الإسلام حكم الله الذي يؤتيه من يشاء. إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ. يوسف:40.أ فَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ. المائدة:50. أنزله على الأعراب و خصهم به من دون سائر الناس و فضلهم عليهم و جعلهم فيهم الأئمة والحكام و جعلهم الوارثين. وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيّ وَلاَ وَاقٍ. الرعد:37
يقول الطبري وكما أنزلنا علـيك الكتاب يا مـحمد, فأنكره بعض الأحزاب, كذلك أيضا أنزلنا الـحكم والدين حكما عربـيا وجعل ذلك عربـيا.انتهى.أي أنه جعل حكم الله حكما عربيا، وبالتالي جعل حكم العرب حكما إلهيا..أما الطبري فيقول :يريد بالحكم ما فيه من الأحكام. وقيل: أراد بالحكم العربي القرآن كله؛ لأنه يفصل بين الحق والباطل ويحكم. "ولئن اتبعت أهواءهم" أي أهواء المشركين في عبادة ما دون الله، وفي التوجيه إلى غير الكعبة. "بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق" أي ناصر ينصرك. "ولا واق" يمنعك من عذابه؛ والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد به الأمة. إذا فالإسلام هو حكم الله الذي فرضه على الناس جميعا و فوض أمره لأمة العرب يصرفون أحكامه حسب أهوائهم و مصالحهم دون غيرهم من المحكومين. و بالتالي فإن حكم العرب على الناس كافة هو حكم الله الذي لا مرد له. و بما أن حكم الله هذا هو تشريف للحاكمين و تفضيل لهم و اصطفاء و ليس تكليفا و مسؤولية تثقل كاهلهم و تجعلهم عمالا لدى سائر الناس،فقد اشترط فيه أمران لا ثالث لهما البيعة و الجهاد.و أما البيعة فتلك عقد قسري مفروض من طرف واحد مثلها مثل عقد النكاح تجدد مرة كل سنة تدين بموجبها رقاب العباد للأعراب بالسمع و الطاعة.و بما أن حكم الله هو حكم أمة العرب على جميع الناس فإن طقوس هذه البيعة تبذل للعرب جميعهم في عاصمتهم مكة و على رأس كل سنة. وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ.الحج: 27. و لقد بايع المسلمون محمدا على أساس أنه هو الله و أن الله هو محمد، إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ. الفتح: 10، و سميت هذه البيعة بيعة الرضوان. كما بايعوه في العقبة و في مكة و المدينة ،كما بايع المسلمون خلفاءه و خلفاء خلفائه بعده. و لما تعددت الخلافة و كثرت الأمم و الأقوام المسلمة و ازداد الحكام و اختلفت الولاءات بقيت بيعة العرب ثابتة تطوق أعناق المسلمين في كل زمان و مكان، و يقوم الناس بها طوعا أو كرها مرة في العمر، حسب ما حدده ابن كثير و لم يستطع الله و الرسول البت فيه(انظر المقال السابق). و من لم يستطع القيام بها أناب عنه من يقوم بها مقامه،لأن الحج في حقيقته ليس فرض عين مثل جميع العبادات كالصلاة و الصوم التي لا تنفع معها إنابة. إنما هو ولاء لحكم العرب و إكراه عليه و بذل و عطاء في سبيله، لا تنفع معه المبررات و لا تغني عنه الأعذار .و من كان عذره بالغا كموت أو مرض مزمن أو عجز أو نحوه جاز لغيره النيابة عنه. عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أن امرأة من جُهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : إن أمي نذرت أن تحج ولم تحج حتى ماتت ، أفأحج عنها ؟ قال : نعم حجي عنها ، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ اقضوا الله ، فالله أحق بالوفاء . أخرجه البخاري
وعن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، قال جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع قالت : يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا ، لا يستطيع أن يستوي على الراحلة ، فهل يقضي عنه أن أحج عنه ؟ قال : نعم. أخرجه البخاري ومسلم
فالحج المبرور إذا ليس عبادة و لا طقسا دينيا و إنما هو بيعة ولاء و طاعة لحكم العرب. أما شعائره فما هي إلا طقوس و مراسيم تبذل تعبيرا عن الخضوع و الخنوع و الامتثال لحكم العرب. و بما أن حكم الله هو حكم العرب فإن بيت الله هو بيت العرب الذي يجتمع فيه الملأ الأعلى من العرب ليصرفوا حكم الله أي حكم العرب.أما الحجر الأسود فهو الرمز الذي اتخذه العرب لحكم الله الذي لا يقبل التغيير و لا النمو و لا التطور و لا يخضع للحوادث و لا تؤثر فيه المتغيرات ، صلب جامد لا حياة فيه و لا روح. فحكم الله و الحجر الأسود يشتركان في كثير من صفات الجمود و التحجر.
و بما أن حكم الله حكم قسري مفروض من طرف واحد لا نقاش فيه و لا جدال فقد كان من طبعه التسلط و ما يتطلبه من الغلبة و القوة و الإكراه لذا كان من شروطه كما ذكرناه أنفا الجهاد أم الفرائض الذي لا فرض يعلو فوقه. و الجهاد هو القتل و التقتيل بغير ذنب و لا وجه حق و لا فساد في الأرض.الجهاد حرب في سبيل حكم العرب تلزم المسلم في عنقه من مهده إلى لحده، و يشنها باسم ربه على كل من في الأرض جميعا ابتداء بنفسه و انتهاء بدولته مرورا بأهله وصاحبته و ذويه. و إن أعظم الجهاد جهاد النفس. قال الإمام البوصيري رحمه الله و اعص النفس و الشيطان كليهما ..فإن هما محضاك النصح فاتهم.فالصوم جهاد و القناعة و الصبر جهاد و الفقر و المرض و الجهل كلها جهاد في النفس في سبيل الله ناهيك عن العمل و الكسب و النفقة و الإحسان و الزواج و الإنجاب.فهذه كلها أوجه من أوجه الجهاد و حتى الاغتصاب فاعلموا رحمكم الله أنه جهاد في سبيل الله، ففي حديث مرفوع عن رسول الله أنه قال جاهدوا في الكفار و لو بالذكر..و الجهاد لا يتم بالنفس فحسب،فالمال و العتاد و الرجال كلها لوازم للجهاد.فلا حرب بلا عتاد و لا حرب بلا كفاءات بشرية و لا حرب بدون مال. إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، التوبة 111.فالجهاد إذا يكون بالنفس و المال و الأولاد و عرق الجبين و حتى بالمني.و لم لا؟ . و لأن الجهاد بالنفس يتطلب من الفتوة و القدرة و الحنكة و الشجاعة و المكر و الدهاء ما قد لا يتوافر في جميع البشر فقد وضع له المشرع بدائل تغني عن القيام به القاعدَ غيرَ القادر و الضعيفَ و العجوز و النساء و حتى المتخاذلَ و غيرَ الراغب.فكان المال أهم هذه البدائل لما له من أهمية في الجهاد فهو منه بمثابة العصب و العمود الفقري الذي لا يقوم جهاد بدونه. و لأن لكل مال موعد يجمع فيه فقد كان الحج هو ذلك الموعد و المناسبة التي يعوض بها القاعد عن الجهاد بالإنفاق من ماله و مما وفره طول حياته على العرب تجارهم و محروميهم و لصوصهم و نصابيهم. عن أم سلمة عن النبي قال : الحج جهاد كل ضعيف
الجامع الصغير للسيوطي. عن أم سلمة باب حرف الحاء حديث 3796. رواه ابن ماجه عن أم سلمة كتاب المناسك باب الحج جهاد النساء رقم 2902. منتخب كنز العمال 1178
عن الشفاء عن النبي قال : ألا أدلك على جهاد لا شوكة فيه؟ حج البيت
ذكره الطبراني في الكبير عن الشفاء. منتخب كنز العمال حديث رقم 11796.
عن أبي هريرة عن النبي قال : جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة.
أخرجه النسائي عن أبي هريرة. منتخب كنز العمال حديث رقم 11797. وحديث 11845.
و عليه و مما سبق يمكننا أن نعرّف الحج بأنه الجهاد في سبيل الله و في سبيل حكم العرب لمن لا قدرة له على الجهاد بالنفس.
عن ابن عمرو عن النبي قال : حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات ، وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج ، وغزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر، ومن أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها، والمائدة (الدايخ) فيه كالمتشحط في دمه (الشهيد).
رواه البيهقي في شعب الإيمان و الطبراني في الكبير). الجامع الصغير للسيوطي حديث رقم3678 .
و معناه أنك إذا جاهدت فلن يغنيك جهادك عن الحج، وإذا أديت فريضة الحج أيضا فإن ذاك لن يغنيك عن الجهاد، وكلما كان الجهاد في ظروف صعبة كانت أجرتك اكبر وأعظم. إذا فالجهاد و الحج متساويان في الدرجة و الأهمية و هذا ما يبرر اشتراكهما في خاصية الإنابة عن المكلف بهما.فالذي لم يستطع الغزو و الجهاد بنفسه وجب عليه الإنفاق على غيره ممن يندر نفسه للقيام به.و من لم يستطع أن يحج بنفسه أناب عنه غيره و أرسل معه ماله لأن المراد في الأول و الأخير من الحج والجهاد و الحكم و السياسة العربية هو استنزافُ أموال الناس بالنصب و الاحتيال، و العيشٌ عالة على البشرية كالطفيليات. عن بريدة عن النبي قال: النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف؟
المسند للإمام أحمد عن بريدة. كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال 11824
عن أنس عن النبي قال: الحج سبيل الله، تضعف فيه النفقة سبعمائة ضعف
سمويه عن أنس الجامع الصغير للسيوطي باب حرف الحاء379
هناك تعليق واحد:
http://hermeskelly.finniwolf.com every place I can start august to sept - whether walking without athletic shoes about container hermes brilliant golf course mosses or just treading carefully purchasers profoundly-perfumed downed pinus radiata then hemlock knitting needles; Whether mountaineering bumpy outcrops festooned who has ferny whiskers and / or cloths hermes scarve swamps singing mosquitoes ; Whether adopting the muddy loan provider belonging to the meandering watch also known as evening out on existing diamond wall structure breathing in the aroma of righteous get rotten - i am just hunting for options fungi people.
http://hermessale.finniwolf.com
إرسال تعليق