الاثنين، 28 ديسمبر 2009

التحريف المبين بشهادة الأقربين الجزء الثاني




التحريف المبين بشهادة الأقربين
الجزء الثاني ـ شهادات الخلفاء الراشدين


بعدما استعرضنا شهادات أقرب المقربين من النبي ، أمهات المؤمنين،في مسألة التصرف في القرآن زيادة و نقصا، و تحريفا و تدليسا؛ سنعوج الليلة على أهم المقربين المستفيدين من الحركة المحمدية ،ورثة حكمه و خلفاء عهده و مؤسسي دولته ، ول نبدأ بالفاروق الذي لو كان نبي بعد محمد لكان عمر الذي أجرى الله العدل على يده و القرآن على لسانه
فلقد أخرج السيوطي عن عمر بن الخطاب أنه قال:
كنا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم. ثم قال لزيد: أ كذلك يا زيد؟ قال نعم. راجع الإتقان 2/25.
و أخرج المتقي الهندي عن بجاله قال:
مر عمر بن الخطاب بغلام وهو يقرأ في المصحف{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم، وهو أب لهم}..
منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد2/43 وكنز العمال 2/569 رقم الحديث 4746.
كما أخرج الطبراني عن عمر مرفوعاً :
" القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابراً محتسبًا كان له بكل حرف زوجة من الحور "،
مجمع الزوائد 7/163 الدر المنثور 6/422 الإتقان 2/7
و أخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة ابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن خرشة بن الحر قال :
رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ}(الجمعة/9). فقال:
من أملى عليك هذا ؟ قلت :
أبي بن كعب . قال :
إن أبيا أقرؤنا للمنسوخ قرأها ( فامضوا إلى ذكر الل).
و أخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال :
قيل لعمر أن أبيا يقرأ {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}(الجمعة/9). قال عمر :
أبي أعلمنا بالمنسوخ ، وكان يقرؤها ( فامضوا إلى ذكر الله) ".
الدر المنثور 6/216 .
حدثنا معاذ بن شبة بن عبيدة قال :
حدثني أبي عن أبيه عن الحسن :
قرأ عمر (رض) : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان ) فقال أبي {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ }(التوبة/100) فقال عمر:والسابقون الأولون من المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان) وقال عمر :
أشهد أن الله أنزلـها هكذا ، فقال أبي:
أشهد أن الله أنزلها هكذا ، ولم يؤامر فيه الخطاب ولا ابنه ".
تاريخ المدينة 2/709 والدر المنثور 2/269 تفسير ابن كثير 2/398و بعد عمر الفاروق نجد أن لعثمان أقواله في هذا الباب و نستعرض منها ما يلي
قال عثمان:
كان رسول الله تنزل عليه السور ذوات العدد, فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا, وكانت الأنفال من أوائل ما نزل في المدينة, وكانت براءة من آخر القرآن نزولا, وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها, فقبض رسول الله ولم يبين لنا أنها منها, فمن اجل ذلك قرنت بينهما, ولم اكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" ووضعتهما في السبع الطول"
(هذا دليل على أن ترتيب الأنفال و براءة كان باجتهاد عثمان بن عفان حيث نسب ذلك إلى نفسه.)
الإتقان 1/62 -83 وتاريخ المصاحف 122.
ومن أدلة ذلك أيضا حديثه مع ابن عباس:
روى عن ابن عباس انه قال لعثمان:
ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني ، وإلى براءة وهي من المئين ، فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما "بسم الله الرحمن الرحيم" ووضعتموها في السبع الطول؟
كما أن لعلي نصيب وافر من الشهادات في هذا الباب نكتفي منها بما يلي:
عن عكرمة قال :
لما كان بعد بيعة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب في بيته ، فقيل لأبي بكر :
قد كره بيعتك فأرسل إليه فقال :
أكرهت بيعتي ؟ قال :
لا والله قال أبو بكر : وما أقعدك عني ؟ قال :
رأيت كتاب الله يزاد فيه فحدثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلا للصلاة حتى أجمعه. الإتقان 1/77 . شرح ابن أبي الحديد 1: 27، أنساب الأشراف 1 : 587 ، الطبقات الكبرى 2 : 338 ، مناهل العرفان 1 : 247 ، كنز العمال 2 : 588 .
و أخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قيس بن عباد قال قرأت على علي -عليه السلام -{وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ}(الواقعة/29). فقال علي :
ما بال الطلح ! أما تقرأ { طَلْعٌ } ؟ ثم قال :
{طَلْعٌ نَضِيدٌ} ق/1). فقيل له :
يا أمير المؤمنين أنـحكها من المصاحف ؟ فقال
: لا يهاج القرآن اليوم ".
الدر المنثور 6/157 تفسير الطبري 27/104
وقال ابن عبد البر في التمهيد :" وأما (وطلع منضود) فقرأ به علي بن أبي طالب وجعفر بن محمد وروي ذلك عن علي بن أبي طالب من وجوه صحاح متواترة ، منها ما رواه يحيى بن آدم قال أنبأنا يحيى بن أبي زائدة عن مجاهد عن الشعبي عن قيس بن عبد الله وهو عم الشعبي عن علي : أن رجلا قرأ عليه {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} فقال علي : إنما هو ( وطلع منضود ) ! قال : فقال الرجل : أفلا تغيرها ؟! فقال علي : لا ينبغي للقرآن أن يهاج ".التمهيد لابن عبد البر
أبو قثم

الجمعة، 25 ديسمبر 2009

التحريف المبين بشهادة الأقربين الجزء الأول



التحريف المبين بشهادة الأقربين

الجزء الأول

شهادات أقرب المقربين لنبي رب العالمين على تحريف التنزيل المبين الذي لو اجتمعت الانس و الجن على أن يأتوا بمثله لا يأتون به و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا لأنه قرآن مجيد في لوح محفوظ أنزله الملك الأمين على قلب محمد الأمي المسكين و حفظه من كل تزوير و تدليس مصداقا لزعمه سبحانه و تعالى إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون
فأول الشهود على إفلاس هذه المزاعم الإلهية سيكون في هذه الأمسية أقرب المقربين للحبيب المصطفى صلوات الرب القدس عليه .
فإليكم جناب محكمة العقل أقاويل أمهات كتب السنة و مصادرها نقلا عن أمهات المسلمين رضوان رب ابن آمنة عليهن أجمعين

عن عائشة قالت: كانت سورة الاحزاب تقرأ في زمان النبيّ مائتي آية، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلاّ على ما هو الان. الدرّ المنثور 5 / 180.

قال الحافظ ابن ماجة في سننه : عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لقد نزلت آية الرجم، ورضاعة الكبير عشرا، ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها. ( سنن ابن ماجة ج 1 ص 625).

أخرج مسلم في صحيحه بالإسناد عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن ( عشر رضعات معلومات يحرّمن )) ثم نسخن بـ(خمس معلومات) فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن. صحيح مسلم ج 3 ص 1075 .

عن ابي يونس مولى عائشة قال:أمرتني عائشة ان اكتب لها مصحفاً فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. فلما بلغتها آذنتها فأملت على : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين . فقالت اشهد آني سمعتها من رسول الله. راجع الدر المنثور في التفسير بالمأثور 1/302 - 303.

وفي رواية أحرى :

عن صحيح مسلم والدّر المنثور للسيوطي وابن حجر في فتح الباري والزمخشري في الكشاف والجزء الثاني من تاريخ نيسابور عن أُمّ المؤمنين عائشة وأُمّ المؤمنين حفصة أنّ كلاّ ً منهما أمرتْ أن يُكتب لها مصحف ويكتب فيه: (والصلاة الوسطى وصلاة العصر). فصل جوامع السيرة ص 279؛ وأُسد الغابة 5 / 425.

/ 437 ـ 438؛ وسنن أبي داود، كتاب الصّلاة، باب وقت صلاة العصر 1 / 112؛ وسنن الترمذي، كتاب التفسير، تفسير سورة البقرة 11 / 105؛ وسنن النِّسائي، كتاب الصّلاة، باب المحافظة على صلاة العصر 1 / 82 ـ 83؛ وموطأ مالك، كتاب الصلاة، باب صلاة الوسطى 1 / 157 ـ 158؛ وتفسير الاية في الدرّ المنثور 1 / 302 و 303. وفي فتح الباري 9 / 265؛ ومسند أحمد 6 / 73 و 878 منه؛ وفصل الخطاب ص 174 ـ 175.



أخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبى داود وابن المنذر بسند صحيح عن عروة قال : سألت عائشة عن لحن القرآن {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}(المائدة/69) ، {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}(النساء/162) ، {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}(طه/63) ، فقالت : يا ابن أختي هذا عمل الكُـتّاب أخطئوا في الكِتاب ". الدر المنثور 2/246 تفسير الطبري 9/395 وايضا في 6/34 المصاحف لابن ابو داود ص 34 وزاد المسير لابن الجوزي 2/251 وتفسير الخازن 1/622 .وتفسير البغوي 1/498.



قال السيوطي في الإتقان : "إسناد صحيح على شرط الشيخين "الاتقان 1/182

وفي تاريخ المدينة للنميري : " حدثنا أحمد بن إبراهيم قال ، حدثنا علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}(طه/63) ، وقوله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}(المائدة/69) ، {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}(النساء/162) وأشـبـاه ذلـك ، فقالت : أي بني إن الكتاب يخطئون ". تاريخ المدينة لابن شبة النميري 3/1013 .

يا سلام الكتاب يخطئون

أخرج عبد بن حميد عن هشام بن عروة قال : كان أبي يقرؤها ( وما هو على الغيب بظنين ) فقيل له في ذلك فقال : قالت عائشة : إن الكُـتّـاب يـخطئون في المصاحف". الدر المنثور 1/321 والمصاحف 33-34 الفراء في معاني القران 2/183 .

أخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في تاريخه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن اشته وابن الأنباري معا في المصاحف والدارقطني في الإفراد والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبيد بن عمير أنه سأل عائشة : كيف كان رسول الله يقرأ هذه الآية ( والذين يؤتون ما أتوا ) أو {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا}(المؤمنون/6). فقالت : أيتهما أحب إليك ؟ قلت : والذي نفسي بيده لأحداهما أحب إلي من الدنيا جميعا ، قالت : أيهما قلت ؟ ( الذين يأتون ما أتوا ) ! فقالت : أشهد أن رسول الله كذلك كان يقرؤها ، وكذلك أنزلت ، ولكن الـهجاء حُــرِّف !" المستدرك للحاكم 2/393 مجمع الزوائد للهيثمي 7/73 البخاري في التاريخ الكبير 9/28 تفسير ابن كثير 3/248 الدر المنثور 5/12 مرويات عائشة للدكتور سعود النفيسان ص 263 ..



عن سنن الدارقطني بسنده عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت : نزلت ( فعدة من أيام أخر متتابعات ) فسقطت متتابعات ! ". سنن الدارقطني2/192 حديث 60 .

عن ابن شهاب قال قالت عائشة : نزلت ( فعدة من أيام أخر متتابعات ) فسقطت متتابعات ! سقط لم يقل غير عروة " . المحلى لابن 6/261 تفسير القرطبي 2/281 نيل الاوطار 4/316.
و لحفصة هي الأخرى شهاداتها في هذا الباب ف :
عن أبي رافع مولى حفصة، قال: استكتبتني حفصة مصحفا، فقالت: إذا أتيت على هذه الاية فتعال حتّى أُمليها عليك كما قرأتها. فلمّا أتيت على هذه الاية: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ). قالت: أُكتب: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى، وصلاة العصر). فلقيت أُبيّ بن كعب فقلت: أبا المنذر، إنّ حفصة قالت كذا وكذا.

فقال: هو كما قالت. الدّر المنثور 1 / 302؛ وفي موطأ مالك، كتاب الصّلاة، 1 / 158 المصنف، كتاب الطّهارة، باب صلاة الوسطى الحديث رقم 2202؛ وتفسير الطبري 2 / 343؛ والمصاحف لابن أبي داود ص 85 ـ‍ 86. تذكرة الحفاظ ص 60؛ وتقريب التهذيب 2 / 306.



و كذلك نفس الشيء بالنسبة لأُمّ سلمة

فقد أخرج وكيع وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر عن عبداللّه بن رافع عن أُمّ سلمة، أنّها أمرته أن يكتب لها مصحفا. فلمّا بلغتُ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسطَى) قالت: اكتب: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا للّه قانتين). الدّر المنثور 1 / 303؛ والمصاحف لابن أبي داود ص 87. تذكرة الحفاظ ص 306 و ص 782 وكشف الظنون ص 461؛ وهدية العارفين 2 / 500. ولسان الميزان 5 / 27؛ وهدية العارفين 2 / 31.

وقال: وروي عن عائشة وابن عباس: والصّلاة الوسطى وصلاة العصر. تفسير القرطبي 3 / 209؛ وتفسير الكبير للرازي 6 / 150؛ وتفسير الكشاف 1/ 376؛ والمصاحف لابن أبي داود ص 83 ـ 84؛ والدرّ المنثور 1 / 302. . راجع: المصنف في الأحاديث والآثار 2/504.

أبو قثم

الاثنين، 21 ديسمبر 2009

ابن المعتز يبرئ ساحة صالح بن عبد القدوس

باب ـ أخبار صالح بن عبد القدوس



يقول ابن المعتز و هو يعيد محاكمة شهيد الكلمة و الرأي ابن عبد القدوس في طبقاته:

حدثني محمد بن يزيد قال: حدَّثني العوفيّ قال: أخذ صالح بن عبد القدوس في الزندقة، فأدخل على المهدي، فلما خاطبه أعجب به، لغزارة أدبه وعلمه وبراعته، وبما رأى من فصاحته وحسن بيانه وكثرة حكمته، فأمر بتخلية سبيله، فلما ولّى ردّه وقال: ألست القائل: وإن من أدبته في الصبا كالعود يسقي الماء في غرسه

حتى تراه مورقاً ناضراً****من بعد ما أبصرت من يبسه

والشيخ لا يترك أخلاقه****حتى يواري في ثرى رمسه

إذا ارعوى عاد إلى جهله **** كذي الضنا عاد إلى نكسه

قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: وأنت تترك أخلاقك? ونحن نحكم في نفسك بحكمك. فأمر به فقتل.

وحدثت من غير هذا الوجه بما هو عندي أثبت من الأول، وذلك ما رويناه أنه أنهى إلى الرشيد عنه هذه الأبيات، يعرض فيها بالنبي صلى الله عليه وآله:

غصب المسكين زوجته **** فجرت عيناه من درره

ما قضى المسكين من وطر **** لا ولا المعشار من وطره

عذت بالله اللطيف بنا **** أن يكون الجور من قدره

- عليه لعنة الله إن كان قالها- فقال له الرشيد: أنت القائل هذه الأبيات? قال: لا، والله يا أمير المؤمنين، ما أشركت بالله طرفة عين، ولا تسفك دمي على الشبهة، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله: "ادرءوا الحدود بالشبهات ما استطعتم" وأخذ يرقق قلبه، ويستنزله عما عزم عليه بفصاحته وبيانه، ويتلو القرآن، حتى رقّ له وأمر بتخلية سبيله، فلما أراد أن يخرج من بين يديه قال: أنشدني قصيدتك السينية فأنشده حتى إذا بلغ قوله: والشيخ لا يترك أخلاقه حتى يواري في ثرى رمسه

قال: يا شيخ، هذا الكلام يشبه هذا الكلام، وهذا الشعر من نمط ذلك الشعر- يعني الأبيات التي نسبت إليه- ونحن نتمثل وصيتك، ثم أمر فضربت عنقه وصلب على الجسر.

وحدثني أبو جعفر قال: حدَّثني زياد بن أحمد قال: اجتمع قوم من أهل الأدب في مجلس فيهم صالح بن عبد القدوس، يتناشدون الأشعار، إلى أن حانت الصلاة، فقام القوم إلى ذلك، وقام صالح فتوضأ وأحسن ثم صلى أتم صلاة وأحسنها، فقال بعضهم: أتصلي هذه الصلاة ومذهبك ما تذكر? فقال: إنما هو رسم البلد، وعادة الجسد.

والله أعلم بتحقيق ذلك.

أما الرجل فله في الزهد في الدنيا، والترغيب في الجنة، والحث على الطاعة لله عز وجل، والأمر بمحاسن الأخلاق، وذكر الموت والقبر، ما ليس لأحد وكان شعره كله أمثالاً وحكماً فمما يستحسن له قوله: تأوبني هم فبت أخاطبه وبت أراعي النجم ثم أراقبه

لما رابني من ريب دهر أضر **** ني فأنيابه يبرينني ومخالبه

وأسهرني طول التفكير، إنني **** عجيب لدهر ما تقضي عجائبه

أرى عاجزاً يدعى جليداً لغشمه **** ولو كلف التقوى لفلت مضاربه

وعفّا يسمى عاجزاً لعفافه و ***** لو لا التقى ما أعجزته مذاهبه

وأحمق مصنوعاً له في أمو **** ره يسوده إخوانه وأقاربه

على غير حزم في الأمور ولا تقى **** ولا نائل جزل تعد مواهبه

وليس بعجز المرء إخطاؤه الغنى **** ولا باحتيال أدرك المال كاسبه

ولكنه قبض الإله وبسطه **** فلا ذا يجاريه ولا ذا يغالبه

إذا كمل الرحمن للمرء عقله **** فقد كملت أخلاقه ومناقبه

فيا عجبا كيف يمكن أن يقول زنديق مثل هذا القول?! وكيف يكون قائله زنديقاً? ومما يستحسن له قوله:

ألا أحد يبكي لأهل محلةٍ **** مقيمين في الدنيا وقد فارقوا الدنيا

كأنهم لم يعرفوا غير دارهم **** ولم يعرفوا غير التضايق والبلوى

ومما يختار من شعره قوله:

فو حق من سمك السماء بقدرة **** والأرض صير للعباد مهادا

إن المصر على الذنوب لهالك ***** صدقت قولي أو أردت عنادا

وحدثني أحمد بن إبراهيم المعبر قال: رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكاً مستبشراً، فقلت له: ما فعل الله بك? وكيف نجوت مما كنت فيه? فقال: إني وردت على رب لا تخفى عليه خافية، فاستقبلني برحمته وقال: قد علمت براءتك مما كنت تعرف به وترمى باعتقاده.

وأشعاره كثيرة، إلا أنها موجودة عند جميع الناس مستفيضة فيهم، فاقتصرنا على ما ذكرنا منها

الصفحة 24 / 25 طبقات الشعراء ـ عبد اللع بن المعتز

لقد قتل صالح بن عبد القدوس و معه كثير من المسلمين المتقين الورعين على الشبهة و الظنة ، فبقدر ما يضحكنا من المسلمين قتلهم بعضهم لبعض بقدر ما يبكينا مصير رجال أبرياء لا ذنب لهم إلا أن قالوا كلمة حقّ ليس عليها جواب.. فياله من دينِ نزاهةٍ و عدل !!!. و يا له من تاريخ أسود قاتم مرصع بدماء الأبرياء بدءا بعمرو بن الحضرمي إلى آخر القائمة التي لا زالت و ستبقى مفتوحة ما دام يدبّ على وجه الأرض خبث اسمه الإسلام

الكافر بالله حقا و تحقيقا

أبو قثم

أخزاه الله

الأحد، 20 ديسمبر 2009

مشروع هام : مغربة القرآن

بعد مغربة كل قطاعات الحياة العامة من تعليم و اقتصاد و إعلام ، ها هم المغاربة يفتتحون مشروعا انتحاريا جديدا هو مشروع مغربة القرآن أي تدريجه ليصبح فهمه في متناول عامة الناس جهلتهم و علمائهم صبيانهم و عجزتهم
فإلى أي حد سينجح أشقاؤنا في المغرب في ورش التحدي هذا؟
و ما هي معالمه و تطلعاته ؟
هذا ما سيحاول الفيديو إجلاء خطوطه

و عساكم تفهموا دارجتنا

الكافر بالله
أبو قثم أخزاه الله






الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

من كان يريد الجنة فإن الجنة قد بيعت



محمد يبيع الجنة

وقال زيد بن أسلم :
لما نزل : " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا " قال أبو الدحداح :
فداك أبي وأمي يا رسول الله إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض ؟ قال :
( نعم يريد أن يدخلكم الجنة به ) . قال :
فإني إن أقرضت ربي قرضا يضمن لي به ولصبيتي الدحداحة معي الجنة ؟ قال :
( نعم ) قال :
فناولني يدك ; فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده :
( عادة المسلمين تناول الأيدي عند إبرام الصفقات و العقود ) فقال :
إن لي حديقتين إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية , والله لا أملك غيرهما , قد جعلتهما قرضا لله تعالى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اجعل إحداهما لله والأخرى دعها معيشة لك ولعيالك )
( با لإنسانيتك يا حبيب الله !! يا لحلمك و سعة صدرك يا سيدي يا صفي الله تأخذ نصف القرض و ترد عليه نصفه شفقة بأبنائه و حنوا عليهم !! ما أعظمك با حبيب الله )قال :
فأشهدك يا رسول الله أني قد جعلت خيرهما لله تعالى , وهو حائط فيه ستمائة نخلة . قال :
( إذا يجزيك الله به الجنة ) .
(و هكذا تمت صفقة التاريخ حيث باع محمد جنة ربه السماوية مقابل جنة أبي الدحداح الدنيوية!!! و لا أخفيكم أني لا أعرف على من نصب محمد هنا ، هل نصب على أبي الدحداح إذ باعه ما ليس موجودا ؟؟؟ أم نصب على ربه فباع الجنة الذي يعد بها ربه عباده الصالحين ، و تركه في حيص بيص لا يدري ما يقدم و لا ما يؤخر)
فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح وهي مع صبيانها في الحديقة تدور تحت النخل فأنشأ يقول :
هداك ربي سبل الرشاد،إلى سبيل الخير والسداد. بيني من الحائط بالوداد ، (بيني = إبتعدي )فقد مضى قرضا إلى التناد. أقرضته الله على اعتمادي ، بالطوع لا منّ ولا ارتداد. إلا رجاء الضعف في المعاد،فارتحلي بالنفس والأولاد. والبرّ لا شك فخير زاد، قدمه المرء إلى المعاد . قالت أم الدحداح :
ربح بيعك بارك الله لك فيما اشتريت ,
( و هنا يظهر أن العملية كانت بيعا و شراء بدون مواربة و لا استخفاء.)
ثم أجابته أم الدحداح وقالت :
بشّرك الله بخير وفرّج، مثلك أدّى ما لديه ونصح. قد متع الله عيالي ، ومنح بالعجوة السوداء والزهو البلح .والعبد يسعى وله ما قد كدح طول الليالي وعليه ما اجترح.
ثم أقبلت أم الدحداح على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر
( و ما الذي أغصب أم الدحداح على أن تقوم بهذا الفعل المنكر مع صبيان يفترض أنهم كانوا يتصرفون في حقهم و مال أبيهم؟؟ و هل يعقل أن تكون أم الدحداح متصدقة بستمائة نخلة و تعز على صبيانها تمرتين أو ثلاثا كانت في أفواههم؟؟ ثم لماذا كان موقف نبي مكارم الأخلاق أجوفا ، فلا هو ردّ عليها ، و لا نهاها عما تفعله بالصبيان الذين تعاملهم و كأنهم مختلسون؟ لماذا لم يتدخل نبي الرحمة؟؟ أ ليس هذا موقف يدعو إلى الريبة في دعوى قرض أبي الدحداح؟؟ بمعنى آخر هل كانت هذه الصفقة فعلا قرضا استوهبه أبو الدحداح الرسول عن طيب خاطر أم كانت عملية سطو و نهب بواسطة القوة و النصب و الاحتيال؟؟؟؟؟)فالنبي أمام هذا الموقف لم تفتأ أن قال :
( كم من عذق رداح ودار فياح لأبي الدحداح)
تفسير القرطبي ـ الآية 17 من سور التغابن

و ترد مرة أخرى نفس صفقة أبي الدحداح في نزول * فأما من أعطى و اتقى ...* و لكن هذه المرة لن يشتري أبو الدحداح مقابل بستانه الذي يسمى الحسنى من محمد إلا نخلة واحدة في الجنة؟؟
فهل كان محمد موكولا من طرف الله بالنيابة عنه في عمليات بيع الممتلكات الإلهية؟؟ أم أنه كان يتصرف بدون وكالة شرعية؟؟

قال عطاء - وروى عن ابن عباس - ‏:‏ إن السورة نزلت في أبي الدحداح؛ في النخلة التي اشتراها بحائط له، فيما ذكر الثعلبي عن عطاء‏.‏ وقال القشيري عن ابن عباس‏:‏ بأربعين نخلة؛ ولم يسم الرجل‏.‏ قال عطاء‏:‏ كان لرجل من الأنصار نخلة، يسقط من بلحها في دار جار له، فيتناول صبيانه، فشكا ذلك إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم‏.‏ ‏[‏تبيعها بنخلة في الجنة‏]‏‏؟‏ فأبى؛( هذا عاقل) فخرج فلقيه أبو الدحداح الغبي فقال‏:‏ هل لك أن تبيعنيها بـ‏{‏حسنى‏}‏‏:‏ حائط له‏.‏ فقال‏:‏ هي لك‏.‏ فأتى أبو الدحداح إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، وقال‏:‏
يا رسول اللّه، اشترها مني بنخلة في الجنة‏.‏
قال‏:‏ ‏[‏نعم، والذي نفسي بيده‏]‏ فقال‏:‏
هي لك يا رسول اللّه؛

فدعا النبي صلى اللّه عليه وسلم جار الأنصاري، فقال‏:‏ ‏[‏خذها‏]‏ فنزلت ‏{‏والليل إذا يغشى‏}‏الليل‏:‏ 1‏‏ إلى آخر السورة في بستان أبي الدحداح وصاحب النخلة‏.‏ ‏{‏فأما من أعطى واتقى‏}‏ يعني أبا الدحداح‏.‏ ‏{‏وصدق بالحسنى‏}‏ أي بالثواب‏.‏ ‏{‏فسنيسره لليسرى‏}‏‏:‏ يعني الجنة‏.‏
الجامع لأحكام القرآن
سورة الليل



أبو قثم