الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

و السماء رفعها و وضع الميزان



القرآن كتاب سياسة همجية  استبدادية ديكتاتورية  تعتمد الحق الإلهي في التمكن من رقاب العباد و تفرض شرعيتها على الأرض و الأنام بواسطة قوانين تستنزلها و تستقطرها من السماء. لغته الوعد و الوعيد و الجنة و النار و الجزاء و الثواب، و أسلوبه الخطابة و الصعصة و الجعجعة، و منطقه البهت و الكذب و النفاق و التعويم و الاستغباء.و أي علاقة مفتراة له بالعقل و الفكر إنما هي من باب الحشو السياسي و اللغط البيزنطي الذي لا فائدة منه. فليس القرآن كتاب علوم و لا يمكن له أن يكون. إذ لا سياسة في العلوم و لا أغراض اعتبارية فيها، و لا حقيقة مطلقة في العلوم و لا جنة و لا نار فيها. و أي كلام لا يعتمد المنطق العقلي و الفرز و التصنيف و البرهنة و الدليل، و الجبر و الهندسة و الحساب،  و التجزيء و التعميم، و الملاحظة و الفرضية و الشك و اليقين و التجريب؛ فهو ليس بعلم. أمّا و أنّ القرآن لأنه يتكلم عن الإنسان و الكون  فهو كتاب علوم أو مرجعا نقيس عليه مدى صدقية هذا العلم أو ذاك، فهذا لغط سياسي متعمّد و تنويم عقلي ممنهج  قاعدته اللعب على أوتار الكلمات الرنانة و المزايدة العقلية الفارغة.فالقرآن لا يتحدث عن الظواهر الطبيعية و الاجتماعية على سبيل الدراسة  و التحليل كي يستخلص قوانينها العلمية و يحدد خواصها و مميزاتها و يتبين سبل استغلالها؛ إنما يورد القرآن بعضا من هذه الظواهر في إطار ضرب الأمثال التي لا تستغني عنها الخطب الارتجالية؛ إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها، و يضرب الله الأمثال للناسلعلهم يتذكرون، و ضرب الله مثلا. فظاهرة الرياح ،مثلاـ لا يقدمها لنا القرآن على أنها كتل هوائية تتحرك في مسارات معينة بين ضغطين جويين متعاكسين و متقابلين، أحدهما مرتفع و الثاني منخفض؛ إنما هو يقدمها لنا على أساس أنها عصى خلقها الله بقدرته و علمه؛ فهي في يده دائما أو في عُهدة ملَكه إسرافيل، يلقّح بها النبات تارة، و يسيّر بها السفن في البحار تارة، و يهشّ بها في تارات أخرى على الحشرات البشرية التي ترفض الانصياع له  و الانقياد لأوامره  و الاتفاق مع رأيه و الإيمان به و تخصيصه دون غيره بفروض الطاعة و الولاء.و أما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال و ثمانية أيام  حسوما ، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقية؟( و يجدر بالذكر هنا أن آخر ما أدخل الرهبة و أنزل الإيمان في قلب أمير المؤمنين عمر و بدّد الشكوك  و ثبّت اليقين في عقله هو سورة الحاقة هذه، فلمّا سمعها أسلم و حسن إسلامه رضي الله عنه و أرضاه).كذلك  هي ظاهرة الزلازل، فهذه الأخرى مخلوق كالرياح خلقه الله و يذكره صاحب القرآن قصد التعجيز و التخويف و الوعيد. و لا ننسى الرعد و البرق و المرض و الظلمة و النور ، كل أولئك مخلوقات خلقها الله و يذكرها صاحب القرآن على أساس أنها أسلحة فتاكة يقاوم بها الله الذين يخالفونه في الرأي و يعارضون سياسته العنجهية الفاشلة التي لم تفلح في القضاء على الطبقية  و العبودية و التمييز، و لا على الفقر و الجهل و الفساد. و مثل ما يفعله صاحب القرآن بالظواهر الطبيعية الفيزيائية حين يذكرها ، فإنه يفعله بالظواهر الاجتماعية حين يستشهد بها. فالفقر مثلا و الطبقية و الفساد مخلوقات بيد الله يسلطها على من يشاء من البشر سواء أ أذنبوا أم لم يكونوا مذنبين. وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. و عليه فليبيا و تونس و سوريا و اليمن قرى أراد بها رب صاحب القرآن الهلاك فأمر مترفيها فاستبدوا فيها باسمه و عثوا الفساد حتى أحرق البوعزيزي نفسه فدمرها صعاليك الله تدميرا. و لقد سمعت مؤخرا أخد سفهاء الإخوان المصريين يقول بأنه ليس الشعب المصري من أسقط النظام بل هو الله من أسقط النظام و كان يقولها و ابتسامة الذئب تعلو وجهه 
أما جملتنا الأدبية الفنية الرائعة، و السماء رفعها و وضع الميزان ، فهي الجملة السابعة من الخطبة الرتيبة  الارتجالية الخامسة و الخمسين من القرآن، و التي كان جديرا بمصنفه تسميتها سورة أو خطبة فبأي آلاء ربكما تكذبان عوض الرحمن. فهذه الخطبة حسب  صاحب القرآن موجهة للجن و الإنس، و به يثبت عدم علميتها منذ الانطلاق.فلا جنّ يؤمن به العلم و لا ملائكة و لا شياطين ..و مجرد مخاطبة الجن  هذا  لغو لا طائل بعده و كلام فارغ لا مصداقية له في العقل و لا في الواقع. ففي هذه الخطبة يتجرأ الله على عباده جنّا و إنسا ، يدعوهم للاعتراف بولائه عليهم  و أحقيته باستعبادهم متحديا إياهم بأسلحته الفتاكة و مثبطا من هممهم بعجزهم عن الرقيّ في آفاق السماء ، الشيء الذي أضحوا يقومون به اليوم رغم أنفه و أنف خطبه (فالإنس استطاعوا أن ينفذوا من أقطار السماوات و الأرض، و هاهم يخططون لاستعمار الكواكب و النجوم و لن يستطيع شواظ النار و النحاس أن يحولا دون ذلك) ،ثم يتوعدهم فيها بحميمه و سعيره و جهنمه و يعدهم بحوره و ولدانه و فاكهته و خمره.و ذلك دأب كل خطب القرآن. أما السماء التي أوردها في هذه المقابلة البديعة مع الميزان فهي ليست السماء العلمية التي فسّرتها الفيزياء الحديثة بل هي سقف عجيب مرفوع بدون عمد يغطي المعمور أو البسيطة المدحوة المنقوصة الأطراف التابثة بواسطة الجبال.هذا السقف يُطوى طي السجل و يُكشط و يُمزّق فيظهر كوردة حمراء تتلظى كزيت متوهجة.و هو مرتفع الحرارة من شدة الشهب التي يُنتجها و له جسم و هيئة و هيكل و مكوّن من مواد لا يعلمها إلا الله و الراسخون في العلم؛ و إنا لمسنا السماء فوجدناها قد ملئت حرسا شديدا و شهبا..تسكن فوقه عوالم الشياطين و الملائكة و الأرواح و حتى الأنبياء الذين قضوا نحبهم ، و من تحته تسبح الشمس و القمر و الطير تسيّرهم عصى الله و يمسكهم الرحمن في أفلاكهم بقدرته و حسبانه. إذا أذِن الله و طلعت الشمس كسا بزرقته أديمَ السماء مخلوقٌ اسمه النور؛ و إذا أفَلَت حلَّ محلَّه مخلوقٌ جديدٌ اسمه الظلمة.كما تتوفر هذه السماء على جبال من برَد يسلّطه الله على الحشرات البشرية فيصيب به من يشاء من عباده و يصرفه عمّن يشاء...هذه السماء... سماء القرآن ، و كما يظهر للعيان ليست بالسماء العلمية ...و هذه النظرة السطحية للكون  و الإنسان ليست بالنظرة العلمية، و لا داعي لاستلهام أي وصف لها فهي لا تستحق أن توصف إلا بالنظرة الإسلامية.أما الميزان الوارد في جملتنا فهو الآخر ليس تلك الأدوات العلمية التي نقيس بها الأوزان و الحرارة و الضغط و ما إلى ذلك مما يخضع للوزن و القياس. إنما الميزان في جملتنا هذه كناية عن العدل.و إنما رمز إليه بالميزان لكون الخطاب القرآني عموما يفترض فيه أنه موجه لقوم تجار ، لذلك فهو يستعير مفاهيم التجارة و أدوات التجار ليعبر بها عن مفاهيم أرقى و قيم أعلا منها.
  ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم
في هذه الفقرة من خطبة الصف يختصر صاحب القرآن العلاقة بين الله و الناس في عملية ربح و خسارة تجارية بخسة تكون فيها جنة عدن بالذات و مغفرة الذنوب التي يستوجب عقاب مرتكبيها هما ثمن الإيمان بالله.
و إذا عدنا إلى ميزان جملتنا فإن الميزان قبل ظهور الإسلام ، كان رمزا للعدل و العدالة، كان في أثينا و روما و الإسكندرية و في حواضر بيزنطة يعلق فوق منصات المحاكم .فليس عجيبا أن يكني القرآن عن العدل بالميزان و لكن العجيب هو أن يكني به عن القوانين الطبيعية التي وضعت للاستمرار و ليس للفناء. ـ و كأن الفناء ليس قانونا طبيعيا بل هو خارج عنها ـ. كما أن المفسرين و المحدثين و أصحاب التأويل قد أجمعوا على أن الميزان في هذه الجملة إنما هو العدل.فهذا ابن كثير في تفسيره لسورة الرحمن يقول: وقوله تعالى: {والسماء رفعها ووضع الميزان} يعني العدل كما قال تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط).انتهى.فالكتاب هو القانون و الميزان هو العدل الذي يخضع لذلك الكتاب. و بنفس ما يقول ابن كثير يقول القرطبي ،فليس ميزان جملتنا عنده هو الآخر سوى العدل، يقول القرطبي : وقوله: والسّماءَ رَفَعَها يقول تعالى ذكره: والسماء رفعها فوق الأرض.
وقوله: وَوَضَعَ المِيزَانَ يقول: ووضع العدل بين خلقه في الأرض
و إلى حدّ الآن نرى أن لا علمية في هذه الجملة فلا هي  بنظرية و لا مفهوم و لا بمبرهنة و لا قانون؛ إنما هي جملة بلاغية  حكيمة تمتاز بتقابل فني بديع بين خبرين متضادين خبر الرفعة و الضعة أو الوضع، و مفهومين متعارضين عُبّر عنهما بكلمتين متباينتين إحداهما على صيغة المذكر و هي الميزان و الأخرى مونثة هي السماء، إحداهما منيعة حصينة من صنع الخالق كما يدّعي و الأخرى وضيعة هينة من وضع الإنسان.و لقد تستحق هذه الجملة لقب آية هذه الخطبة في البلاغة و الجمال لِما اشتملت عليه هي و سابقتها من فنون البديع و البيان و الاستعارة و المقابلة و الكناية. ففي جملة مفيدة واحدة مؤلفة من أربع أو خمس كلمات تتراءى لك جميع فنون البلاغة مجتمعة في تناسق أخاذ يذهب بالألباب و يعطل العقول و يُفْغِر الأفواه.ففي حين نجد علماء المسلمين و فقهاءهم و محدثيهم يفسرون هذه الآية مؤولين الميزان بالعدل إلا أنهم لا يتطرقون إلى سرّ و الحكمة من مقابلة رفع السماء بخفض الميزان، فالوضع في لسان العرب هو ضد الرفعة، و ضد الرفعة هو الخفض كقوله: و الجهل يخفض أمة و يذلّها و العلم يرفعها أجل مقام. و قبل الخوض في سر هذا التقابل البديع لا بدّ من استحضار الجملة البليغة التي تسبق جملتنا، حيث يقول صاحب القرآن و النجم و الشجر يسجدان.فرغم أن الخبر في هذه الجملة واحد هو فعل السجود فإن المقابلة بين النجم المتوهج بكبريائه المتبختر في عليائه الوحيد في أبهته و عظمته، وبين الشجر الذليل الحقير الخانع الثابت الذي إذا مالت الريح مال حيث تميل تبقى مقابلة غاية في البلاغة و البيان. و رغم أن القرطبي و ابن كثير قد سبرا غور هذه المقابلة العجيبة  قطعا للطريق على التفكير و التأمل فجعلا من النجم ذاك النبات الطبيعي ذا الساق الواحدة الذي يغطي الأرض في فصل الشتاء.إلا أن النجم يبقى في جميع الحضارات التي  اصطبغ الإسلام بأخلاقها و فنونها و آدابها رمزا لكبار القوم و عليتهم و أصحاب الشوكة فيهم و ذوي الفضل عليهم. فلا عجب أن تكون الجملة موجهة لأعيان مكة و زعمائها زمن الرسول و لغيرهم من الزعماء و الملوك و الأعيان في كل زمان و كل مكان.فما دمنا نتحدث في السياسة و ما دمنا أمام لوحة فنية مدهشة آية في الرونق و الجمال؛ و ما دمنا أمام خطبة آية  في الاستهتار و الاستغفال فكل الحواجز العقلية تتهاوى و كل قوانين المنطق تسقط، ليسود الهمز و الإيهام  و الوقع على وتر المعنى الرنان و اللعب بالكلمات الطنانة.و تلك هي سمة السياسة العربية الإسلامية التي لا زلنا   لليوم مع كل الأسف نجر ذيولها. و أية حركة أو انتفاضة شعبية لم تثر على هذه المبادئ البدائية  و تلك الثوابت الصدئة لن يكتب لها أن تحدث أي تغيير، و هي بالتالي ستكون غير أهل بتسميتها ثورة.لأن الثورة بكل بساطة هي كل ما غيّر عالما قديما بعالم جديد و ما غيّر نمطا قديما من العيش و التفكير بنمط من العيش و التفكير جديد، و ليست الثورة قطع الطرق و سفك الدماء و سلب الناس أموالهم و متاعهم و الذهاب بقوم و الإتيان بآخرين ....و لقد كان لمكة رجالاتها و نجومها إبان نشوء الإسلام،مثل الوليد بن المغيرة و أمية بن خلف و أبي لهب و أبي الحكم و عقبة بن أبي معيط.كل هؤلاء كانوا سادة نجوما في قومهم و كلهم كان معارضا لدودا لدعوة صاحب القرآن.و كلنا يعلم ماذا كان مصير كل نجم منهم  فلا عجب إذا في أن تكون الجملة تعنيهم و تبلغ في وصفهم نفاقا و تملقا غاية النجوم التي يتوجّب عليها السجود و الخنوع و تقديم فروض البيعة و الطاعة  حتى تهتدي بهديهم الرعية التي يرمز إليها صاحب القرآن بالشجر. و عودا إلى جملتنا فإن السماء التي كما أتينا على تعريفها القرآني سابقا ليست إلا بناء ماديا مثل السقوف التي يبنيها سائر البشر إلا أن هذا السقف يتميز عن سائر السقوف بأنه صنع الله الذي منّ به على الأرض كلها و جميع من عليها من شجر و حجر و جبال و وديان و هوام و بشر.فهو الذي يغطي عالم الله و يحجبه عن أنهار و بحار و نيران و أفاعي المجهول الدامس التي تتربص به من كل جانب، و من هنا يستمد هذا البناء مكانته المرموقة و يستحق بالتالي عند صاحب القرآن الرفعة والقيمة العليا.أما العدل فيقول القرطبي وقوله: وَوَضَعَ المِيزَانَ يقول: ووضع العدل بين خلقه في الأرض.انتهى.فما معنى هذا الوضع إذا، الذي يستحق مقابلة رفعة السماء في هذه الجملة؟ هل هو اليسر كما يذهب إليه معظم المفسرين و المؤولين إذ يقولون وضع العدل بين الناس أي جعله يسيرا في متناول الجميع. فالعدل كما نعلم هو أعلا قيمة في الوجود،منه و عنه تتفرع كل القيم و المثل العليا.فلا مُلك بدون العدل و لا مساواة و لا تساكن و لا تعايش بدون العدل و لا إيمان و لا تقوى و لا هدى بدون عدل و لا أمن و لا أمان و لا عهد و لا دين بدون العدل و لا شرف و لا كرامة و لا عزة و لا عيش بدون العدل. فالعدل هو أس القيم و جذرها التربيعي فكيف له أن يكون دون السماء قيمة و أهمية عند الله و عند صاحب القرآن؟؟  و كيف له أن يجعله يسيرا هينا في متناول الكبير و الصغير ،العاقل و السفيه ، الحالم و المغرور ؟ الجواب بكل بساطة هو أن العدل ليس من صنع الله بل هو قواعد فكرية تميز الحدود بين الحق و الباطل وبين الصدق و الكذب وضعها العقل الإنساني الضعيف ليحكم بها على الأحداث و الأشياء من حوله.و هذا العدل مثل الميزان أداة عقلية ما فتئت تتقدم و تتطور بتقدم و تطور العقل و تراكم تجاربه و كثرة معارفه وتنوع أدواته الفكرية و تشعبها.و لذلك فهو ممقوت من طرف الله و من طرف صاحب القرآن.و كل ما هو عقلي إنساني محض هو مستهجن في الخطاب القرآني مبخوس الحق منزوع القيمة، حتى و لو كان العدلَ الحق الذي يستوي في ظله الأسود و الأبيض و ذو المحتد و مجهول النسب و العربي و الأعجمي. ذلك العدل الذي كان يسود مكة و أفرز نجوما مثل الذين ذكرناهم و مثل من لم نجد لذكرهم متسعا، كأمية بن أبي الصلت و عمرا ابن نفيل و غيرهما من أئمة السياسة و الدين. فالسماء رفيعة لأن الله هو من صنعها و العدل ذليل وضيع حقير لأنه من صنع الإنسان و يستمد الشرعية من عقله دون سواه  فهو لا يخضع لسلطة و لا يصطبغ بلون و لا يتمذهب بدين و لا يتحيز لملة، متجرد عن الأهواء و الأغراض الشخصية بعيد عن الأفكار المسبقة يكره التحيز و التمييز و الاصطفاء و يذم الانتهاز والمحسوبية و الوصولية و الريع.و لأن كل ذلك لا يتلاءم و مزاج حاكم مستبد من طينة الله و لا يناسب نظاما ديكتاتوريا تسلطيا مثل نظام القرآن فإن العدل العقلي  بات عند الله و عند صاحب القرآن وضيعا حقيرا.
و تبعا لهذه النتيجة فإن الحكم أي حكم أصبح لا يكون عدلا إلا إذا خضع لمسطرة مرجعية القرآن و وافق أحكامه و ضوابطه. و في العرف القرآني يعتبر اغتصاب الأطفال و النساء عدلا، و يعتبر قتل الآخر و المخالف عدلا، و يعتبر سلب الكافر و سبيه و نهب أرضه و متاعه عدلا. و من هنا تتضح الحكمة السياسية من وراء ازدراء العدل و مقاربته بالسماء و تفضيلها عليه في جرة قلم عجيبة مدهشة للذين في نفوسهم نزغ من الله فزادهم الله مكرا و نفاقا و الذين سدّت عقولهم بأبواب أحكمت أقفالها و الذين من سذاجتهم يصدقون بيوم الدين و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة.
تلك هي سياسة صاحب القرآن ، قمع المحكوم و ازدراؤه و الحط من قيمته و هدم معنوياته و سلبه حقوقه المادية و المعنوية و النيل من أنفته و عزته و كرامته و الحط من قدره و إنسانيته، و التي  يلخّص خطوطها الطويلة و العريضة و يجمعها بين دفتي ما يصطلح عليه بالقرآن. و لتكلأ عين الرحمة ذاك الشيخ الشيعي الذي قال " القرآن كتاب همج لا يليق قياس العلوم به و لا يجوز قياسه على العلوم

أبو النبي الأمي

هناك 4 تعليقات:

rawndy يقول...

هلا شيخنا بو قثم

موضوعك مكتوب بلغة لا مفهومة وأول مرة أشوفها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل الخلل من عندي؟؟؟ او هكر حكومات؟

ام هريرة يقول...

تحياتي لك ايها الرائع
قضيت شهورا مع مدونتك
شكرا لك

abou9othoum يقول...

يا هلا بيك شيخي الكبير
عساك تكون بخير
إذا كانت اللغة غير مفهومة فهذا خلل من عندي.و أعدك بمراجعة قواعدي اللغوية
ههههههههههههههه
و إذا كانت الكتابة هي الغير مفهومة فهذا خل من النت و لا دخل للحكومات فيه
سعدت بيك يا شيخي الممتاز
أبو قثم

abou9othoum يقول...

يا مرحى بالست أم هريرة
يا مرحى بالعزيزة أم و زوجة العزيز
اتشرفت بيك و ازدانت المدونة باسمك الجليل
الشرف كله لي و أتمنة يا ست أن أكون دوما عند حسن الظن
تحياتي و مودتي
أبو قثم