الأربعاء، 13 أغسطس 2008

قراءة أخرى

إذا كان هناك فعلا من اغتال محمدا الرسول (ص) بالمعنى المجازي للكلمة ؛فهم الشيعة الروافض. أما السنة النواصب فقد ألهوه و لولا أنه حرم عليهم التماثيل ،و عبادة الأحجار لجعلوه صنما.
لا تخلو ثقافات شعوب الأرض جميعها من الخرافات و الأساطير. فالأسطورة غالبا ما تشكل العمود الفقري لشخصية الجماعة أو المجتمع الذي يعتقد بها . كما أنه حيثما عمّت نفس الأسطورة تجد نفس القوم . و حيثما توسّع نفس القوم عمت نفس الأسطورة.و الأسطورة نوعان:أسطورة بناءة، تضع القيمة في الفرد و تأله كرامته و تحترم حقوقه و تقدس حريته؛و أسطورة هدامة، تنزع القيمة من الفرد و تضعها في الجماعة داسّة على كرامته غير عابئة بحقوقه و متلاعبة بإنسانيته.أما أساطير النواصب السنة و الروافض الشيعة، فتندرج مع الأسف ضمن النوع الثاني من الأساطير.
أساطير الشيعة و السنة محملة بالعداء المتبادل بين العرب و الفرس.هذا العداء الذي في أصله يمتد إلى حقب موغلة في القدم لم يزده الإسلام إلا اتقادا. و أسطورة الإمام المنتظر، المسيحية الأصل، و الذي ينتظره الشيعة عند السرداب، هي رمز الاستقلال الأبدي للفرس و بني ساسان عن النفوذ العربي القرشي؛ الذي هو أساس الأساطير العروبية المتسربلة بخرق السنة الرثة البالية. فالذي في السرداب في الحقيقة هو ذلك القرشي الذي يفرضه السنة على المسلمين في كل زمان و مكان حاكما باسم الله و خليفة لرسوله.
على أن قول الشيعة الخطير بأن محمدا لم يتم رسالته و أنها لا زالت مستمرة إلى أن يظهر إمامهم المنتظر. جعل مذهبهم الذي يحلو للبعض أن يسميه الدين العجيب يتسم بالمرونة و قابلية التطور ، عكس تحجر الإسلام السني الذي أقبر أئمته و صلى على كل تقدم و تطور. كما أن قبولهم البوح بكل عيوبهم و عيوب أهل السنة يجعل مذهبهم أصح نفسيا من المذهب السني المعقد وأكثر قابلية للتفتح على الثقافات و العلوم و التيارات الخارجية. و النتيجة يمكن تلمسها في ملاحظة أحوال القومين العرب و الفرس، و ليس السنة و الشيعة.

أبـــــــــو قـــــــــــــثم

ليست هناك تعليقات: