الجمعة، 29 فبراير 2008



عـش رجبـا تـر عجبـا

ويحك يا أبا ضر أ خـٌنت دينك و عشيرتك و أضحيت كافرا بالأعراب الأجلاف زعمائك و شيوخك ؟أو تنقلب رأسا على عقب هكذا و بهذه السهولة ؟ لعمر ي لقد حرت في أمرك يا هذا ! فكلما شرق الناس غربـت و كلما غـربوا شـرقت . كيف بك يا أبا ضر تتهجم على جزيرة الإرهـاب و أنت تعلم أن أزلامك لن يدعوك؟كيف بك يا أبا ضر تستخف بقناة الذل و المسكنة و العار العربية و أنت تعلم أن جوقة البهاليل حولك لن ترحمك؟ كيف بك يا أبا ضر تنتهك حرمة منبر الإرهاب و الـخراب و أنت تعلم أن شره سينالك ؟ ا لا إنهـا للمرة الأولى التي أجدني متفقا معك فالمعنية بالأمر قناة عدوة لوطني ،منتهكة لحرماتي، يوميا تلمز مقدساتي و تتصيد مثالبي ،همهـا الوحيد أن تزيل بالكيد و المكر من الأرض كل شيء يحمل اسم وطني. أ لا قبحت من قناة و قبح أهلها و أصحابها و المصفقون لها . يزعم الأشـرار فيـها أن وطـنهم من الخليج إلى المحيط و ينسون و يتناسون أن على هذا المحيط أمـة دون الناس عن هويتهم لا يتنازلون و عن أمانة أجدادهم و آبائهم لا ينكفون،أمة رجال أباة لا يعصون الوطن المغرب ما أمرهم و يفعلون ما يومرون . أ لا إن أكبر الشرور التي تحيق بهذا الوطن العظيم لهو جزيرة الإرهاب و الخراب هذه و كل من يذهب مذهبها .فدعهم يخوضوا و يلعبوا فسياتيهم بوم تشخص فيه أبصار هؤلاء البهاليل المتجوقين اللاهثين حولك الذين كلما حاقت بهم صيحة وطنك العزيز رأيتهم يولولون يلطمون وجوههم بأيديهم وخصائرهم و تلفح وجوههم شهب العار . لذا عزمت على أن أضم صوتي الى صوتك في هذه المعمعة آملا أن تهتدي إلى ما يتنافس فيه الشرفاء العاقلون الكرام البررة الكاتبون الذين يعلمون ما يفعلون أ لا حي على حب الوطن ،يا أبا ضر، و دع عنك هذا الإسم الغريب الذي لا أرضاه لك



إلى الأخ محمد

أتمنى من كل قلبي،سيدي المحترم، أن أكون المخطئ ؛ و لكن ومع كل الأسف تلك ليست هرطقة و إنما هي الحق الذي نتعاماه ونتجنّبه. و هؤلاء الجماعة ليسوا أبرياء و لا أتقياء,فكل السياسيين أهل نفاق سيدي المحترم ،فما بالك بالمعممين منهم ..؟ لعمري إن السياسة لتزيدهم نفاقا على نفاق، و خسة على خسة ،فتزين لهم الاستحمار و الاستبلاد و البهت و النفاق.تراهم يدّعون البراءة و هي منهم أبرأ. و يدّعون الظلم و هم المعتدون. و ما ظلمونا يا سيدي المحترم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

أ ما وزارة الداخلية فلست عنها بمدافع و لا بناقد فهي بشؤونها أقدر و لكني بالمقابل أعلم أنها يد الدولة العليا التي تضمن لي بها الأمن و الأمان و الاستقرار و الطمأنينة، فلا يسعني و الحالة هذه إلا التصفيق لها كلما أتحفتنا بما يطمئننا على وطننا و مستقبلنا ومستقبل أبنائنا ، كما أني أعلم أن الدولة في شخص وزارتها هذه تمهل هي الأخرى و لا تهمل و تعمل بمبدإ و لا يظلم ربك أحدا يا سيدي.

أ ما الحزب الذي تتحدث عنه سيدي المحترم فهو في عرف مؤسسيه السرير الذي يريدون أن يطاوا فوقه العاهرة الديمقراطية كما يصطلحون. و أما في عرف الدولة فهو تلك القطعة من اللحم النتنة التي نصطاد بها الكلاب . أمّا و أنّ الغرض منه قد استنفد و الوطر قد قضي ،فإن الدولة مولاته و ربته و خالقته قد قامت بما رأته لازما حماية للمواطنين المؤمنين الصالحين المتقين. و على المتضرر بالقضاء. و الحزب الذي عنوانه النذالة و التعمية اعلم يا سيدي المحترم أنه لا يشدّ عن هذا الإطار، و أنه غدا و ما الغد ببعيد سيلقى نفس المصير. ذالك أنهم يعادون الوطن و يكيدون له و يمكرون و بمكرهم سيدحّون إلى القصاص دحّا. و ما يظلم ربك أحدا




أبا ضر

أنت لم تضع سؤالا يستحق عناء الإجابة و لم تطرح آراء تستحق المناقشة إنما جدلا تريد أن تسفّـّه مساعي الدولة على الأقل في أعين قارئيك ،و تكذّب كل ما يتهم زعماء الفتنة .و أنا أقول لك بدون لفّ و لا دوران أولئك مجرمون مجرمون، للوطن و مقدساته يكيدون يكيدون، وبأمن الناس و مصائرهم يتلاعبون. فلا تستسهلن الأمر يا صاح أكثر من اللازم، إنما هو أعظم مما يمكن أن تتصور.لا يغرنك من لا أصل و لا فصل له ولو كان عندهم من خير ما دعوك إليه وإن يدعوك لا يدعونك إلا لتخريب بيتك بيدك و أيديهم، أفلا تعقلون. أ لم تر أنهم سودوا قلبك و جعلوا يراعك يسيل عداء لأهلك و قومك و عشيرتك، ألم تر أنهم جعلوك شبه أعمى تبصر بعين واحدة قليلة النظر، و تكيل بميزان أعرج أعوج، فأصبحت بفضلهم عليك تخلط يا مسكين بين التفتح و الحقد بين العلم و الغباء. فما علمت الأحداث المغربية إلا جريدة الحب و الصفاء و الجرأة على الحق .و ما علمتها إلا أول المقتفين لأثر مجرمي الإيمان مؤمني الإجرام، و ما علمتها إلا أول المنذرين من أخطارهم و أول المناضلين ضدهم و المتصدين لهم. فإن هم عادوها فوربك إنهم لمعذورون ، أ و لم تسغـّه أحلامهم و تكشف نواياهم؟ أ و لم تفضح مستورهم و تشف صدور المؤمنين الحقيقيين منهم. أ مـّا الوزير الذي لا يروقك أو بالأحرى لا يروق زعماءك في الإرهاب و الخراب فإني اعرف الرجل فقيها تقيا ورعا و أعرف الرجل باحثا و كاتبا بارعا و أعرف الرجل أستاذا جامعيا محترما تتخرج على يديه

الأفواج و الأفواج من رجال هذا الوطن الذي عليه تحقدون. أ ما و أنه اختار لمقاله جريدة الأحداث فلأنها و كما تفضلت دون علم منك و لا قصد أكـثر مقروئـية على الصعيد الوطني و أكثر شعبية و ما اكتسبت ما اكتسبت من الانتشار و الذيوع إلا بفضل مصداقيتها في القول و استماتة رجالها في سبيل الحق و حب الوطن. أوَ أنت تعترف بهذا و تعزّ على الوزير أن يتخذها منبرا لخطابه. ماذا عساك ستقول لو نشر مقاله في جريدة التنكيد أ و تراك ستكون فرحا مستبشرا، لكن الوزير يعلم أن مقاله في هذه الحال لن يقرأ. و أنا كذلك أعلم أنه لن يقرأ. و حتى إذا حدث و قرئ فلن يقرأه إلا المتخلفون و الحاقدون و ذووا النفوس الضعيفة من سفـلة القوم أولئك هم زبناء جريدة التنكيد

أما الديكتاتوريات فما أظنك إلا تعرف و أنت خير العارفين أنها دكتاتوريتان أحلاهما مر :دكتاتوريات بناءة و دكتاتوريات هدامة. فالديكتاتورية النازية التي كان إنفصاليو أمـّتكم الغابرة إرهابيو مستهل القرن الماضي يوالونها و يستنصرونها على خلفائهم في اسطنبول، و التي على الرغم من قتامتها و سوداويتها و دمويتها ،خلفت شعبا عالما متقدما غنيا حرا أبيا لا يدين و لا يدان الألمان و ما أدراك ما الألمان. و خلفت للإنسانية أفضالا لا تنكر فلولا الثورة النازية و البلشفية ما قفز العلم القفزة التي قفز، و لا تقدمت البشرية التقدم الذي حدث. و إني لمن سياق قولك أرى أنك بهذا أعلم. و أ ما الديكتاتوريات العلمية الشيوعية فانظر إلى أثرها في روسيا و الصين و انظر لصمودها في كوريا الشمالية و كوبا و ما أدراك ما الصمود. كل هذه الديكتاتوريات العلمية غير المعصومة كانت دكتاتوريات بناءة هدفت بناء مجتمعات متقدمة و دولا قوية . أما و أنها أخطأت فاعلم أن العلم خطاء و بأخطائه يقر و يعترف و أن العقل الذي وضع هذا العلم ناقص و بنقصانه يقر ويعترف و أن العلم وضع موازين لقياس نسب أخطائه و قواعد لتتبع هفوات العقل . و موقفهما من أخطائهما هذا يجعلهما يعالجان نفسيهما بنفسيهما مما يسمح لهما بالتقدم الحثيث و المستمر و الذي يغيض الحاسدين. أما الديكتاتوريات الدينية التوسعية الإقطاعية يا من يدعي في التاريخ معرفة فإن التاريخ يشهد أن الحضارة قد تعطلت و أن الإنسانية قد تخلفت و أن التاريخ قد توقف منذ أن ظهرت الثورات الدينية على يد الأنبياء و انتصرت. و أن البلاء اشتد منذ أن حوّل قسطنطين الإمبراطورية الرومانية من إمبراطورية سحرية لاتكية إلى إمبراطورية مسيحية دينية. أما لما أصبح الدين في أيدي الأعراب الأشد كفرا و نفاقا و الذين قال عنهم عبد الرحمن بن خلدون : إذا عربت خربت... فأنت يا من يقرا التاريخ أعلم بما حل بالإنسانية من تخلف على تخلف، ومن سطو و نهب حتى أصبح سافلها عاليها و سفيهها سيدها... و استمرت الإنسانية على هذا الحال حتى حاقت بالكنائس و الحلقات مدارس التنوير و الأنسنة و الاكتشافات الجغرافية الكبرى التي قامت على أنقاض و رفات الأندلس الإسلامية

أتمنى أن يكفيك هذا اليوم و أ لا تدعي بعده أنك قرّاءة للتاريخ و لا لغيره فلقد قالوا قديما عاش من عرف قدره و جلس دونه و بلغ جازاك الذي نفسك بيده عنا كل الخير السلام و التسليم لصديقك المعتصم

Abou9othoum

أزلام أبي ضر


أزلام أبي ضر القندهاري

أ لم تر كيف فعل الوطن بأصحاب السلفية الجهادية ،ألم يجعلهم أدلّـّة خاسئين، و أتبعهم أهل بلعيرج و من معه أجمعين، و كذالك فعل بالمجرمين. أما بلهاء الإيمان، الذين يبغونها عوجا و في كل فج ينعقون فعلى أبصارهم غشاوة، و في آذانهم وحل، و قلوبهم بالكراهية غلف. مذهبهم في الحياة أن ولو طارت معزة . أ لم ينظروا إلى الفلتات التي حدثت و التهديدات التي تعالت و الاختراقات التي وقعت أم ينتظرون أمثالها. فلا و ربك لَـَنجعلنّهم بخزيهم يموتون و يساقون فرادى وزرافات إلى سجون وطنك الكريم الذي أظلهم و انتم أزلام أبي ضر القندهاري بظله و فاء عليهم و عليكم بكرمه . أ لا فلتزدادوا غيضا على غيض و كرها على كره و اذكروا إذ كنتم متخلفين أميين جهلة فأنقذتكم العلمانية و أهلوها من ليبراليين و اشتراكيين وشيوعيين من تخلفكم و جهلكم . فأصبحتم بفضل هؤلاء و هؤلاء، بلهاء الإيمان أزلام أبي ضر القندهاري، بالصابون تغتسلون و أمام الكمبيوتر تجلسون،و المرسيدس و الجاغوار بدل البغال و الحمير لتركبوها و زينة ،و أنتم لا تشكرون. فبأي حديث بعده تومنون . إن تريدون إلا الإفساد ما استطعتم ، و الوطن و ذووا العزم يأبون و الله معهم و أنتم تكفرون . أ لا يئس ما سولت لكم أنفسكم و بئس ما بالوطن تشركون .

Abou9othoum

السبت، 23 فبراير 2008



و لا تحسبن الوطن غافلا عما يعمل الظالمون


ذاك هو أمير المؤمنين ...و من يمتر فيه فقد ضل ضلالا كبيرا . ذاك هو سبط النبي... و من يجحد بها نسلكه عذابا صعدا.

ذاك هو ضل الله في أرض المغرب و من يبتغ غيره ضلا فله في الدنيا خزي و ليُنف من الأرض و لتٌقطّع يداه و رجلاه من

خلاف .. أولئك حزب الشيطان.. ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون. و نحن هؤلاء هم المؤمنون العاملون؛ و قل اعملوا

على مكانتكم فإني عامل... الذين صادقوا الله ما عاهدوا عليه... فمنهم من قضى نحبه.. و منهم من ينتظر. نحن هؤلاء هم

المؤمنون الصالحون الذين تحملوا ما ناءت دونه السماوات و الأرض، تحملوا الأمانات وهم لها حافظون. نحن هؤلاء هم

المؤمنون الذين يبايعون ـ سيدكم و ابن سيدكم عصبة أبي ضر على التقدم؛ و التفتح؛ والتحضر؛ و التمدن.نحن هؤلاء هم

المؤمنون المتقون... الذين يبايعون ملك البلاد و رمز سيادتها على الطمأنينة والأمن و الأمان، و يبايعونه على الاستقرار

و الرخاء و الرفاه؛ لا على حراسة عورات النساء، و رعاية الجواري الحسان، و تهذيب الولدان المخلدين. ألا قبحتم من

عصبة... و قبحت نواياكم...هآ أنتم هؤلاء تدعون زمرا إلى سجون وطنكم... الذي يطعمكم من جوع و يؤمنكم من خوف و

يشفيكم في المستشفيات و يعلمكم في المدارس... و أنتم به تكفرون ... هآ أنتم هؤلاء... تجحدون نعمة وطنكم عليكم؛ إذ

أعطاكم الأمن و أنتم المستضعغون. و متعكم بما لم تكونوا أنتم و لا آباؤكم به تحلمون ، فأمدكم بحقـوق لم تعرفوها و لا

من قبل ألفتموها... و جعل لكم في الأكوان سمعة و بين الأقوام هيبة، و انتم له مستصغرون ، و لمجتمعه مسفهون ، أ لا

إنكم أنتم السفـهاء و لكن لا تشعرون..تسعة رهط تفسدون في الأرض و لا تصلحون...هآ أنتم هؤلاء تبغونها عوجا و قد

زغتم مصداقا لقوله صلعم فيكم و في أمثالكم : احذر صولة الكريم إذا جاع و اللئيم إذا شبع... و نحن على إخـراسكم، و

قمعـكم، و زجركم، نبايـع ـ ذا الأمــير بن الأمــيرـ الـذي لا يروق ضعاف النفوس ، بلهاء الإيمان، أدعياء الإرهاب، أمثال

أبي ضر و عصبته... الذين يأمرون بالمنكر و ينهون عن المعروف... و يصدون الناس عن حب أنفسهم و عزة وطنهم و

ينشرون الفتنة في الأرض و يسعون فيها الفساد... أولئك الذين حبطت أعمالهم عندنا... و لهم سوء الدار...ذالك أنهم

كفروا بآيـات وطنهم و معجـزاته... و بالبدو الجهّل، رعاة الإرهاب تمثلوا ...أ لا بئس ما تمثلوا به. و عليهم اللعنة و لهم

سوء الدار . تريد بنا يا أبا ضر التخلف و الذل و الهوان و الوطن يأبى إلا أن يرفعنا أجلّ مقـام. تريد بنا يا أبا ضر التبعية

و الاستعباد و الاسترقاق و الوطن يروم بنا العزة و المقام السامي . فبربك يا هذا أ تراك ترانا بلهاء أمثالك تستحمرنا

بهذه السهولة ...فتشككنا تارة في مقدساتنا... و تطعن تارة في أعراض سيدك أمير المؤمنين و أسرته ... أم هي الديموـ

قراطية عاهرة زينوا لك وطأها فهممت بها همّ اللئيم... و نسيت كما نسي آلهتك و أصنامك الذين في الدرك الأسفل من

النار أن للديمقراطية مخالب تنشب بها و أنياب تنهش بها . فهلّا خسئت يا لذق اللسان ،هلّا انزويت في ركنك وتركت

لأسيادك حسن الكلام . فلا منطق يربط قولك و لا نظم و لا بيان . وإن كان لإمرئ أن يستعيذ بالله من شيء فمن رهطك

و من دعاة التخلف أمثالك أعداء القيم الإنسانية والمثل العليا



Abou9othoum







الأربعاء، 20 فبراير 2008


الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن

بالأمس و أنا في جولتي الروتينية اليوميـة عـجت على جيراني أهل الهسبريس الكرام صلة للرحم .

وجدت المكان في صخب ،تعلو أجواءه الزغاريد مشفوعة بالتهليل و الصيحات والدفوف ممزوجة

بآيات التكبير. مزامير داوود تغرد ...فرق احمادشة واغناوة و عيساوة بأهازيجها الروحية تزيد المكان

صخبا على صخب ...البخور!..الطيب !... المسك


مــاذا يــا تراه يحدث عند جيراني وأنا لســت عارفه ؟

الجو يغري بالزيارة. لا بد و أن تكون هنـاك وليمة مــا...قد يكــون عرسا... و لم لا حفل ختان..لكـن

أو لن أكون طفيليا لو أصررت على زيارتهم دونما سابق إنذار..؟ لا ...لا ... لا عليك يا أبا قــثم.. كأني

بك لست أنت القائل بأن القوم كــرام..؟ لا .. لا عليك... إن الكرام، كرام العرب، يُــقرون الضيف و يؤثرونه على أنفسهم

دققت باب الهسبريس فاستقبلني الفاتح مرحبا : أي أبا قــثم كم طالت غيبتك !.

بادرته و الدهشة تعلوني سائلا : ماذا يحدث هـــنا .!؟

و قبل أن أتلقى منه أي إجابة سقط نظري على بنت البلاد ترقص و تجذب و تلطم على وجهها و خصرها،

شعرها مهوش انتفشت خصلاته في السماء تحمل بأصابعها مقص الرقابة توقع عليه نغمات رتيبة.

حذاءها ,على يمينها، لمحت أبا ضر يحمل دفا يقرعها قرعا مفزعا و الشر كله يشع من عينيه

الجاحظتين . رأيته نازعا عمامته القندهارية قفزا بالأرجل يقفز.لعابه المختلط بدموعه على جلبابه البني

يتطاير. كان أبو ضر بدفه ينشد : يا ويلتي ... يا حسرتي. و ترد عليه بنت البلاد : حطـموا صنمي

ماذا أصاب أبا ضر المسكين ما الذي أخرج بنت البلاد من جلدها .؟ لعمـري إنهمـا لمدعاة للشفقة ـ أين

المعتصم ؟ ما باله غائبا ؟ لماذا لم يحضر هذه العرس الإيماني ؟ ومن هو هذا الصنم الذي حطم و من

يا ترى حطمه .أجـابني الفاتــح: يا حسرتاه لقد مر جنود الرحمن من هنا وقد حطموا الإله الندالة والتعمية و

الإله الأمة والرب البديل الحضاري و أتمــوا بوثن بنت البلاد محمد المرواني ... أين أنت يا معتصم

abou9othoum

الثلاثاء، 19 فبراير 2008



قرأت لك



إلى الأخ الأمازيغي

الدين عفيون الشعوب قولة ماركسية جدّ مستهلكة و مكرورة . أتدري ماذا كان معمّمونا و متشدّقونا بالدّين يجيبوننا كلما طرحنا عليهم هذه المقوّلة؟ إنهم كانوا يقولون، والاعتزاز يعلوهم و بكلّ ما أوتوا من الوقاحة: إن ماركس لم يقرئ القرآن. فلو أنه قرأ القرآن ما قال هذا الكلام... ما رأيك ؟...ردّ جميل... أليس كذالك؟و لكن يراد به أمرا قبيحا...فماركس ليس بالجاهل، حتى و لو لم يقرئ القرآن. و ماركس ما كان له أن يتحدّث عن الدين دون دراسة الإسلام قرآنا و سنة و سيرة و تاريخا.فماركس عالم بالمقياس العالمي و ليس عالما حسب المقاييس الجهوية الضّّّـيّـقة العقـيمة. كما أن ماركس لم يكن يهوديا و لا نصرانيا و لا مسلما حنيفا، بل كان عالما إنسانيا و بامتياز. و أن تقول بأن متشدقينا بالدين لم يقرؤوا الإنجيل و لا الثوراة و لا حتى القرآن،إنك لعمري ستكون محقـا مصيبا. و أما أن تقول بأن ماركس لم يقرئ القرآن فهذه فرية ما لها من قرار.
و بهذه المناسبة أتمنى أخي الأمازيغي أن تتقـبل مني هذه الباقة المختارة من آراء الرجل ، و التي أتمنى أن تعـرفك به أكثر.
يقول ماركس:
الدين زفـرة المخلوقات المعذبة...إنه خلاص موهوم صادر عن وعي مقلوب لعالم مقـلوب...
للدين كما للعملة وجهان: وجه سلـبي هو وجه الظالمين و هم الطبقة البورجوازية؛ ووجه إيجابي هو وجه المظلومين الذين يعبر عنهم السيد المسيح و النبي محمد و موسى و ماني وبوذا...
تحتاج البورجوازية الحاكمة في مرحلة سيطرتها لتبرير شرعيتها و شرعية امتيازاتها،إلى أن تؤمن بالدين لتجابه به الأفكار البروليتارية؛ و خاصة بعد أن تأخذ هذه الأخيرة صيغها العلمية...و يصل بها الأمر إلى التشجيع على الأفكار الدينية اليمينية و سيطرتها على عقول الناس لغاية إعاقة نمو الوعي لدى البروليتارية، بتحويل الأنظار من الأرض إلى السماء، و تحويل الاهتمام عن السياسة و الاقتصاد و الحقوق إلى اللاهوت و الفلسفة و الأخلاق... نقد فلسفة الحق ـ كارل ماركس
أ ترى أخي : اللاهوت و الفلسفة و الأخلاق كلها في سلة واحدة

abou9othoum


jeudi 31 mai 2007


العقل العربي


هل هناك فعلا شيء اسمه العقل العربي ؟ وهل هناك عقل عربي و آخر غير عربي؟ حتى نستطيع الإجابة يجب علينا ان نحدد مفهوم العقل آنذاك نخلص الى الجواب الشافي
اما العقل فهو حسب فلاسفة العلوم
ـالقدرة على التفكير البرهاني
ـالعقل يتعقل الظواهر في نسبيتها
ـالعقل مجبول على الخطأ يبحث في الظواهر بأدوات نسبية
ـالعقل نسبي و معرفته نسبية لذا فهو يعيد و يجدد نفسه باستمرار في الادوات التي صنعها
ـالعقل يتطور بتطور آثاره و هذا يعني ان العقل مكتسب و ليس فطريا
هذه بعض معالم العقل الإنساني البشري الذي نفكر به ؛و الذي بواسطته قطعت الإنسانية أشواطا هامة في ميدان التقدم الحضاري .على أن المتتبع لهذا العقل سيجد انه بدوره قد خضع لعمليات عميقة موازية لما تشهده الإنسانية من تقدم علمي و حضاري.

العقل العربي (تابع





تلكم إذا بعض ملامح العقل البشري الإنساني ’الذي ساعد على انشاء هذه الحضارةالتي في عالمناالعربي ما فتئنا نعيش على استهلاكها متربصين بأهليها.على أننا لو عكسنا تلك الملامح أو ما نسميه اصطلاحا بخصائص او خاصيات العقل, فإننا سنجد نوعا آخر من العقل لا أتمنى صادقا أن يكون هو العقل الذي يصفه متخصصونا العرب بالعقل العربي. هذه الخصائص إن اتصف بها تفكير صار عقيما مستهلكا لفكر وانتاج غيره و إن عمت في مجتمع ما كان عالة علىالحضارةوالمجتمع الانساني



وأما هذه الملامح فاوجزها في الخاصيات التالية

ـ المشاعر الشعورية و اللاشعورية

ـ الفكر والعقل السحري

ـ الحدس الذي هو طريقة لا عقلانية في البحث العقلاني

ـ المخيلة التي تنتج الآداب و الفن

ـ الأهواء و الانفعالات فهده لا تكو ن قوية إلا بقدر ما يكون العقل ضعيفا

ـ اليقين الدوغمائي الأعمى لأنه لايقبل الشك و لا النقاش المتعارض اللذان يشكلان أهم خاصيات العقل واللذان يعتبران عموده الفقري

ـ الرغبة

تلكم هي بعض ضد ملامح و خصائص العقل التي ان اجتمعت تكون ضد العقل و ليس العقل


abou9othoum

إلـــيك أخي في العـــلمانية بنــكريـــشان


بطل العرب

إلى الأخ كريشان



بالأمس , و من خلال ذلك الجهاز العجيب : جهاز التلفزيون, استضفت عندي في بيتي و بين أفراد أسرتي القناة الفضائية العربية. استقبلنا بعفوية المشاهد الذي ينشد الفرحة- مقدم الأخبار الذي كان جهم الوجه, صارم القسمات و هو يؤدي فقرات أخباره. تابعناه جميعنا بنفس التجهم لاسيما أن أخبار هذه الأيام كما تعرف تبعث على كثير من الخيفة و التوجس. لقد أخدنا ضيفي في رحلة جهنمية ,طاف بنا خلالها كثيرا من البؤر الساخنة في العالم. لقد رحل بنا من إيران للبنان ومن أفغانستان إلى العراق في جو كله أسى و أحزان وكان لا يحدّ من سخونة و كهربة الجوّ الذي خلقه من حولنا ضيفي المحترم إلا بعض من فهاهة و صلاته الإشهارية التي تتخلل إلقاء الأخبار. وبينما نحن على هذه الحال، و بعد وصلة إشهارية خفيفة إذ بضيفنا يطلع علينا هده المرة تعلو وجهه ابتسامة عريضة خلتني معها لا أصدق. فالتفتت من حولي لأجد الاندهاش وقد عمّ جميع أفراد أسرتي ترى ما الذي بعث كل هذا الانشراح على وجه ضيفي المحترم .

يتبع
بطل العرب
تتمة
ـ سادتي سيداتي المشاهدين و المشاهدات,إليكم رقما عربيا قياسيا جديدا : لقد إستطاع مواطن في دولة الإمارات العربية أن يحقق بحمد الله و قوته رقما قياسيا عالميا في الأولاد . لقد انجب هذا المواطن اثنين و سبعين ولدا لحد الآن , وتزوج خمس عشرة امرأة و ينوي بعد عمر طوبل إن شاء الله أن يكمل المئة من الأبناء
استوى جميع من في الغرفة قعودا , العيون من محاجرها زائغة , والأفواه فاغرة. ما صدق واحد منهم ما سمع . . .مائة من الأولاد ؟. . . ابتسامة عريضة ؟
ثم يأتي الروبرتاج ليبدّد غيوم المفاجأة
,الرجل بدويّ فوق الستين من العمر , فارع الطول ,يتأبط عكّازا كبيرا, و كأني به مبتور الرجل. طويل ,عريض ذكرتني قامته بقوم عاد وثمود . تطوف به خليّة نحل من الأطفال و الصبيان، قاسمهم المشترك الحرمان و الجوع و الاغتراب .
يجري عليهم وصف الحطيئة لأبناءه قبل أربعة عشر قرنا
حفاة، عراة، ما اغتدوا خبز مًلّة ولا عرفوا للبـًرّ مذ خلقوا طعما
لم أدر متى حطمت جدار الصمت من حولي صارخا :و لماذا ابتسم ضيفي المحترم؟ . . .قهقه الجميع قهقهة ما فتئت أن انقلبت إلى حوقلات و عياذ بالله من الشيطان الرجيم . لم يقف السيناريو ـ أخي كريشان ـ عند هذا الحد بل تخطاه إلى
مساءلة و استجواب البطل المغوار و بحضور بكره الذي لم يقفل بعد ربع قرن.
تزوجت سبعة عشر مرة .زوجاتي من كلّ أنحاء المعمور .لقد تزوجت الإماراتية و الأندونيسية و تزوجت من مصر
و من الهند و باكستان. لدي اثنان و سبعون طفلا و أنتظرأن يرزقني الله بطفلين عما قريب ’ كما أتمنى منه سبحانه و تعالى
أن يرزقني الصحة و طول العمر حتى أتمم مئة ولد إن شاء الله
فبادره صاحب البرنامج سائلا:
ـ هل لك من دخل قار يكفيك لإعالة أبنائك ؟
فأجابه بكثير من الاعتزاز
ـ تساعدني دولة الإمارات بمنحة قدرها ثلاثة آلاف دولارشهريا كما خصصت لي معاشا مقداره سبعة آلاف دولار,أتمنى
لو يمنّـوا عليّ بقطعة أرضية أبني فوقها قرية صغيرة تضمني أنا وأبنائي , وتحمل اسمي
ثم ختم ضيفي المحترم خبره العجيب بابتسامة ثانيةلا تنم إلا عن رضى واعتزاز عميقين بما حققه صاحب الرقم القياسي في الفساد ,بطل العرب في الزواج


abou9othoum








الاثنين، 18 فبراير 2008


Esprit libre

لكم يعز علي تركك وحدك وسط هذا الخضم النـتن الهائج المائج ضدك و ضد المتحررين من أمثالك. و لكم قررت و غير ما مرة أن أؤازرك و أؤيدك، و لكن ما عساي أقول، فمقص الرقابة الذي أجاز لتعليقك القيم النشر على هذه الصفحة المحترمة قد ظن به على تعليقي المتواضع .
أذكر ،أخي المحترم،أني ،ذات يوم صائـف ،برفقة بعض من أصدقائي، قصدنا مدينة مجاورة لمدينتي بغية الاستبضاع . و لما بلغنا منطقة الرادار من مدخل المدينة ، حيث السرعة محدودة ؛ و ما أن توسطنا زحام السيارات، حتى انسلت من جنبنا سيارة رباعية الدفع ، فخمة ضخمة الهيكل .فما كان مني ، أنا ذو السيارة المتواضعة ، إلا أن اقتفيت لها الأثر ...تراوغ فأراوغ ، تعرج أعرج . تسرع فأسرع ، تبطئ أبطئ .
أتدري ، صاح، ماذا حدث ؟... لقد أخطـأها الرادار و أصابني ! يا عجبي!...و لما سألت صاحب البزة المحترمة ؛أن كيف حصل هذا؟... أجابني: لا تسألوا عن أشياء إن .... فسقط عجبي!.
سيدي المحترم ، أهل الهسبريس الكرام
إن ساحتنا الفكرية المغربية ليعتورها كثير من العقم و السقم نتيجة تكالب عدة عوامل عليها . و إن أهمها على الإطلاق انعدام الجرأة الفكرية و انعدام حب التحدي. فالرجال لا تعوز الميدان ، و الأقلام بعدد الرمال .لكن ما ينتج على الساحة ينم عن سبات عميق و بساطة مميتة وسطحية سحيقة، مع الأسف. فلا تحاليل ترقى إلى مستوى العلمية المرجوة، و لا أفكار جريئة من شأنها خلخلة هذا الركود الذي قال عنه الإمام الغزالي
إني رأيت وقوف الماء يفسده إن سال طاب ، و إن لم يسل لم يطب
و إن ما يطبع هذه الساحة لهو نفس ما ينسحب على جميع مياديننا الاقتصادية و الثقافية و الرياضة . و هذه لعمري لأصدق قراءة في نتائج فريقنا الوطني.
abou9othoum




بــلهاء الإيمان


بلهاء الإيمان

حياكم الذي أنفسكم بيده و بياكم و إلى طريق ما فيه خير وطننا العظيم إن كان يهدي لشيء

هداكم

حياكم من به أنتم على العباد تفتخرون،الذي يرزقكم من حيث لا تعلمون، و يعطيكم و يزيدكم من فضله؛ و أنتم لا تعملون.والذي يمددكم بنصره و ملائكته المسومين و غير المسومين و أنتم لا تحاربون. حياكم الذي يطعمكم إن سغبتم و يسقيكم إن عطشتم و يشفيكم إن مرضتم .
أ لا إن أفضل القول لقوله سبحانه و تعالى لكم: أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار.
ألا إني أرى أربابكم لأصبحوا متعددين حتى أضحى منكم من هو عبد صدام و من هو عبد بن لادن و منكم من يتخذ البخاري إلهه و منكم من يخر للقرضاوي الدعي اللذق اللسان ساجدا؛ أإله مع الله؟
ألا إن القرضاوي و بشهادتكم و دعواكم أنتم بلهاء الإيمان؛ الذين ما هم إلا على الناس شهداء و الرسول عليهم شهيدا؛ لحبيب الله، و ناصره، و الداعي الأول و بامتياز في عصرنا هذا إليه. و إنه لبملئ فيه يتشدق و على مرأى من العالم على أن لا شافي و لا عافي إلا هو و أن كل ما يصنع في بلاد الكفر من وضع و وحي الشيطان. أليس كذلك؟ فما بال الرجل يسعى للشفاء عند غير الله ويدعونا نحن للاستمساك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها؟
إن أمثال القرضاوي جزاءهم أن ينفوا من الأرض أو يقتلوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف كما كان يقول لا أن يرحب بهم في أي ارض كانت.و الذين يفترون على الله الكذب و هم يعلمون و يحللون ما حرم الله و رسوله و يحرمون. و الذين يحرفون الكلم عن مواضعه و يزرعون الفتنة بين الناس و يشترون بكلام الله ثمنا قليلا , كل أولئك في هذا الرجل متشاكسون .
أ لا إن الديمقراطية ليست بعاهرة حتى يركبها حسب تعبيركم و يطأها كل لئيم أفاك أثيم في قلبه مرض و زاده الله مرضا.أ لا إن للديمقراطية لأنياب و مخالب و إن شاعركم المتنبي لقال : إذا رأيت أنياب الليث بارزة قلا تظن أن الليث يبتسم
abou9othoum






وا معتصماه
بـخٍ ، بـخٍ ! ما أكثر الصخب و العويل و النعيق من حولك ، أي معتصم ،أيا حبيب.

بـخٍ لـك، ما أضخم خميس المؤمنين خلفك ينتظرون أن يُشفي رب الرحمة صدورهم منك ، و من أهل العلمانية أمثالك، و ينظرون... هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون؟... بـخٍ ، بـخٍ... كم صرت أغبطك على هذه المنزلة المباركة التي نلت يا معتصم، يا حبيب. و التي ما فتئت تزيدك نصرا على كل شانئيك. ألا فلتجازيك السماء و الأرض، و الأنهـار و البحار، و البيع و المعابد، و الكنائس و الصوامع، الخير كل الخير، على العلمانية و أهليها.
ألا إني قد رأيت فيما رأيت أن شرذمة من بهاليل الإيمان قد تطوّقت من حولك يٌهمّون بك و يمكرون. يظنون بك الظنون و يحسبون كل صيحة عليهم، هم العدوّ. فاحذرهم، قاتلهم الله،أنّا يؤفكون.أمّا و أن لـك عليّ حقّ النصيحة و حقّ العتاب فإني لأراك قد فرطت الحرب سلاحها،و أفرغت الحقيبة زادها، إذ نزلت ميدان الوغى، نزول المنتحر.لا سلاح عليه تعوّل
و لا ركن به تحتمي. وكأني بك، لست أنت الذي خبر القوم، سعيهم في المكر. و لست أنت الذي بلوت جدّهم في الكيد، ويكيدون كيدا و اكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا. أو لا تعلم حفظك رب الرحمة أن للعلمانية عليك بدون منّ ولا سلوى حقوق وواجبات. و أن أكبر ما تدين لها به لهو إيمانك بعقلك وتقديسك لنفسك و تكريمك لشخصك و لا أظن أنه يخفى عليك أن هذه السجايا و المكرمات، ما كان للعلمانيين أن يتوفروا عليها، لولا استبحارهم في العلوم بكل أصنافها، و سبرهم أغوار المعرفة بكل أنواعها، و اتجاهاتها؛ مما يزيد بلهاء الإيمان حقدا على حقد و غيضا على غيض.أ لا إن بحر العلم لا قرار له، و أن من يدعي فيه معرفة فقد علم شيئا و غابت عنه أشياء . أ لا إن حق العلمانية عليك الاستزادة من هذا اللج العميق كي تكمُل فيك العزائم، و يقوى سلاحك على المحاجة، و تفلّ سيوف الحاقدين المتربصين. فلتستزدن، رعاك رب الرحمة. و ما أظنك من الكسالى الذين بما أوتوا يقنعون و يحسبون أنهم على شيء أ لا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. ألا إني قد رأيت أن أحقدهم عليك قلبا و أسلطهم عليك لسانا و أخسهم بك نية و أوجسهم منك خيفة صاحبك المنتحل لشخص المدعو أبا ذر الغفاري. أ لا إني قد رأيت أن افجأكما بأشياء و أشياء مما قد انتهى إلى علمي المتواضع عن هذه الشخصية المحيرة في التاريخ . على أن بيننا قراء و قراء وإنا لهؤلاء و هؤلاء كل التقدير و الإجلال نكنّ.و أن بيننا مقص رقابة ما لنا عنه من محيد.فلتــعلم بحق العلمانية عليك و أن صاحبك أكبر العارفين، أن ابن سعد في طبقاته قد أتى على سيدنا أبي ذر الغفاري راويا: أن أبا ذر الغفاري كان رجلا يصيب الطريق، و كان شجاعا يتفرد وحده بقطع الطريق،و يغير على الصرم ـ وهم الجماعة من الناس بأعداد قليلة ـ في عماية الصبح على ظهر فرسه، أو على قدميه،كأنه السبع، فيطرق الحي و يأخذ ما يأخذ،ثم إن الله قذف في قلبه الإسلام. انتهى كلام بن سعد . و لتـعلم أعزك رب الرحمــة، و صاحبك خير العارفين، أن سيدنا أبا ذر قال انه كان في الإسلام رابعا.و انه الذي ما أن انتهى إليه خبر الرجل الذي بمكة ظهر حتى خفّ إليه في غير إبطاء. و ما أن به اختلى صلعم حتى قذف الله في قلبه الإسلام و الإيمان .و لتعلم أنه ما أن نطق بالشهادتين بين يدي نبي الله و حبيبه المصطفى المختار حتى خرج جاهرا بالقول بها في عز سرّيتها. فناله من القوم أخذ وخيم لولا تدخل العباس دونه منبها القوم الذين اجتمعوا عليه . فيقول سيدنا أبو ذر:فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم فقال:ويلكم، أ تقتلون رجلا من غفار و متجركم و ممركم على غفار فاقلعوا عني. هذا ما رواه البخاري عن ابن عباس عن أبي ذر. و لتعلم أن سيدنا أبا ذر بعد هذا الإعجاز العجيب قد قفل إلى أهله عائدا ثم انزوى بهم في مكان يدعى عسفان يتربصون بقوافل قريش ، فكلما أقبلت لهم عير يحملون الطعام ،يعترضهم و يجبرهم على إلقاء أحمالهم فيقول لهم :لا يمس أحدكم شيئا حتى يقول لآ إله إلا الله، فإن هم قالوا أخذوا أحمالهم، أ لا إن لله جنودا لم تروها. ثم إن سيدنا أبا ذر قد لبث بين أهليه فِـرقا من الزمان يفقههم بالدين ويعلمهم أصوله و أحكامه التي لم أفهم بعد من أين كانت تأتيه و هو الذي لم تجمعه بالرجل الذي ظهر ببكة سوى سويعات قلائل.كما أن علماءنا الأجلاء لم يحدثونا عن ان جبريل كان يعرج على غفار بالوحي. فكان هكذا أول و أكبر المتخلفين عن كل جلائل الإسلام و مكرماته.فلم يحضر معجزات نزول الوحي و لم يشارك في أفضال غزوة بدر و لا أحد و لا الخندق و لا حتى تبوك . هذا هو أبو ذر جنذب بن جنادة الغفاري الذي لم يلتحق بالنبي صلعم إلا بعد أن فات ما فات وحدث ما حدث و وقع ما وقع فلا هو من الذين رضي الله عنهم إذ يبايعونك تحت الشجرة و لا هو ممن دب عن الرسول في أحد و لا هو ممن رأوا الآيات يوم الفتح ولا هو ممن شاهد الملائكة المسومين. و مع هذا، و رغم كل هذا فقد استحق الرجل لقب الصحابي الجليل. ولله جنود السماوات و الأرض و لكن المنافقين لا يفقهون.و لتعـلم أعـزك رب الرحمة أن الرجل لم يستطع الاندماج في المجتمع النبوي المثالي الذي هيأ له الرسول الأكرم أسباب النجاح بعناية الرحمن. إذ منذ أن قدِمه في جماعة بني قومه و جيران لهم يدعون اسلم، فقالوا يا رسول الله إخوتنا،نسلم على الذي أسلموا عليه، فأسلموا فقٌال صلعم:غفار غفر الله لها و أسلم سالمها الله، لم يلبث فيه حينا حتى التحق النبي بربه. فكان أول الرافضين لبيعة ابن أبي قحافة الصديق إلا أنه ما لبث أن هدأ و استكان في عشرية عمر أمير المؤمنين ليعاود رفضه وشذوذه عن المجتمع النبوي زمن عثمان بن عفان.أيعقل أن يأنف امرؤ هكذا من مجتمع كوّنه النبي الكريم بالإلهام الرباني و حفّه الإله بالرعاية و زانه بالآيات أم لحاجة في نفس يعقوب ما قضاها.‘عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن حجيرة الأكبر،عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله أ لا تستعملني فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف و إنها أمانة و إنها يوم القيامة خزي و ندامة إلا من أخذها بحقها و أدى الذي عليه فيها ،رواه مسلم. هذا هو أبو ذر الرجل الخفي المحير الذي لم يشهد مناقب الإسلام و لم يلحق بمواكب الفتح و لم يعجبه المجتمع النبوي الذي بدوره لم يعجَب بالرجل و لم يقبل به نبيا آخر بل مضى عكس ما يدعوه إليه نحو التمدن و التحضر والتقدم .
فليرحم رب الرحمة أبا ذر بن جنذب بن جنادة بما رحم به سيدنا و مولانا كعبا الأخبار و ليجازه عنا وعن الإسلام بما جازى أهل البيت الأخيار، فعن أبي حرب بن أبي الأسود قال سمعت رسول الله يقول:ما أقلت الغبراء و لا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر ،رواه الإمام أحمد. و عنه كان يقول صلعم رحم الله أبا ذر يمشي وحده و يموت وحده و يبعث يوم القيامة وحده...فيا سعده و يا فرحه
و الآن الآن، أنبئنا بحق العلمانية عليك عن أوجه التشابه بين صاحبك أبي ضر القندهاري و سيدنا أبي ذر الغفاري و عن سرّ انتحاله شخصيته و تقمصه اسمه؛ على أن لا تلتنا من أمره شيئا. فإنا لنراه بك شغوفا، و بسبّك و لعنك ولوعا.ألا إن القوم أصل الفجور، تسعة رهط يفسدون في الأرض و لا يصلحون. أ لا إن العلمانية مجموع ما أنتجه المجتمع البشري الإنساني ومجموع ما أجمع عليه البشر من القيم و الأخلاق و أن الجــمع بينها و بين البغي و الشذوذ الجنسي مروق عن العقل . ألا إن العلمانية لتقدس و تعظم الإنسان قويه و ضعيفه ، صحيحه و عليله، و ليس الإنسان من يقدسها .و أن الشذوذ بكل أشكاله و ألوانه طبيعة الإنسان الحر الأبي، فطرة الله ـ فاطر السماوات والأرض ـ التي فطر الناس عليها و لن تجد لسنة الله تحويلا . ألا إن العلمانية لتعترف بالشذوذ الجنسي اعترافها بحقوق الإنسان المتصف به عليها.قاصدة كشف المستور و المسكوت عنه بغية وضعه على أهل العلاج ممن يستطيعون استقصاء أسبابه و تشخيص علله واستنباط طرق استئصاله. أ لا إن هذا لهو ما يحزّ في نفوس الذين في قلوبهم مرض الذين اتخذوا أصحاب الظاهرة فيئا خالصا لهم، يستغلون ضعفهم و يمتهنون كرامتهم. ألا قبحوا من قوم وخسئت أعمالهم.
و أخيرا وليس بآخر أدعوك بحق العلمانية عليك و العلمانيين إلى إعادة قراءة القرآن الكريم والسيرة العطرة و السنة النبوية الشريفة معززا بالتاريخ و الآداب و الفلسفة و لا تنس المنطق فإنه من لم يقرإ المنطق لا يدخل علينا

أبــــو قـــــــــــــــــثم