التحريف المبين بشهادة الأقربين
الجزء الثاني ـ شهادات الخلفاء الراشدين
بعدما استعرضنا شهادات أقرب المقربين من النبي ، أمهات المؤمنين،في مسألة التصرف في القرآن زيادة و نقصا، و تحريفا و تدليسا؛ سنعوج الليلة على أهم المقربين المستفيدين من الحركة المحمدية ،ورثة حكمه و خلفاء عهده و مؤسسي دولته ، ول نبدأ بالفاروق الذي لو كان نبي بعد محمد لكان عمر الذي أجرى الله العدل على يده و القرآن على لسانه
فلقد أخرج السيوطي عن عمر بن الخطاب أنه قال:
كنا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم. ثم قال لزيد: أ كذلك يا زيد؟ قال نعم. راجع الإتقان 2/25.
و أخرج المتقي الهندي عن بجاله قال:
مر عمر بن الخطاب بغلام وهو يقرأ في المصحف{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم، وهو أب لهم}..
منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد2/43 وكنز العمال 2/569 رقم الحديث 4746.
كما أخرج الطبراني عن عمر مرفوعاً :
" القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابراً محتسبًا كان له بكل حرف زوجة من الحور "،
مجمع الزوائد 7/163 الدر المنثور 6/422 الإتقان 2/7
و أخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة ابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن خرشة بن الحر قال :
رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ}(الجمعة/9). فقال:
من أملى عليك هذا ؟ قلت :
أبي بن كعب . قال :
إن أبيا أقرؤنا للمنسوخ قرأها ( فامضوا إلى ذكر الل).
و أخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال :
قيل لعمر أن أبيا يقرأ {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}(الجمعة/9). قال عمر :
أبي أعلمنا بالمنسوخ ، وكان يقرؤها ( فامضوا إلى ذكر الله) ".
الدر المنثور 6/216 .
حدثنا معاذ بن شبة بن عبيدة قال :
حدثني أبي عن أبيه عن الحسن :
قرأ عمر (رض) : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان ) فقال أبي {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ }(التوبة/100) فقال عمر:والسابقون الأولون من المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان) وقال عمر :
أشهد أن الله أنزلـها هكذا ، فقال أبي:
أشهد أن الله أنزلها هكذا ، ولم يؤامر فيه الخطاب ولا ابنه ".
تاريخ المدينة 2/709 والدر المنثور 2/269 تفسير ابن كثير 2/398و بعد عمر الفاروق نجد أن لعثمان أقواله في هذا الباب و نستعرض منها ما يلي
قال عثمان:
كان رسول الله تنزل عليه السور ذوات العدد, فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا, وكانت الأنفال من أوائل ما نزل في المدينة, وكانت براءة من آخر القرآن نزولا, وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها, فقبض رسول الله ولم يبين لنا أنها منها, فمن اجل ذلك قرنت بينهما, ولم اكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" ووضعتهما في السبع الطول"
(هذا دليل على أن ترتيب الأنفال و براءة كان باجتهاد عثمان بن عفان حيث نسب ذلك إلى نفسه.)
الإتقان 1/62 -83 وتاريخ المصاحف 122.
ومن أدلة ذلك أيضا حديثه مع ابن عباس:
روى عن ابن عباس انه قال لعثمان:
ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني ، وإلى براءة وهي من المئين ، فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما "بسم الله الرحمن الرحيم" ووضعتموها في السبع الطول؟
كما أن لعلي نصيب وافر من الشهادات في هذا الباب نكتفي منها بما يلي:
عن عكرمة قال :
لما كان بعد بيعة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب في بيته ، فقيل لأبي بكر :
قد كره بيعتك فأرسل إليه فقال :
أكرهت بيعتي ؟ قال :
لا والله قال أبو بكر : وما أقعدك عني ؟ قال :
رأيت كتاب الله يزاد فيه فحدثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلا للصلاة حتى أجمعه. الإتقان 1/77 . شرح ابن أبي الحديد 1: 27، أنساب الأشراف 1 : 587 ، الطبقات الكبرى 2 : 338 ، مناهل العرفان 1 : 247 ، كنز العمال 2 : 588 .
و أخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قيس بن عباد قال قرأت على علي -عليه السلام -{وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ}(الواقعة/29). فقال علي :
ما بال الطلح ! أما تقرأ { طَلْعٌ } ؟ ثم قال :
{طَلْعٌ نَضِيدٌ} ق/1). فقيل له :
يا أمير المؤمنين أنـحكها من المصاحف ؟ فقال
: لا يهاج القرآن اليوم ".
الدر المنثور 6/157 تفسير الطبري 27/104
وقال ابن عبد البر في التمهيد :" وأما (وطلع منضود) فقرأ به علي بن أبي طالب وجعفر بن محمد وروي ذلك عن علي بن أبي طالب من وجوه صحاح متواترة ، منها ما رواه يحيى بن آدم قال أنبأنا يحيى بن أبي زائدة عن مجاهد عن الشعبي عن قيس بن عبد الله وهو عم الشعبي عن علي : أن رجلا قرأ عليه {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} فقال علي : إنما هو ( وطلع منضود ) ! قال : فقال الرجل : أفلا تغيرها ؟! فقال علي : لا ينبغي للقرآن أن يهاج ".التمهيد لابن عبد البر
أبو قثم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق