من لم يقبل بالغول نؤتيه غولة؛ مثال مغربي دارج.من لم يقبل بزواج بنت التسع أو الست سنين، فإليه بزواج الرضيعة و الجنين. ثم نقول أن الإسلام يتعرض لهجمة شرسة من طرف الصهاينة، والغرب الكافر، و غيرهما. و الحق ،الحق أن المتآمر على الإسلام هم أهل السنة ،الذين أقسموا على أن يشوهوا هذا الدين، و يحطموه، و يجعلوه معرة الأجيال التي لا تنتهي.إذا كان الزواج لا يشترط التكليف الذي هو العقل أولا ثم البلوغ ثانيا؛ فلماذا يقول أجدادي المغاربة : زواج ليلة تدبيره عام.؟..إذا كانت مؤسسة الزواج قائمة على الإحصان و الإنجاب و تأسيس الأسرة،فأين الصبية و الرضيعة من كل هذا.؟ ثم أولا يتطلب كل هذا العقل و البلوغ و القدرة.؟ ثم ما نوع الأسرة التي ستبنيها صبية حتى و إن حصّنّاها و جعلناها تنجب ضدا على كل النواميس .؟ أ ليست هذه هي الشراهة.؟ من الذي يستطيع أن يزوجك طفلته أو رضيعته غير عديم مروءة؛ يتبرأ الدين منه ؛ أو مضطر تحت سيف؛ أو مفلس من قرض.؟أو هذه هي أخلاق الصحابة، الذين أشارت إليهم الأحاديث المشبوهة ،التي أوردها مفتي الوادي أعلاه.؟و هل المجتمع النبوي كان فاسدا إلى درجة أنه أصبح يتكون من عديمي المروءة ،الذين يبيعون طفلاتهم و الذين يبتزون الناس أبناءهم و بناتهم، تحت ذريعة القروض و غيرها ؛ أ ليس هذا هو الاستعباد و الاسترقاق المحرمان من طرف الإسلام ..؟ إذا كان الزبير بدون بن قد زوج رضيعته فهل يزوجني من أورد هذا الافتراء رضيعته.أم هذا عنده حرام و عند صحابة النبي حلال..؟ ثم ألا ترون أن زواج الصغار غالبا ما يكون مآله الفشل.؟ و اسألوا إحصائيات المحاكم إن كنتم لا تصدقون.؟ تسع و تسعون في المائة من حالات الطلاق المسجلة على صعيد محاكم العالم الإسلامي طرا تخص صغيرات السن. بل أكاد أجزم أن ليس هناك مسلم لم يطلق مرة أو مرتين.و السبب هو زواج الصغر. هؤلاء الصغيرات المطلقات ماذا كان يحدث لهن.؟ أين هي مسؤولية أوليائهن إذ يتبرؤون منهن و يرمون بهن إلى الشوارع و يغلقون عليهن الأبواب و يقولون لهن ارجعن من حيث أتيتن..؟أ ليس زواج الصغيرة أكبر رافد لإنتاج المومسات و الباغيات.؟ و من ادعى غير هذا حقا فعليه باستفتائهن في أسواقهن إن كان يبغي إصلاحا. وحتى المجتمع كان بدوره لا يعترف بالصغيرات المطلقات و يعتبرهن ربع مواطن أو أقل. فيمارس عليهن كل أنواع القهر و التحقير و الازدراء ؛ و يستغلهن أبشع استغلال. ذاك المجتمع الذي يتنكر لبناته و يتنصل من مسؤولياته دفناه مع مثل الأحاديث أعلاه في بطون الكتب ليطلع عليه أبناؤنا وأحفادنا و كل من له صلة بنا. أما المجتمع الذي نعيشه فلأنه مستعد لتحمل مسؤولياته كاملة اتجاه كل مواطنيه فإنه يرفض هذا الزواج و يمنعه و يحاربه حفاظا على مصالحه و كرامة أبناءه و بناته.
أبو قثم
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق