الطّامة الكبرى على رأس فنّان المضيرة
لقد درج الدّارسون و المدعوذون و مُعمّموا النّصب و الاحتيال على اعتبار سيّدنا فنّان المضيرة صحابيّا ، اعتمادا على العديد من الخرافات و الكاريكاتيرات التي أنشأها و رواها هو نفسه ،كما بيّنّا في الحلقات السابقة . إلاّ أن تلك الرّوايات عوض أن تؤكد صحبته للرسول فقد أثارت حولها العديد من الشبهات. و هذا ما يدفع إلى المزيد من إعادة النظر و التمحيص و التدقيق أكثر
يروي الذّهبي في سيره عن الوليد بن رباح قائلا:
سمعت أبا هريرة يقول لمروان : و الله ما أنت وال ، و إنّ الوالي لغيرُك ، فدعه ـ يعني : حين أرادوا دفن الحسين بن علي مع رسول الله (ص) ـ و لكنّك تدخل فيما لا يعنيك ؛ إنما تريد بها إرضاء الغائب ـ يعني معاويةـ
فأقبل عليه مروان مغضبا ، و قال :يا أبا هريرة إنّ النّاس قد قالوا : أكثر الحديث عن رسول الله (ص) ! و إنّما قدم قبل وفاته يسيراً . فقال : قدمت ، والله،و رسول الله (ص) بخيبر ، و أنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات ، و أقمت معه حتى توفي ، أدور معه في بيوت نسائه ، و أخدمه ،و أغزو و أحج معه ، و أصلّي خلْفه ، فكنت و الله أعلم النّاس بحديثه
سير أعلام النبلاء ، الذهبي ج2 ص605
و يروي الذهبي كذلك و لكن هذه المرّة عن عمير بن هانئ العنسي عن أبي هريرة قال:
اللهم لا تدركني سنة ستين ، فتوفي فيها أو قبلها بسنة
قال الواقدي:
كان ينزل ذا الخليفة و له دار فيها تصدّق بها على مواليه و مات سنة تسع و خمسين و له ثمان و سبعون سنة، و هو صلّى على عائشة في رمضان سنة ثمان و خمسين ، قال و هو صلّى على أمّ سلمة في شوال سنة تسع و خمسين
نفس الجزء من نفس المصدر أعلاه ص626
يتبين تبعا لهذه الرّوايات أن فنّاننا إنما أسلم بعد الثلاثين من عمره بسنوات، أي بين الثلاث و الثلاثين و التسع و الثلاثين من عمره ، و كانت وفاته على عمر ثمان و سبعين سنة. و عليه ، فإنّ المدّة بين إسلامه و وفاته تتراوح ما بين خمس و أربعين و تسع و ثلاثين سنة.
و بما أنّ الرّوايات الأخرى تحدّد سنة وفاته فيما بين سنة سبع و خمسين و سنة ستين ، فإنّنا إذا نقصنا من هذه الأخيرة تلك المدّة بين إسلامه و وفاته و التي تتراوح بين خمس و أربعين و تسع و ثلاثين فإننا سنجد أن الرّجل لم يسلم إلا بعد وفاة النبي بما يزيد عن السنة و قد يصل إلى عشر. بمعنى أنه إنما أسلم في الفترة الممتدّة بين السنة الثانية عشرة و الحادية و العشرين للهجرة
أمّا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الرّواية المحدّدة لعمره عند وفاته بثمان و سبعين سنة قد حدّدت سنة الوفاة بتسع و خمسين للهجرة ، فإننا نضيق دائرة الاحتمال بأربع سنوات ، مما سيفيد أن فنّاننا إنما أسلم بين السنة الرابعة عشر و السنة العشرين من الهجرة
و عليه فإن فنّان المصيرة قد أسلم في خلافة عمر و ليس قبلها
فماذا إذا عن صحبته للرسول و خدمته له على ملئ بطنه؟
هنا تطالعنا أحاديث لا أدري كيف انفلتت لفنّاننا ،و لعلّها لمن أكبر دواعي الانتباه إلى سذاجته. ذلك أنها أحاديث تطابق تلك التي أوردناها و يدّعي فيها صحبته للنبي و خدمته له على ملئ بطنه
روى ابن ماجّة بسنده لأبي هريرة قال:
نشأت يتيما و هاجرت مسكينا و كنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني و عقبة رجلي ، أحطب لهم إذا نزلوا ، و أحدوا لهم إذا ركبوا ، فالحمد لله الذي جعل الدّين قواما و جعل أبا هريرة إماما.
سير ابن ماجّة ، كتاب الأحكام ، ح 2436
و روى ابن سعد في طبقاته عن أبي هريرة قال:
بخ بخ يتمخّط أبو هريرة في الكتّان ، لقد رأيتني أخرّ فيما بين منبر رسول الله (ص) و حجرة عائشة؛ و يجيء الجائي يرى أنّ بي جنونا و ما بي إلاّ الجوع ، و لقد رأيتني و إنّي لأجير لابن عفّان و ابنة غزوان بطعام بطني و عقبة رجلي ، أسوق بهم إذا ارتحلوا و أخدمهم إذا نزلوا ، فقالت يوما لَتَرِدَنَّهُ حافيا و لَتركَبَنَّه قائما ، قال فزوّجنيها الله بعد ذلك ، فقلت لتردِنّه حافيةً و لَترْكبِنَّه قائمة
ج4 طبقات ابن سعد ص 326
أما أبو نعيم في حليته فيروي عن أبي هريرة أنه قال:
نشأت يتيما ، و هاجرت مسكينا ن و كنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني و عقية رجلي أحدو بهم إذا ركبوا و أحطب إذا نزلوا ، فالحمد لله الذب جعل الدين قواما و أبو هريرة إماما
ج1 حلية الأولياء لأبي نعيم ص379
و تعجّ كتب التاريخ و التراجم بكثير من مثل هذه الرّوايات التي تبين أن فنّان المضيرة كان أول أمره أجيرا عند آل عفّان على ملء بطنه يحدو لهم إذا ركبوا و يحطب لهم إذا نزلوا ، و لم يكن ملازما للرّسول يحضر إذا غابوا و يحفظ إذا نسوا. و لم يكن له يعتكف في المسجد لسماع حديث النبيّ ، و أنّى له الجمع بين الاعتكاف و الإجارة في بيت عفّان؟ و إلاّ فهل كان يترك إجارته في بيت عفّان و يتجه إلى المسجد كي يسمع ما لم يسمعه المهاجرون و الأنصار؟
أم أنّ هذه الخدمة و الإجارة كانت بعد وفاة النبي و ملازمته له ؟ الشيء الذي لم تذكره هذه الروايات و إنما ذكرت أنه نشأ يتيما و هاجر مسكينا و عمل أجيرا لابن عفان و ابنة غزوان
الطامّة الكبرى حاقت بأبي هريرة فلا هو أسلم في زمن النبي إنما بعد وفاته بسنة على أقل تقدير و لا هو صاحب النبي و لازمه و قام على خدمته لأنه كان أجيرا على ملء بطنه عند آل عفان
فلماذا يا ترى تجرأ فنّاننا على الكذب على النبي و هو يعلم أنه قد توعّد الكاذب عنه بالويل و الثبور؟؟!
حدثنا شريك بن عبد الله عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النّار
لماذا استهان فناننا بهذا الحديث و هو أكبر المحدثين ؟
أ لأنه لا يخاف النّار؟ أم لأنه يستقلّ ويستصغر محمّدا و يحتقره و يستهزئ بنبوّته؟ أم لأنه لا يؤمن لا بالله و لا بالدّين و لا بمحمّد و لا باليوم الآخر؟
أسئلة سوف نستشف لها الأجوبة من خلال صحبتنا لفنان المضيرة في سيرته مع بني أمية في القادم من الهريريات
و إلى طامّة كبرى أخرى
أبو قثم
لقد درج الدّارسون و المدعوذون و مُعمّموا النّصب و الاحتيال على اعتبار سيّدنا فنّان المضيرة صحابيّا ، اعتمادا على العديد من الخرافات و الكاريكاتيرات التي أنشأها و رواها هو نفسه ،كما بيّنّا في الحلقات السابقة . إلاّ أن تلك الرّوايات عوض أن تؤكد صحبته للرسول فقد أثارت حولها العديد من الشبهات. و هذا ما يدفع إلى المزيد من إعادة النظر و التمحيص و التدقيق أكثر
يروي الذّهبي في سيره عن الوليد بن رباح قائلا:
سمعت أبا هريرة يقول لمروان : و الله ما أنت وال ، و إنّ الوالي لغيرُك ، فدعه ـ يعني : حين أرادوا دفن الحسين بن علي مع رسول الله (ص) ـ و لكنّك تدخل فيما لا يعنيك ؛ إنما تريد بها إرضاء الغائب ـ يعني معاويةـ
فأقبل عليه مروان مغضبا ، و قال :يا أبا هريرة إنّ النّاس قد قالوا : أكثر الحديث عن رسول الله (ص) ! و إنّما قدم قبل وفاته يسيراً . فقال : قدمت ، والله،و رسول الله (ص) بخيبر ، و أنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات ، و أقمت معه حتى توفي ، أدور معه في بيوت نسائه ، و أخدمه ،و أغزو و أحج معه ، و أصلّي خلْفه ، فكنت و الله أعلم النّاس بحديثه
سير أعلام النبلاء ، الذهبي ج2 ص605
و يروي الذهبي كذلك و لكن هذه المرّة عن عمير بن هانئ العنسي عن أبي هريرة قال:
اللهم لا تدركني سنة ستين ، فتوفي فيها أو قبلها بسنة
قال الواقدي:
كان ينزل ذا الخليفة و له دار فيها تصدّق بها على مواليه و مات سنة تسع و خمسين و له ثمان و سبعون سنة، و هو صلّى على عائشة في رمضان سنة ثمان و خمسين ، قال و هو صلّى على أمّ سلمة في شوال سنة تسع و خمسين
نفس الجزء من نفس المصدر أعلاه ص626
يتبين تبعا لهذه الرّوايات أن فنّاننا إنما أسلم بعد الثلاثين من عمره بسنوات، أي بين الثلاث و الثلاثين و التسع و الثلاثين من عمره ، و كانت وفاته على عمر ثمان و سبعين سنة. و عليه ، فإنّ المدّة بين إسلامه و وفاته تتراوح ما بين خمس و أربعين و تسع و ثلاثين سنة.
و بما أنّ الرّوايات الأخرى تحدّد سنة وفاته فيما بين سنة سبع و خمسين و سنة ستين ، فإنّنا إذا نقصنا من هذه الأخيرة تلك المدّة بين إسلامه و وفاته و التي تتراوح بين خمس و أربعين و تسع و ثلاثين فإننا سنجد أن الرّجل لم يسلم إلا بعد وفاة النبي بما يزيد عن السنة و قد يصل إلى عشر. بمعنى أنه إنما أسلم في الفترة الممتدّة بين السنة الثانية عشرة و الحادية و العشرين للهجرة
أمّا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الرّواية المحدّدة لعمره عند وفاته بثمان و سبعين سنة قد حدّدت سنة الوفاة بتسع و خمسين للهجرة ، فإننا نضيق دائرة الاحتمال بأربع سنوات ، مما سيفيد أن فنّاننا إنما أسلم بين السنة الرابعة عشر و السنة العشرين من الهجرة
و عليه فإن فنّان المصيرة قد أسلم في خلافة عمر و ليس قبلها
فماذا إذا عن صحبته للرسول و خدمته له على ملئ بطنه؟
هنا تطالعنا أحاديث لا أدري كيف انفلتت لفنّاننا ،و لعلّها لمن أكبر دواعي الانتباه إلى سذاجته. ذلك أنها أحاديث تطابق تلك التي أوردناها و يدّعي فيها صحبته للنبي و خدمته له على ملئ بطنه
روى ابن ماجّة بسنده لأبي هريرة قال:
نشأت يتيما و هاجرت مسكينا و كنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني و عقبة رجلي ، أحطب لهم إذا نزلوا ، و أحدوا لهم إذا ركبوا ، فالحمد لله الذي جعل الدّين قواما و جعل أبا هريرة إماما.
سير ابن ماجّة ، كتاب الأحكام ، ح 2436
و روى ابن سعد في طبقاته عن أبي هريرة قال:
بخ بخ يتمخّط أبو هريرة في الكتّان ، لقد رأيتني أخرّ فيما بين منبر رسول الله (ص) و حجرة عائشة؛ و يجيء الجائي يرى أنّ بي جنونا و ما بي إلاّ الجوع ، و لقد رأيتني و إنّي لأجير لابن عفّان و ابنة غزوان بطعام بطني و عقبة رجلي ، أسوق بهم إذا ارتحلوا و أخدمهم إذا نزلوا ، فقالت يوما لَتَرِدَنَّهُ حافيا و لَتركَبَنَّه قائما ، قال فزوّجنيها الله بعد ذلك ، فقلت لتردِنّه حافيةً و لَترْكبِنَّه قائمة
ج4 طبقات ابن سعد ص 326
أما أبو نعيم في حليته فيروي عن أبي هريرة أنه قال:
نشأت يتيما ، و هاجرت مسكينا ن و كنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني و عقية رجلي أحدو بهم إذا ركبوا و أحطب إذا نزلوا ، فالحمد لله الذب جعل الدين قواما و أبو هريرة إماما
ج1 حلية الأولياء لأبي نعيم ص379
و تعجّ كتب التاريخ و التراجم بكثير من مثل هذه الرّوايات التي تبين أن فنّان المضيرة كان أول أمره أجيرا عند آل عفّان على ملء بطنه يحدو لهم إذا ركبوا و يحطب لهم إذا نزلوا ، و لم يكن ملازما للرّسول يحضر إذا غابوا و يحفظ إذا نسوا. و لم يكن له يعتكف في المسجد لسماع حديث النبيّ ، و أنّى له الجمع بين الاعتكاف و الإجارة في بيت عفّان؟ و إلاّ فهل كان يترك إجارته في بيت عفّان و يتجه إلى المسجد كي يسمع ما لم يسمعه المهاجرون و الأنصار؟
أم أنّ هذه الخدمة و الإجارة كانت بعد وفاة النبي و ملازمته له ؟ الشيء الذي لم تذكره هذه الروايات و إنما ذكرت أنه نشأ يتيما و هاجر مسكينا و عمل أجيرا لابن عفان و ابنة غزوان
الطامّة الكبرى حاقت بأبي هريرة فلا هو أسلم في زمن النبي إنما بعد وفاته بسنة على أقل تقدير و لا هو صاحب النبي و لازمه و قام على خدمته لأنه كان أجيرا على ملء بطنه عند آل عفان
فلماذا يا ترى تجرأ فنّاننا على الكذب على النبي و هو يعلم أنه قد توعّد الكاذب عنه بالويل و الثبور؟؟!
حدثنا شريك بن عبد الله عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النّار
لماذا استهان فناننا بهذا الحديث و هو أكبر المحدثين ؟
أ لأنه لا يخاف النّار؟ أم لأنه يستقلّ ويستصغر محمّدا و يحتقره و يستهزئ بنبوّته؟ أم لأنه لا يؤمن لا بالله و لا بالدّين و لا بمحمّد و لا باليوم الآخر؟
أسئلة سوف نستشف لها الأجوبة من خلال صحبتنا لفنان المضيرة في سيرته مع بني أمية في القادم من الهريريات
و إلى طامّة كبرى أخرى
أبو قثم
هناك تعليقان (2):
العزيز أبو قثم
استمر واكشف لنا كذب الكاذبين من أتباع محمد
بوست رائع
والعقل المستعان
بن عقل
الكويت
أعزّك العقل با ابن غقل
بوركت أيا محترم
أبو قثم
إرسال تعليق