الاثنين، 30 أغسطس 2010

الإله القمر


هل كان الله هو الإله القمر

مشاركةبواسطة حنان في 05 مارس 2010 03:10
هل كان الله هو الإله القمر؟ 

صورة

يتميز الدين الإسلامي في عبادة إله يسمى " الله" حصريا، على الرغم من أن القرآن استخدم أسماء إلهية أخرى.. اللاهوت الإسلامي يدعي أن الله ما قبل الإسلام كان هو نفسه الإله التوراتي الذي دعت إليه رسل أهل الكتاب . هل كان " الله" هو إله توراتي أم أنه إله وثني متحدر من معبودات الوثنيين في الصحراء العربية ما قبل الإسلام؟ 

إن إصرار الإسلام على القول إن الله الإسلامي هو امتداد واستمرار لله التوراتي يملك أهمية عظمى في محاولة جعل الإسلام امتداد لما سبقه واستدراج أتباع الديانات السابقة ليصبحوا " مسلمين" على اعتبار أن " الله" هو استمرارية لإله المسيحيين واليهود ويقدم لهم اعترافا مجانيا بسماوية كتبهم، ليصبح رشوة منطقية لقبول الإسلام والاعتراف به كخطوة تالية في الديانة المسيحية واليهودية. ولكن، إذا كان الله هو إله وثني، موروث عن ما يعبده الوثنيين فليس من الممكن الادعاء أنه ذات إله اليهود والمسيحيين، ويصبح الانتماء إلى الإسلام (على خلفية استمرار الإلوهية) أو التعاطي مع الإسلام باعتباره حجة لهم (لكونه يعترف بهم) لا قيمة له من هذه الزاوية، بل وخاطئ ولربما ينطبق عليه التحذير اليسوعي الذي يقول: احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة (متى7 :15 ). 

عمليا من الممكن الاستمرار في الادعاء إلى الـ ما لا نهاية، في حين أن الأدلة الصلبة لا يمكن الحصول عليها من مجرد الادعاءات وإنما تتطلب الحفر وقراءة الآثار. هذه هي الطريقة الوحيدة لمعرفة أصل مضمون عبادة الله وهو ما يعالجه الموضوع، في حين يمكن مراجعة كتاب " تاريخ الله" للكاتب جورجي كنعان، لإلقاء نظرة على موضوع أصل كلمة الله . المثير أن الأدلة التاريخية التي سيجري عرضها تعطي ما يكفي من الأدلة التي لا يوجد ما يعارضها عن تاريخ جذور وتطور عبادة الله كإله وثني، إله الوثنيين القدماء في مختلف أنحاء الجزيرة العربية وحوض النهرين ، الله هو القمر المتزوج من الشمس والنجوم بناتهم. 

صورة

الأركولوجيين عثروا على معابد لعبادة القمر في جميع أنحاء الشرق الأوسط من جبال تركيا إلى شواطئ النيل. لقد ظهر أن أكثر العبادات انتشارا في حضارة هذه المنطقة هي عبادة إله القمر. في كتابات الحضارة السومرية الأولى وصلتنا آلاف الألواح الطينية التي يصفون فيها عقيدتهم. من هذه الألواح نعلم أنهم كانوا يعبدون إله القمر والذي كان يملك العديد من الأسماء (في ذلك الوقت كانت تعني صفات). أكثر الأسماء شيوعا كان نانا، سون، عظيم بابا (!) Nanna, Suen, Asimbabbar. هذا الإله كان يرمز له بالهلال. اعتمادا على الكم الكبير من الوثائق عن عبادة إله القمر لا بد لنا من الاعتقاد أن هذه الديانة كانت هي الأوسع في سومر. الأشوريين والبابليين والأكاديين اقتبسوا هذه الديانة وحرفوا اسم اله القمر سون إلى سين, Sin, ليكون الإله المحبوب والرئيسي. (من المثير أن القرآن يقسم بتعبير " ياسين" وكتب التفاسير تشير إلى أن المقصود هو اسم إله (راجع الحاشية الرابعة) 

في سوريا وكنعان القديمة كان يرمز للإله سين بهلال. مع الوقت أصبح يضاف القمر الكامل إلى الهلال ليبقى الهلال ظاهران وليصبح إشارة إلى جميع فترات ظهور القمر. الربة الشمس كانت زوجة الرب سين في حين كانت النجوم بناتهم. مثلا كانت عشتار واحدة من بناتهم والأضاحي إليهم جرى تعدادها في الوثائق التي جرى العثور عليها في رأس شمرا. في وثائق أوغاريت نجد أن اله القمر كان يطلق عليه أحيانا اسم كوسوه، Kusuh. في فارس ومصر نجد أن إله القمر كان يظهر بوضوح في المنحوتات الجدارية وعلى رأس الأصنام، حيث كان قاضي على الرجال وعلى الآلهة. 

صورة

العهد القديم كان على الدوام يؤكد على تحريم عبادة القمر. حذر الرب شعب إسرائيل فقال: " لا ترفع عينك إلى السماء وتنظر الشمس و القمر والنجوم وكل جند السماء .. فتغتر وتسجد لها وتعبدها " 
( تثنية 4: 19) وفى 2( ملوك 21: 3-5) وفى (ارميا 8: 2) وأيضا في ( أرميا 19: 13 ) وفى ( صفنيا 1: 5) (see: Deut. 4:19;17:3; II Kings. 21:3,5; 23:5; Jer. 8:2; 19:13; Zeph. 1:5, etc.).
بمعنى أنه عندما سقطت إسرائيل في عبادة آلهة الوثنيين كانت عبادة القمر هي المعنية، إذ أنها هي العبادة الوثنية الشائعة. في القرآن نجد التحذير ذاته " راجع الحاشية رقم سبعة".
هذا الأمر يؤكده كون الإله القمر شكلا شائعا في جميع اللقى التعبدية والطقسية القادمة من الحضارات القديمة، حيث نرى الشعوب القديمة ترسم صورة إلههم على الحلي والفخار ورسومات الحائط والتماثيل والاسطوانات واللوحات. في تل العبيد جرى العثور على رأس عجل من النحاس وعلى جبينه صورة هلال. من مدينة أور نجد لوحة Stela Ur-Nammu حيث تحتوي على قائمة بأسماء الآلهة ويعلوها القمر على اعتبار أن إله القمر هو رئيس الآلهة، بل ونجد خبز جرى تحضيره على شكل هلال تقديسا لإله القمر، في تل العبيد عثر على رأس ثور من النحاس على جبهته يظهر رسم الهلال. حضارة أور كانت مرتبطة بالقمر إلى درجة أننا نجد بعض الاسطوانات الطينية التي تطلق اسم نانا على إله القمر من تلك البدايات المبكرة. 

الباحث المشهور Sir Leonard Woolley عثر على معبد عبادة القمر في أور، كما عثر على العديد من الدلائل التي تدل على عبادة القمر في أور ومعروضة في المتحف البريطاني. في الخمسينات جرى التنقيب عن معبد كبير لعبادة القمر في مدينة هازير Hazer الفلسطينية. إضافة إلى ذلك جرى العثور على منحوتين إحداها لرجل وعلى صدره صورة هلال. الكتابة المرفقة بها توضح أنهم كانوا يعبدون القمر. العديد من المنحوتات الصغيرة جرى العثور عليها وكان يشار إليهم على أنهم بنات القمر. 

ولكن ماذا عن الجزيرة العربية؟ 
يشير البروفيسور Carleton Stevens Coon إلى أن المسلمين لم يكن لديهم الرغبة في إبقاء أي اثر للديانات الوثنية القديمة، وسعوا بقوة لمحي كل اثر لها، ولم يبق منها إلا ما لم يكن في متناول أيديهم. هذا الأمر نجد له صدى في كتب التراث الإسلامي حيث يقول أحد الأحاديث معترفا بشدة انتشار الأصنام حتى في منزل الرسول: 
حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏أبي إسحاق ‏ ‏عن ‏ ‏مجاهد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ 
‏أن ‏ ‏جبريل ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏جاء فسلم على النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فعرف صوته فقال ‏ ‏ادخل فقال إن في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رءوسها فاجعلوها بساطا أو وسائد فأوطئوه فإنا لا ندخل بيتا فيه تماثيل (مسند احمد 7733) 

لسنوات عديدة كانت المملكة العربية السعودية ترفض البحث عن الآثار أو التعاون في مجال الآثار وعلى الرغم ذلك نجد أنه حتى آيات القرآن نفسها قدمت معاني تتطابق تماما مع المعطيات التاريخية التي بين أيدينا.. 

صورة

في القرن الثامن عشر وصل J. T. Arnaud, J. Halevy and E. Glaser وعثروا في حفرياتهم في جنوب الجزيرة العربية على آلاف القطع تعود لحضارات قديمة. في معبد القمر في مأرب، في مملكة السبأيين جرى العثور على Sabean Moon ولدى المعنيين والقطبانيين Minaean and Qatabanian وصل عنهم العديد من الكتابات عن عبادة القمر. في الأربعينات من القرن الماضي قام الأركيولوجيين G. Caton Thompson and Carleton S. Coon باكتشافات مذهلة في الجزيرة. في الخمسينات قام Wendell Phillips, W.F. Albright, Richard Bower بالعثور على مواقع أثرية في مناطق Qataban, Timna, and Marib, والأخيرة كانت عاصمة سبأ. بنتيجة هذه الاكتشافات جرى تجميع آلاف اللوحات والتماثيل الحجرية. منحوتات ومزهريات استخدمت من اجل طقوس تعظيم " بنات الله" تم العثور عليهم. تشير اللوحات إلى صور " اللات والعزة ومناة" إلى جانب أبوهم الله، الذي هو نفسه القمر متمثلا بصورة القمر فوقهم. كافة البراهين تشير إلى أن عبادة القمر كانت شائعة للغاية وعميقة الجذور في حضارات المنطقة بما فيه الجزيرة العربية. 

صورة

العهد القديم , Nabonidus (555-539 BC), يسرد لنا أن الملك الأخير لبابل قام ببناء تاياما في الجزيرة العربية لتصبح كعبة لعبادة القمر. ذكر سيغال: " في جنوب الجزيرة العربية كانت الديانة الرئيسية على الدوام عبادة القمر، الإله القمر، بمختلف أشكاله". الاسم القديم للإله القمر كان سين (نلاحظ أن عند المصريين أيضا كان اسمه سين)، ونرى أنه بقي جزء من تسمية الصحراء " سيناء". عندما تخلت الشعوب المجاورة عن عبادة القمر بقى العرب في صحراءهم مخلصين لربهم على أنه الإله الأكبر، أكبر الآلهة وأعظمها. وعلى الرغم من امتلاكهم 360 إلها آخر، جميعهم لهم موقعهم في الكعبة نجد أن الله (القمر) بقي سيد الآلهة وأكبرها. الكعبة كانت بيت الآلهة، جميع الآلهة، الأمر الذي جعلها تجذب احترام جميع العرب على اعتبار أن كل منهم، مهما كان الرب الذي يعبده، سيجد ربه له موضعا في كعبة قريش، وهو أمر كانت تفتقده بقية كعبات العرب وعدد ما وصل منها لعلمنا حوالي 22 كعبة. عام 1944 أشارت الباحثة G. Caton Thompson في كتابها إلى العثور على معبدا لعبادة الإله القمر The Tombs and Moon Temple of Hureidha, ويقع في جنوب الجزيرة. في هذا المعبد كانت تنتشر صور القمر (الهلال) وليس اقل من 21 كتابة تذكر اسم سين، إضافة إلى منحوتة أخرى يعتقد أنها لله القمر نفسه . هذه الأمر جرى تأكيده لاحقا من المزيد من الأركيولوجيين لاحقا. 

صورة

الأدلة تؤكد أن عبادة القمر كانت في كامل نشاطها في العصر المسيحي . والأدلة المجموعة من شمال وجنوب الجزيرة العربية تدل على أن عبادة القمر كانت أيضا وبكل وضوح في قمة نشاطها حتى في فترة محمد، حيث كانت لا تزال هي الديانة الأوسع انتشارا. حسب العديد من الكتابات القديمة فإنه وعلى الرغم من أن " سين" كان اسم إله القمر، إلا أن اسمه كان يسبقه تعبير " الإله" الأمر الذي كان يعبر عن رفعة منزلته بين الآلهة، وكانوا يرفعونه إلى رتبة رب الأرباب، وهو الأمر الذي لازال موجودا انعكاسه حتى اليوم في تعبير " الله اكبر". وتعبير " اقرأ وربك الأكرم"، وتعبير "أحسن الخالقين" وهي تعابير تفاضل بين الله وبقية الآلهة التي لا ترقى إلى مستوى الإله الأب. وكما أشار الباحث Coon فإن "إيله أو إله" كانت إحدى المراحل في الطريق إلى اسم الله الإسلامي الحالي. " الإله القمر كان يطلق عليه " ال إله" ليجري دمجه واختصاره لاحقا إلى تعبير واحد " الله" وهو أمر جرى قبل قدوم الإسلام". والوثنيين العرب أطلقوا اسم الله على أبناءهم، تماما كما كان الأمر مع اسم والد محمد " عبد الله"، على الرغم من أن الله ليس اسما من أسماء أهل الكتاب وبالتالي ليس منحدرا عن مصدر سماوي، ومع ذلك كان متداولا بين وثنيي الجزيرة مما يدل على أنه اسم من أسماء آلهة الوثنيين وحدهم. هذه الأمر يرجح انه كان الاسم الذي يطلق على القمر في عهد محمد، على اعتباره رب الأرباب أو المشار إليه بأنه "الأكبر". يؤكد Coon على أنه في عهد محمد وتحت رعايته أصبح الله شخصية منفصلة عن القمر وأصبح التعريف ال جزء لا يتجزأ من كامل اسمه ليصبح لا ينفصل عن اسمه السابق إله والذي كان مخصصا للقمر سين، هنا أصبح اسما لخالق أعظم منتزعاً عنه صفاته الأسبق. . 

هذه الوقائع تجيب على سؤال: لماذا لم يحتاج القرآن إلى تقديم تعريف لله أبدا؟ 

لماذا انطلق محمد من بديهية أن العرب الوثنيين يعرفون من هو الله الذي يعنيه؟ 

ولماذا كان العرب الوثنيين هم الذين يعرفون الله في حين أن أبناء الرسالات السماوية لا يعرفونه في كتبهم؟ 

محمد رفع من شأن الإله القمر الوثني تماما كما العرب الوثنيين، ولكنه تجاوز الوثنيين بخطوة. في الوقت الذي كان العرب يقدسون الله على أنه الأكبر بين الأرباب، أشار محمد إلى أنه ليس فقط الإله الأكبر والأكرم والأحسن ولكنه أيضا الأوحد. بمعنى آخر كان يقول لهم:" لازال الله الذي تعبدون هو إلهنا الأكبر، ولكني استبعد فقط زوجته وبناته وبقية الآلهة من العبادة، وهو أمر يدل على أنه أبقى لهم احد آلهتهم التي يعرفونها ، إلههم الأكبر بين بقية الآلهة المعلومة لهم، الإله القمر الذي يعرفوه جيدا، معترفا بأن " الله اكبر" من البقية، ولكن هذا الإله ليس إله أهل الكتاب". منه نتفهم كيف أن الله يوصف في الإسلام ليس بالله الكبير وإنما الأكبر ( الله اكبر)، والأحسن "فتبارك الله أحسن الخالقين" والأكرم " اقرآ وربك الأكرم". مثل هذا التفاضل لا يمكن إلا أن يكون بين آلهة، وبالتالي على خلفية تعدد الآلهة السابقة، ليصبح الله أفضلهم، في مسار محاولة إقناع الناس المتعددي الآلهة. البعض اليوم يحاول تفسير الأمر على أنها مقارنة بين الله والإنسان، في حين أن ذلك غير ممكن، بل ويموج بالإهانة لله، من حيث أن العظيم لا يمكن مقارنته بالمهين، الأعلى لا يمكن مقارنته بالأدنى إلا في معرض الاستهزاء. مثلا عندما نقول أن الأستاذ أحسن من تلاميذه فهذا يكون في معرض الإهانة للأستاذ، في حين أن نقول إنه أفضل وأحسن وأكرم من بقية الأساتذة فهذا يكون في المديح، والمقارنة الوحيدة الممكنة، فالمقارنة تكون من جنس المُقارن. من هنا لا يمكن أن تكون مقارنة لله مع البشر إلا في معرض الذم وهو أمر لا يجوز حكما. ومن المعلوم أن الوثنيين العرب لم يتهموا محمد بأنه يطالبهم بعبادة اله من خارج منظومة الآلهة التي يعبدونها، في حين أنهم لم يعبدوا إله أهل الكتاب. على هذه الخلفية يكون محمد قد حاول كسب الطرفين. من جهة قال للوثنيين أنه لا زال يؤمن بربهم إله القمر، في حين أنه يقول لليهود والنصارى أن الله هو ربهم أيضا. غير أن النصارى واليهود لم يقنعهم هذا المنطق ورفضوا مثل هذه الالتفافات واعتبروا الله إلها مزورا. 

صورة

الكندي، وهو أحد المسيحيين في العهد الإسلامي، انتبه إلى هذه المسألة حيث أشار إلى أن الله الإسلامي ليس مصدره الكتب السماوية لأهل الكتاب وإنما جاء عن طريق الوثنيين السبأيين القادمين من اليمن. بناء على ذلك تكون طقوس المسلمين موجهة ليس إلى اله أهل الكتاب وإنما إلى إله القمر، أبو اللات والعزة ومناة. يكتب الدكتور نيومان في كتابه:" لقد ظهر أن الإسلام دين منفصل، نمى مباشرة عن عبادة القمر". يقول قيصر فرح:" لهذا السبب لا يوجد أي سبب لقبول فكرة أن الله الإسلامي قد جاء للمسلمين عن طريق النصارى واليهود". العرب عبدوا إله القمر على أنه رب الأرباب، ولكن هذا الرب لم يكن رب اليهود. وفي الوقت الذي كان هذا الإله هو الأعظم كان لا يزال واحد من عشرات في مملكة الآلهة التي جرى تصويرها على شاكلة ممالك الإنسان. ولذلك فعندما يقوم الإنسان بعبادة القمر باعتباره الإله الأكبر والأكرم والأحسن تنعدم الإمكانية للعودة إلى القول أن هذا الإله ليس اله وثني قبل الإسلام لمجرد أنهم كانوا يعتبرونه الأكبر بين آلهتهم المتعددة. على العكس نجد أن الإسلام، وعلى الرغم من اعتباره أن الإله القمر هو الإله الأوحد إلا أنه أبقى على مملكة هذا الإله، تماما على صورتها القديمة التي يسوقها الوثنيين الأوائل، فتظهر لنا وثنية على شاكلة ممالك الإنسان، وليبقى العديل الوحيد هو إلغاء تعدد مراكز السلطة في هذه المملكة حتى لا تختلف الآلهة على العرش،الذي عليه استوى، تماما على ذات نمط ممالك الرومان والفرس المركزية، وبذات العقلية التي كانت لملوك ذلك العصر، حيث الله يستخدم ذات الطرق البيروقراطية وله ذات الأهداف : السعي للسلطة والتسلط والمحافظة على العرش وإبقاء الرعية عبيدا.. 

هل يصبح بعد ذلك من الغريب أن نفهم لماذا يكون شعار الإسلام والمسلمين الذي يرتفع على منارات المساجد هو الهلال تحديدا؟ 

لماذا يكون مقبولا أن الإله الهلال يرفرف على أعلام الدول الإسلامية وأحيانا إلى جانبه إحدى بناته من النجوم؟ 

لماذا يكون التقويم الإسلامي قمري، والطقوس المقدسة اعتمادا على القمر؟ 

الخلاصة 
من هنا نرى أن العرب الوثنيين كانوا يعبدون الإله القمر (الله)، من خلال الدعاء إليه موجهين وجههم إلى الكعبة، وبالحج السنوي والدوران حول الكعبة. وتقبيل الحجر الأسود وتقديسه والتضحية إلى الله وقذف الجمرات والصيام شهر رمضان وتحريم الحرب في الأشهر الحرم وتقديم الصدقات إلى الفقراء. هذه الطقوس أبقاها الإسلام من عبادة الإله القمر، وأبقى اسم الإله الذي تتوجه الطقوس إليه. بهذا يكون الإسلام عبارة عن إعادة بناء الموروث الميثالوجي وتقديمه بصورة جديدة. القول إنه امتداد لدين أهل الكتاب، أمر لا تدعمه الوقائع، على الرغم من أن عملية إعادة البناء استفادت من معتقدات أهل الكتاب (بما فيهم الزرادشتية والصابئة) وورثت عنهم بضعة من أساطيرهم، غير أنه كان عملية إحياء رائعة للتراث التاريخي الوثني للعرب، من اجل صهر مكوناته للاستفادة منه في ولادة الأمة الجديدة، وإبرازه بصورة مقبولة وقادرة على منافسة ديانات القوى العظمى.. 

صورة

حاشية أولى
هناك العديد من الدلائل الأخرى على بقاء آثار التعدد في الديانة الإسلامية، إحدى هذه الدلائل هو تعبير " بسم الله الرحمن الرحيم"، وهو أمر سيثير الاستغراب لدى العديدين. رسائل البطاركة الأنطاكيين السريانيين تبدأ بهذه البسملة قبل الإسلام بستمئة عام. غير أنهم يكتبونها بتغييرات طفيفة حيث تكون بالسريانية بالتعبير التالي: " بشم ألوهة رحمانو رحيمو". 
وترجمتها من السريانية إلى العربية تعطي معاني مختلفة. بشم هي ذاتها بسم، حيث تكون السين شين في السريانية. غير أن ألوهة هي اسم الإله العبري وتقترب من التعبير العربي اللهم. 
رحمانو؟ رحمو تعني بيت الرحم أو رحم المرأة وتشير إلى التجسد كما قال يوحنا في إنجيله " وصارت الكلمة جسدا" في حين أن النون هي حرف التعريف في اليمن. 
رحيمو هو الروح القدس. 
فهل تكون " بسم الله الرحمن الرحيم" هي ذاتها التي تستخدم لتمجيد الثالوث المقدس لدى المسيحيين!!. في ذات الوقت كان الرحمن هو اله اليمن " رحمن اليمامة" وهي كلمة عبرانية كما قال الرازي في حين أن الرحيم عربية. 

حاشية ثانية
العرب لم يكونوا يعرفون البسملة الإسلامية - ولكنهم كانوا يعرفون اللهم وهو أقرب اسم إلى إيلوهيم - وقد وافقهم محمد على عاداتهم إذ جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري : ذكره أنس عن النبي ص 
وْله : ( فَلَمَّا كُتِبَ الْكِتَاب ) ‏ ‏كَذَا هُوَ بِضَمِّ الْكَاف مِنْ كُتِبَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ , وَلِلْأَكْثَرِ كَتَبُوا بِصِيغَةِ الْجَمْع , وَتَقَدَّمَ فِي الْجِزْيَةِ مِنْ طَرِيق يُوسُف بْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي إِسْحَاق بِلَفْظِ " فَأَخَذَ يَكْتُب بَيْنَهُمْ الشَّرْطَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب " وَفِي رِوَايَة شُعْبَة " كَتَبَ عَلِيّ بَيْنهمْ كِتَابًا " وَفِي حَدِيث الْمِسْوَر " قَالَ فَدَعَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَاتِب فَقَالَ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ سُهَيْل . أَمَّا الرَّحْمَن فَوَاَللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ , وَلَكِنْ اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ كَمَا كُنْت تَكْتُب , فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ لَا نَكْتُبهَا إِلَّا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ " وَنَحْوه فِي حَدِيث أَنَس بِاخْتِصَارِ وَلَفْظه " أَنَّ قُرَيْشًا صَالَحُوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ سُهَيْل بْن عَمْرو , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ سُهَيْل : مَا نَدْرِي مَا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , وَلَكِنْ اُكْتُبْ مَا نَعْرِف : بِاسْمِك اللَّهُمَّ " وَلِلْحَاكِمِ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّلٍ " فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَأَمْسَكَ سُهَيْل بِيَدِهِ فَقَالَ : اُكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِف , فَقَالَ : اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ , فَكَتَبَ " . 

حاشية ثالثة
في اليهودية اسم من يجب عبادته هو يهوَه (יְהֹוָה لكنها تقرؤ أدوناي، هاشِم بالعبرانية الحديثة؛ أدونوي، هاشِيْم بالأشكنزية وشيما بالسامرية). تقول ترجمة العالم الجديد في إشعياء 8:42:‏ «أنا يهوَه. هذا اسمي». وذكر هذا الاسم أول مرة في الكتاب المقدس في (سفر الخروج-الإصحاح الثالث )<15وَقَالَ \للهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا \سْمِي إِلَى \لأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ> وترجمة الكلمة تعني( يسبِّب أن يصير). 

حاشية رابعة
وفي هذا الصدد نرى أن القرآن قد ذكر كلمة " يسن" وقد اختلفوا في تفسيرها ولكن أحد تفسيراتها تتكلم عن كونها اسم إله، الأمر الذي يربطها مباشرة بالإله سين (إله القمر) وهو أمر (مهما كانت درجة صحته) تدل على معرفة عرب عصر محمد بهذا الاحتمال، مما يجعل القرآن ممتلئ بالمصادفات التي تتوافق مع الديانات الوثنية القديمة..
في تفسير القرطبي عن آية ياسين يقول:
... قرأ أهل المدينة والكسائي "يس والقرآن الحكيم" بإدغام النون في الواو. وقرأ أبو عمرو والأعمش وحمزة "يس" بإظهار النون. وقرأ عيسى بن عمر "يسن" بنصب النون. وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحق ونصر بن عاصم "يسن" بالكسر. وقرأ هارون الأعور ومحمد بن السميقع "يسن" بضم النون; فهذه خمس قراءات. ..
وقال أبو بكر الوراق: معناه يا سيد البشر. وقيل: إنه اسم من أسماء الله; قال مالك. روى عنه أشهب قال: سألته هل ينبغي لأحد أن يتسمى بياسين؟ قال: ما أراه ينبغي لقول الله: "يس والقرآن الحكيم" يقول هذا اسمي يس. قال ابن العربي هذا كلام بديع, وذلك أن العبد يجـوز له أن يتسمى باسم الرب إذا كان فيه معنى منه; كقوله: عالم وقادر ومريد ومتكلم. وإنما منع مالك من التسمية بـ "يسين"; لأنه اسم من أسماء الله لا يدرى معناه; فربما كان معناه ينفرد به الرب فلا يجوز أن يقدم عليه العبد. فإن قيل فقد قال الله تعالى: "سلام على إل ياسين" [الصافات: 130] قلنا: ذلك مكتوب بهجاء فتجوز التسمية به, وهذا الذي ليس بمتهجى هو الذي تكلم مالك عليه; لما فيه من الإشكال; والله أعلم. ... وقال الشعبي: هو بلغة طي. الحسن: بلغة كلب. الكلبي: هو بالسريانية فتكلمت به العرب فصار من لغتهم. وقد مضى هذا المعنى في [طه] وفي مقدمة الكتاب مستوفى....

وفي تفسير ابن كثير نجد إلى جانب اجتهادات أخرى الاجتهاد التالي:
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة والضحاك والحسن وسفيان بن عيينة أن يس بمعنى يا إنسان وقال سعيد بن جبير هو كذلك في لغة الحبشة وقال مالك عن زيد بن أسلم هو اسم من أسماء الله تعالى. 

حاشية سادسة
{‏أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى‏}. النجم. 26 وهي آية تشير إلى احتجاج الله على نسب البنات (وحدهن) إليه، في حين كانت اللات والعزة ومناة تنسب تاريخيا إلى إله القمر وربة الشمس، وهو ينفي عن نفسه اتخاذه زوجة (مؤنثة تحديدا) وأولاد فيقول: (الجن،3) وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولداً وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا. ويؤكد ذلك في مرات فيقول متسائلا ( من جديد على لسان شخص ثالث(!)): :"(الأنعام، 151) ....أنى له ولد ولم تكن له صاحبة... مما يجعله يمثل دور الذكر الذي لعبه إله القمر. 

حاشية سابعة
في القرآن نجد آيات تحريم عبادة الشمس والقمر يقول القرآن: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }فصلت37 وهو أمر يؤكد وجود تأليه القمر والشمس. مما يدل على أن الإسلام اكتفى بفك الارتباط بين القمر واسم الله وأعاد تركيب مفهوم الله. 

حاشية سابعة
وتفسير آية (وأنه هو رب الشعرى) في القرطبي تظهر بوضوح عبادة العرب للنجوم. ويحاول القرآن التنبيه إلى أن الله إلها بذاته لا علاقة له بالنجوم، وان النجوم مجرد عبيد لله ، يسجدون لله مثلهم مثل الإنسان وليست آلهة إلى جانبه أو بناته أو أنه إله ذو طبيعة مثلهم، كما كان يعتقد العرب، إذن القول بسجود النجوم والشمس والقمر هو برهان القرآن على أن الله هو الإله، وأنه إله مستقل عن الأجسام السماوية. وزيادة في التأكيد أضاف القرآن سجود الأشجار إلى سجود النجوم حتى يكون البرهان أكثر إقناعا.. والنجم والشجر يسجدان (الرحمن 6) وفي تفسير رب الشعرى يقول الطبري: " الشعرى الكوكب المضيء الذي يطلع بعد الجوزاء ، وطلوعه في شدة الحر ، وهما الشعريان العبور التي في الج وزاء والشعرى الغميصاء التي في الذراع ; وتزعم العرب أنهما أختا سهيل .وإنما ذكر أنه رب الشعرى وإن كان ربا لغيره ; لأن العرب كانت تعبده ; فأعلمهم الله جل وعز أن الشعرى مربوب ليس برب . واختلف فيمن كان يعبده ; فقال السدي : كانت تعبده حمير وخزاعة . وقال غيره : أول من عبده أبو كبشة أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمهاته، ولذلك كان المشركون في قريش يسمون النبي صلى الله عليه وسلم ابن أبي كبشة حين دعا إلى الله وخالف أديانهم ; وقالوا : ما لقينا من ابن أبي كبشة ! 
وقال أبو سفيان يوم الفتح وقد وقف في بعض المضايق وعساكر رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر عليه : لقد أمر ابن أبي كبشة . وقد كان من لا يعبد الشعرى من العرب يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم ، قال الشاعر : 
مضى أيلول وارتفع الحرور وأخبت نارها الشعرى العبور
وقيل : إن العرب تقول في خرافاتها : إن سهيلا والشعرى كانا زوجين ، فانحدر سهيل فصار يمانيا ، فاتبعته الشعرى العبور فعبرت المجرة فسميت العبور ، وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى غمصت عيناها فسميت غميصاء لأنها أخفى من الأخرى" . 

في تفسير ابن كثير يقول: قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد وغيرهم هو هذا النجم الوقاد الذي يقال له " مرزم الجوزاء" كانت طائفة من العرب يعبدونه. 

حاشية ثامنة
على الرغم من سعي الرسول الحثيث لفصل الله عن الأجرام السماوية، إلا أن عبادة القمر والشمس بقيت مؤثرة على الرسول نفسه. جاء في صحيح مسلم، كتاب الكسوف، باب ما عرض على النبي (ص) في صلاة الكسوف: (كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ففزع فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه بعد ذلك) ويعني ذلك أنه لشدة سرعته أراد أن يأخذ ردائه فأخذ درع بعض أهل البيت سهوا ، حسب النووي في محاولة لتبرير الأمر، في كتاب شرح صحيح مسلم للنووي. واعتمادا على هذه الأحاديث يوصي علماء المسلمين بضرورة " الخوف من الخسوف والكسوف" ليكون المسلم على سنة رسوله. ويستعرض بن عثيمين في أحد إجاباته العديد من الآثار النبوية في شأن خوف النبي من ظاهرة الخسوف والكسوف فيقول: قال حين كسفت الشمس فيما ثبت عنه في الصحيحين وغيرهما: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، وأنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منها شيئاً فصلوا وادعوا الله حتى يكشف ما بكم"، وفي حديث آخر عند البخاري: "هذه الآيات التي يرسلها الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى ودعائه واستغفاره"، وفي حديث آخر: "فافزعوا إلى الصلاة"، وفي حديث آخر: "فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا"، وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعتاقة في كسوف الشمس، فهذه سبعة أشياء أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها عند الكسوف وكلها ثابتة في صحيح البخاري وهي:
1 - الصلاة.
2 - الدعاء.
3 - الاستغفار.
4 - التكبير.
5 - الذكر.
6 - الصدقة.
7 - العتق.

وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم فزعاً، وعرض عليه في مقامه ما قال عنه: "ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا، حتى الجنة والنار، ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور"، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر.

ولقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف على وجه لا نظير له في كيفيته وطوله، وكل هذا يدل على أهمية شأن الكسوف من الناحية الشرعية، وأن هناك سبباً لحدوثه لا تدركه العقول، ولا يحيط به الحساب وهو تخويف الله تعالى عباده، ليحدثوا توبة إليه ورجوعاً إلى طاعته. 

حاشية تاسعة 

جاء في كتاب الشيخ خليل عبد الكريم (الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية، سينا للنشر، ط 2، ص21): "على الرغم من وجود إحدى وعشرين كعبة ـ قبل الإسلام ـ في جزيرة العرب فإن القبائل العربية قاطبة أجمعت على تقديس (كعبة مكة) وحرصت اشد الحرص على الحج إليها، يستوي في ذلك من القبائل من كانت لديه كعبة خاصة مثل غطفان أم لا... بل أن الأخبار وردت أن عدداً من القبائل انتشرت بين أبنائها اليهودية والنصرانية ومع ذلك كانت تشارك في موسم الحج، ومن شدة تقديسهم الكعبة أن الرجل منهم كان يرى قاتل أبيه في البيت الحرام فلا يمسه بسوء..". 

- الله القمر الأكبر
ALLAH -THE MOON GOD:http://users.hubwest.com/prophet/islam/moongod.htm

Arkeologiska fynd bevisar Allahs ursprung:http://www.sanningenomislam.se/artikel.asp?artID=11
Problems of the Biblical Story of the Exodus:http://www.konkyo.org/English/SolvingTheMysteriesOfTheExodus
- خلق جنة عدن http://www.dhushara.com/book/orsin/origsin.htm
- خلق جنة عدن 3 - http://www.dhushara.com/book/orsin/orsin3.htm
- رد إسلامي على الموضوع: http://www.islamic-awareness.org/Quran/Sources/Allah/moongod.html
- إنسكلوبيديا العالمhttp://www.newworldencyclopedia.org/entry/Leonard_Woolley
- أور وآثارهاhttp://www.odysseyadventures.ca/articles/ur%20of%20the%20chaldees/ur_article.htm
- الرابطة البريطانية اليمنية للآثار http://www.al-bab.com/bys/articles/phillips96.htm
- معلومات من المتحف البريطانيhttp://www.britishmuseum.org/explore/highlights/highlight_objects/me/c/calcite_gravestone_with_woman.aspx
- معبد مأرب http://www.afsm.org/review/expeditions/exp_over.asp
- موسوعة تاريخ أقباط مصرhttp://www.coptichistory.org/new_page_199.htm
- الأصنام في القرآن http://www.coptichistory.org/new_page_293.htm
- تفسير "وأنه هو رب الشعرى"http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=53&ayano=49
- ضرورة الخوف من الخسوف والكسوف http://almoslim.net/node/97990
- ابن عثيمين عن الخسوف والكسوف http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=17275
- الموسوعة اليهودية عن اسم الإلهhttp://www.jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=165&letter=T

التاريخ العربي القديم – نيلسون ص 259 وما بعدها ترجمة فؤاد حسنين نشر دار الثقافة القاهرة 1958 
تاريخ العرب قبل الإسلام د/ سعد زغلول عبد الحميد أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وجامعة بيروت – دار النهضة العربية للطباعة والنشر بيروت سنة 1976م ص 23 

جاء في (دائرة المعارف البريطانية، ج 1، ص 1058:1057)
"كان العرب في جنوب الجزيرة العربية يعبدون ثالوثا هو: (الإله القمر، والإلهة الشمس، وأشتار الابن) وكان الإله الأكبر في هذا الثالوث هو الإله القمر. وكان الناس في كل الأنحاء يعتبرون أنفسهم ذريته".

أكد د. سيد محمود القمني في كتابه (الأسطورة في القرآن ص 4ـ11) يقول: "كان أيضا من أسماء إله القمر عند العرب السبأيين هو "إل مقة" التي تترجم إلى اللغة العربية "الله رب البيت الحرام الموجود في مكة"
يذكر القمني في كتابه (إله القمر ص 11) "كان (الله) إله القمر مذكر، وكانت زوجته (إللات) وهي الشمس، وكان لهما ابن هو (عشتر، أو الزهرة). 

ترجمة بالتصرف

ترجمة خالق محجوب 

الاثنين، 23 أغسطس 2010

ملحمة جلجامش




ملحمة جلجامش هي ملحمة سومرية مكتوبة بخط مسماري على 12 لوحا طينيا اكتشفت لأول مرة عام 1853 م في موقع أثري اكتشف بالصدفة وعرف فيما بعد أنه كان المكتبة الشخصية للملك الآشوري آشوربانيبال في نينوى في العراق ويحتفظ بالألواح الطينية التي كتبت عليها الملحمة في المتحف البريطاني. الألواح مكتوبة باللغة الأكادية ويحمل في نهايته توقيعا لشخص اسمه شين ئيقي ئونيني الذي يتصور البعض أنه كاتب الملحمة التي يعتبرها البعض أقدم قصة كتبها الإنسان
.
بداية الملحمة

تبدأ الملحمة بالحديث عن جلجامش ملك أورك - الوركاء الذي كانت والدته إله خالدا ووالده بشرا فانيا ولهذا قيل بان ثلثيه إله والثلث الباقي بشر. وبسبب الجزء الفاني منه يبدأ بإدراك حقيقة أنه لن يكون خالدا. تجعل الملحمة جلجامش ملكا غير محبوب من قبل سكان أورك؛ حيث تنسب له ممارسات سيئة منها ممارسة الجنس مع كل عروس جديدة، وأيضاً تسخير الناس في بناء سور ضخم حول أورك العظيمة.
ابتهل سكان أورك للآلهة بأن تجد لهم مخرجا من ظلم جلجامش فاستجابت الآلهة وقامت إحدى الإلهات، واسمها أرورو، بخلق رجل وحشي كان الشعر الكثيف يغطي جسده ويعيش في البرية يأكل الأعشاب ويشرب الماء مع الحيوانات؛ أي أنه كان على النقيض تماما من شخصية جلجامش. ويرى بعض المحللين أن هناك رموزا إلى الصراع بين المدنية وحياة المدن الذي بدأ السومريون بالتعود عليه تدريجيا بعد أن غادروا حياة البساطة والزراعة المتمثلة في شخصية أنكيدو.
كان أنكيدو يخلص الحيوانات من مصيدة الصيادين الذين كانوا يقتاتون على الصيد، فقام الصيادون برفع شكواهم إلى الملك جلجامش؛ فأمر إحدى خادمات المعبد بالذهاب ومحاولة إغراء أنكيدو ليمارس الجنس معها؛ وبهذا تبتعد الحيوانات عن مصاحبة أنكيدو ويصبح أنكيدو مروضا ومدنيا. حالف النجاح خطة الملك جلجامش، وبدأت خادمة المعبد -وكان اسمها شامات، وتعمل خادمة في معبد الآلهة عشتار - بتعليم أنكيدو الحياة المدنية؛ ككيفية الأكل واللبس وشرب النبيذ، ثم تبدأ بإخبار أنكيدو عن قوة جلجامش وكيف أنه يدخل بالعروسات قبل أن يدخل بهن أزواجهن. ولما عرف أنكيدو بهذا قرر أن يتحدى جلجامش في مصارعة ليجبره على ترك تلك العادة. يتصارع الاثنان بشراسة؛ فهما متقاربان في القوة، ولكن الغلبة في النهاية كانت لجلجامش، حيث اعترف أنكيدو بقوة جلجامش، وبعد هذه الحادثة يصبح الإثنان صديقين حميمين.
يحاول جلجامش دائما القيام بأعمال عظيمة ليبقى اسمه خالدا؛ فيقرر في يوم من الأيام الذهاب إلى غابة من أشجار الأرز؛ فيقطع جميع أشجارها، وليحقق هذا عليه القضاء على حارس الغابة، وهو مخلوق ضخم وقبيح اسمه خومبابا. ومن الجدير بالذكر أن غابة الأرز كان المكان الذي تعيش فيه الآلهة ويعتقد أن المكان المقصود هو غابات أرز لبنان
.
الصراع في غابة الأرز

يبدأ جلجامش وأنكيدو رحلتهما نحو غابات أشجار الأرز بعد حصولهما على مباركة شمش إله الشمس الذي كان أيضا إله الحكمة عند البابليين والسومريين وهو نفس الإله الذي نشاهده في مسلة حمورابي المشهورة وهو يناول الشرائع إلى الملك حمورابي وأثناء الرحلة يرى جلجامش سلسلة من الكوابيس والأحلام لكن أنكيدو الذي كان في قرارة نفسه متخوفا من فكرة قتل حارس الغابة يطمأن جلجامش بصورة مستمرة على أن أحلامه تحمل معاني النصر والغلبة.
عند وصولهما الغابة يبدآن بقطع أشجارها فيقترب منهما حارس الغابة خومبابا ويبدأ قتال عنيف ولكن الغلبة تكون لجلجامش وأنكيدو حيث يقع خومبابا على الأرض ويبدأ بالتوسل منهما كي لا يقتلاه ولكن توسله لم يكن مجديا حيث أجهز الاثنان على خومبابا وأردياه قتيلا. أثار قتل حارس الغابة غضب إلهة الماء أنليل حيث كانت أنليل هي الإلهة التي أناطت مسؤولية حراسة الغابة بخومبابا.
بعد مصرع حارس الغابة الذي كان يعتبر وحشا مخيفا يبدأ اسم جلجامش بالانتشار ويطبق شهرته الآفاق فتحاول الإلهة عشتار التقرب منه بغرض الزواج من جلجامش ولكن جلجامش يرفض العرض فتشعر عشتار بالإهانة وتغضب غضبا شديدا فتطلب من والدها آنو، إله السماء، أن ينتقم لكبريائها فيقوم آنو بإرسال ثور مقدس من السماء لكن أنكيدو يتمكن من الإمساك بقرن الثور ويقوم جلجامش بالإجهاز عليه وقتله.
بعد مقتل الثور المقدس يعقد الآلهة اجتماعا للنظر في كيفية معاقبة جلجامش وأنكيدو لقتلهما مخلوقا مقدسا فيقرر الآلهة على قتل أنكيدو لأنه كان من البشر أما جلجامش فكان يسري في عروقه دم الآلهة من جانب والدته التي كانت إلهة فيبدأ المرض المنزل من الآلهة بإصابة أنكيدو الصديق الحميم لجلجامش فيموت بعد فترة
.
رحلة جلجامش في بحثه عن الخلود

بعد موت أنكيدو يصاب جلجامش بحزن شديد على صديقه الحميم حيث لا يريد أن يصدق حقيقة موته فيرفض أن يقوم أحد بدفن الجثة لمدة أسبوع إلى أن بدأت الديدان تخرج من جثة أنكيدو فيقوم جلجامش بدفن أنكيدو بنفسه وينطلق شاردا في البرية خارج أورك وقد تخلى عن ثيابه الفاخرة وارتدى جلود الحيوانات. بالإضافة إلى حزن جلجامش على موت صديقه الحميم أنكيدو كان جلجامش في قرارة نفسه خائفا من حقيقة أنه لابد من أن يموت يوما لأنه بشر والبشر فانٍ ولا خلود إلا للآلهة. بدأ جلجامش في رحلته للبحث عن الخلود والحياة الأبدية. لكي يجد جلجامش سر الخلود عليه أن يجد الإنسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق الخلود وكان اسمه أوتنابشتم والذي يعتبره البعض مشابها جدا أن لم يكن مطابقا لشخصية نوح في الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام. وأثناء بحث جلجامش عن أوتنابشتم يلتقي بإحدى الإلهات واسمها سيدوري التي كانت آلهة النبيذ وتقوم سيدوري بتقديم مجموعة من النصائح إلى جلجامش والتي تتلخص بأن يستمتع جلجامش بما تبقى له من الحياة بدل أن يقضيها في البحث عن الخلود وأن عليه أن يشبع بطنه بأحسن المأكولات ويلبس أحسن الثياب ويحاول أن يكون سعيدا بما يملك لكن جلجامش كان مصرا على سعيه في الوصول إلى أوتنابشتم لمعرفة سر الخلود فتقوم سيدوري بإرسال جلجامش إلى المعداوي، أورشنبي، ليساعده في عبور بحر الأموات ليصل إلى أوتنابشتم الإنسان الوحيد الذي استطاع بلوغ الخلود.
عندما يجد جلجامش أوتنابشتم يبدأ الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بأمر الآلهة وقصة الطوفان هنا شبيهة جدا بقصة طوفان نوح، وقد نجى من الطوفان أوتنابشتم وزوجته فقط وقررت الآلهة منحهم الخلود. بعد أن لاحظ أوتنابشتم إصرار جلجامش في سعيه نحو الخلود قام بعرض فرصة على جلجامش ليصبح خالدا، إذا تمكن جلجامش من البقاء متيقظا دون أن يغلبه النوم لمدة 6 أيام و9 ليالي فإنه سيصل إلى الحياة الأبدية ولكن جلجامش يفشل في هذا الاختبار إلا أنه ظل يلح على أوتنابشتم وزوجته في إيجاد طريقة أخرى له كي يحصل على الخلود. تشعر زوجة أوتنابشتم بالشفقة على جلجامش فتدله على عشب سحري تحت البحر بإمكانه إرجاع الشباب إلى جلجامش بعد أن فشل مسعاه في الخلود، يغوص جلجامش في أعماق البحر في أرض الخلود دلمون (البحرين حاليا) ويتمكن من اقتلاع العشب السحري
.
جلجامش إلى أورك

بعد حصول جلجامش على العشب السحري الذي يعيد نضارة الشباب يقرر أن يأخذه إلى أورك ليجربه هناك على رجل طاعن في السن قبل أن يقوم هو بتناوله ولكن في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته فرجع جلجامش إلى أورك خالي اليدين وفي طريق العودة يشاهد السور العظيم الذي بناه حول أورك فيفكر في قرارة نفسه أن عملا ضخما كهذا السور هو أفضل طريقة ليخلد اسمه. في النهاية تتحدث الملحمة عن موت جلجامش وحزن أورك على وفاته.

النص الاصلي مترجم إلى الغة العربية

اللوح الأول

العمود الأول:
(1 ـ هو الذي) رأى كل شيء (إلى تخوم الدنيا، 2- (هو الذي) عرف (كل شيء وتضلع) بكل شيء. 3- (....) معاً (....)، 4- (سيد) الحكمة الذي بكل شيء (تعمق). 5- رأى أسراراً خافية، وكشف أموراً خبيثة، 6- وجاءنا بأخبار عن زمان ما قبل الطوفان. 7- مضى في سفر طويل، وحل به الضنى والعياء، 8- ونقش في لوح من الحجر كل أسفاره. 9- رفع الأسوار لأوروك المنيعه، 10- ومعبد إيانا المقدس، العنبر المبارك. 11- انظر، فجداره الخارجي يتوهج كالنحاس. 12- وانظر، فجداره الداخلي ماله من شبيه. 13- تلمس، فعتباته (قد أرسيت) منذ القدم. 14- تقرب، فإيانا لعشتار، 15- لا يأتي بمثله ملك، من بعد، ولا إنسان. 16- أعل سور أوروك، امش عليه، 17- المس قاعدته، تفحص صنعة آجره. 18- أليست لبناته من آجر مشوي؟ 19- (والحكماء) السبعة من أرسى له الأساس؟ 20- شار واحد للمدينة، وشار للبساتين، وآخر للمروج. والبقية أرض بلا زرع (أو بناء) لمعبد عشتار 21- ثلاث شارات والأرض غير المزروعة، هي مدينة أوروك. 22- إبلغ صندوق الرقيم، النحاسي. 23- خل رتاجة البرونزي. 24- إكشف فوهته عن أسراره. 25- خذ الرقيم اللازوردي واتله بصوت عال. 26- عن جلجامش الذي مضى عبر جميع الصعاب. 27- الذي فاق كل الملوك، ذائع الصيت متين البنيان. 28- ابن أوروك، الثور النطوح. 29- الذي يمضي في المقدمة كلما يليق بالقائد، 30- ويسير أيضاً في المؤخرة كرجل مؤتمن. 31- كصخرة جبارة، يصد عن رجاله، 32- وكموج الطوفان الصاخب يهدم الأسوار الصماء. 33- نسل لوجال بندا، جلجامش الكامل القوة، 34- ابن البقرة المهوب ((ننسون). 35-... جلجامش الضافي الروع، 36- فاتح ممرات الجبال، 37- ناقب الآبار في سفوح المرتفعات. 38- عبر المحيط، البحر المترامي، إلى حيث تشرق الشمس، 39- وارتاد أصقاع الأرض بحثاً عن الحياة. 40- شق طريقه بعزم يديه إلى ((أوتنابشتيم)) البعيد، 41- الذي استرد إلى الحياة ما خربه الطوفان. 42-.... يعمرون الأرض. 43- هل مثله من ملك في أي مكان؟ 44- هل يحق لغيره أن يقول: أنا الملك الحق؟ 45- فبالاسم جلجامش قد دعي منذ مولده.
العمود الثاني
:
1 ـ ثلثاه إله، وثلثه بشر. 2- مالهيئة جسمه من نظير. 3- 7 أسطر مشوهة. 4- كثور وحشي (يرفع رأسه عالياً). 5- بأس سلاحه بلا شبيه، 6- وعلى صوت الطبل يوقظ رعيته. 7- ثار أهل أوروك في بيوتهم: 8- ((لا يترك جلجامش ابناً لابيه، 9- ماض في مظالمه ليل نهار. 10- وهو الراعي لأوروك المنيعه، 11- هو راعينا القوي الوسيم الحكيم. 12- لا يترك جلجامش (بكراً لأمها)، 13- ولا ابنه المحارب أو صفية لنبيل.)) 14- (سمع الآلهة) شكواهم (مراراً وتكراراً)، 15- فتوجه آلهة السماء بالقول إلى رب أوروكك 16- ((لقد خلقت أرورو هذا الثور الوحشي 17- بأس سلاحه بلا شبيه، 18- وعلى صوت الطبل يوقظ رعيته. 19- لا يترك جلجامش ابناً لأبيه، ماض في مظالمه ليل نهار 20- وهو الراعي لأوروك المنيعه 21- هو راعيهم، وهو ظالمهم. 22- قوي وسيم حكيم. 23- لا يترك جلجامش بكراً لأمها، 24- ولا ابنة لمحارب أو صفية لنبيل..)) 25- سمع آنو شكاتهم مراراً وتكراراً، 26- قدعوا (جميعاً) آرورو العظيمة قائلين: ((أنت يا من خلقت جلجامش. 27- اخلقي له الآن نداً يعادله صخباً في الفؤاد، 28- فيدخلان في تنافس دائم وتسترح أوروك)). 29- سمعت آرورو هذا، وتملت في فؤادها صورة آنو. 30- غسلت يديها، وجمعت قبضة من طين رمتها في الفلاة. 31- (....) في البراري خلقت إنكيدو العظيم، نسل... ننورتا 32- يكسو الشعر جسده، وشعر رأسه كامرأة. 33- خصلات شعره تندفع سنابل قمح. 34- لا يعرف الناس ولا البلدان، عليه ثياب كسوموقان. 35- يرعى الكلأ مع الغزلان، 36- يرد الماء مع الحيوان، 37- ومع البهيمة يفرح قلبه عند الماء. 38- (ومرة) أحد الصيادين، ناصب أفخاخ، 39- رآه وجهاً لوجه عند مورد الماء. 40- يوماً، وثانياً، وثالثاً، رآه وجه لوجه عند المورد، 41- رآه الصياد فامتقع وجهه هلعاً. 42- مضى بصيده إلى بيته، 43- كان خائفاً، مشلولاً، ساكن الحركة، 44- في قلبه اضطراب، وعلى محياه اكتئاب، 45- وقد سكن الروع خافقه، 46- فوجهه كمن مضى في سفر طويل
.
العمود الثالث:
1 ـ فتح الرجل فمه قائلاً لأبيه 2- ((أي أبت. قد هبط في أرضك رجل فريد، 3- أقوى من الفلاة ذو بأس عظيم، 4- متين العزم كشهاب آنو الثاقب. 5- (دوماً) يطوف أرجاء أرضك، 6- دوماً يأكل العشب مع الحيوان، 7- ودوماً يأخذ مسالك مورد الماء. 8- خفت ولم أجرؤ منه اقتراباً. 9- ردم حفري التي حفرت، 10- وقلع مصائدي التي نصبت. 11- بعونه فر من يدي حيوان البر وطرائده، 12- لا يدع لي فرصة الايقاع بها)). 13- ففتح فمه أبوه قائلاً له: 14- ((أي بني. في أوروك يقيم جلجامش. 15- ما بزه من قبل أحد قط، 16- قوي العزم كشهاب آنو الثاقب. 17- اذهب، يمم وجهك شطر أوروك، 18- انقل لجلجامش خبر هذا الرجل الجبار، 19- ولعيطك كاهنة حب تصحبها معك. 20- دعها تكسر شكيمته، بقوة تفوق قوته. 21- فعندما يرد الماء لسقي الحيوان، 22- دعها تنضو ثيابها وتكشف مفاتنها، 23- فإنه لمقاربها إذا رآها، 24- فتتنكره طرائد الفلاة التي شبت معه)). 25- (مستجياً) لنصح أبيه، (....) 26- مضى الصياد إلى (جلجامش) 27- شد الرحال وحط في مدينة أوروك. 28- مثل أمام جلجامش (....) وحدثه قائلاً: 29- ((هناك رجل فريد هبط أرض أبي، 30- أقوى من في الفلاة، ذو بأس عظيم، 31- متين العزم كشهاب آنو الثاقب. 32- دوماً يطوف أرجاء أرض أبي، 33- دوماً يأكل العشب مع الحيوان، 34- ودوماً يأخذ مسالك مورد الماء. 35- خفت ولم أجرؤ منه اقتراباً. 36- ردم حفري التي حفرت، 37- وقلع مصائدي التي نصبت. 38- بعونه فر من يدي طرائد البر وحيوانه، 39- لا يدع لي فرصة الايقاع بها)). 40- فقال جلجامش: 41- ((امض أيها الصياد وخذ معك كاهنة حب. 42- وعندما يرد الماء لسقي الحيوان، 43- دعها تنضو ثيابها وتكشف مفاتنها، 44- فإنه لمقاربها إذا رآها، 45- فتنكره طرائد الفلاة التي شبت معه)). 46- تولى الصياد، آخذاً معه كاهنة حب. 47- شدا الرحال، يغذان السير قدماً، 48- فبلغا المكان في اليوم الثالث. 49- قبع الصياد والمرأة عند الموضع، 50- عند مورد الماء جلساً يوماً، وثانياً. 51- ثم أتت الحيوانات مورد الماء
.
العمود الرابع:
1 ـ وردت الحيوانات الماء، كان فؤادها جذلاً. 2- أما إنكيدو ابن الفلاة الواسعة، 3- الذي يرعى الكلأ مع الغزلان، 4- ويرد الماء مع الحيوان، 5- ومع البهيمة يفرح قلبه عند الماء، 6- فقد وقع بصر المرأة عليه، رأت الرجل الوحش؛ 7- رجل البداءة الآتي من أعماق البراري: 8- ((هو ذا يا فتاة البهجة، حرري ثدييك، 9- عري صدرك، يقطف ثمرك. 10- لا تخجلي، خذي إليك دفأه. 11- فإنه لمقاربك إذا رآك. 12- اطرحي ثوبك، دعيه ينبطح عليك، 13- علمي الرجل الوحش، وظيفة المرأة، 14- فتنكره طرائد البرية التي شبت معه، 15- بعد حبه لك)). 16- فتاة البهجة، حررت ثدييها، عرت صدرها فقطف ثمارها. 17- لم تخجل، أخذت إليها دفأه. 18- طرحت ثوبها، انبطح عليها. 19- علمت الرجل الوحش وظيفة المرأة، 20- وهاهو واقع في حبها. 21- ستة أيام وسبع ليال قضاها إنكيدو مع فتاة البهجة. 22- وبعد أن روى نفسه من مفاتنها، 23- يمم وجهه شطر رفاقه الحيوان، 24- فولت لرؤيته الغزلان هاربة. 25- حيوان الفلاة فرت أمامه. 26- تمهل خلفها، ثقيلاً كان جسمه، 27- خائرة كانت ركبتاه، ورفاقه ولوا بعيداً. 28- تعثر إنكيدو في جريه، صار غير الذي كان. 29- لكنه غدا عارفاً، واسع الفهم. 30- قفل عائداً إلى المرأة، جلس عند قدميها، 31- رافعاً بصره إليها، 32- كله آذان لما تنطق به. 33- حدثته الكاهنة قائلة: 34- ((حكيم انت يا إنكيدو، شبه الآلهة أنت. 35- لماذا مع حيوان الفلاة ترعى البراري؟ 36- تعال آخذك إلى أوروك المنيعة، 37- حيث المعبد المقدس مسكن آنو وعشتار؛ 38- حيث عظيم البأس جلجامش، 39- الظاهر فوق جميع الرجال كثور وحشي)). 40- وقت كلماتها في نفسه، لما تكلمت، حسناً. 41- كان يبغي صاحباً يفهم سريرته. 42- فقال لها إنكيدو، قال للكاهنة: 43- ((تعالي، فخذيني أيتها المرأة، 44- إلى المعبد المقدس، مسكن آنو وعشتار. 45- حيث عظيم البأس جلجامش، 46- الظاهر فوق جميع الرجال كثور وحشي. 47- سأناديه وأكلمه بجرأة
.
العمود الخامس:
1 ـ سيجلجل صوتي في أوروك: ((أنا الأقوى)). 2- نعم أنا من سيغير نظام الأشياء. 3- من ولد في البراري هو الأقوى)). 4- (تعال. دعنا نذهب. فيرى) وجهك. 5- (سأجمعك بجلجامش،) فأنا بمكانه عليمة. 6- امض إلى أوروك المنيعة يا إنكيدو، 7- حيث يزهو الناس دوماً بحلل الأعياد، 8- وكل يوم من أيامهم عيد. 9- حيث الغلمان المخنثون يرتعون، 10- والبغايا المقدسات بأشكال فاتنة يمرحن. 11- طافحات شهوة لاهيات طرباً. 12- يجذبن أكابر القوم إلى مخادعهن ليلاً. 13- (نعم) يا إنكيدو الجذل بالحياة، 14- سأريك جلجامش رجل الملذات. 15- أنظر إليه، تفرس في وجهه، 16- تره كامل الرجولة، دافق الحيوية. 17- جسده مزين بالمتع والشهوات. 18- أكثر منك قوة، 19- لا تهدأ حركته ليل نهار. 20- (فرويداً) يا إنكيدو، طامن عن غلوائك. 21- فإن شمش قد منحه رعايته، 22- وآنو وإنليل وأيا قد وهبوه فهماً عميقاً. 23- وقبل أن تصل من براريك المترامية، 24- في أحلامه، بأوروك، سيراك جلجامش)). 25- لم يكذب جلجامش خبراً، تنبه من نومه يقص على أمه حلمه: 26- ((أماه، رأيت في ليلة البارحة حلماً؛ 27- كانت السماء حاشدة بالنجوم، 28- وكشهاب آنو الثاقب، واحد منها انقض علي. 29- زمت رفعه فثقل علي، 30- حاولت إبعاده فصعب علي. 31- تحلق حوله أهل أوروك. 32- تجمهر الناس حوله، 33- تدافع الجميع إليه، 34- أحاط الرجال به. 35- وبينما رفاقي يقبلون قدميه، 36- ملت عليه كما أميل على امرأة. 37- وضعته عند قدميك، 38- فجعلته بنفسك لي نداً)). 39- الحكيمة المحنكة بكل الأمور، قالت لجلجامش: 40- ننسون، الحكيمة المحنكة بكل الأمور، قالت لجلجامش: 41- ((نجم السماء هذا، نظير لك. 42- إن الذي انقض عليك كشهاب آنو الثاقب، 43- والذي رمت رفعه فثقل عليك، 44- وحاولت إبعاده فصعب عليك، 45- الذي وضعته عند قدمي، 46- فجعلته بنفسي لك نداً، 47- الذي ملت عليه كما تميل على امرأة
.
العمود السادس:
1 ـ هو رفيق عتي، يعين الصديق عند الضيق. 2- أوقى من في الفلاة ذو بأس عظيم، 3- متين العزم كشهاب آنو الثاقب. 4- لقد ملت عليه كما تميل على امرأة، 5- وهذا يعني أنه لن يتخلى عنك قط. 6- هذا هو معنى حلمك)). 7- تابع جلجامش حديثه لأمه: 8- ((أماه، لقد رأيت حلماً آخر: 9- في أوروك المنيعة، فأس مطروحة، تجمعوا عليها. 10- تحلق أهل أوروك حولها، 11- أحاط أهل أوروك بها، 12- تدافع الناس إليها. 13- وضعتها عند قدميك. 14- ملت عليها كما أميل على امرأة، 15- فجعلتها بنفسك لي نداً)). 16- الحكيمة بكل الأمور، قالت لابنها: 17- ننسون، الحكيمة المحنكة بكل الأمور، قالت لجلجامش: 18- ((إن الفأس التي رأيت، رجل 19- لقد ملت عليها كما تميل على امرأة، 20- ولقد جعلتها بنفسي لك نداً، 21- معنى ذلك: رفيق عتي، يعين الصديق عند الضيق، 22- أقوى من الفلاة ذو بأس عظيم، 23- متين العزم كشهاب آنو الثاقب. 24- فتح جلجامش فمه قائلاً لأمه: 25- (....) فليبتسم لي حظ عميق، 26- (....) فأحظى برفيق. 27- (....) أنا)). 28- وبينما كان جلجامش يشرح أحلامه، 29- كانت كاهنة الحب تحدث إنكيدو 30- (....) الاثنان 31- (وإنكيدو جالس) قبالتها. 32- (اللوح الأول من (هو الذي رأي كل شيء إلى تخوم) الدنيا 33- (....) الذي يؤمن بالإلهة ننليل. 34- (....) آشور.


اللوح الثاني
اللوح الثاني في النص الأساسي مشوه إلى درجة لا يمكن معها تقديم ترجمة واضحة له. لهذا سوف نتابع الأحداث في اللوح الثاني من النص البابلي القديم (الكسرة المعروفة بالرمز P). ولما كان العمود الأول من هذا اللوح يكرر أحداثاً وردت في نهاية اللوح الأول من النص الأساسي، فإننا سنبتدئ بالعمود الثاني الذي يسير بنا من حيث تشوه النص الأساسي، مع بعض التداخل البسيط في السطور الأولى. وسيلاحظ القارئ أن السطر في هذا اللوح أقصر من السطر في اللوح السابق، والسبب هو استخدام كاتب النص البابلي القديم تفعيلتين فقط في السطر الواحد بدل ثلاث أو أربع استخدمها كاتب النص المتأخر.
العمود الثاني:
1- لأني سأجعل منه نداً لك)). 2- بينما جلجامش يشرح أحلامه، 3- كان إنكيدو جالساً قبالة المرأة. 4- الاثنان (قاما بفعل الحب). 5- نسى إنكيدو مسقط رأسه. 6- ستة أيام وسبع ليل، 7- أقبل إنكيدو، 8- يضاجع المرأة. 9- (ثم) فتحت كاهنة الحب فمها 10- وقالت لإنكيدو: 11- ((أنظر إليك يا إنكيدو، أراك شبه الآلهة. 12- فلماذا مع الحيوان 13- تهيم على وجهك في البراري؟ 14- تعال فإني لآخذة بيدك 15- إلى أوروك ذات الأسواق. 16- حيث المعبد المقدس مسكن آنو. 17- أي إنكيدو، انهض أمش بك 18- إلى إيانا، مسكن آنو. 19- حيث عظيم البأس جلجامش 20- وأنت مثل (....) 21- ستحبه كحبك لنفسك. 22- تعال. قم عن الأرض؛ 23- سرير الرعاة)). 24- فسمع كلامها، وقبل نصحها. 25- مشورة المرأة، 26- وقعت في نفسه حسناً. 27- قسمت ثوبها نصفين. 28- بنصف كسته، 29- وبنصف الثوب الآخر، 30- كست نفسها. 31- أمسكت نفسها. 32- أمسكت بيدها. 33- وكأم مشت به، 34- إلى مائدة الحظائر. 35- حيث الحظائر. 36- فتجمع الرعاة حوله. (يلي ذلك عدة أسطر تالفة)
العمود الثالث:
1- حليب الحيوانات الوحشية، 2- تعود أن يرضع. 3- وضعوا أمامه خبزاً، 4- فارتبك. نظر إليه، 5- وحدق فيه. 6- فإنكيدو لا يعرف شيئاً 7- عن أكل الخبز، 8- وشرب الشراب القوي، 9- ومامن أحد قد علمه. 10- فتحت كاهنة الحب فمها 11- قائلة لإنكيدو: 12- ((كل الخبز يا إنكيدو. 13- عماد الحياة (هو) 14- وخذ الشراب القوي فهو عادة البلاد)). 15- أكل إنكيدو الخبز، 16- حتى امتلأ. 17- ومن الشراب القوي، 18- أخذ سبعة أقداح. 19- فانشرحت نفسه وسعدت. 20- ابتهج منه الفؤاد، 21- وأشرق وجهه. 22- دهن (....)، 23- جسده الأشعر. 24- مسح نفسه بالزيت، 25- فصار بشراً. 26- وضع على جسده عباءة، 27- فبدا رجلاً. 28- أخذ سلاحه، 29- وراح يهاجم الأسود، 30- يريح الرعاة منها ليلاً. 31- قنص الذئاب، 32- واصطاد الأسود، 33- ليستطيع رعاة الماشية سباتاً. 34- فإنكيدو (اليوم) حارسهم. 35- رجل قوي، 36- رجل فريد. 37- قال لـ (....). (عدة أسطر تالفة)
العمود الرابع:
(ثمانية أسطر تالفة)
9- كان مبتهجاً طليقاً. 10- كان مبتهجاً طليقاً. 11- رفع بصره، 12- فرأى رجلاً (مسرعاً). 13- قال للكاهنة: 14- ((احضري الرجل الي، أيتها الكاهنة. 15- علام أتى هذي الديار؟ 16- أريد أن أعرف هويته (وقصده))). 17- فدعت الكاهنة الرجل، 18- ليأتي إليه ويراه: 19- ((لماذا تسرع أيها السيد؟ 20- ولأي أمر جريك المتعب))؟ 21- فتح الرجل فمه. 22- وقال لإنكيدو: 23- (لقد اقتحم) بيت الجماعة، 24- المخصص لاجتماع الناس، 25- (ودار) حرمة الزوجية، 26- وجلب العار على المدينة، 27- فارضاً على البلد المنكود عادات مشينة. 28- لأجل جلجامش، ملك أوروك ذات الأسواق، 29- طبل الناس يقرع. 30- لأجل جلجامش، ملك أوروك ذات الأسواق، 31- طبل الناس يقرع، 32- لاختيار العروس. 33- يطأ العرائس المنذورات للزواج. 34- هو يأتي أولاً، 35- ومن ورائه الزوج الموعود. 36- هذا هو قضاء الآلهة، 37- منذ أن قطع حبل سرته، 38- قدر عليه)). 39- لدى سماع كلمات الرجل، 40- غدا وجه إنكيدو شاحباً. (ثلاثة أسطر تالفة)
العمود الخامس:
(ستة أسطر تالفه)
مشى (إنكيدو في المقدمة)، ومن ورائه مشت كاهنة الحب. وعندما حل بأوروك ذات الأسواق، احتشد الناس حوله. عندما انتصب في الطريق، بأوروك ذات الأسواق، تجمع الناس حوله، قائلين عنه: ((إنه شبيه لجلجامش في بنيته. أقصر قامة، ولكنه أصلب عوداً. (....)... أقوى من في الفلاة ذو بأس عظيم، حليب الحيوانات البرية، تعود أن يرضع. وفي أوروك ستسمع دوماً قعقعة السلاح)). ابتهج الرجال: لقد ظهر رجل جبار. للبطل الكامل الوسامة، لجلجامش، ند كما الآلهة انتصب)). للإلهة اشخارا، المضجع قد أعد. وجلجامش (مع المرأة الشابة). (سيلتقي) في الليل. وما أن اقترب (ينوي دخول المعبد). حتى وقف (إنكيدو) في الطريق. يسد المدخل. (....) بكل قوته. (ثلاثة أسطر تالفة)
العمود السادس:
(خمسة أسطر تالفة، يليها خمسة أسطر مليئة بالنقص، فلا تعطي معنى مفيداً).
11- تلاقيا في (أوروك) ملتقى أسواق البلاد. 12- (على جلجامش) سد إنكيدو البوابة. 13- بقدمه (سد إنكيدو البوابة)، 14- ليمنع جلجامش من الدخول. 15- أمسك كل منهما الآخر، 16- يخوران خوار الثيران. 17- حطما دعائم البوابة، 18- وارتجت (لهول الصراع) الجدران. 19- جلجامش وإنكيدو، 20- أمسك كل منهما الآخر، 21- يخوران خوار الثيران. 22- حطما دعائم البوابة، 23- وارتجت (لهول الصراع) الجدران. 24- (أخيراً) مال جلجامش (فوق خصمه)، 25- وقدمه (ثابتة) في الأرض. 26- هدأت سورة غضبه، 27- واستدار ماضياً في طريقه. 28- ولما تولى، 29- نادى إنكيد 30- قائلاً لجلجامش: 31- ((كمخلوق فريد، أمك 32- سيدة المدن الحصينة، البقرة الوحشية، 33- (الربة) ننسون، 34- قد حملت بك. 35- فرأسك مرفوع فوق الرجال، 36- وسلطاناً على الناس 37- قد وهبك الإله إنليل)) 38- ((اللوح الثاني من هو الذي رأى)).

اللوح الثالث
1- النص البابلي القديم
سنتابع أولاً سير الأحداث في النص البابلي القديم الذي لجأنا إليه من أجل استدراك النقص الحاصل في النص الأساسي بسبب تشظي وتشوه اللوح الثاني. ومصدرنا هنا هو الكسرة المعروفة بالرمز Y (جامعة ييل)، وهذه الكسرة تتابع ما بدأته الكسرة P (جامعة بنسلفانيا) التي أعطتنا جزءاً لا بأس به من مادة اللوح الثاني. وبعد ذلك تتحول إلى النص الأساسي.
العمود الأول:
بداية هذا العمود تالفه. ويمكن الاستنتاج بأن جلجامش وإنكيدو قد عقدا صداقة دائمة، وأن هذه الصداقة قد غيرت جلجامش تغييراً عميقاً. فبعد أن كان مضرب المثل في الظلم والطغيان، نجده الآن وقد عقد العزم على المضي إلى غابة الأرز البعيدة، حيث الوحش حواوا، رمز الشر، ليقي عليه. ولكن إنكيدو يحاول أن يثنيه عما انتوى. 13- ترى لماذا ترغب 14- في القيام بذلك؟ 15- (....) كثيراً 16- (....) لماذا ترغب، 17- في المضي إلى الغابة. 18- رسالة (....). 19- قبل كل منهما الآخر، 20- وقدما القرابين. (كسر حتى نهاية العمود).
العمود الثاني:
(يستمر كسر اللوح إلى أواسط العمود الثاني)
26- اغرورقت عينا إنكيدو بالدموع، 27- ملأ الأسى قلبه، 28- زافراً آهات مريرة. 29- نعم، اغرورقت عينا إنكيدو بالدموع، 30- ملأ الأسى قلبه، 31- زافراً آهات مريرة. 32- فالتفت جلجامش، 33- قائلاً لإنكيدو: 34- ((أي صديقي، لماذا عيناك 35- اغرورقتا بالدمع 36- وملأ الأسى قلبك 37- زافراً آهات مريرة))؟ 38- فتح إنكيدو فمه 39- قائلاً لجلجامش: 40- ((أي صديقي (....) 41- قد وهنت قواي، 42- وتلاشت قوة ساعدي، 43- وضعف مني العزم)). 44- ففتح جلجامش فمه. 45- قائلاً لإنكيدو:
العمود الثالث:
(كسر نحو أربعة أسطر، يبدأ بعدها جلجامش بشرح المهمة المقبلة).
5- (في الغابة، هناك يعيش) حواوا الرهيب. 6- (هيا، أنا وأنت، نقتله). 7- (هيا نمسح الشر كله عن وجه الأرض). 8- 11 (أسطر مشوهة بشكل لا يساعد على الترجمة) 12- فتح إنكيدو فمه. 13- قائلاً لجلجامش: 14- ((لقد عرفت يا صديقي، 15- عندما كنت أطوف البراري مع الحيوان. 16- أن غابة حواوا تمتد عشرة آلاف ساعة مضاعفة. 17- (فمن يستطيع) المضي في أعماقها، 18- وحواوا يزأر فيها كعاصفة الطوفان. 19- في فمه نار، 20- وفي أنفاسه العطب. 21- فلماذا أنت راغب، 22- في القيام بذلك؟ 23- انقضاض لا دافع له، 24- ذلك (هو انقضاض) حواوا. 25- فتح جلجامش فمه. 26- قائلاً لإنكيدو: 27- (جبال الأرز سوف أرقى. 35 (أسطر مشوهة لا تساعد على الترجمة). قائلاً لجلجامش: (كيف نستطيع المضي إلى غابة الأرز. وحارسها، يا جلجامش، محارب عتي لا يغمض له جفن. (البقية تالفة).
العمود الرابع:
1- بحماية غابة الأرز، 2- أوكله إنليل، وجعله مخيفاً، 3- فتح جلجامش فمه، 4- قائلاً لإنكيدو: 5- ((من ترى يا صديقي، يرقى إلى السماء. 6- الآلهة هم الخالدون في مرتع شمش، 7- أما البشر فأيامهم معدودات، 8- وقبض الريح كل ما يفعلون. 9- أراك خائفاً من الموت وما زلنا هنا، 10- فأين ضاعت منك القوة العظيمة. 11- سأمي أمامك، 12- ولينادني صوتك: أن تقدم ولا تخف. 13- فاذا سقطت أصنع لنفسي شهرة: 14- لقد سقط جلجامش؟ 15- صرعه حواوا الرهيب. (ستة أسطر تالفة). 22- قد أوجعت قلبي إذ تكلمت، 23- (ولكني ماض في انتويت). سأمد يدي، 24- وأقطع أشجار الأرز، 25- فأحفر لنفسي اسماً خالداً. 26- سأعطي صناع السلاح، يا صديقي الأوامر. 27- فيصنعون السلاح تحت أنظارنا)). 28- لصناع السلاح صدرت الأوامر. 29- فتنادوا، عقدوا اجتماعاً. 30- صنعوا أسلحة عظيمة. 31- صبوا فؤوساً زنة واحدتها ثلاثة طالينات. 32- صبوا سيوفاً هائلة، 33- زنة نصل الواحدة منها طالينان، 34- ومقبضة ثلاثون رطلاً 35- وغمده من ذهب زنته ثلاثون رطلاً. 36- تجهز جلجامش وإنكيدو، كل بما زنته عشرة طالينات. 37- وعند بوابة أوروك ذات المزاليج السبعة 38- (....) تجمهر الناس. 39- (....) في طرقات أوروك ذات الأسواق. 40- (....) جلجامش. 41- شيوخ أوروك ذات الأسواق، 42- جلسوا أمامه، 43- بينما كان يتحدث إليهم: 44- (أصغوا إلي يا أعيان أوروك) ذات الأسواق. 45- (......)
العمود الخامس:
أريد، أنا جلجامش، أن أواجه من عنه تتحدثون، من ملأ اسمه أرجاء البلاد، وأصرعه في غابة الأرز. ((ما أقوى ابن أوروك)) هذا ما سأجعل البلاد تسمعه. سأمد يدي، وأقطع شجر الأرز فأحفر لنفسي اسماً خالداً)). شيوخ أوروك ذات الأسواق، أجابوا جلجامش: (فتي أنت يا جلجامش، وبعيداً في حفزك قلبك، لا تعرف بعض كنه ما انتويت. قد سمعنا عن شكل حواوا المخيف، فمن يستطيع الصمود أمام أسلحته؟ تتسع الغابة عشر آلاف ساعة مضاعفة، فمن يستطيع المضي في أعماقها، وفيها حواوا يزأر كعاصفة الطوفان؟ في فمه نار وفي أنفاسه العطب. لماذا أنت راغب في القيام بذلك؟ انقضاض لا دافع له (انقضاض) حواوا)). عندما سمع جلجامش كلمات ناصحيه، نظر إلى صديقه ضاحكاً. (أسطر تالفة تتضمن تعليق جلجامش على حديث شيوخ أوروك، وعندما يتضح النص يعود الشيوخ للحديث). فليبسط إلهك حمايته عليك، وليضمن لعودتك طريقاً سالمة. ليعد بك اسلماً إلى مرفأ أوروك)). سجد جلجامش أمام شمش: ((إن الكلمات التي نطقوا بها (....) أي شمش، إني ماضي وإليك (أرفع يدي). لتهدأ، إذن، بك روحي المضطربة، ولتعد بي سالماً إلى مرفأ أوروك، ولتبسط علي حمايتك)). ثم دعا جلجامش (صديقه). (واستكشف) طالعه. (أسطر تالفة.....)
العمود السادس:
1- جرت الدموع على وجه جلجامش. 2- (....) طريق من قبل لم أسلك. (أسطر تالفة....) 8- جاؤوا له بأسلحته. 9- (....) سيوف عظيمة. 10- قوس وجعبه. 11- وضعوها بين يديه. 12- حمل الفؤوس. 13- (....) جعبته. 14- قوس أنشان). 15- ووضع سيفه إلى جنبه. 16- (....) ثم انطلقا. 17- تقدم الناس إلى جلجامش، 18- قائلين: ((متى تعود الينا يا جلجامش))؟ 19- كما باركه الشيوخ، 20- وقدموا له النصح في رحلته: 21- ((لا تعتمد على قوتك يا جلجامش. 22- دعه يكشف الطريق أمامك واحفظ نفسك. 23- دع إنكيدو يتقدمك، 24- فلقد رأى الطريق وقد سلكه. 25- حتى مشارف غابة الأرز، 26- (....) حواوا... 27- فمن يمش في المقدمة يحفظ صاحبه. 28- دعه يكشف الطريق أمامك واحفظ نفسك. 29- وليهبك شمش من لدنه نصراً، 30- ويجعل عينيك تشهدان ما أسلف به لسانك، 31- ويفتح في وجهك المسالك المغلقة، 32- ويكشف أمام خطوك الطريق، 33- ويمهد أمام قدميك الجبال. 34- ليأتك الليل بكل ما يفرح، 35- وليقف إلى جانبك لوجال بندا، 36- في نصرك. 37- وليكن نصرك سهلاً كـ (لهو) الطفل. 38- في نهر حواوا، الذي تسعى إليه، 39- اغسل قدميك. 40- احفر بئراً في المساء. 41- ليكن في قربتك ماء قراح دوماً. 42- قرب ماءً بارداً إلى شمش. 43- واحفظ أبداً حد لوجال بندا. 44- فتح إنكيدو فمه قائلاً لجلجامش: 45- (أنت الثاني من ورائي) فلنبدأ السفر. 46- لا يعرفن الخوف فؤادك، ضع ثقتك بي. 47- (إني أعرف مكان سكناه). 48- وخبرت السير في طريق حواوا. 49- مرهم يعودون إلى ديارهم. (أسطر مشوهة، يستشف من شذراتها كلمات أخيرة يوجهها جلجامش إلى مودعيه). 58- يعد سماعهم حديثه. 59- حثو البطل على المضي في طريقه: 60- (امض يا جلجامش (....). 61- وليمش إلهك إلى جانبك. 62- لتر عيناك ما قد أسلف به لسانك. (ثلاثة أسطر مشوهة ثم ينكسر اللوح البابلي القديم)
نعود الآن إلى النص الأساسي، اللوح الثالث، بعد أن غطينا اعتماداً على النص البابلي القديم معظم الأحداث الواردة في اللوح الثاني التألف من النص الأساسي. ولسوف نجد بعض التداخل، لأن الأحداث ليست موزعة بشكل متناظر على الألواح في النصين.
2- النص الأساسي (نسخة نينوى)
العمود الأول:
1- (فتح الشيوخ أفواههم قائلين لجلجامش): 2- (لاتعتمد على فرط قوتك يا جلجامش. 3- لتكن عينك مفتوحة وضربتك أكيدة. 4- إن من يمضي في الأمام يحفظ صاحبه. 5- إن من يعرف الطريق يحفظ صاحبه. 6- دع إنكيدو يمشي أمامك، 7- لأنه بطريق غابة الأرز خبير. 8- لقد شهد المعارك وتمرس بفن القتال. 9- دع إنكيدو يحمي صديقه، يحفظ صاحبه، 10- يعبر به فوق الخنادق. 11- لقد أصغى مجلسنا إلى كل ماقلت، 12- والآن، جاء دورك لتصغي أيها الملك). 13- فتح جلجامش فمه وقال 14- مخاطباً إنكيدو: 15- (هلم أيها الصديق، لنمض إلى (معبد) إيجال ماخ، 16- حيث ننسون الملكة العظيمة، 17- ننسون الحكيمة العليمة، 18- تسدد خطانا بنصحها)). 19- ثم أخذا بيد بعضها البعض، 20- جلجامش وإنكيدو يقصدان الإيجال ماخ، 21- حيث ننسون الملكة العظيمة 22- دخل جلجامش (ومثل في حضرة ننسون): 23- (أي ننسون، جئت أخبرك (....). 24- إنها رحلة طويلة إلى موطن خمبابا، 25- (وأمامي معركة) لا أعرف نتائجها، 26- (وطريق أقطعه) وأنا به جاهل. 27- فإلى اليوم الذي أعود به، 28- (إلى أن أصل غابة الأرز) 29- (إلى أن أقتل خمبايا الرهيب)، 30- (فأمحو عن الأرض كل شر يكرهه شمش)، 31- (صلي من أجلي عند شمش). (البقية مكسورة)
العمود الثاني:
1- دخلت ننسون غرفتها. 2- (....)...... 3- (وضعت عليها رداء) يليق بجسمها. 4- (وتزينت بحلية) تليق بصدرها. 5- (وضعت..) ولبست تاجها. 6- (....) الأرض. 7- (ارتقت الدرج) صاعدة إلى الشرفات العليا. 8- وعلى السطح أحرقت بخوراً إلى شمش. 9- سكبت ماء القربان ورفعت يديها نحو شمش: 10- ((لماذا وهبت ابني قلباً مضطرباً؟ 11- واليوم قد حفزته ليمضي 12- في رحلة طويلة إلى موطن خمبايا. 13- ليدخل معركة لا يعرف نتائجها، 14- ويقطع طريقاً هو به جاهل. 15- فإلى اليوم الذي به يعود، 16- إلى أن يصل غابة الأرز، 17- إلى أن يقتل خمبايا الرهيب، 18- فيمحو من الأرض كل شر تكرهه. 19- في اليوم الذي... 20-.. لتكن عروسك، آيا، لك تذكره. 21- وعسى أن توكل به حفظة الليل)). (البقية تالفة)
العمود الثالث:
(تالف كلياً عدا شذرات قليلة لا تساعد على الترجمة)
العمود الرابع:
(مطلع العمود تالف، ويبدو من السطر 15 أدناه أن ننسون كانت مستغرقة في أداء طقس معين).
15- أطفأت ننسون البخور (....) 16- دعت إنكيدو وأعطته وصاياها: 17- (أي إنكيدو القوي. لست من نسلي. 18- ولكني اليوم قد تبنيتك. 19- فصرت مني كفتية جلجامش المنذورين 20- ككاهنات المعبد ونساء الطقس والمكرسين)) 21- ثم طوقت عنق إنكيدو (بعقد مقدس) (البقية تالفة)
العمود الخامس:
(تالف كلياً)
العمود السادس:
(تالف خلا بضعة أسطر تكرر ما سمعناه في مطلح اللوح من وصايا الشيوخ لجلجامش وبقية اللوح مكسورة).

اللوح الرابع
الأعمدة الأربعة من هذا اللوح مفقودة، وهي تحتوي بالتأكيد على وصف مفصل لرحلة غابة الأرز. وقد تم العثور، خلال الحفريات في موقع اوروك، على كسرة لوح صغيرة تعود إلى نسخة مفقودة للنص الأساسي. وقد اعتبر بعض الباحثين الأسطر القليلة الباقية في هذه الكسرة بمثابة بداية اللوح الرابع.
كسرة أوروك:
1- بعد عشرين ساعة مضاعفة، توقفاً لبعض الزاد. 2- وبعد ثلاثين ساعة مضاعفة أخرى، توقفا لقضاء الليل. 3- خمسين ساعة مضاعفة قطعا في كل نهار. 4- فاجتازا مسيرة شهر ونصف في ثلاثة أيام. 5- ثم حفرا بئراً قرباناً لشمش. (عندما يبدأ النص الأساسي بالوضوح، نجد جلجامش وإنكيدو وقد وصلا مشارف غابة الأرز، ووقفا عند بوابتها المسحورة التي يقف لحمايتها حارس أوكله بها خمبايا. يتهيب جلجامش الإقدام، ولكن إنكيدو يشد عزمه).
العمود الخامس:
(البداية تالفة)
11- (تذكر ما كنت تقول في أوروك، 12- وانهض، جابهه تقتله. 13- أي جلجامش يا ابن أوروك))، 14- امتلأ جلجامش ثقة لسماعه هذه الكلمات. 15- ((هيا انطلق نحوه (....). 16- هيا انحدر نحو الغابة (....). 17- فمن عادة هذا الحارس أن يضع سبعة دروع من زرد. 18- ولم يدرك الآن إلا واحداً، والستة منزوعة)). 19- كثور وحشي هائج (انقض جلجامش). 20-... فتراجع (الحارس) وكله (رهبة). 21- حارس الغابة صرخ مستنجداً (....). 22- خمبايا مثل (....).
العمود السادس:
(البداية تالفة، وهي تحتوي على مشهد مقتل الحارس واقتحام البوابة المسحورة التي شلت يد إنكيدو بعد فتحها عنوة).
23- فتح (إنكيدو فمه) قائلاً لجلجامش، 24- (دعنا يا صديقي) لا نهبط الغابة، 25- فقد شلت (البوابة يدي) بعد فتحها)). 26- ففتح جلجامش فمه قائلاً لإنكيدو: 27- (لاتتحدث) يا صديقي (كإنسان) ضعيف. 28- (قد واجهتنا صعاب) تخطيناها جميعاً. 29-...... 30- أيها الصديق المتمرس بالحب المجلي في المعارك، 31- المس (....) تغدو غير هياب من الموت، 32- (....) وابق إلى جانبي. 33- (....)...... 34- يتلاشى شلل يدك، ويهدأ روعك (....). 35- (لا أراك) تبقى هنا يا صديقي. دعنا نهبط معاً. 36- لا تدع عراك الحارس يلجم شجاعتك. انس الموت (....). 37- (....) رجلاً حذراً متأهباً. 38- من يمض في الأمام يحفظ صاحبه، يخم صديقه. 39- فاذا سقطا، حفرا لنفسيهما اسماً)). 40- وصلا معاً الجبل الأخضر. 41- هربت منها الكلمات، ووقفا ساكنين. وقفا ساكنين ينظران نحو الغابة.


الخامس
العمود الأول:
وقفا ساكنين ينظران نحو الغابة. شاهدا ذرى شجر الأرز، وشاهدا مدخل الغابة حيث تعود خمبايا المسير، وشاهدا طريقاً سهلاً ميسور العبور شاهدا جبال الأرز، مرتع الآلهة، ومنصة عرش إرنيني حيث تسقلت (شجيرات) الأرز فوق المرتفعات. وارفة هنية الظلال. براعمها التحية تلف الغابة
(بعد بضعة أسطر تالفة ينكسر الموضع حتى نهاية العمود. ومعظم هذا العمود يتابع. وصف غرائب الغابة).
العمود الثاني:
(مشوه في معظمه ومسكور في آخره، ويستمر الكسر إلى أواسط العمود الثالث).
العمود الثالث:
(البداية مفقودة. وعندما يتضح النص نجد جلجامش يقص على صديقه الحلم الثاني الذي رآه في ليلة البارحة. أما الحلم الأول فمفقود مع بداية العمود الضائعة.)
1- (أما الحلم الثاني الذي رأيت (....). 2- كنا واقفين في مسلك جبلي. 3- (عندما) سقط علينا جبل (....). 4- كنا إزاءه كذباب القصب)). 5- ابن البراري؛ 6- إنكيدو، فسر حلم صديقه قائلاً: 7- ((يا صديقي إنها لرؤيا طبية، 8- وأنه لحلم عظيم. 9- إن الجبل الذي رأيت، أيها الصديق، هو خمبابا. 10- سوف نمسك بخمبابا، سوف نقتله، 11- ونرمي، بجثته في الفلاة)). 12-.... صباح (....). 13- بعد عشرين ساعة مضاعفة توقفا لبعض الزاد. 14- بعد ثلاثين ساعة مضاعفة أخرى توقفا لقضاء الليل. 15- حفرا بئراً تقرباً من شمش (....). 16- ارتقى جلجامش (المرتفع). 17- وقرب طعاماً (....). 18- ثم أوحى الجبل حلماً (إلى إنكيدو). 19- جعله (....).
العمود الرابع:
1- أوحى الجبل إلى إنكيدو بحلم 2- جعله (....). 3- ثم هطل عليهما رذاذ بارد (....). 4- جعله يرتعش (....). 5- (....) وكسنابل الجبل (....). 6- أسند جلجامش ذقنه إلى ركبته، 7- وهبط عليه النوم؛ راحة البشر. 8- وعند منتصف الليل انتبه. 9- رفع رأسه وقال لصديقه: 10- ((هل ناديتني أيها الصديق، لماذا أفقت؟ 11- هل لمستني، لماذا انا خائف؟ 12- هل مر بنا إله، لماذا شلت أطرافي؟ 13- أي صديقي، لقد رأيت حلماً ثالثاً، 14- وكان حلماً مخيفاً كله: 15- أرعدت السماء واهتزت الأرض. 16- تلاشى ضوء النهار وهبط الظلام. 17- التمع البرق وتوجهت نيران. 18- انعقدت السحب، أمطرت موتاً. 19- ثم خبا البريق وتلاشت النار، 20- وكل ما سقط صار إلى رماد. 21- والآن، هيا نهبط السهل نتشاور في الأمر)). 22- سمع إنكيدو حلمه، وقام بتفسيره قائلاً لجلجامش:
(هنا يتشوه اللوح في النص الأساسي إلى نهايته، وذلك في النقطة الحرجة التي يلتقي فيها البطلان بوحش الغابة. ولكن لحسن الحظ، فإن بعض مشاهد النزال بين الطرفين بقيت محفوظة في النص الحثي الذي نقرأ في إحدى كسراته):
7- تناول جلجامش بيده فأساً. 8- وأخذ يقطع شجر الأرز. 9- سمع حواوا الصوت، 10- فثار غضبه: (من الذي أتى 11- يعكر صفو أشجاري التي نمت في جبالي؟ 12- من الذي قطع شجر الأرز؟)) 13- هنا، شمش السماوي، كلمهما 14- من السماء: تقدما 15- لا تجزعا (....).
(وفي كسرة أخرى من كسرات النص الحثي نتابع المشهد. ويبدو أن حواوا، في الفراغ الحاصل بين الكسرتين، قد أظهر عناداً في القتال، مما دعا جلجامش إلى الاستنجاد بشمش):
1- نزلت دموعة مدراراً. 2- صاح جلجامش مخاطباً شمش السماوي. 3- 9 (سطران مشوهان). 10- لقد تبعت شمش السماوي، 11- وسرت في الطريق التي قدرت لي)). 12- سمع شمش السماوي صلاة جلجامش. 13- فهبت في وجه حواوا رياح عاتية. 14- الريح الكبرى، وريح الشمال، وريح الجنوب، وريح الزوبعة 15- ريح العاصفة، وريح الصقيع، وريح الاعصار، 16- والريح اللافحة. رياح ثمانية هبت في وجهه، 17- وضربت عيني حواوا. 18- لم يعد قادراً على التقدم، 19- لم يعد قادراً على التقهقر. 20- وهكذا أعلن الاستسلام، 21- وقال لجلجامش: 22- ((أطلقني يا جلجامش تكن لي سيداً، 23- واكن لك خادماً. والأشجار 24- التي رعيتها (في جبالي). 25- (......). 26- سأقطعها وأبني لك بيوتاً)). 27- ولكن إنكيدو سارع جلجامش بالقول: 28- (لاتعر سمعاً لقول حواوا، 29- فحواوا لن يبقى على قيد الحياة)).
(هنا تنتهي الكسرة الحثية. فاذا عدنا إلى النص الأساسي، لا نعثر إلا على بضعة أسطر غير واضحة في نهايته، نفهم منها أن البطلين قد قطعا رأس حواوا وعادا إلى أوروك من حملتهما ظافرين).
اللوح السادس
العمود الأول:
(ينتقل المشهد في هذا العمود من غابة الأرز إلى أوروك وقد عاد إليها الصديقان.)
1- غسل شعره الطويل، ومسح أسلحته. 2- أسدل شعر رأسه على كتفيه. 3- نضى ثيابه الوسخة، وارتدى ثياباً نظيفة. 4- لبس عباءة وأحاطها بحزام. 5- وعندما وضع جلجامش تاجه على رأسه، 6- شخصت عشتار العظيمة إلى جماله: 7- ((تعال يا جلجامش وكن عريسي. 8- هبني ثمارك هدية. 9- كن زوجاً لي وأنا زوجاً لك. 10- سآمر لك بعربة من لازورد وذهب، 11- عجلاتها من ذهب وقرونها من كهرمان، 12- تشد إليها عفاريت العاصفة بغالاً عظيمة، 13- وملفوفاً بشذى الأرز تدخل بيتنا. 14- فاذا دخلت بيتنا، 15- قتلت المنصة قدميك والعتبة، 16- وانحنى لك الملوك والحكام والمراء، 17- يضعون غلة السهل والحبل امامك، تقدمه. 18- ستحمل عنزاتك توائم ثلاثة، ونعاجك مثنى. 19- سيبز حمار أثقالك البغال. 20- وخيول عبراتك، تطبق الآفاق شهرة جريها. 21- أما ثيرانك، فلن يكون لها تحت النير نظير..) 22- فتح جلجامش فمه وقال، 23- مخاطباً عشتار العظيمة: 24- ((ما عساني أعطيك لو تزوجتك؟ 25- هل أعطي الزيت لجسدك والكساء؟ 26- هل أعطي الخبز والغذاء؟ 27- (....) طعاماً يليق بألوهيتك، 28- (....) شراباً يليق بجلالك. 29- -31 (أسطر تالفة). 32- (ماهو نصيبي منك) لو تزوجتك؟ 33- (ما أنت إلا موقد تخمد ناره) وقت البرد. 34- باب خلفي، لا يحمي من ريح أو عاصفة. 35- قصر يسحق الأبطال (من حماته). 36- حفرة يخفي غطاؤها كل غدر. 37- قار يلوث حامله. 38- قربة ماء تلل حاملها. 39- حجر كلسي، هش في سور صخري. 40- حجر كريم (....) في بلاد الأعداء. 41- صندل يزل به منتعله. 42- أي حبيب أخلصت له أبداً؟ 43- وأي راع أفلح يرضيك دواماً؟ 44- تعالي أفضح لك حكايا عشاقك.
العمود الثاني:
45-......... 46- على تموز؛ زوجك الشاب، 47- قضيت بالبكاء عاماً إثر عام. 48- أحببت طائر الشقراق المرقش، 49- ثم ضربته فكسرت منه الجناح، 50- وها هو في الغيضات ينادي: واجناحي. 51- أحببت الأسد الكامل القوه، 52- ولكنك حفزت له مصائد سبعاً وسبعا. 53- أحببت الحصان السباق في المعارك، 54- ولكنك قدرت عليه السوط والمهماز، 55- وأن يجري سبع ساعات مضاعفة، 56- وأن يشرب من ماء العكر، 57- وقدرت على أمه سليلي النواح. 58- أحببت راعي القطيع، 59- الذي ما أنفك عن تكريم الفحم من أجلك. 60- في كل يوم يذبح لك جدياً، 61- ولكنك ضربته فمسخته ذئباً، 62- يلاحقه أبناء جلدته، 63- وتعض كلابه ساقيه. 64- أحببت إيشولانو بستاني نخل أبيك، 65- الذي ما انفك يجلب لك عناقيد البلح، 66- ويقيم في كل يوم مائدة عامره. 67- فرميته بحلظك، ومضيت إليه قائلة: 68- (أي إيولانو، تعال، دعنا نتمتع بقوتك، 69- مد يدك والمس خصرنا. 70- عندها، قال لك إيشولانو: 71- ما هذا الذي تسألين؟ 72- ألم تخبز لي أمي؟ ألم أكل أنا؟ 73- حتى أقرب خبز المصيبة واللعنة. 74- وهل تحمي من الزمهرير عيدان القصب؟)) 75- فلما سمعت منه هذا القول، 76- ضربته فمسخته خداً. 77- وجعلته يسكن وسط الـ (....). 78- لا يستطيع نزولاً إلى.... ولا صعوداً إلى.... 79- فإن أحببتني، ألا يكون نصيبي منك كهؤلاء؟)) 80- عندما سمعت عشتار ذلك، 81- تفجر عضبها وعرجت إلى السماء. 82- مضت إلى حضرة أبيها آنو، 83- مضت إلى حضرة أمها أنتوم: 84- ((أبتاه، لقد شتمني جلجامش،
العمود الثالث:
85- عدد قبيح فعالي 86- قبيح فعالي، ولعناتي 87- ففتح آنو فمه وقال. 88- مخاطباً عشتار العظيمة: 89- ((لقد دعوت بنفسك... (جلجامش لتحصلي على ثمره) 90- فقام جلجامش بتعداد قبيح فعالك، 91- قبيح فعالك ولعناتك 92- ففتحت عشتار فمها وقالت، 93- محدثة آنو أباها: 94- ((أبتاه، اجعل لي ثور السماء أهلك به جلجامش. 95- ويملأ جلجامش بـ (....). 96- فإن لم تجعل لي ثور السماء، 97- أحطم بوابة العالم الأسفل، أنزع رتاجها، 98- أترك (أبوابه مفتوحه على مصاريعها). 99- وأجعل (الموتى يصعدون ويأكلون مثل الأحياء). 100- وسيربو عدد الأموات عن عدد الأحياء)). 101- فتح آنو فمه 102- مخاطباً عشتار العظيمة: 103- ((لو حققت لك مطلبك، 104- لعم الجفاف سنيناً سبعاً. 105- فهل جمعت قمحاً يعيل الناس. 106- وهل زرعت علفاً يكفي الماشية؟)). 107- فتحت عشتار فمها. 108- محدثة آنو، أباها: 109- ((لقد كدست قمحاً يعيل الناس، 110- وزرعت علفاً يكفي الماشية. (يلي ذلك ثمانية أسطر مشوهة، ويبدو أن آنو قد رضخ لمشيئتها) 122- هبط ثور المساء. 123- في خواره الأول قتل مائة رجل، 124- مائتين أيضاً.
العمود الرابع:
125- (... ثلاثمائة) رجل. 126- في خواره الثاني (قتل مائة...). 127- مائتي رجل (....) ثلاثمائة رجل. 128- (...) زيادة على ذلك. 129- في خواره الثالث (...) انقض على إنكيدو، 130- (ولكن) إنكيدو (أحبط) هجومه. 131- قفز إنكيدو وأمسك بقرني ثور السماء 132- فأرغى الثور وأزبد، 133- وبطرف ذيله الثخين (لطمه). 134- ففتح إنكيدو فمه 135- منادياً جلجامش: 136- ((يا صديقي، لقد تفاخرنا كثيراً (...). 137- 144 (أسطر مشوهة). بين مؤخرة الرأس والقرنين (سنطعنه). ......... لا حق إنكيدو و(....) ثور السماء. قبض على جذر ذيله. .........
العمود الخامس:
وجلجامش كمصارع ثيران مدرب. بجبروت و(....). بين مؤخرة الرأس والقرنين غيب نصله. بعد قتلهما ثور السماء انتزعا قلبه، ووضعاه أمام شمش (قرباناً)، ثم تراجعا وسجدا. (بعد ذلك) استراح الأخوان (ولكن) عشتار ارتقت أسوار أوروك المنيعة. صعدت إلى الذروة وصبت لعناتها: ((ويل لجلجامش، قد مرغني بالتراب من قتل ثور السماء)). عندما سمع إنكيدو من عشتار ما قالت، انتزع فخذ الثور الأيمن ورماه في وجهها: ((لو استطعت بك إمساكاً، لنالك مني مثل ما ناله، ولربطت أحشاءه إلى خصرك)). فجمعت عشتار البنات المنذورات، نساء المعبد وبغاياه، وعلى فخذ الثور السماوي أقامت مناحة. 169 – أما جلجامش، فقد جمع أصحاب الحرف وصانعي السلاح جميعاً. 170- أعجب الحرفيون بحجم القرنين. 171- وزن الواحد منهما ثلاثون رطلاً. 172- وغلاف قشرته إنشان. 173- اتسع كلاهما لستة جورات من الزيت، 174- قدمها جلجامش زيت مسح لإلهة لوجال بندا. 175- ثم أتى بها وعلقها في غرفة عرشه. 176- بماء الفرات غسلا أيديهما. 177- ثم أخذا بيد بعضهما وسارا. 178- قادا عربتهما في طرقات أوروك، 179- فتتجمع أهل أوروك لرؤيتهما. 180- ونادى جلجامش بهذه الكلمات:
العمود السادس:
181- ((فتيات أوروك، عازفات القيثار: 182- من المجيد بين الأبطال؟ 183- من الظاهر فوق الرجال؟)) (فأجبن). 184- ((جلجامش هو المجيد بين الأبطال. 185- (إنكيدو) هو الظاهر فوق الرجال)) (ثلاثة أسطر مشوهة) 189- أقام جلجاش مأدبة بهيجة في قصره. 190- ثم اضطجع البطلان في سريرهما للراحة. 191- نام إنكيدو ورأى حلماً. 192- فنهض يقص حلمه. 193- قائلاً لصديقه: 194- ((أي صديقي لماذا جلس الآلهة الكبار يتشاورون.

اللوح السابع
العمود الأول: (بداية هذا اللوح مفقودة في النص الأساسي. ولكن هذا الجزء موجود لحسن الحظ في النص الحثي الذي يعطينا فكرة واضحة عن محتويات العمود الأولى). (....) ثم طلع النهار. فقال إنكيدو لجلجامش: ((اسمع يا صديقي حلم البارحة الذي رأيت: لقد عقد آنو وإنليل وإيا وشمش السماوي مجلساً. فقال آنو لإنليل: ((لأنهما قتلا ثور السماء، وصرعا حواوا، واحد منهما يجب أن يموت. من جرد جبل الأرز (يموت). فقال إنليل: سيموت إنكيدو. أما جلجامش فلن يموت)). وهنا أجاب شمش السماوي إنليل البطل: ((ألم يقتلا ثور السماء ويصرعا حواوا بأمري؟ فلماذا يجب أن يموت إنكيدو؟) ((ولكن إنليل انفجر غاضباً. في وجه شمش السماوي: ((ألأنك تنزل إليهم كل يوم، صرت كواحد منهم؟)) تمدد إنكيدو (مريضاً) أمام جلجامش. وبينما دموعه تفيض مدراراً، (قال جلجامش): ((أي أخي، يا أخي العزيز، لماذا برأوني من دونك؟ وهل سأجلس (بعد اليوم) مع أرواح الموتى. عند بوابة أرواح الموتى؟ ألن ترى عيناني أخي الحبيب ثانية)). (هنا ينكسر اللوح الثي، فنعود إلى النص الأساسي لنجد إنكيدو على فراش المرض يستعرض شريط حياته القصيرة متمنياً لو أنه بقي في البرية. وهاهو يلعن كل ماجر عليه المصيبة: باب غرفته المصنوع من خشب غابة حواوا، والصياد والمرأة، الذين تسببا في تغيير حياته).
العمود الثاني: (البداية تالفة) رفع إنكيدو بصره، وكلم البوابة كما لو أنها إنسان وبوابة الغاب لا تعي، (وبوابة الغاب) لا تعقل (....): ((من مسافة عشرين ساعة مضاعفة أعجبني خشبك (.....). حتى وصلت الأرز الباسق. ما كان لخشبك من مثيل (في البلاد) ارتفاعك اثنان وسبعون ذراعاً، وأربعة وعشرون عرضك (.....) ........... نجرك الصانع في نيبور (....). فيا باب لو كنت أعلم ما ستجره علي، وأن جمالك جالب علي هذا، لحملت فأساً به حطمتك، وطوفاً صنعت من أجزائك. (بقية العمود مفقود)
العمود الثالث: (في الجزء المفقود من العمود السابق يأخذ إنكيدو بصب اللعنات على الصياد. وفي مطلع هذا العمود يتابع ما ابتدأه، ثم ينتقل إلى لعن المرأة) 1- (....) لتفقده مملكته وتوهن عزمه. 2- لتنبذه المسالك التي يطرقها. 3- لتنفر الطرائد من مصائده. 4- وعساه لا يلقى منى قلبه)). 5- ثم حدثته نفسه أن يلعن المرأة، كاهنة الحب: 6- ((تعالي أيتها المرأة، أرسم لك قدرك، 7- قدراً راسخاً أبد الآبدين. 8- سألعنك لعنة جللاً. 9- عسى أن تلحق بك تواً. 10- 18 (أسطر مشوهة) (....) (لتكن) الطرقات لك سكنا، (وظلال الجدران) لك مستراحاً، (وشوك الأرض في)قدميك (جلداً). وليلطم خدك الصاحون والسكارى)) 32- 23 (أسطر مشوهة). 33- عندما سمع السماء منادياً: 34- (لماذا يا إنكيدو تلعن المرأة، كاهنة الحب. 35- من علمتك أكل الخبز، طعام الآلهة، 36- وشرب الخمر، شراب الملوك. 37- من كستك ثياباً فاخرة، 38- وأعطتك جلجامش الرائع، رفيقاً. 39- فهو الآن صديقك الأثير. 40- جعلك تستريح إلى أريكة عظيمة، 41- جعلك تستريح إلى أريكة الشرف، 42- وأجلسك مجلس راحة إلى يساره، 43- حيث يقبل أمراء الأرض قدميك. 44- (وغداً) سيجعل أهل أوروك يندبونك وينوحون، 45- ويملأ قلوب السعداء حزناً عليك. 46- وهو نفسه، من بعدك، سيطلق شعره، 47- ويكسو جسمه بجلد الأسد هائماً في البراري)). 48- فلما سمع إنكيدو كلمات شمش القدير. 49- (هدأت ثائرته) وسكن فؤاده الغاضب. 50- (سطران تالفان) (ويبدو أن إنكيدو قد اقتنع بخطاب شمش فحول لعناته السابقة إلى بركات).
العمود الرابع:
1- ((ألا فلتتبوئي مكانتك الحقة، 2- ويحبك الملوك والأمراء والعظماء. 3- لن يضرب أحد فخذه لذكرك (سخرية)، 4- أو يهز العجوز شعر رأسه (هزءاً). 5- بل ليكشف لك من يعانقك كنوزه، 6- من عقيق ولا زورد وذهب. 7- وليعطك من يقضي وطره منك حقك، 8- وتملأ، بعد ذا، من أجلك، عنابره. 9- وأمام الآلهة، سيأخذ بيدك الكاهن. 10- وتهجر، بسببك، الزوجة ولو أماً لسبعة)). 11- (....) إنكيدو، سقيم الجسم، 12- (....) استلقى وحيداً. 13- (....) وفي الليل، أفضى لصديقه بمكنون قلبه: 14- ((أي صديقي، لقد رأيت الليلة حلماً. 15- أرعدت السماء، ورددت صداها الأرض. 16- (وبينهما) وقفت وحيداً. 17- ظهر (أمامي رجل) معتم الوجه. 18- وجهه كطائر الزو، 19- (....) ومخالبه كمخالب العقاب (له كف الأسد) ومخالب النسر 20- (أمسك بخصل من شعري) وتمكن مني 21- وثب (....). 22- غاص بي (....). 23- 30 (أسطر مفقودة) قام بتحويل شكلي (....)، فغدت ذراعاي (مكسوتين بالريش) كما الطيور. نظر الي، وقادني إلى بيت الظلام مسكن (إرجالا) إلى دار لا يرجع منها داخل إليها، إلى درب لا يرجع بصاحبه من حيث أتى، إلى مكان لا يرى أهله نوراً، فالتراب طعام لهم، والطين معاش. لباسهم كالطير، أجنحة (من ريش)، لا يرون نوراً وفي الظلمة يعمهون في بيت التراب حيث دخلت، رأيت الملوك وقد نزعت تيجانها، تيجان حكمت البلاد منذ القدم. كان نواب آنو وإنليل هم من يقدم لهم الشواء. ويقدم لهم الخبز والماء البارد من القرب. وفي بيت التراب حيث دخلت، هناك الكاهن الأعلى ومعاونوه، وهناك كاهن التعاويذ والإنشاد، هناك القائمون على أجران (زيت) الآلهة، وهناك ((إيتانا و(سموقان)) هناك تجلس إريشكيجال، ربة العالم الأسفل، و(بعلة – صيري) كاتبة العالم الأسفل، راكعة أمامها، تمسك لوحاً وتقرأ في حضرتها. رفعت رأسها ورأتني. (وقالت من) أتى بهذا الرجل إلى هنا؟ (هنا ينكسر اللوح. ولكن لدينا كسرة لوح صغيرة يعتقد بأنها تابعة لهذا العمود، تكمل حزءاً من القسم المفقود. وبداية الحديث في هذه الكسرة لجلجامش).
لقد رأى صديق حلماً مشؤوماً. مضى اليوم الذي رأى فيه الحلم (....). فاضطجع إنكيدو مريضاً، يوماً (أولاً). على سريره، إنكيدو (إضطجع يوماً ثانياً). ويوماً ثالثاً ورابعاً (اضطجع إنكيدو). يوماً خامساً وسادساً وسابعاً وثامناً وتاسعاً وعاشراً. وحالة إنكيدو تسوء أكثر فأكثر. يوماً حادي عشر وثاني عشر (وحالته تسوء) رقد إنكيدو على سريره (....). ثم دعا جلجامش (....). (((إنه أحد الآلة) يا صديقي قد لعنني. فلن أموت كمن سقط في ساح القتال. قد خشيت الوغى يوماً (....). مبارك يا صديقي من في ساح القتال يموت، (ولكن) ها أنذا في خزي أموت))

اللوح الثامن
العمود الأول:
مع البلاج نور الفجر، فتح جلجامش فمه وقال لصديقه: أي إنكيدو، إن أملك لغزالة. وأبوك الذي أنجبك حمار وحش. مع ذوات الذيل قد نشأت، ومع حيوانات الفلاة والمراعي. لتبك عليك المسالك الصاعدة غابة الأرز والهابطة، بلا توقف ليل نهار لتبك عليك. ليبك عليك شيوخ أوروك الفسيحة المنيعة، ممن مدت أصابعهم خلقنا تباركنا، فتردد البراري صوت نواحهم كنواح أمك. ليبك عليك الدب والضبع والفهد، النمر والأيل والأسد والثور والغزال والوعل، وكل وحوش الفلاة، لتبك عليك. ليبك عليك نهر (أولا) الذي مشينا ضفافه. ليبك عليك الفرات النقي الذي ذرعنا حوافه، وملأنا من مياهه القرب. ليبك عليك شباب أوروك الفسيحة المنيعة، حيث قتلنا ثور المدينة. شباب أوروك فليبكوا عليك، أولئك الذي مدحو اسمك في أوروك ليبكوا عليك، وأولئك الذين لم يذكروا اسمك بعد ليبكوا عليك. وأولئك الذين وضعوا الزبد أمامك ليبكو عليك. من صب لك الجعة فليبك عليك، وكاهنة الحب، التي ضمختك بالزيت لتبك عليك. النسوة اللواتي جلبن لك عروساً وخاتماً لاختيارك، ليبكين عليك كبكاء إخوتك، وليمزقن شعورهن كأخواتك. (في هذه الأثناء تهدأ حركة إنكيدو تماماً وتفارقه الروح. فيصرخ جلجامش):
العمود الثاني:
(انصتوا إلي يا شيوخ أوروك، اسمعوني. إنني أبكي صديقي إنكيدو، أبكي بحرقة النساء الندابات. كانت البلطة إلى جنبي، والقوس في يدي، المدية في حزامي، والترس الذي أمامي، حلة عيدي، فرحي الوحيد. حتى سرقه مني عدو خبيث. يا صديقي، يا أخي الصغير. يامن سابق حمار وحش البراري وفهد الفلاة. لقد ذللنا معاً الصعاب وارتقينا الجبال. أمسكنا بثور السماء وقضينا عليه. صرعنا خمبابا ساكن غابة الأرز. فأي نوم هبط عليك، فغبت في ظلام لا تسمع كلماتي)). لم يفتح إنكيدو عينيه. وضع يده على قلبه، لم يسمع له نبضاً. فرمى عليه وشاحاً كوشاح العروس (....)، ورفع صوته بصراخ كزئير الأسد. وكلبوه سلبت أشبالها، صار يروح ويجيء أمام (السرير) يقطع بيديه شعر رأسه ويرمي به، يخرج ويمزق عنه ثيابه النقية (كأنها نجس). وعند انبلاج ضوء الفجر.
العمود الثالث:
لقد جعلتك تستريح إلى أريكة الشرف، وأحللتك مجلس راحة إلى يساري، حيث قبل أمراء الأرض قدميك. (والآن) سأجعل أهل أوروك ينبدون وينوحون موتك. وأملأ سعداء الناس حزناً عليك. ومن بعدك، أنا، سأطلق شعري. وأكسو جسمي بجلد الأسد، هائماً في البراري)). عند انبلاج ضوء الفجر. (....) حل حزامه. (بقية العمود تالفه)
العمود الرابع: (تالف، ولكن الكلمات القليلة الباقية منه تشير إلى قيام جلجامش يصنع تمثال لإنكيدو)
العمود الخامس: (تالف خلا بعضه أسطر تصف تأدية جلجامش لطقوس معينة من أجل راحة روح إنكيدو. كما يمكن أن نستنتج قيام جلجامش بصنع تمثال لصديقه) (..) قضاة الأنوناكي. عندما سمع جلجامش ذلك. تملي في فؤاده صورة النهر. وعند انبلاج ضوء الفجر، قام جلجامش بتشكيل (....). جلب طاولة كبيرة من خشب الـ (ايلاماكو)، ملأ بالزبدة إناءً من عقيق، وملأ بالعسل إناءً من لازورد، (....) زينهما وعرضهما للشمس.
العمود السادس:
(مفقود. ويبدو أنه يصف طقوس الحداد على إنكيدو ودفنه، لأننا بعد هذا العمود مباشرة، ومع مطلع اللوح التاسع، نجد جلجامش وقد غادر أوروك وحيداً. فلا بقاء له فيها بعد إنكيدو، ولا راحة له في حياة يرى فيها الموت أني قلب وجهه. أما هدف رحلته فالبحث عن (أوتنابشتيم) الذي يعيش خالداً إلى الأبد مع زوجته في مكان يقع خارج كل مكان معروف، مكافأة له على إنقاذ الحياة من الدمار على الأرض بعد الطوفان الكبير)
).
اللوح التاسع
العمود الأول:
من أجل إنكيدو صديقه، جلجامش بكى بكاءً مريراً هائماً في البراري: (ألن يدركني إذا مت، مصير إنكيدو؟ سكن الأسى فؤادي، انتابني هلع الموت حتى همت في البراري، وإلى أوتنابتشيم ابن أوبارا- توتو، اتخذت طريقي، أغذ السير سريعاً. وصلت ليلاً مسالك الجبال. رأيت الأسود، داخلني الخوف. رفعت رأسي للإله (سن) وصليت. صعدت صلواتي نحو (نور) الآلهة: ألا فلتحفظني (ياسن الإله)). نام في الليل، ولكنه صحا من حلم رآه. (كانت الأسود) تلهو منتشية بالحياة. أمسك بلطته بيده، واستل سيفه من حزامه، وكسهم (مارق) هبط إليها، فضربها ومزقها إرباً (28- أسطر مشوهة).
(بقية العمود تالفة. وفيها يستمر النص في وصف أهوال رحلة جلجامش. في مطلع العمود الثاني، نجد جلجامش وقد وصل إلى سلسلة جبال ماشو التي تقع في أقصى غرب الأرض).
العمود الثاني:
كان اسم الجبل ماشو. وصل (جلجامش) جبل ماشو، الذي يحرس الشمس في قدومها وإيابها كل يوم. وتناطح ذراه حدود السماء، وتمتد قواعده عميقاً نحو العالم الأسفل. يحمي مداخله البشر العقارب. لهم ألق مخيف وفي نظراتهم الموت (السريع). بسطوا جلالهم المرعب فوق الجبال، يحرسون الشمس في قدومها وإيابها. عندما وقع بصر جلجامش عليهم، أغتنم وجهه خوفاً وفرقا، ولكنه تمالك نفسه وتقدم منهم. فدعا الرجل العقرب زوجته: ((إن القادم إلينا من طينة الآلهة) فأجابت زوجة الرجل العقرب: (ثلثاه إله وثلثه بشر). دعا الرجل العقرب جلجامش، قائلاً (لابن الآلهة،) هذه الكلمات: لأي أمر مضيت في هذه الرحلة الطويلة؟ (لأي أمر نجزت المسافات) الينا؟ (قاطعاً بحاراً) صعبة العبور. أريد أن أعرف غرض مجيئك؟ (بقية العمود مكسورة)
العمود الثالث:
1-2 (سطلان مشوهان). ((لأجل أوتنابشتيم، أبي، قد أتيت. لأجل من صار في مجمع (الآلهة، أتيت). أسأله عن (سر) الحياة والموت)). ففتح الرجل العقرب فمه وقال، متحدثاً إلى جلجامش: لم يسبقك يا جلجامش (أحد في هذا الطريق). ولم يعبر مسالك هذه الجبال إنسان. لمسافة اثنتي عشرة ساعة مضاعفة أعماقها (تمتد). لا نور هناك، بل ظلام دامس. لشروق الشمس (....). لمغيب الشمس (...ز). لمغيب الشمس (....). 20- (أسطر مشوهة) (البقية مكسورة)
العمود الرابع:
(بداية العمود مكسورة. عندما تتضح الأسطر، نجد جلجامش في نهاية خطابه الجوابي للرجل العقرب)
33- (كذا فليكن). في الأسى (والألم)، 34- في الحر والقر، 35- في التنهد (والنحيب، سأمضي). 36- (فافتح لي) الآن (بوابة الجبال). 37- ففتح الرجل العقرب فمه، 38- متحدثاً إلى جلجامش: 39- (امض يا جلجامش (....). 40- جبال ماشو (اسمح لك بعبورها). 41- فلتقطع سلاسل الجبال، 42- ولتعد بك قدامك سالماً. 43- ها بوابة الجبال (مفتوحة لك). 44- عندما سمع جلجامش ذلك، 45- (اتبع) مشورة (الرجل العقرب). 46- (مضى) عبر طريق الشمس. 47- (اجتاز) ساعة مضاعفة، 48- ظلام دامس (وما من شعاع). 49- لا يرى (من أمامه ولا من خلفه). 50- (اجتاز) ساعتين مضاعفتين.
العمود الخامس:
(البداية مكسورة).
23- اجتاز أربع ساعات مضاعفات. 24- ظلام دامس وما من شعاع، 25- لا يرى من أمامه ولا من خلفه. 26- اجتاز خمس ساعات مضاعفات. 27- ظلام دامس وما من شعاع، 28- لا يرى من أمامه ولا من خلفه. 29- اجتاز ست ساعات مضاعفات، 30- ظلام دامس وما من شعاع، 31- لا يرى من أمامه ولا من خلفه. 32- اجتاز سبع ساعات مضاعفات، 33- ظلام دامس وما من شعاع، 34- لا يرى من أمامه ولا من خلفه. 35- اجتاز ثماني ساعات مضاعفات، علا صراخه. 36- ظلام دامس وما من شعاع، 37- لا يرى من أمامه ولا من خلفه. 38- اجتاز تسع ساعات مضاعفات، فأحس بريح الشمال، 39- (تضرب) وجهه. 40- ظلام دامس ولا من شعاع، 41- لا يرى من أمامه ولا من خلفه. 42- اجتاز عشر ساعات مضاعفات. 43- (....) صار قريباً. 44- (....) من ساعة مضاعفة. 45- بعد أن قطع إحدى عشرة ساعة مضاعفة، 46- تخايل شفق الشمس. 47- وبعد أن قطع اثنتي عشرة ساعة مضاعفة، عم الضياء. 48- وجد نفسه أمام (حديقة) أشجارها من حجر (كريم) فدنا لرؤيتها. 49- كان شجر العقيق يحمل ثماره، 50- عنباً مدلى، فتنة للناظرين. 51- وشجر اللازورد يحمل (....) 52- ينوء بثمره، فتنة للناظرين.
العمود السادس:
(البداية مكسورة)
24-36 (أسطر مشهوهة، ولكن ما بقي فيها من كلمات متفرقة، يشير إلى أن النص يتابع وصف عجائب الحديقة). 37- سيدوري، فتاة الحان التي تسكن عند حافة البحر. (تذييل) 1- اللوح التاسع من (هو الذي رأى كل شيء)، من سلسلة جلجامش. 2- قصر آشور بانيبال. ملك العالم، ملك آشور.

اللوح العاشر
(سنعمد فيما يلي إلى تقديم ترجمة للأعمدة الأربعة التي تتضمنها الكسرة المعروفة بالرمز Me
والتي تنتمي إلى إحدى نسخ النص البابلي القديم، نظراً إلى أنها تحتوي على أحداث ذات علاقة باللوح العاشر من النص الأساسي، ثم نتحول بعد ذلك إلى نصنا الأساسي).
آ- النص البابلي القديم
العمود الأول:
(قبل خروج جلجامش من حديقة الأشجار العجيبة، يتعرض له الإله شمش)
1-4 (أسطر بعضها مشوه وبعضها غامض المعنى بالأكادية. لم يترجمها Heidel 5- غمر الأسى شمش، فمضى إليه. 6- قال لجلجامش: 7- (إلى أين تضمي يا جلجامش؟ (وإلى أين تسعى بك قدماك)؟ إن الحياة التي تبحث عنها لن تجدها)). فقال له جلجامش، قال لشمش القدير: (أبعد جري البراري، وتطوافي، أسند رأسي في باطن الثرى. أنام السنين الآتية؟ لا (دع عيني تصافحان الشمس، أشبع من نورها. فالظلمة تتراجع عندما ينتشر الضياء. دع من خبر الموت ينظر ألق الشمس.
العمود الثاني:
(البداية مكورة. جلجامش يتوجه بالحديث إلى الفتاة سيدوري، ساقية حان الآلهة، التي تقيم عند فة الأوقيانوس العظيم الذي يحيط بالكون)
1- إن من لزمني في المشقات جميعاً. 2- إنكيدو الذي أحببت كثيراً، 3- من لزمني في المشقات جميعاً، 4- ادركه مصير البشر. 5- في الليل وفي النهار، بكيت عليه، 6- ولم أسلمه للدفن، 7- عسى من بكائي عليه يفيق. 8- سبعة أيام وسبع ليال بكيت عليه، 9- حتى سقطت دودة من أنفه. 10- فمنذ أن مضى، مالي حياة. 11- أهيم على وجهي كصياد في أعماق الفلاة. 12- فيا فتاة الحا، كما أرى وجهك الآن، 13- ألن يكتب لي ألا أرى الموت الذي أخاف؟ 14- فقالت له فتاة الحان، قالت لجلجامش:
العمود الثالث:
1- إلى أين تمضي يا جلجامش؟ 2- الحياة التي تبحث عنها لن تجدها. 3- فالآلهة لما خلقت البشر، 4- جعلت الموت لهم نصيباً، 5- وحبست في أيديها الحياة. 6- أما أنت يا جلجامش، فاملأ بطنك. 7- افرح ليلك ونهارك. 8- اجعل من كل يوم عيداً. 9- ارقص لاهياً في الليل وفي النهار. 10- اخطر بثياب نظيفة زاهية. 11- اغسل رأسك وتحمم بالمياه. 12- دلل صغيرك الممسك بيدك، 13- واسعد زجك بين أحضانك. 14- هذا نصيب البشر (في هذي الحياة)
(البقية مكسورة. ويبدو من أحداث العمود التالي أن فتاة الحان قد دلت جلجامش على ملاح أو تنابشتيم، الذي صادف وجوده في تلك الأثناء يحتطب في الغابة المجاورة. يسرع إليه جلجامش، ولكنه في اندفاعه وغمرة انفعاله يكسر رقماً أو صوراً سحرية وضعها الملاح قربه، وهي الرقم التي يحملها معه دوماً في إبحاره لتساعده على قطع الموت المؤدية إلى أرض دلمون حيث يعيش سيده الخالد.)
العمود الرابع:
1- في غمرة هيجانه حطمها، 2- ثم استدار يغذ السير إليه 3- وقع بصره على سورسنابي، 4- فقال له سورسنابي، قال لجلجامش: 5- ((أخبرني، من أنت؟ 6- أما أنا، فسورسنابي، تابع أو تنابشتيم القاصي)). 7- فقال له جلجامش، قال لسورسنابي: 8- ((اسمي جلجامش. 9- أتيت من أوروك مسكن آنو. 10- قطعت الجبال، 11- في رحلة طويلة من مشرق الشمس. 12- فيا سورسنابي. كما أرى وجهك الآن، 13- أرني أوتنابشتيم القاصي)). 14- فقال له سورنابي، قال لجلجامش: (بقية اللوح مفقودة).
ب- النص الأساسي (نعود الآن إلى اللوح العاشر في النص الأساسي)
العمود الأول:
1- سيدوري، فتاة الحا، (القاطنة عند حافة البحر). 2- التي تسكن (....). 3- صنعوا لها إبريقاً، صنعوا لها راقوداً من ذهب 4- المتحشة بخمار و(....). 5- اقترب جلجامش (....). 6- وقد كسته الجلود. 7- ولكنه يحمل في جسده طينة الآلهة. 8- في فؤاده أسى، 9- ووجهه كمن ضنى بسفر طويل. 10- نظرت فتاة الحان عن بعد، 11- وقالت في سرها هذه الكلمات 12- مناجية نفسها: 13- ((إن هذا الرجل لقاتل. 14- ترى أين يتجه (....))). 15- فلما دنا أغلقت بابها. 16- أوصدت بابها. 17- أوصدت بابها أحكمت مزلاجه. 18- سمع جلجامش صوت الإغلاق، 19- فرفع ذقنه واستند (بجسمه إلى الباب). 20- ناداها، جلجامش نادى فتاة الحان: 21- ((أي فتاة الحان. ماذا رأيت حتى أوصدت بابك، 22- حتى أوصدت بابك وأحكمت مزلاجه؟ 23- سأحطم بابك، وأهد البوابة. (بقية هذا العمود مكسورة. ولكن يمكن استراد معظم مادته من كسرة لوح معروفة بالرمز Sp290. وهي من أجزاء نسخة مفقودة من نسخ النص الأساسي). 23- أنا جلجامش، أمسكت بثور السماء وقتلته 24- صرعت حارس الغابة. 25- قضيت على خمبابا، ساكن غابة الأرز. 26- ذبحت الآساد في مسالك الجبال)). 27- فقالت له فتاة الحان، قالت لجلجامش: 28- ((إذا كنت من صرغ خمبابا، ساكن غابة الأرز، 29- وذبح الآساد في مسالك الجبال، 30- وأمسك بثور السماء وقتله، 31- فلماذا ضمرت وجنتاك، واكتأب وجهك؟ 32- لماذا توجع منك القلب وتبدلت الملامح؟ 33- لماذا استقر الكرب في فؤادك؟ 34- فوجهك (اليوم) كمن ضمني بسفر طويل، 35- وقد لفح وجهك الحر والقر، 36- تهيك على وجهك في القفار؟)). 37- فقال لها جلجامش، قال لفتاة الحان: 38- ((كيف لا تضمر وجنتاي، ويكتئب وجهي. 39- كيف لا يتوجع قلبي وتتبدل ملامحي. 40- كيف لا يستقر الكرب في فؤادي. 41- كيف لا يصبح لي وجه من ضني بسفر طويل. 42- كيف لا يلفح وجهي الحر والقر. 43- وكيف لا أهيم على وجهي في القفار. 44- صديقي، أخي الأصغر الذي طارد حمار وحش البراري وفهد الفلاة. 45- إنكيدو، صديقي، أخي الأصغر الذي طارد حمار وحش البراري وفهد الفلاة. 46- معاً قهرنا الصعاب، ورقينا مسالك الجبال.
العمود الثاني:
أمسكا ثور السماء وقتلنا صرعنا خمبابا ساكن غابة الأرز. صديقي الذي أحببته جماً، ومضى معي عبر المهالك، إنكيدو الذي أحببدته جماً، ومضى معي عبر المهالك، أدركه مصير البشر. ستة أيام وسبع ليال بكيت عليه، حتى سقطت دودة من أنفه. فانتابني هلع الموت حتى همت في البراري، يثقل صدري خطب أخي. أهيم في البراري كل حدب وصوب، يثقل صدري خطب أخي. أهيم في البراري كل حدب وصوب، مالي من هدأة، ومالي من سكون. فصديقي الذي أحببت صار إلى تراب. وأنا، أفلا أرقد مثله. ولا أفيق أبداً))؟ ثم أردف جلجامش قائلاً لها، لفتاة الحان: والآن، أين الطريق إلى أوتنابشتيم يافتاة الحان؟ أين أتجه، أواه كيف المسير؟)) لأقطعن البحر إن استطعت، وإلا سأبقى هائماً في البراري (دهري))) فقالت له ساقية الحان، قالت لجلجامش: ((أبداً لم تعبر هذي المياه، ولم يقدر قادم من بعيد على قطع هذي البحار. شمش القدير يقطعها، فمن غيره يستطيع ذلك؟ صعبه العبور، عصية على الاجتياز، فيها مياه الموت تصد العابرين. فمن أي مكان تعبر يا جلجامش؟ وماعساك فاعل إن وصلت مياه الموت؟ (على أني سأمد لك يد العون). جلجامش، هناك أورشنابي؛ملاح أوتنابشتيم، في الغابة يحتطب ومعه صور من حجر. (فامض الآن) عساك واحده. فإن استطعت اعبر معه، أو فعد إلى وطنك)). فلما سمع جلجامش هذا، حمل بلطته بيده، وانتضى الخنجر من حزامه، وانسل هابطاً إليها، واقعاً بينها كسهم مارق.
(البقية مشوهة وتصعب ترجمتها ومن المؤكد أنها تحتوي على قيام جلجامش دون قصد بتحطيم الرقم أو الصور الحجرية، وبحثه من ثم عن أورشنابي في مطلع العمود التالي نجد أورشنابي يتحدي إلى جلجامش.)
العمود الثالث:
1- فقال له أورنشانبي، قال لجلجامش: 2- ((لماذا ضمرت وجنتاك، واكتأب وجهك؟ 3- لماذا توجع منك القلب، وتبدلت الملامح. 4- لماذا استقر الكرب في فؤادك، 5- فوجهك (اليوم) كمن ضنى بسفر طويل. 6- وقد لفح وجهك الحر والقر، 7- تهيم على وجهك في القفار؟)). 8- فقال له جلجامش، قال لأورشنابي: 9- ((كيف لا تضمر وجنتاي ويكتئب وجهي؟ 10- كيف لا يتوجع مني القلب، وتتبدل مني الملامح؟ 11- كيف لا يستقر الكرب في فؤادي؟ 12- كيف لا يصبح لي وجه من ضني بسفر طويل؟ 13- كيف لا يفلح وجهي الحر والقر؟ 14- وكيف لا أهيم على وجهي في البراري؟ 15- صديقي؛ أخي الأصغر الذي طارد حمار وحش البراري وفهد الفلاة. 16- إنكيدو؛ صديقي، أخي الأصغر الذي طارد حمار وحش البراري وفهد الفلاة. 17- معاً قهرنا الصعاب، ورقينا مسالك الجبال. 18- أمسكنا ثور السماء وقتلناه. 19- صرعنا خمبابا ساكن غابة الأرز. 20- صديقي الذي أحببته جماً ومضى معي عبر المهالك. 21- إنكيدو الذي أحببته جماً، ومضى معي عبر المهالك. 22- أدركه مصير البشر. 23- ستة أيام وسبع ليال بكيت عليه، 24- حتى سقطت دودة من أنفه. 25- فانتابني هلع الموت حتى همت في البراري، 26- يثقل صدري خطب أخي. 27- أهيم في البراري كل حدب وصوب، 28- يثقل صدري خطب أخي. 29- ما لي من هدأة، ومالي من سكون. 30- فصديقي الذي أحببت صار إلى تراب. 31- وأنا، أفلا أرقد مثله ولا أفيق أبداً))؟ 32- ثم أردف جلجامش قائلاً له، لأورشنابي: 33- ((والآن يا أورشنابي، أين (الطريق إلى أوتنابشتيم؟) 34- أين أتجه، أواه، كيف المسير؟ 35- لأقطعن البحر أن استطعت وإلا سأبقى هائماً في البراري (دهري))). 36- فقال له أورشنابي، قال لجلجامش: 37- ((قد حالت يداك دون (عبورك)، 38- إذ قمت بكسر (الصور الحجرية..) 39- فالصور الحجرية الآن مهمشة...... (ولكن ربما كانت هناك وسيلة) 40- أمسك بيدك البلطة يا جلجامش. 41- إهبط الغابة واقطع مائة وعشرين مردياً بطول ستين ذراعاً 42- إطلها بالقار وصفح أطرافها ثم جئني بها)). 43- فلما سمع جلجامش هذا القول، 44- أمسك البلطة بيده، واستل سيفه من حزامه. 45- هبط الغابة فاقتطع مائة وعشرين مردياً بطول ستين ذراعاً، 46- طلاها بالقار وصفح أطرافها ثم جاءه بها. 47- بعدها ركب جلجامش وأورشنابي السفينة. 48- أبحرا بها تتقاذفها الأمواج. 49- في اليوم الثالث قطعا رحلة شهر ونصف. 50- ثم وصل أورشنابي إلى مياه الموت.
العمود الرابع:
1- قال له أورشنابي، قال لجلجامش: 2- ((إضغط بعزم ياجلجامش، خذ مجاذافاً..... 3- لا تلمس يدك مياه الموت (...) 4- خذ يا جلجامش مجذافاً ثانياً وثالثاً ورابعاً. 5- خذ يا جلجامش مجذافاً ثامناً وتاسعاً وعاشراً. 6- خذ يا جلجامش مجذافاً حادي عشر وثاني عشر)). 7- مع (الدفعة) العشرين بعد المائة، استنفذ جلجامش مجاذيفه. 8- حل حزامه (....) 9- ثم نزع جلجامش رداءه (....) 10- ويديه رفعه شراعاً. (ولما اقتربا من شاطئ الجزيرة) 11- رفع أوتنابشتيم بصره نحو البعيد، 12- قال هذه الكلمات، 13- مناجياً نفسه: 14- ترى لماذا كسرت صور حجر السفينة؟ 15- ولماذا، مع ملاحها يركب آخر؟ 16- إن الرجل الآتي ليس من ربعي (....).
(ثلاثة أسطر مشوهة، ثم ينكسر العمود. مع مطلع العمود الخامس نجد جلجامش يجيب على أسئلة أوتنابشتيم المشابهة لأسئلة فتاة الحان والملاح أورشنابي، مكرراً اللازمة نفسها....)
العمود الخامس:
1- كيف لا يتوجع مني القلب، وتتبدل الملامح. 2- كيف لا يستقر الكرب في فؤادي. 3- كيف لا يصبح لي وجه من ضني يسفر طويل. 4- وكيف لا أهيم على وجهي في البراري؟ 5- صديقي ؛ أخي الأصغر الذي طارد. حمار وحش البراري وفهد الفلاة. 6- معاً قهرنا الصعاب ورقينا مسالك الجبال. 7- أمسكنا ثور السماء وقتلناه. 8- صرعنا خمبابا ساكن غابة الأرز. 9- صديقي الذي جندل معي الآساد. 10- صديقي الذي سار إلى جانبي عبر المهالك. 11- صديقي الذي جندل معي الآساد. 12- أدركه مصير البشر، ستة أيام وسبع ليال بكيت عليه، 13- ولم أسلمه للدفن، 14- حتى سقطت دودة من أنفه. 15- فانتابني هلع الموت حتى همت في البراري، 16- يثقل صدري خطب أخي. 17- أهيم في البراري كل حدب وصوب، يثقل صدري خطب أخي 18- مالي من هدأة، ومالي من سكون. 19- فصديقي الذي أحببت صار إلى تراب. 20- وأنا، أفلا أرقد مثله ولا أفيق أبداً؟)). 21- ثم أردف جلجامش قائلاً له، لأوتنابشتيم: 22- وها أنذا آت إلى أوتنابشتيم، المدعو بالقصي. 23- همت أطوف البلاد والأصقاع. 24- عبرت (شعاب) الجبال العصبة. 25- قطعت جميع البحار. 26- من النوم العذب لم ينل وجهي كفافاً. 27- أبليت جسمي بالتطواف، وسكن الوجع مفاصلي، 28- حتى وصلت بيت فتاة ألحان وثيابي مزق. 29- قتلت الدب والضبع والأسد والفهد والنمر والأيل والوعل، حيوان البرية وطرائد الفلاة. 30- بلحومها اغتذيت وبجلودها اكتسيت. 31- (....) فليختوا بوابتها بالزفت والقار (....). (سطران مشوهان). 32- فقال له أوتنابشتيم، قال لجلجامش. 33- 50 (أسطر مشوهة لا تعطي معنى مفهوماً).
العمود السادس:
(البداية مكسورة وعندما تبدأ الأسطر بالوضوح نجد أوتنابشتيم يتابع حديثه إلى جلجامش، الذي ابتدأه في آخر العمود السابق).
26- هل نشيد بيوتاً لا يدركها الفنا؟ وهل نعقد ميثاقاً لا يصيبه البلى؟ 27- هل يقتسم الإخوة ميراثهم ليبقى (دهراً)، 28- وهل ينزرع الحقد في الأرض دواماً. 29- هل يرتفع النهر ويأتي بالفيض أبداً، 30- (وهل يترك اليعسوب شرنقته)، 31- ليدير وجهه للشمس طوالاً؟ 32- فمنذ القدم، لا تظهر الأمور ثباتاً. 33- النائم للميت توءم 34- ألا تفشي صورة الموت كلاهما؟ 35- (ألا يتساوى الأمير والفقير في حضرة الردى؟) 36- (في البدء) اجتمع الأنوناكي، الآلهة الأكابر 37- ومامي توم سيدة المصائر، قدرت معهم المصائر. 38- وزعوا الحياة والموت، 39- ولم يكشفوا لحي عن يومه الموقوت)). 40- فقال له جلجامش، قال لأوتنابشتيم: 41- (اللوح العاشر من ((هو الذي رأى كل شيء)) من سلسلة جلجامش (قصر آشور بانيبال، ملك العالم، ملك آشور)

اللوح الحادي عشر
العمود الأول:
1- فقال له جلجامش، قال لأوتنابشتيم: 2- (أنظر إليك يا أوتنابشتيم. 3- شكلك عادي وأراك مثلي. 4- قد صورك لي جناني بطلاً على أهبة القتال، 5- ولكن ها أنت مضطجع على جنبك أو قفاك. 6- فقل لي، كيف صرت مع الآلهة ونلت الحياة؟) 7- فقال له أوتنابشتيم، قال لجلجامش: 8- ((جلجامش، سأكشف لك أمراً خبيئاً، 9- وأطلعك على سر من أسرار الآلهة. 10- شوريباك، مدينة أنت تعرفها، 11- ترقد على ضفة نهر الفرات. 12- لقد شاخت المدينة، والآلهة فيها. 13- فحدثتهم نفوسهم، الآلهة العظام، أن يرسلوا طوفاناً. 14- كان هناك، آنو، أبوهم. 15- وإنليل المحارب، مستشارهم. 16- وتنورتا، مساعدهم 17- وإينوجي، ناظر قنواتهم 18- وننجيكو – إيا، كان حاتضراً أيضاً. 19- فنقل (إيا) حديثهم إلى كوخ القصب: 20- ((كوخ القصب، ياكوخ القصب، جدار يا جدار. 21- إنصت ياكوخ القصب، وتفكر يا جدار. 22- رجل شوربياك، يا ابن أوبارا – توتو. 23- قوض بيتك وابن سفينة، 24- اترك مملكتك، وانقذ حياتك، 25- اهجر متاعك، وانقذ نفسك، 26- احمل في السفينة بذرة كل مخلوق حي. 27- والسفينة التي أنت بانيها، 28- ستأتي وفق قياس مضبوط، 29- فيتساوى طولها وعرضها. 30- ثم غطها، كما هي المياه السفلى)). 31- فلما تمليت القول، قلت لربي إيا: 32- رويدك سيدي، إن ما أمرت به 33- سيلقى الخضوع والتنفيذ. 34- ولكن كيف أجيب (تساؤلات) المدينة والناس والأعيان؟)) 35- فتح إيا فمه وقال، 36- متوجهاً بالحديث إلى، أنا خادمة: 37- ((إليك ما سوف تقوله لهم: 38- لقد علمت أن إنليل يكرهني، 39- وعلي بعد الآن مفارقة مدينتكم، 40- وألا أدير وجهي نحو أرض إنليل. 41- ولذا، فإني لهابط إلى الأبسو، فأعيش مع سيدي إيا، 42- الذي سيمطر عليكم (من بعدي) خيرات وافرة: 43- طيوراً (من أفضلها) وأسماكاً (من أندرها). 44- (ولسوف تمتلئ الأرض) بغلال الحصاد. 45- وعند الغسق، رب العاصفة 46- سيرسل مطراً من القمح ينزل عليكم
العمود الثاني:
(جرى الأكاديميون على ترقيم هذا اللوح بشكل متسلسل. ولذا لن يبدأ كل عمود برقم 1)
48- وما أن لاحت تباشير الصباح، 49- حتى تجمع الناس حولي. 50- 53 (أسطر مشوهة) 54- جلب الأطفال لي القار، 55- وجلب لي الكبار كل ما يلزم. 56- في اليوم الخامس أنهيت هيكلها. 57- كانت مساحة سطحها إيكو واحداً. 58- ومائة وعشرون ذراعاً ارتفاع الواحد من جدرانها. 59- أنهيت شكلها الخارجي وأكملته. 60- ستة طوابق صنعت فيها. 61- (وبذا) قسمتها إلى سبعة (أجزاء)، 62- وقسمت الأرضيات إلى تسعة، 63- وثبت على جوانبها مصدات المياه. 64- زودتها بالمجاذيف وخزنت فيها المؤن. 65- سكبت في الفرن ست وزنات من القار، 66- وست وزنات من الأسفلت. 67- ثلاث وزنات من الزيت آتى بها حملة السلال. 68- واحدة استهلكها نقع مصدات المياه، 69- واثنتان قام ملاح السفينة بخزنهما. 70- ذبحت للناس عجولاً، 71- ورحت أنحر الخراف كل يوم. 72- عصيراً، وخمراً أحمر، وزيتاً، وخمراً أبيض، 73- بذلت للصناع فشربوا كما من ماء نهر. 74- احتلفوا كما في عيد رأس السنة. 75- (....) الدهون، غمست يدي. 76- (في اليوم السابع) أكملت السفينة. 77- (إنزالها في الماء) كان صعباً. 78-...... من فوق ومن تحت. 79- (حتى غاص في الماء) ثلثاها. 80- كل ما املك حملت إليها. 81- كل ما أملك من فضة، حملت إليها. 82- كل ما أملك من ذهب، حملت إليها. 83- كل ما استطعت من بذور كل شيء حي، حملت إليها. 84- وبعد أن أدخلت إليها كل أهلي وأقاربي، 85- وطرائد البرية ووحوشها، وأصحاب الحرف. 86- حدد لي شمش وقتاً معيناً: 87- ((عندما يرسل سيد العاصفة (حدد) مطراً مدمراً في المساء، 88- ادخل الفلك وأغلق عليك بابك)). 89- حل الموعد المضروب. 90- في المساء، أرسل سيد العاصفة مطراً مدمراً. 91- (قلبت وجهي في السماء) أراقب الطقس، 92- كان الجو مرعباً لناظره. 93- دخلت السفينة وأغلقت علي بابي. 94- أسلمت قيادها للملاح بوزو- آموري. 95- أسلمته الهيكل العظيم بكل ما فيه.
العمود الثالث:
96- وما أن لاحت تباشير الصباح، 97- حتى علت الأفق غيمة كبيرة سوداء، 98- يججلجل في وسطها صوت حدد، 99- يسبقها شوللات وخانيش؛ 100- نذيران عبر السهول والبطاح. 101- إقتلع اريجال الدعائم، 102- ثم أتى تنورتا وفتح السدود. 103- رفع الأنوناكي مشاعلهم عالياً. 104- حتى أضاء وهجها الأرض. 105- بلغت ثورة حدد تخوم السماء، 106- أحالت كل نور إلى ظلمة، 107- والأرض (الفسيحة) قد تحطمت (كما الجرة) 108- (ثارت) العاصفة يوماً كاملاً. 109- تزايدت سرعاتها حتى (غمرت الجبال). 110- أتت على (الناس)، (حصدتهم) كما الحرب. 111- عمي الأخ عن أخيه، 112- وبات أهل السماء لا يرون الأ{ض. 113- حتى الآلهة ذعرت من هول الطوفان، 114- هرب جميعهم صعداً نحو سماء آنو. 115- ربضوا عند الجدار الخارجي، ككلاب مرتعدة. 116- صرخت عشتار كامرأة في المخاض. 117- ناحت سيدة الآلهة، ذات الصوت العذب: 118- ((لقد آلت إلى طين تلك الأيام القديمة، 119- لأني نطقت بالشر في مجمع الآلهة. 120- فكيف نطقت بالشر في مجمع الآلهة؟ 121- كيف أمرت بالحرب تحصد شعبي، 122- تدمر من أعطيتهم، أنا، الميلاد؟ 123- وهاهم يملأون البحر كصغار السمك)) 124- بكى معها آلهة الأنوناكي. 125- تهالكوا وانحنوا يبكون، 126- وقد حجبوا أفواههم (بأيديهم). 127- ستة أيام وست ليال، 128- الرياح تهب، والعاصفة وسيول المطر تطغى على الأرض. 129- ومع حلول اليوم السابع، العاصفة والطوفان، 130- التي داهمت كجيش، خفت شدتها. 131- هدأ البحر وسكنت العاصفة وتراجع الطوفان. 132- فتحت الكوة، فسقط النور على وجهي. 133- نظرت إلى البحر، كان الهدوء شاملاً. 134- لقد آل البشر إلى طين. 135- كان الـ.. بمحاذاة السقف. 136- تهالكت، انحنيت أبكي، 137- وقد أغرقت الدموع وجهي. 138- ثم تطلعت في كل الاتجاهات متطلعاً حدود البحر. 139- على بعد اثنتي عشرة ساعة مضاعفة، انبثقت قطع من اليابسة. 140- واستقرت السفينة على جبل نصير. 141- جبل نصير، أمسك بالسفينة، منع حركتها. 142- أمسك الجبل بالسفينة، منع حركتها، يوماً وثانياً. 143- أمسك الجبل بالسفينة، منع حركتها، يوماُ ثالثاً، ورابعاً، 144- أمسك الجبل بالسفينة، منع حركتها، يوماً خامساً وسادساً. 145- وعندما حل اليوم السابع.
العمود الرابع:
146- أتيت بحمامة وأطلقتها. 147- طارت الحمامة بعيداُ ثم عادت إلي. 148- لم تجد مستقراً فعادت. 149- ثم أتيت بسنونو وأطلقته، 150- طار السنونو بعيداً ثم عاد إلي. 151- لم يجد مستقراً فعاد. 152- أتيت بغراب وأطلقته. 153- طار الغراب بعيداً. فلما رأى الماء قد انحسر، 154- حام وحط وأكل، ولم يعد. 155- فأطلقت (الجميع نحو الجهات الأربع، وقدمت أضحية. 156- سكبت خمر القربان على قمة الجبل. 157- وضعت سبعة قدور وسبعة أخر. 158- جمعت تحتها القصب الحلو وخشب الأرز والآس. 159- كي تشم الآلهة الرائحة. 160- شمت الآلهة الرائحة الذكية، 161- فتجمعت على الأضحية كالذباب. 162- وعندما وصلت الإلهة الكبرى (عشتار)، 163- رفعت عقدها الكريم الذي صنعه آنو وفق رغبتها وقالت: 164- ((أيها الآلهة الحاضرون. كما لا أنسى هذا العقد اللازوردي يزين عنقي، 165- كذلك لن أنسى هذه الأيام قط، سأذكرها دواماً. 166- تقربوا جميعاً من الذبيحة، 167- (إلا) إنليل وحده لن يقترب. 168- لأنه دونما ترو قد سبب الطوفان، 169- وأسلم شعبي للدمار)). 170- وعندما وصل إنليل 171- ورأى السفينة، ثارت ثائرته. 172- استشاط غضباً من آلهة الأيجيجي: 173- ((هل نجا أحد من الفانين؟ ألم نقرر إهلاك الجميع؟)). 174- ففتح ننورتا فمه وقال، مخاطباً إنليل المحارب: 175- ((من يستطيع تدبير الخطط غير إيا؟ 176- إيا وحده عليم بكل شيء)). 177- ففتح إيا فمه وقال مخاطباً إنليل المحارب: 178- ((أيها المحارب، أيها الحكيم بين الآلهة، 179- كيف، آه كيف دونما ترو، جلبت هذا الطوفان؟ 180- حمل الأثم إثمه، والمعتدي عدوانه. 181- أمهله فلا يهلك، ولا تهمل فيشتط. 182- لو أرسلت بدل الطوفان أسوداً لأنقضت عدد البشر. 183- لو أرسلت بدل الطوفان ذئاباً لقللت منهم. 184- لو أرسلت بدل الطوفان المجاعة، لأهلكت البلاد. 185- لو أرسلت بدل الطوفان، الإلهة إيرا لحد الناس. 186- (وبعد) لست الذي أفشى سر الآلهة العظيمة، 187- لقد أريت أتراحيسس حلماً فاستشف منه السر 188- والان اعقد أمرك بشأنه)). 189- فصعد إنليل إلى السفينة، 190- ثم أخذ بيدي وأصعدني معه، 191- وأصعد زوجتي وجعلها تركع إلى جواري، 192- ثم وقف بيننا ولمس جبهتينا مباركاً: 193- ((ما كنت قبل اليوم إلا بشراً فانياً. 194- ولكنك منذ الآن، ستغدو زوجك مثلنا (خالدين)، 195- وفي القاصي البعيد عند فم الأنها ستعيشان)). 196- ثم أخذوني وأسكنوني في البعيد عند فم الأنهار. 197- والآن. من سيدعو مجلس الآلهة إلى الاجتماع من أجلك (ياجلجامش) 198- فتجد الحياة التي تبحث عنها؟ 199- تعال. لتمتنع عن النوم ستة أيام وسبع ليال. 200- وبينما جلجامش قاعد على عجيزته، 201- داهمه النوم كعاصفة مطرية. 202- فقال أوتنابشتيم لزوجته: 203- ((انظري الرجل القوي الباحث عن الحياة. 204- لقد داهمه النوم كعاصفة مطرية)) 205- فقالت له زوجته، قالت لأوتنابشتيم: 206- ((المسه يستيقظ. 207- وليذهب بأمان من حيث أتى. 208- ليعد إلى بلاده من الباب الذي ولج)). 209- فقال لها أوتنابشتيم، قال لزجته: 210- الخداع من طبع البشر، ولسوف يراوغك. 211- تعالي، اخبزي له أرغفة ضعيفها عند رأسه. 212- ولكل يوم ينامه، ضعي على الجدار علامة)). 213- فخبزت له أرغفة وضعتها عند رأسه. 214- ولكل يوم نامه وضعت على الجدار علامة. 215- ييس تماماً رغيفه الأول. 216- وكان رغيفه الثاني.... والثالث رطباً، والرابع أبيض.. 217- أما الخامس فصار بائتاً، والسادس قد خبز لتوه. 218- وقبل خبز السابع لمسه فاستفاق.
العمود الخامس:
219- فقال له جلجامش، قال لأوتنابشتيم القاصي: 220- ((لم يكد يغلبني النعاس 221- حتى عاجلتني بلمسة أيقظتني)). 222- فقال له أوتنابشتيم، قال لجلجامش: 223- (((تعال) ياجلجامش، عد أرغفتك، 224- عسى أن تعرف أيام نومك. 225- رغيفك الأول قد يبس تماماً، 226- و... كان الثاني، والثالث رطب، والرابع قد أبيض... 227- أما الخامس فبائت والسادس قد خبز لتوه. 228- وقبل خبز السابع استيقظت)). 229- فقال له جلجامش، قال لأوتنابشتيم القاصي: 230- ((أواه يا أوتنابشتيم، ماذا أفعل، أين أسير؟ 231- لقد تسلسل البلى إلى أطرافي، 232- وسكنت المنية حجرة نومي، 233- وحيثما قلبت وجهي أجد الموت)). 234- فقال أوتنابشتيم لأورشنابي، الملاح: 235- فلينبذاك المرفأ يا أورشنابي، وليكرهك المعبر، 236- وليبرأ منك الشاطئ الذي تمشي عليه. 237- أما الرجل الذي قدته إلي، يغطي جسده الشعر الطويل، 238- وتخفي قامته المهيبة جلود الحيوان، 239- فخذه يا أورشنابي وقده إلى مكان الغسل. 240- ليغسل شعره الطويل في الماء، (فيطهر) كالثلج. 241- لينفض عنه جلود الحيوان، يحملها البحر، ويظهر جمال جسمه. 242- ولتستبدل عصابة رأسه بأخرى جديدة. 243- وليعط ثوباً يستر (بعد ذلك) عريه. 244- وإلى أن يصل وطنه، 245- إلى أن يلقى عصا الترحال، 246- لتبق ثيابه جديدة لا تنم عن قدم)). 247- فأخذه أورشنابي وقاده مكان الغسل. 248- غسل شعره الطويل في الماء (فطهر) كالثلج. 249- ونضى عنه جلود الحيوان، حملها البحر، 250- فظهر جمال جسمه. 251- استبدل عصابة رأسه بأخرى جديد، 252- وأعطاه ثوباً ستر (بعد ذلك) عريه. 253- وإلى أن يصل وطنه، 254- إلى أن يلقى عصا الترحال، 255- ستبقى ثيابه جديدة لا تنم عن قدم. 256- ثم صعد جلجامش وأورشنابي السفينة، 257- وأنزلاها فوق الأمواج فانسابت.
العمود السادس:
258- (وهنا) قالت له زجته، قال لأوتنابشتيم القاصي. 259- ((لقد أتعب جلجامش نفسه وأضناها في الوصول إلينا، 260- فما عساك تعطيه (يحمله) عائداً إلى بلاه؟ 261- وعند ذلك أخذ جلجامش مجدافاً، 262- ودفع السفينة (عائداً) إلى الشاطئ. 263- فقال له أوتنابشتيم، قال لجلجامش. 264- ((قد أتعبت نفسك في الوصول إلينا يا جلجامش وأضنيتها. 265- فماذا أعطيك (تحمله) عائداً إلى بلادك؟ 266- جلجامش. سأبوح لك بأمر خبيء، 267- وأطلعك على سر من أسرار الآلهة. 268- هناك نبته تشبه الشوك، 269- تخز يدك أشواكها كما الورد. 270- فإذا جنت يداك تلك النبته، وجدت حياة متجددة)). 271- فلما سمع جلجامش هذا فتح (القناة). 272- ربط إلى قدميه حجراً ثقيلاً، 273- جذبه غائصاً إلى الأبسو هناك رأى النبته. 274- اجتثها، وخزت يديه. 275- حل عن قدميه الحجر الثقيل، 276- والـ...... رمته على الشاطئ. 277- قال له جلجامش، قال لأورشنابي: 278- ((إنها لنبته عجائبية يا أورشنابي. 279- بها يستعيد الإنسان قواه السابقة. 280- سأحملها معي إلى أوروك المنيعة، وأجعل (الشيوخ) يقتسمونها، 281- وأسميها رجوع الشيخ إلى صباه. 282- ولسوف آكل منها (أيضاً) فأعود إلى شبابي. 283- بعد عشرين ساعة مضاعفة توقفا للطعام. 284- بعد ثلاثين ساعة مضاعفة توقفا القضاء الليل. 285- فرأى جلجامش بركة ماء بارد. 286- نزل فيها واستحم بمائها، 287- فتشممت أفعى رائحة النبتة. 288- تسللت خارجة من الماء وخطفتها. 289- وفيما هي عائدة، تجدد جلدها. 290- وهنا جلس جلجامش وبكى. 291- فاضت دموعه على خديه. 292- (أخذ بيد) أورشنابي يدي؟ 293- ولمن بذلت دماء قلبي؟ 294- لم أجن لنفسي نعمة ما، 295- بل لحية لها التراب جنيت النعمة. 296- بعد حملي لها المسافات، جاء من خطفها. 297- عندما دخلت المجرى وفتحت القناة. 298- وجدت شارة وضعت لي وأني أعلن انسحابي. 299- سأترك السفينة عند الشاطئ. بعد عشرين ساعة مضاعفة توقفا للطعام. 300- وبعد ثلاثين ساعة مضاعفة توقفا لقضاء الليل. وعندما وصلا أوروك المنيعة. 301- قال له جلجامش، قال لأورشنابي الملاح: 302- ((أي أورشنابي. أعل سور أوروك، أمش عليه. 303- المس قاعدته، تفحص صنعة آجره. أليست لبناته من آجر مشوي، 304- والحكماء السبعة من أرسى له الأساس؟ 305- شار واحد للمدينة، وشار للبساتين، وآخر للمورج. والبقية أرض بلا زرع (أو بناء) لمعبد عشتار. 306- ثلاث شارات والأرض غير المزروعة هي مدينة أوروك