المشهد الأول
يرفع الاستار على خشبة مظلمة
يسمع من بعيد صوت أستاذ يلقن تلميذا بعض الكلمات و التلميذ يعيد و يردد معه:
ماء ..هواء..قرد.. بقرة..برتقال..
بعد حين، يسمع صوت جرس المدرسة فيدخل التلاميذ للفصل
تكشف الأضواء على الخشبة فيظهر
الأستاذ الله قاعدا في الصف مع تلاميذه من الملائكة و البشر و الشياطين
الأستاذ الله : من منكم يا أولاد يعرف الأسماء و يحفظها كلها جيدا
التلاميذ : لا نعرف إلا ما علمتنا يا أستاذ!
الأستاذ الله : تعسا لكم ، ما أغباكم ، أنتم تلاميذ فاشلون...قم يا ولد ...قم يا آدم ... أسمعهم الأسماء
قام الولد المجتهد آدم فعرض عليهم الأسماء بكل السهولة
الأستاذ : أف لكم و لمن خلقكم.. أ لم أقل لكم أنكم أغبياء فاشلون
التلاميذ: أنت و رسولك أعلم يا أستاذ
الأستاذ الله : طيب..و الآن قوموا جميعكم و صفقوا ثم اسجدوا لزميلكم المجتهد آدم
قام التلاميذ كلهم يصفقون لآدم ثم خروا له سجودا على مقاعد المدرسة الإلهية.
ابتسم الأستاذ الله حتى ظهرت نواجده، لكن ما فتئ أن وقعت عيناه على واحد من التلاميذ لم يشارك في التصفيق و لا انخرط في السجود و لكنه عوض ذلك كان يقلب في أصابعه و يفرقعها.
الأستاذ الله يشتاط غضبا حتى يتطاير شرر جهنم من عينيه.
( إنه التلميذ المشاغب الشيطان، ابن أحد أكابر المسؤولين الذين يخشاهم الأستاذ الله و يتقي شرهم و يحسب لهم ألف حساب)
يهدئ الأستاذ الله من روعه و يزفر وي نفر، فيقول له بصوت لا يخلو من الحدة مع كثير من اللين:
هيييه!!!و إنت يا ولد...يا شيطان...لم لا تسجد مع زملائك؟!!!!!!
الشيطان: و لماذا سأسجد؟؟ هل نحن نتعلم أم نعبد؟ ثم يا أستاذ كيف لي أن أسجد لابن خماس و أنا ابن أكابر القوم وعليتهم؟؟
ينفجر الله غضبا،ويقول:
اللعنة..اللعنة عليك.. اللعنة عليك يا شيطان .أنا راح أوريك
الشيطان ينفجر ضحكا و يقول:
هو إنت ليسه حتورينا!!!!!!
الأستاذ الله( و قد انتبه إلى عجزه تجاه التلميذ الشيطان) يتظاهر بالحكمة:
ليس الآن ..و لكن سترى عما قريب ما سأفعل بك
الشيطان : لا يا شيخ!!
الله يتابع: حاضر ... عند الامتحان يعز المرء أو يهان
الشيطان: حاضر أستاذ
الأستاذ الله : طيب ..تفضل أخرج الآن من الفصل .أنا لا أطيق النظر إليك
الشيطان يخرج و هو يصفر
الله يتوجه لآدم:
اسمع يا ابني، أنت تلميذ مهذب و نجيب ، فلا تختلط بهذا الشيطان
آدم يجيب بكل غباء:
طبعا يا أستاذ الله، طبعا.
في هذه الأثناء يدق جرس الاستراحة و يخرج الجميع
المشهد الثاني
في الحصة الثانية، عاد التلميذ المشاغب الشيطان بكل سرور، فدخل الفصل و كأن شيئا لم يحصل
أما الأستاذ، فيتظاهر بأنه لا يرى شيئا رفعا للإحراج
جاء التلميذ الشيطان إلى التلميذ المدلل أدم فوجده يأكل بسكويت.
الشيطان: كيفاك آدم
آدم : أهلين شيطان، و لكني زهق منك..لماذا أبيت السجود لي ؟؟
الشيطان : لا،آدم، يا خوي...أنا أحبك كثير( و أخذ رأسه يعنقها بيمناه و يربّت عليها بالأخرى)...بس.....هذا الأستاذ الله ظالم ..و عنصري...أهوج..و أنا أكرهه....(و صمت قليلا ثم قال) اسمع لدي فكرة جميلة
آدم : ماهي ؟
الشيطان: هيا نأكل سندويشة الأستاذ الله التي يضعها في النافذة
آدم:: و لكن!!!. سيغضب الله منا
الشيطان: يا أبله ! الله يمنعنا من أكل سندويشته حتى لا نفهم مثله و لا نشاركه في العلم.
آدم: ماذا؟؟؟؟ هل تقسم على ذلك؟؟
الشيطان: أي نعم.
آدم: هات السندويشة لنأكل
آدم و الشيطان يخطفان السندويشة الإلهية و يلتهمانها في غفلة من الأستاذ الله المنهمك على تصحيح الكراسات
فجأة ينتبه إلى أن السندويشة قد اختفت
يقوم الأستاذ الله من فوره و يصرخ بأعلى صوته:
من هذا الذي أخذ سندويشة الشوارما من النافذة؟؟
التلاميذ صامتون يحملقون
الأستاذ الله يلف بصفوف الفصل ذهابا و إيابا
التلاميذ صامتون يحملقون
الأستاذ الله: من أين جاءتك رائحة الثوم يا آدم..
آدم : سامحني يا أستاذ..هذا الشيطان خلاني آكل معه.
الأستاذ بغضب شديد: أنت يا آدم مطرود من هذه المدرسة.و ستنتقل إلى مدرسة أخرى تبعد ب 100سنة ضوئية عن بيتك...مفهوم؟؟؟
آدم : لماذا يا أستاذ؟؟؟ ماذا فعلت؟؟
الله: لا مناقشة معي...و لا جدال.
أما أنت يا شيطان..سأصبر عليك مرة ثانية..و لكن ، يا ويلك مني يوم الامتحان سأخصم لك ألف نقطة...
الشيطان يضحك:
الطز فيك و في الامتحان
و طرد آدم فعلا من المدرسة الربانية إلى المدرسة التي تبعد عن منزله ب100 سنة ضوئية . أما الشيطان فداوم على فصله و لم يحضر و لن يحضر أبد للامتحان الذي وعده الله أن يخصم له منه 1000نقطة
إقتبسها لكم / أبو قثم