الأربعاء، 13 أغسطس 2008

أزمة العقل العربي أنه يتقاذفه تياران جاهلان يدعيان الوصاية عليه تيار الإسلاميين المتخلفين و تيار المتأسلمين الفاشلين أمثال صاحب الرأي الآخر في هذه الحلقة.فالعروبيون القومجيون الذين استبدوا بالحكم في بعض أقطار الشرق العربي باسم أسلمة و تعريب العلمانية و المعاصرة، لم يفلحوا في إنتاج النموذج المثالي الذي باتوا يطبلون له دهورا. و باءت كل جهودهم بالفشل الذريع.فما أنتجوا علمانية عربية، و لا بنوا وطنا عربيا، و لا رموا يهودا في البحر، و لا أقاموا كيانا فلسطينيا...ذلك أن كل الأعمال بالنيات.. و أن لكل امرئ من دهره ما نوى... مثلهم في ذلك مثل ديكتاتوريات جزيرة الرمال المتسربلة بفتاوى محترفي صنعة الكذب و محرفي الكلم الطيب عن مواضعه، الذين قاوموا العلم بالأسطورة و التفتح بالعنصرية ،فما أفلحوا إلا في أن زادوا شعوبهم جهلا على جهالتهم ، و تخلفا على تأخرهم.

مسلسل نور صاحب الضجة الكبرى، تقول الفنانة لورا، مسلسل لا يستحق كل ما يثار حوله من مشاكل فهو ليس إلا عملا فنيا بسيطا لا يحمل معاني تجعل منه عملا يستهدف أسس أو أركان أي مجتمع كان

.فموضوعه بسيط و خيالي و لا صلة له البتة بالواقع. لكن الحقيقة تقول عكس هذا تماما.فالمسلسل و إن كان تافها ظاهريا؛ إلا أنه و كجميع الأعمال التي تستحق أن تدعى فنية؛ يحمل في طياته بشرى تجربة إنسانية تكللت بالنجاح، و أصبحت جاهزة للتصدير خارج حدودها .تلك هي التجربة العلمانية التركية التي يروج لمدى نجاحها المسلسل ، و يروج لمدى قابليتها للتصدير للمجتمعات العربية المجاورة المتعطشة إلى التحرر و الانعتاق. هذا النموذج على علاته لم تستطع الدول التقدمية العربية و لا البترولية أن تأتي مثله و لا أحسن و لا أقل منه. بل باءت كل تجاربها النفاقية بالفشل .و اليوم عوض أن تعترف بقصورها و محدودية مردوديتها؛ و تقر بأحقية النموذج التركي و بفضله على الإنسان المسلم في ذلك البلد؛ تقابل كل ريح تركية بالاستهجان و العدوان و الكره حسدا من عندها.

هذا ما عبر عنه ضيف الدكتور القاسم المتفتح الذي لم يفلت لا صغيرة و لا كبيرة في المسلسل إلا و شاهدها مع أبنائه و بناته و علق عليها و في نفس الوقت يمنعنا نحن و نساءنا و بناتنا و أبناءنا من الاقتراب منه ؛ لأننا نحن العرب جميعا ليس لنا نفس ما يتمتع به هو و أهله من حصانة و مناعة ضد التيارات الواردة علينا . أ ليس هذا هو الاستحمار و الاستغفال و الاستهزاء بالأذقان؟. و العجيب أنه و رغم ضخامة جمجمته و صعصعة حنجرته لم يشذ في أقواله عن أقوال تلك الرويسات القزمة التي تحتاج العمائم لتظهر في شكل رؤوس بشرية.تلك الرؤوس التي تسارع كلما اشتدت عليها الأمور إلى أشق طريق جعلها الله طريق التحريم و التكفير.معبرة عن عجزها و عدم قدرتها على مواجهة أي فكر ناجح.

ما يحدث مع كل الأسف مع تركيا و نموذجها العلماني الناجح هو نفس الموقف الذي يتخذه العرب من إيران و نظامها الثيوقراطي الديني الذي رغم الكيد له استطاع أن يحقق لنفسه مكانة و قوة ونفوذا على حساب الدول المتخاذلة المتشدقة بالكمال و الجاه و المال و الحظوة الحسنة.فما كان منهم إلا أن أطلقوا حملتهم المسعورة المتمثلة في مقاومة المدّ الشيعيّ المزعوم.

من يقرأ تاريخ بلاد و شعب الرمال يجد أن حالهم لم يتغير عبر الأحقاب و الأجيال، فهم في عصر القرآن الأعراب الأشد كفرا و نفاقا ، و هم في عصر الأقمار الأعراب الأشد حقدا و عداء.

أبـــــــــو قــــــــــثم

ليست هناك تعليقات: