الأربعاء، 8 أغسطس 2012

الصلاة على محمد و على آل محمد


مخطئ من يستسهل أمر هذه الصلاة على النبي
فمنذ استيقاظه و حتى نومه ما يفتأ المسلم يصلي على النبي،يصلي عليه عند الأكل و الشرب عند القيام و القعود عند البيع و الشراء، يصلي عليه في الربح و في الخسارة في السلم و عند قيام الحرب.
إذا حسك المسلم رأسا أو أطلق قذيفة أو خرب أرضا أو أرمل عائلة أو يتّم صبيانا صلى على النبي.
و إذا عنّ له ردف كامل الإوصاف و لو من بعيد، أو مرّت به ريم من حسان الجنة، أكثر من الصلاة على النبي . و إذا ركب دابته أو زوجته كانت صلاته على النبي أكثر و أجزل.
فالمسلم بمجرد ما يخرج للدنيا يُصلى على النبي عند رأسه، و عندما يموت يُصلى على النبي عند رأسه و صلاة جنازته كلها صلاة على النبي، و عندما يُنزل إلى قبره يُصلى على النبي.فالصلاة على النبي تصحب المسلم من مهده إلى لحده.
هكذا غدت الصلاة على محمد و على آل محمد كالماء و الهواء ضرورة من ضروريات الحياة فقد لا يشرب المسلم الماء أو قد لا يجده ، و مع ذلك فهو يصلي على النبي.و إذا ما سألته ما معنى هذه الصلاة على محمد أو لماذا صليت على محمد في هذا الموقف أو غيره،جمد الدم في عروقه و زاغت منه العيون،و ارتسمت على محياه كل معان الدهشة و الحيرة، فلا يجد جوابا غير إنها الصلاة على النبي.
في صلواته كلها المفروضة منها أو المسنونة، و في أذكاره و ابتهالاته و دعواته و تسابيحه  يصلي المسلم على النبي و مع ذلك فهو لا يدري ما هي هذه الصلاة وما معناها و ما هي الحكمة من مشروعيتها و ما هي الأهداف و الغايات من فرضها أو ذكرها.إنما هو يصلي على محمد و على آل محمد و كفى.و إذا ما حدث و خطر بباله التساؤل في ماهية هذه الصلاة واجهته أهوال  و متاهات لا قبل له بها ، و اعترضته جبال و أكوام من المؤلفات لا آخر لها، و أعجزته بحور من المداد لا قرار لها. و حتى الباحث المستعجل قد تجده لا يحفل بهذا الكم الهائل من القيل و القال فيعتبره من باب المدح الزائد و الحشو الفارغ.و لكنه بمجرد ما يبدأ في تفحص الأسفار و تأمل الأقوال،فإنه  يشتم أن في الأمر خطورة، و يستشعر أن هناك أسرارا هي التي استدعت كل هذا الكلام و كل هذا المداد. إذ لا يعقل أن تنسخ و تؤلف حول موضوع بسيط تافه كل هذه المجلدات و الكتب لمجرد المدح و الثناء.
و الحق الحق أنه منذ أن نسج محمد الآية السادسة و الخمسين من سورة الأحزاب: إن الله و ملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما.إلا و انفجرت ضجة مهولة من التساؤلات التي تعبر عن حيرة الناس و أمر عبادتهم.فهم يعرفون أن الصلاة واجبة على المرء المتعبد اتجاه معبوده، فكيف للمعبود الذي هو الله أن يصلي على العابد.الصلاة واجبة في حق العابد و مستحيلة في حق المعبود. فما معنى أن يصلي الله على نبيه.ثم هذه الآية تأمر الناس جميعا بالصلاة على النبي.فهل تكون الصلاة لله أم تكون للنبي؟؟و لماذا نصلي على النبي، ما دامت الصلاة استغفارا للذنوب و الآثام و استدرارا للرحمة و العون و طلبا للرضى و البركة، فهل هذا معناه أننا نطلب المغفرة و الرحمة و العون من النبي أم أننا نتوسلها لأجله هو؟؟؟  و هل هذا النبي الذي فضله الله و أجلسه على العرش يحتاج لصلوات أتباعه؟؟ 
هذا أبو سعيد الخدري يقول فيما أخرجه ابن كثير عن البخاري في تفسيره للأحزاب عن عبد الله بن يوسف ، ثنا الليث ، عن ابن الهاد ، عن عبد الله بن خباب : قلنا : يا رسول الله ، هذا السلام فكيف نصلي عليك : قال : " قولوا : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، كما صليت على آل إبراهيم . وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم. و أما كعب بن عجرة فيروى عنه فيما أخرجه ابن كثير و السخاوي و غيرهما عن البخاري عن سعيد بن يحيى بن سعيد ، ثنا أبي ، عن مسعر ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ،أن ابن عجرة قال: : قيل : يا رسول الله ، أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة ؟ فقال : قولوا : اللهم ، صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم ، بارك على محمد وعلى آل محمد  كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد. و منه يتضح أن أمر الصلاة على النبي قد خلق بلبلة لدى عموم الناس حتى أضحوا زرافات و فرادى يحجون إلى النبي متسائلين عن كيفية الصلاة عليه بعدما علمهم أمرا آخر في غاية الخطورة ألا وهو السلام عليه.يقول ابن كثير: ومعنى قولهم : أما السلام عليك فقد عرفناه: هو الذي في التشهد الذي كان يعلمهم إياه ، كما كان يعلمهم السورة من القرآن ، وفيه :  السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته،انتهى. أما التشهد فهو دعاء يتخلل الصلوات المفروضة، و هو ألفاظ يقرأها المصلي أثناء الجلوس من السجدة الثانية في الركعة الثانية أي في  نصف الصلاة و يعيده في ختام الصلاة قبل السلام مع إضافة الصلاة الإبراهيمية.أما ألفاظه فهي إجمالا و على اختلاف المذاهب قول المصلي: التحيات لله الزكيات لله الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي و رحمة الله تعالى و بركاته ، السلام علينا و على عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق و أن النار حق و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور،و تضاف إليها الصلاة الإبراهيمية في التشهد الثاني و ألفاظها اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم، و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
فإذا كانت الصلاة،إطلاقا، و كما هو حالها في جميع الأديان، هي الامتثال أمام المعبود و بذل كل  طقوس الولاء والطاعة له قصد التقرب منه و التزلف إليه و الفوز بالمكانة الرفيعة عنده و التحبب و التودد إليه و الحصول على عطفه و مغفرته و رحمته ، و شكره كذلك و حمده على غيثه و عونه ونعمه.فما دخل النبي فيها إذا؟و لماذا يسلم المسلم عليه بصيغة الحضور!!! و يقول له السلام عليك أيها النبي .أ ليس هذا يعني أن النبي حاضر في كل صلوات المسلم المفروضة؟و أن المسلم عندما يسجد و يركع فإنما هو يفعل ذلك أمام محمد و لمحمد و ليس لله؟؟؟و من هنا يبزغ السؤال الصاعق لمن يصلي المسلم في واقع الأمر، هل يصلي لله أم هو يصلي لمحمد؟؟؟ فالسلام على محمد ليس هو الدعاء له بسلامة البدن و الروح كما يذهب إليه ابن باز في شرحه لشعيرة الصلاة على النبي ، و لا هو ـ الله عليك ـ بمعنى أن الله هو السلام و عليه فإن ـ السلام عليك أيها النبي ـ هي الله عليك يا محمد.لا و ألف لا، إنما السلام عليك أيها النبي تحية لشخص حاضر في صلاتنا نحييه بتحية السلام و الرحمة و نبذل له فروض الطاعة و الولاء. و هذا مظهر من مظاهر السطو على الله و على وظائفه و اختصاصاته العلية كما سبق لنا ذكره في مقال السطو على الله. أما إذا عجنا على صلاة المسلم خصوصا، فبغض النظر عن الحركات البهلوانية غير المعقولة و المهينة للكرامة الإنسانية التي يقوم بها المسلم،فإن صلاته تقوم على فرضين اثنين لا ثالث لهما : الحمدلة و التشهد.و هما دعاءان يشكر الله في أولهما و يحمده و يطلب منه أن يهديه صراط الذين أنعم الله عليهم،و هذه هي سورة الفاتحة التي هي في الحقيقة دعاء الصلاة.فإذا قرأتها في الصلاة كان لها معنى قائما في الذهن.أما إذا أضفت إليها البسملة و وضعتها في القرآن فإنها تصبح بغير معنى.. و في الدعاء الثاني الذي هو التشهد نجد المسلم يتوسل إلى الله أن يصلي على محمد و على آله. فماذا ينال المسلم إذا من صلواته؟؟لا شيء!!! فهي كلها لمحمد.
و نأتي الآن للصلاة على محمد و على آل محمد
فهذا كعب بن عجرة و أبو سعيد الخدري يقولان أنها هي قوله اللهم صل على محمد و على آل محمد.و معناها يا رب نتوسل إليك بحقنا عندك أن تصلي لنا على محمد و على آل محمد. و لقد علِمنا الصلاة عند المؤمنين جميعهم و علِمنا الصلاة عند المسلمين فكيف يصلي الله على محمد يا ترى؟ و ما أظن أن هذا السؤال يطرح لأول مرة، بل لو لم يكن كان مطروحا بحدة  منذ أيام النبي الأولى لما اعتنى بالجواب عليه كل هؤلاء المفسرين و الرواة و أهل الأخبار و المحدثين. فكل شيء يمكن تصوره و عقلنته إلا أن يصلي المعبود للعابد و الله لمحمد،فهذه فرية ما لها من قرار،لكون الصلاة كما سبق لنا ذكره واجبة في حق العابد المتعبد و مستحيلة في حق الإله المعبود.فكيف يصلي الله على محمد إذا؟ هنا تطالعك جحافل من الأجوبة و الردود لا حصر لها  وأفواج من التعليلات والتبريرات لا نهاية لها، قد عكف الإمام الحافظ شمس الدين أبو الخير السخاوي على تجميعها في كتابه القيم ـ القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ـ سنأخذ منها ما يلائم بحثنا و يشفي غليلنا. يقول الإمام في الصفحة التاسعة عشر من مؤلفه المذكور: ففي البخاري عن أبي العاليه أن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند ملائكته ومعنى صلاة الملائكة عليه الدعاء له وكذا روينا في أواخر الثامن من حديث الخرساني عن الربيع بن أنس في قوله أن الله و ملائكته يصلون على النبي قال صلاة الله عليه ثناؤه عند ملائكته وصلاة الملائكة عليه الدعاء له وقوله يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه أدعوا له.انتهى.إذا فصلاة الله على محمد هي شكر الله له و ثناؤه عليه عند الملائكة، و ذلك لما لمحمد من فضل على الله إذ هو الذي بلغ الرسالة و أدى الأمانة و نجح فيما فشل فيه الأنبياء و الرسل جميعهم و الملائكة معهم لذا فهو الوحيد الذي يستحق الشكر و الثناء عليه من طرف الله .و قولنا اللهم صل على محمد يعني بالتالي توسلنا إلى الله أن يشكر و يثني على محمد لدى الملائكة!!!!! فهل هذا معقول؟؟  لأن ظاهر الدعاء يوحي بشيء جلل،إذ يفهم منه أن هناك مشكلا ما عالقا بين الملائكة و محمد..و أننا نتوسل الله أن يتدخل عندهم ليغيروا رأيهم في محمد..أليس كذلك؟؟؟ و نحن نذكر أن الله عندما أخبر ملائكته أنه جاعل في الأرض خليفة لم يوافقوه، و قالوا له أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء؟؟ (البقرة 30). فهل محمد هو ذاك الخليفة الذي لم يرق للملائكة استخلافه في الأرض؟؟ و هل محمد هو ذاك الذي يفسد في الأرض و يسفك فيها الدماء و الذى تمتنع الملائكة عن الاعتراف به ،و نحن نحض الله و نحثه بواسطة صلاتنا عليه على التدخل لدى هؤلاء المقربين إليه  و التشفع له عندهم و حملهم بالتالي على تغيير نظرتهم لحبيب المسلمين و قرة عيونهم محمد (ص).؟؟؟.. إذا كان محمد هو الذي فرض على المسلمين هذه الصلاة عليه فإنه بذلك  يعترف بفساده و إجرامه و يطلب بالتالي من أتباعه أن يتشفعوا له عند الله كي يتشفع  هذا الأخير له عند ملائكته.و إذا كان الله هو الذي فرض هذه الصلاة على نبيه فهذا اعتراف ضمني من الله يقر فيه بأنه سبحانه و تعالى لم يبعث للناس إلا المفسدين و المجرمين و القتلة و النصابين. و نحن نعرف مدى فساد محمد الأخلاقي و الخلقي فهل هناك من فساد أكبر من نكح الميتة و معاشرة الصبيان؟؟ .لا ، بالطبع.. و نحن نعرف كذلك أن محمدا كان سفاحا سفاكا للدماء. و ما خبر فدك و بني قريضة و بني النضير عنا بغريب... هذا من جهة أما من أخرى فنحن نعرف كذلك أن مشكل الملائكة كان مع آدم (عليه السلام هو الآخر) الذي أمرهم الله بالسجود له ففعلوا غصبا عنهم إلا إبليس واحدا منهم لم يرض لنفسه الذل و المهانة فرفض أمر الله و عصاه . أما محمد فتعرفه الملائكة و هو يعرف الملائكة. فالاثنان كانا يتبادلان الزيارات.محمد زار الملائكة في سمائهم و الملائكة كانوا يتوافدون على محمد ، فمنهم  من كان يضلله بالغمام  و منهم من كان يكتب حسناته و سيئاته و منهم من حمله على ظهره و منهم من كلمه و خطب له و قاد عليه(قواد) و أنزل له من المصانع و المطابع السماوية الحديد و المن و السلوى و الكتاب المنير.فالملائكة يعرفون محمدا و محمد يعرفهم. فكيف لهم أن يخلطوا بينه و بين آدم ويحملوه وزر هذا الأخير و خطاياه؟؟إنما هو محمد من زرع نفسه  و المفسرون معه وسط هذه المعمعة و قابل بين نفسه و آدم طاويا التاريخ  و جاعلا نفسه مكان آدم و أتباعه مكان الملائكة و معارضيه مكان إبليس. و بذا يصبح ما قبل محمد لاغيا ملغيا و يصبح محمد هو أول البشر و ليس أول المسلمين .و عام الفيل يصبح هو فجر التاريخ و بداية الحضارة و الإنساية جمعاء. و بذلك يتم لمحمد و التابعين له بإحسان السطو  و السيطرة و الاستيلاء ليس على الله وحده فقط،و لا على دين و أموال خديجة و دين و أموال بني النضير فحسب بل و على الإنسانية جمعاء في كل زمان و كل مكان. 
و إن مما اخترناه عن السخاوي من تفاسير ل اللهم صل محمد و على آل محمد ما نقله عن الترمذي عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم قالوا صلاة الرب الرحمة وصلاة الملائكة الاستغفار وهو منقول عن ابي العالية والضحاك إلا أنهما قالا صلاة الملائكة الدعاء وقال الضحاك بن المزاحم أيضاً صلاة الله رحمته وفي رواية عنه مغفرته وصلاة الملائكة الدعاء أخرجهما إسماعيل القاضي من طريقه فكأنه يريد الدعاء بالمغفرة نحوها ورجح الشيخ شهاب الذين القرافي أن الصلاة من الله المغفرة وكذا فسرها الأرموي والبيضاوي وقال الإمام فخر الدين الرازي والأمدي أنها الرحمة.انتهى.
فصلاة الله على نبيه إذا بمقتدى هذا التفسير الثاني هي الغفران و الرحمة و كلاهما يعنيان الصفح و العفو و المغفرة من الذنوب و الآثام..و يا ما أعظم ما اقترفه محمد منها. فمحمد أشرك نفسه بالله.و هل هناك من ذنب أعظم من هذا. فالشهادة و الإيمان بالله لا تقومان إلا بالشهادة  و إلإيمان بنبوة محمد.فمن لم يشهد لمحمد بالنبوة يمنع عن الله و يمنع عنه الله.و الولاء لله لا يتم إلا بالولاء لمحمد، فمن لم يتول محمدا ليس له في أن يطمع في ولاية الله، لأن الله لن يتولاه أبدا و لن يضر بخاطر محمد. و من تولى محمدا فإن الله مولاه و صالح المؤمنين و الملائكة أجمعين سواء أ كان مؤمنا أم كان فاجرا كافرا.إذ المهم  هو أن يكون المرء مقبولا عند محمد الذي يقول إن الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر و في حديث آخر بالرجل الكافر. و هذا معنى قوله إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله. كما أن الصلاة المفروضة لله لا تكون تامة ولا صحيحة إلا بالصلاة على النبي كما نحن بصدد تبيينه. فبعد أن يحمد المسلم ربه و يطلب منه أن يهديه صراط الذين أنعم الله عليهم يتوسل إليه أن يغفر لمحمد  ذنوبه و يكلأه بعفوه و يدخله في رحمته. و هنا أود لو أفتح مزدوجتين لنقوم و لو بوقفة قصيرة عند الذين أنعم الله عليهم فنتساءل مع أبي إسحاق الكندي و أصحابه عن من هم هؤلاء الذين أنعم الله عليهم.فإذا كان المسلمون هم حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون فما بالهم يتوسلونه أن يهديهم صراط الذين أنعم عليهم؟؟ ا ليس المفلحون و الفائزون هم من ينعم الله عليهم؟؟؟ فإذا كان الضالون هم النصارى و المغضوب عليهم هم اليهود و الذين أنعمت عليهم ليسوا هم المسلمين إنما المسلمون يطلبون أن يهديهم الله إلى طريقهم فمن هم إذا هؤلاء الفرقة التي أنعم الله على أفرادها ؟.و بما أن المسلمين يطالبون الله أن يهديهم الصراط المستقيم الذي هو صراط هؤلاء الذين أنعمت عليهم، أ فليس هذا يعني ضمنيا أن المسلمين ليسوا على الصراط المستقيم ؟ بل إنهم على العكس من ذلك على طريق الضلال و الكفر و العياذ بالله.انتهت المزدوجتان.و عليه فلا شهادة و لا إيمان و لا ولاء و لا صلاة لله بدون إشراك محمد،فإشراك محمد مع الله في الملك و الحكم و العبادة و التأليه هو الإيمان الصحيح عند محمد. أ ليس هذا هو الشرك العظيم؟ يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم(لقمان 13) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما (النساء 48). و من مظاهر شرك محمد بالله جلوسه معه على العرش و كتابة اسمه عليه و مشاركته في الحكم بل و اعتراضه عليه، لأن من تشفع له محمد عند الله لا يناله عقاب الله.فكلمة محمد هي العليا و كلمة الله هي السفلى.أ ليس هذا هو الشرك العظيم؟؟؟ و بمثل ما استولى عليه محمد من خصائص الله و وظائفه و خص بها نفسه بمثل ما جاد به على الله من الأفعال الآدمية.فقد جعل الله غبيا أبلها يغضب و يغتاظ و يخرب و يهدم و يلعن و يسب مما يضطره سبحانه و تعالى إلى التقرب من عباده و الصلاة عليهم و الاستغفار عندهم.فالله لا يصلي على محمد لوحده و إنما المسكين يصلي على جميع المؤمنين و المؤمنات بمحمد  . يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ( الأحزاب : 41 - 43 ) . وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ( البقرة : 155 - 157 ). 
فهل هناك من شرك أعظم من هذا؟؟ و هل هناك من تعد على حرمات الله و مقدساته أكبر من هذا؟
لهذا و لغيره مما لم يتوفر لنا ذكره من الأسباب ألزم محمد أتباعه بإرغام الله على الغفران له و الرحمة به و العفو عليه و الصفح عنه و الثناء عليه لدى الملائكة الذين يكرهونه و يتآمرون ضده، حين قولهم اللهم صل على محمد و على آل محمد. و لنا أن نتصور كمية هذه الطلبات التي تصعد في هذا الصدد إلى الديوان الإلهي كل و ساعة و كل حين لنتبين مدى فداحة ما أقدم عليه محمد من الذنوب و الآثام. و قد أخرج البخاري في كتاب الدعوات باب الصلاة على النبي عن العز بن عبد السلام أنه قال:ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة منا له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله.انتهى. و علينا أن نتساءل إذا كانت توسلاتنا و ابتهالاتنا لله أن يتقبل محمدا بالقبول الحسن و يغفر له ما تقدم و ما تأخر من ذنوبه ليس شفاعة منا له فما هي الشفاعة إذا؟بلى يا أبا العز إننا نشفع له رغما عنك و رغما عن أنفك. و من المتطفلين من يقول إن خصيصة اللهم صل على محمد و على آل محمد هي تكريم وتشريف لنبي الإسلام محمد كنبي آخر الزمان المبعوث للناس كافة لتبليغه الرسالة وتأديته الأمانة.فهل فعلا نكرم محمدا و نعظمه عندما نطلب له الهداية و الغفران أم أننا نحط من قدره و سمعته و نعترف بذنوبه و آثامه؟؟
أبو نبي المشركين


ليست هناك تعليقات: