الله يعلم ما تحمل كل أنثى و ما تغيض الأرحام و ما تزداد و كل شيء عنده بمقدار
في هذه الآية دليل على أن الحامل تحيض ; وهو مذهب مالك والشافعي في أحد قوليه. وقال عطاء والشعبي وغيرهما : لا تحيض ; وبه قال أبو حنيفة ; ودليله الآية .
قال ابن عباس في تأويلها : إنه حيض الحبالى , وكذلك روي عن عكرمة ومجاهد ; وهو قول عائشة , وأنها كانت تفتي النساء الحوامل إذا حضن أن يتركن الصلاة ; والصحابة إذ ذاك متوافرون , ولم ينكر منهم أحد عليها , فصار كالإجماع ; قاله ابن القصار .
وذكر أن رجلين , تنازعا ولدا , فترافعا إلى عمر رضي الله عنه فعرضه على القافة , فألحقه القافة بهما , فعلاه عمر بالدرة , وسأل نسوة من قريش فقال : انظرن ما شأن هذا الولد ؟ فقلن : إن الأول خلا بها وخلاها , فحاضت على الحمل , فظنت أن عدتها انقضت ; فدخل بها الثاني , فانتعش الولد بماء الثاني ; فقال عمر : الله أكبر ! وألحقه بالأول , ولم يقل إن الحامل لا تحيض , ولا قال ذلك أحد من الصحابة ; فدل أنه إجماع , والله أعلم . واحتج المخالف بأن قال لو كانت الحامل تحيض , وكان ما تراه المرأة من الدم حيضا لما صح استبراء الأمة بحيض ; وهو إجماع وروي عن مالك في كتاب محمد ما يقتضي أنه ليس بحيض
تفسير القرطبي سورة الرعد الآية8
أبو قثم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق