الشعب يريد
إسقاط النظام
هذا يعني
أن
الشعب يريد
إقامة الفوضى
لأن ضد
النظام هو الفوضى
وبما أن
الشعب عندما يُسقط النظام فإنه يعوضه بحكم الإسلام
فهذا يعني
بالضرورة
أن الإسلام
يطابق الفوضى
أو أن
الإسلام نفسه هو الفوضى عينها
فهل هذا
صحيح
محمد من
خلال سيرته الشريفة يتضح أنه في شبابه استطاع أن يستقطب حوله جماعة من أقرانه الشبان المتصعلكين العاقين الخارجين عن الطاعة
و القانون و أصحاب السوابق أمثال سعد بن أبي وقاص أول قاتل في الإسلام. فخرج بهم
على قومه و أعانه على ذلك صعاليك الأوس و الخزرج و كل قطاع الطرق المشتتين في
الأصقاع أمثال أبي ذر الغفاري.فأحالوا أمن الجزيرة خوفا ،و غنى العرب فقرا و
استقرارهم شتاتا، و علوم الأقوام جهلا ، و الحضارات من حولهم خرابا. شعارهم في ذلك
الأمر بالمعروف و انهي عن المنكر، الذي تبرر به المنظمات و الهيئات و الجمعيات
الإسلامية من أمثال القاعدة و الإخوان و حزب الله إرهابها و حقها الإلهي في التحكم
في رقاب الناس.أما سياستهم ، فكانت التجويع و التفقير و التهجير و التجهيل و
التسلط و التوسع على حساب الغير. تلكم هي الفوضى المطلقة التي استنها الإسلام و قنّنها
و جعلها رخصة تبيح لكل من اتصف بها القتل و الترهيب و الفساد في الأرض.فالزنج و
بنو قرمط و المغول و التتر و معاوية و الحجاج و السفاح و عبد الله آل ياسين و ابن
تومرت، كلهم أفسدوا في الأرض باسم الإسلام الذي وجدوا فيه المؤيد لهم و المشرع لهدمهم
و خرابهم. فأي نظام تنتظر أن يأتيك به الصعاليك و قطاع الطرق؟ إن فاقد الشيء لا
يعطيه.و من شبّت نفسه على الدناءة و الحقد و العداء و الكره لا يصبح مصلحا و لا يؤسس نظاما ،إنما
يأتيك بكل فنون القهر و ألوان القمع و أنماط الفوضى العارمة التي تؤسس للظروف
المناسبة لتسلطه على الرقاب.إن الإسلام هو اللانظام و أينما انعدم النظام حل الإسلام.و
له>ذا ينعت الوهابيون و المتطرفون و المتأسلمون وكل من ذهب مذاهبهم، النظم القائمة
في دول المسلمين بالجاهلية. لأن الجزيرة في حقيقة الأمر، إبان ما يسمى بعصر
الجاهلية كانت شعوبا و قبائل يعمها النظام و الأمن و الأمان و تحكمها الأعراف و
القوانين .و لما جاء محمد ببلاطجته كما يقول أهل اليمن شرّع فيها الخوف و الترويع
و استباحها لأتباعه و مريديه،فحل فيها الخراب و الهدم و عدم الاستقرار و الحرب ، إلى
أن أفِلت نجومها و اندثرت معالمها.و اليوم ها هي ذي تونس عندما كانت ترفل في نعيم
الأمن و الطمأنينة و الجد و الإنتاج كان أصحاب النفوس الخبيثة يرمون نظامها
بالجاهلية، و بعد أن أطاحوا برجالاته و أساطينه ها هي الفوضى أصبحت تدب بينهم و ها
هو الخراب يدنو منهم و ها هم أصبحوا جماعات و قبائل تتناحر و تتقاتل.و في الأخير
يأتي المرزوقي ليقول إن الحكم الإسلامي ليس ضد الديمقراطية إنما هو تشريف لها.و
يوضح قائلا بأن حكومة إسلامية في ظل نظام ديمقراطي هو شرف للديمقراطية.فهل تتشرف
الديمقراطية بحكم الله للشعب أم هي تتشرف بحكم الشعب لنفسه بنفسه؟؟. عهدي
بالديمقراطية و الإسلام أنهما نقيضان لا يجتمعان.و أن الديمقراطية دين البناء و
الخلق و الإبداع و أن الإسلام إيديولوجية الهدم و التخريب و الإتباع.فكيف يمكن
الجمع بين هذين المتباينين المتناقضين في نفس المجتمع؟؟ ألا تكفي أخانا المرزوقي
تجربة خمسين سنة من محاولات التأليف بين الأصالة و المعاصرة و الثابت و المتحول و
العقل و النقل؟؟؟أ لم تكن كلها تجارب خاسرة؟
إذا قال
المسلمون الشعب يريد إسقاط النظام فهم على حق
لأن الإسلام
نقيض النظام، لا يعيش ولا يترعرع إلا في
عدم النظام
و لهذا قال
عنه صاحبه و مؤسسه
ولد
الإسلام غريبا و سيبقى غريبا
غريبا عن
طبيعة الإنسان التي لا تقبل الفوضى و لا الفراغ...
أبو نبي
البلاطجة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق