتصبب من جبيني المطأطئ و يتساقط شلالات و أحس به يسيل في جنباتي أنهارا أنهارا.
رفعت رأسي متعجبا،كأني أريد أن أسأل الإمام عما يحدث لي ، فصعقت للأمواج البشرية من حولي. و ما هي إلا تحرك بركان عظيم الهول في بطني ، و بدأت حرارة حممه تسري في كل أمعائي و تدب إلى باقي أعضاء جسمي . أما العرق فقد أصبح يتناثر مني أمطارا أمطارا،حتى أصاب رداده المصلين من حولي ،الذين بدأوا يستشعرون أمرا خطيرا يحدث جانبهم.
حاولت أن أصبر و أصبّر نفسي، حنحت و دمدمت مموّها المجاورين و مطمئنا المتخوفين . و لكن صوتا صدر من البركان على حين غرة لم يترك لي فرصة للتساؤل و لا للتمويه.فالبركان لا يحدد وقتا للانفجار.إنما هي رجة واحدة أفرغت ما في أمعائي من الحمم في السروال فإذا بالطامة الكبرى تحدث بالمسجد.فمن المستعيذ بالله من الشيطان الرجيم إلى المحوقل إلى اللاعن و الساب و الشاتم
لم أفهم ما جرى
لم أع أي شيء
اصطكت أذناي و أظلمت عيناي أما رجلاي فقد فقدتهما لم أدر أين مني ذهبتا.
حاولت ما أمكن أن ألملم نفسي لأنهض فإذا بالجميع من حولي يفر و يهرب ، و إذا بالهرج و المرج يعم المكان ، فسكت سيدي الإمام عن الكلام. و ملأت أجواء المفنس روائح البركان. فما كان مني إلا أن قفزت فوق الرؤوس و الأجساد المتمايلة و المترنحة في طريقي، و حمم البركان و شظاياه تتناثر من أقدامي في كل الجهات و على كل الرؤوس.
يا ويل أبي قثم كيف عاد إلى المنزل
يا ويل الجمعة و صلاة الجمعة
من يومها و أنا ألعن يوم الجمعة و الذي خلق يوم الجمعة و صلاة الجمعة و الذي فرض صلاة الجمعة

أبو قثم


الاثنين، 15 فبراير 2010

من مصحف أبي قثم






و حيثما ثقفتم أئمة المفانس بولوا عليهم ، لا يؤم المفانس إلا كل نصاب محتال فخور. يغرون الناس بالكلم المعسول و بزينون لهم الإيمان و هم لهم مضبّعون.ألا إنهم المجرمون الطفيليون الذين يقتاتون على عرق العباد و يهم يستخفون. أنظر إليهم من فوق أعوادهم بنعقون ، بسفهون ذات اليمين و ذات الشمال و البلهاء المضبعون لهم يسمعون..ألا إنهم السفهاء إجوان الشياطين و لكن لا يشعرون.استحوذ عليهم الحقد و العداوة فأصبحوا لنعمة العباد عليهم ينكرون..يأكلون صدقاتهم و يتلقفون زكواتهم و في سرهم يضحكون..غدا سيأتي يومهم ، و تراهم إلى السجون يدحون ، فلا تحزن عليهم و لا تك في ضيق مما يمكرون
أما الشيخ ابن الراوندي الحفيد ، لو تقمص ثوب الأنبياء إلى حين لرأيت يا راعي يا أمين كل شرق آسيا له ساجدين ، و لأتاكم منه اليقين .فما عليه إلا أن يستبدل لقبه بالإمام ابن حنبل أو المهدي المنتظر ، لترى الأفواج إليه تحج ، و القوافل تشدّ.و لأصبح مزارا لكل أبله تقي و منارا لكل محتال أبي ، و لأصبح اسمه بين الأخيار تُستفتح به الأذكار و تعنون به المكارم و تصان به المحارم.
فلو عزم شيخنا على ما سبق به ذكرنا لعز علينا أن نكون له خليفة.بتكئ علينا فنأزره و يستعين بنا فنرشده و يتخذنا لنفسه قلما نخط له النصب خطا و نرصف له جميل القول رصفا. فيا حبذا لو يتعظ شبخنا
أبو قثم