الخميس، 14 أكتوبر 2010

كورش و ذو القرنين


هل كورش هو ذو القرنين؟ 

image


لقد عُرف كورش بمسايرته لجميع الأديان في زمانه واحترامه لكل الأديان الوثنية . حيث أنه مباشرة بعد ان احتل بابل وفي يوم تتويجه على بابل ذهب إلى هيكل الإله مردوخ إله البابليين الرئيسي ، وأعلن ما يُعرف اليوم بأقدم حقوق دينية في التاريخ . كان ذلك في أول يوم من أيام الربيع . ودخوله إلى هيكل ماردوخ كان من أجل تكريم إله البابليين .
وهناك تسجيل للاحتفال بتتويج كورش على بابل ، وذلك من قبل المؤرخ اليوناني Gezenfone. والحقيقة أن نص إعلان كورش عن حقوق الحريات الدينية للدول كل بحسب ديانته قد كشفه علم الاثار بعد التنقيب الذي جرى في مدينة Oor. وهذه المنقوشات الآن موجودة في المكتبة الوطنية البريطانية British National Library. وهذا ترجمة لبعض ماجاء في نص هذه المنقوشة الهامة :
الآن ، وبنعمة مازدا ( وهو أهورامازدا إله الزردشتيين الرئيسي ) انا متوّج على مملكة إيران وبابل والأربعة بلدان الرئيسية ، أعلن الآتي:
أنني ما دمت حيا ، ومقبول من مازدا كملك على إيران وبابل والأربعة بلدان الأساسية ، فإنني أتعهد بتكريم ديانات وعادات كل الأمم تحت مملكتي . وبالتالي لا يُسمح لأي حاكم أو مسؤول تحت مملكتي أن يحتقر أو  يهين أية ديانة أو عادات للامم التي تحت مملكتي أو للأمم الاخرى .
ومن الآن حيث أنا متوّج ، وطالما أنا على قيد الحياة ومُبارك من مازدا من أجل مملكته، فإني لن أفرض مملكتي على أي أمة ، حيث أن الشعب حر في أن يقبل وأن يكون بدون معاناة من أي حروب ضده .
 ... اليوم أعلن بأن لكل فرد الحق في أن يختار أي ديانة يؤمن بها ، ويعيش في أي مكان يريد ، على شرط أن لا يلغي حقوق الآخرين .
طالما أنا على قيد الحياة، من خلال نعمة مازدا ، سوف أحكم كملك ، سوف لن أسمح أن يباع أي رجل او امرأة كعبيد . ..
وأنا أتضرع إلى مازدا أن يمنحني النجاح فيما قد اخذته على عاتقي تجاه أمم إيران وبابل والبلدان الرئيسية الأربعة .
الكتابة المنقوشة لكورش التي يعلن بها الحرية الدينية لكل فرد ويظهر منها أنه زردشتي
ولا شك بأن الله بحسب الكتاب المقدس يعيِّن الملوك حتى ولو كانوا غير مؤمنين وينتمون لديانات وثنية . أما لماذا مدحت بعض أسفار العهد القديم كورش، هو بسبب نزعته إلى احترام كل دين ، وبذلك سماحه لليهود أن يقيموا شعائرهم الدينية وأن يعودوا إلى أوروشليم ويبنوا الهيكل .
والآن نأتي للسؤال : هل كورش هو ذو القرنين ؟
نقول بأن مواصفات كورش كرجل زردشتي يحترم ويكرم كل ديانة لشعب كان قد أخضعه، لا تنطبق مع الصورة التي رسمها القرآن لذي القرنين كقائد مسلم يعمل الجهاد لكي يفرض الإسلام على أمم العالم ويقاصص كل شعب يرفض الإسلام ويضع عليه جزية . كذلك لم يُدعى قط كورش بلقب ذي القرنين . ان الصورة التي نجدها لذي القرنين في سورة الكهف تنطبق تماما مع ما نجد في كتاب المنتحل لكلسثنيس التي يتحدث فيها عن الاسكندر المقدوني ذو القرنين . بل إن كل تفاصيل رحلات ذي القرنين في سورة الكهف هي مطابقة تماما لرحلات ذي القرنين في كتاب المنتحل لكلسثنيس .
كذلك فان محمد لم يذكر قط اسم كورش في الأحاديث، بل ذكر اسم الاسكندر كذي القرنين . وما ظهور فكرة كورش كذي القرنين إلا في هذه الايام حيث ظهر للمسلمين بأن الاسكندر هو شخص وثني ، وظهرت خرافاته في كتاب المنتحل لكلسثنيس ، كما ظهر أن التاريخ الرسمي لليونان يعاكس خرافات المنتحل لكلسثنيس . فأرادوا أن يتهربوا من كون القرآن اقتبس من خرافات المنتحل لكلسثنيس .

للدكتور رأفت عماري

هناك تعليقان (2):

عشتار يقول...

عمي العزيز
دائما مبدع (:
كتاباتك مميزا مليئة بالاحاديث والمعلومات القيمة كما علمتنا دائما
اذا نظرنا الى التوراة والانجيل والقرأن
سنرى اشياء كثيرة منقولة من كتب
متكرر ومليء بالخرافات
فلا نستبعد ان ذو القرنين هو كورش
محبة

غير معرف يقول...

حبيت أصبح شيخنا الجليل :)

نانا وبس