ما أحل للصعلوك و حرّم على البلطجي
وَأَمَّا مَا أُحِلَّ لَهُ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجُمْلَته سِتَّة عَشَرَ :
الْأَوَّل : صَفِيّ الْمَغْنَم .
الثَّانِي : الِاسْتِبْدَاد بِخُمُسِ الْخُمُس
أَوْ الْخُمُس .
الثَّالِث : الْوِصَال .
الرَّابِع : الزِّيَادَة عَلَى أَرْبَع نِسْوَة .
الْخَامِس : النِّكَاح بِلَفْظِ الْهِبَة .
السَّادِس : النِّكَاح بِغَيْرِ وَلِيّ .
السَّابِع : النِّكَاح بِغَيْرِ صَدَاق .
الثَّامِن : نِكَاحه فِي حَالَة الْإِحْرَام .
التَّاسِع : سُقُوط الْقَسْم بَيْن الْأَزْوَاج
عَنْهُ , وَسَيَأْتِي .
الْعَاشِر : إِذَا وَقَعَ بَصَره عَلَى
اِمْرَأَة وَجَبَ عَلَى زَوْجهَا طَلَاقهَا , وَحَلَّ لَهُ نِكَاحهَا . قَالَ
اِبْن الْعَرَبِيّ : هَكَذَا قَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ , وَقَدْ مَضَى مَا
لِلْعُلَمَاءِ فِي قِصَّة زَيْد مِنْ هَذَا الْمَعْنَى . الْحَادِيَ عَشَرَ : أَنَّهُ
أَعْتَقَ صَفِيَّة وَجَعَلَ عِتْقهَا صَدَاقهَا .
الثَّانِي عَشَرَ : دُخُول مَكَّة بِغَيْرِ
إِحْرَام , وَفِي حَقّنَا فِيهِ اِخْتِلَاف .
الثَّالِث عَشَر : الْقِتَال بِمَكَّة .
الرَّابِع عَشَر : أَنَّهُ لَا يُورَث . وَإِنَّمَا
ذُكِرَ هَذَا فِي قِسْم التَّحْلِيل لِأَنَّ الرَّجُل إِذَا قَارَبَ الْمَوْت
بِالْمَرَضِ زَالَ عَنْهُ أَكْثَرُ مِلْكه , وَلَمْ يَبْقَ لَهُ إِلَّا الثُّلُث
خَالِصًا , وَبَقِيَ مِلْك رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
مَا تَقَرَّرَ بَيَانه فِي آيَة الْمَوَارِيث , وَسُورَة " مَرْيَم " بَيَانه
أَيْضًا .
الْخَامِسَة عَشَر : بَقَاء زَوْجِيَّته مِنْ
بَعْد الْمَوْت .
السَّادِس عَشَر : إِذَا طَلَّقَ اِمْرَأَة
تَبْقَى حُرْمَته عَلَيْهَا فَلَا تُنْكَح . وَهَذِهِ الْأَقْسَام الثَّلَاثَة
تَقَدَّمَ مُعْظَمُهَا مُفَصَّلًا فِي مَوَاضِعهَا . وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ
اللَّه تَعَالَى .
وَأُبِيحَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام
أَخْذ الطَّعَام وَالشَّرَاب مِنْ الْجَائِع وَالْعَطْشَان , وَإِنْ كَانَ مَنْ
هُوَ مَعَهُ يَخَاف عَلَى نَفْسه الْهَلَاك , لِقَوْلِهِ تَعَالَى : " النَّبِيّ
أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسهمْ " [ الْأَحْزَاب : 6 ] . وَعَلَى
كُلّ أَحَد مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَقِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِنَفْسِهِ .
وَأُبِيحَ لَهُ أَنْ يَحْمِيَ لِنَفْسِهِ .
وَأَكْرَمَهُ اللَّه بِتَحْلِيلِ الْغَنَائِم . وَجُعِلَتْ
الْأَرْض لَهُ وَلِأُمَّتِهِ مَسْجِدًا وَطَهُورًا . وَكَانَ مِنْ الْأَنْبِيَاء
مَنْ لَا تَصِحّ صَلَاتهمْ إِلَّا فِي الْمَسَاجِد .
وَنُصِرَ بِالرُّعْبِ , فَكَانَ يَخَافهُ
الْعَدُوّ مِنْ مَسِيرَة شَهْر .
وَبُعِثَ إِلَى كَافَّة الْخَلْق , وَقَدْ كَانَ
مَنْ قَبْله مِنْ الْأَنْبِيَاء يُبْعَث الْوَاحِد إِلَى بَعْض النَّاس دُون بَعْض
تفسير القرطبي لسورة الأحزاب 50
أبو قثم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق