الأحد، 30 يناير 2011

قراءة في السيرة النبوية


ذهب بعض الباحثين(1) إلى أنّ محمّدا لم يوجد وأنّه صناعة أسطوريّة متأخّرة حتّمتها الظروف العقائديّة والاجتماعيّة للإمبراطوريّة العربيّة الناشئة، فألّف كتبة السيرة قصّة تنهل من موروث الحضارات والبلدان التي فتحوها وأسقطوها كلّها على شخصيّة شخص أو قائد أو نبيّ سمّوه محمّدا، فمثله مثل عيسى أو موسى أو سليمان ليس لهم وجود إلاّ في المجال الدينيّ لا التاريخيّ.

ونحن إذ نتّفق معهم في كثرة الأساطير التي تزخر بها السيرة فإنّنا نختلف معهم بشأن وجود محمّد، حيث أنّنا لا نعتمد السيرة العربيّة وحدها والتي من المؤكّد أنّها تحرّكها أغراض دينيّة أكثر منها تاريخيّة، وإنّما ننظر أيضا إلى المصادر الخارجيّة الأجنبيّة المعاصرة لفترة بدايات الإسلام وهي تؤكّد أحداث السيرة في خطوطها العامة أو تنفيها أو تقدّم وجهة نظر أخرى، ومن هذه المصادر الأجنبيّة تاريخ سبيوس المكتوب باللغة الأرمينيّة سنة 660 ميلادي وهو نصّ معاصر للأحداث تقريبا يذكر محمّدا بالاسم ويشير إلى أنّه تاجر (2) وهذا يتّفق مع السيرة العربيّة في هذه النقطة، وكذلك توما القسّيس سنة 640 ميلادي متحدّثا عن معركة غزّة وذاكرا اسم محمّد(3) ويذكره أيضا تاريخ خوزستان سنة 660 ميلادي(4) ويعقوب الرهوي سنة 708 ميلادي(5) الخ..
فوجود شخص كان اسمه أو كنيته أو صفته "محمّدا" كمشرّع وقائد تؤكّده المصادر الأجنبيّة المعاصرة وتؤكّد أيضا على أنّ هذا النبيّ كان محاربا ويسفك الدماء بلا هوادة، مثلما جاء في دوكترينا جاكوبي سنة 640-660 ميلادي(6) فبدل أن ننفي وجود محمّد كونه تأسطر كثيرا، علينا أن نبحث عن محمّد التاريخيّ خلف هذه الطبقات من التراكمات الدينيّة والزيادات الأسطوريّة، وإن كنّا ندرك حجم الصعوبات الكثيرة التي تحيط بمثل هكذا أبحاث بسبب النقص الشديد في المعلومات الأركيولوجيّة في مكّة والمدينة ووقوعها تحت سلطة الرقابة الدينيّة.
تشير السيرة إلى أنّ النبيّ هو ابن عبد الله الذي توفّي عن عمر 25 أو 28 سنة(7) قبل ولادة النبيّ، فكان دوره في السيرة هو إنجاب النبيّ ثمّ الوفاة ولا توجد معلومات إلاّ نادرة عنه بينما يتوسّع الإخباريّون في الحديث عن عبد المطّلب جدّ النبيّ وعن هاشم جدّ عبد المطّلب وعن النبيّ بطبيعة الحال، لكن عبد اللّه كان دوره مثل أدوار "الكومبارس" فما عليه إلاّ أن ينجب محمّدا ثمّ يخرج من الصورة.

واسم عبد الله هو كنية وليس اسما حقيقيّا فكلّنا عباد الله ويمكن أن نسمّي أيّ شخص "عبد الله" ونلاحظ في النقوش وفي العملة في القرن الأوّل الهجري أنّ كنية عبد الله تقترن دائما باسم الشخص فنقرأ في نقش في الطائف: عبد الله معاوية أمير المؤمنين، وفي بعض العملات: عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، وفي نقش على عملة دمشقيّة: عبد الله الوليد أمير المؤمنين، وفي رسالة أمويّة: عبد الله سليمان أمير المؤمنين، وفي نقش في قصر الخير نقرأ: عبد الله هشام أمير المؤمنين(8) الخ… إلاّ عبد الله والد النبيّ فلم تقدّم السيرة لنا اسمه الحقيقيّ وربّما لم يكونوا يعرفونه خاصّة إذا ربطنا هذا الطرح مع ما جاء في الترمذي: عن ‏ ‏العباس بن عبد المطلب ‏ ‏قال ‏قلت يا رسول الله إن ‏ ‏قريشا‏ ‏جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في ‏ ‏كبوة ‏ ‏من الأرض فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏إنّ الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم من خير فرقهم وخير الفريقين ثم تخيّر القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخيّر البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا، قال ‏ ‏أبو عيسى ‏هذا ‏حديث حسن(9).
وجاء في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: مثل نخلة في كبوة من الأرض، أي كصفة نخلة نبتت في كناسة من الأرض، والمعنى أنّهم طعنوا في حسبك(10) فالكبوة هي الشيء الذي يُكنس خارجا ونقرأ في لسان العرب: الكبة الكناسة من الأسماء الناقصة أصلها كبوة بضم الكاف مثل القلة أصلها قلوة والثبة أصلها ثبوة ويقال للربوة كبوة بالضم قال وقال الزمخشري الكبا الكناسة وجمعه أكباء والكبة بوزن قلة وظبة نحوها وأصلها كبوة وعلى الأصل جاء الحديث قال وكأنّ المحدث لم يضبطه فجعلها كبوة بالفتح قال ابن الأثير فإن صحت الرواية بها فوجهه أن تطلق الكبوة وهي المرة الواحدة من الكسح على الكساحة والكناسة وقال أبو بكر الكبا جمع كبة وهي البعر وقال هي المزبلة(11).
ولنا أن نتساءل ما الذي يجعل هؤلاء القوم من قريش يشكّكون في نسب النبيّ إلى بني هاشم إن كان معروفا عندهم؟ ونقرأ حديثا آخر أغرب منه في البخاري، وهو أنّ حمزة بن عبد المطّلب بعد غزوة بدر قتل ناقتين غنمهما عليّ بن أبي طالب، وكان حمزة في بيت أحد الأنصار يشرب الخمر ويستمع لقينة تغنّي فقالت هذه المغنّية: أيا حمز للشرف النواء، فملأ الفخر حمزة فأخذ سيفه وقتل ناقتين لعليّ فاشتكى عليّ للنبيّ: فدعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذن له فإذا هم شربٌ فطفق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة ثمل محمرّة عيناه فنظر إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فصعّد النظر إلى ركبته ثم صعّد النظر إلى سرّته ثم صعّد النظر إلى وجهه ثم قال حمزة وهل أنتم إلا عبيدٌ لأبي فعرف رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه ثملٌ فنكص رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على عقبيه القهقرى وخرج وخرجنا معه(12) ما الذي يدعو حمزة إلى أن يعتبر النبيّ عبدا لأبيه؟ يفسّرها ابن حجر في شرح البخاري أنّ الجدّ يسمّى سيّدا وحمزة أقرب إلى عبد المطّلب من محمّد فأراد أن يفخر بهذا الكلام، وهذا تبرير ضعيف وخاصّة إذا ربطنا الحادثة مع ما تقوّله بعض قريش مثلما أشرنا في سنن الترمذي، وكذلك اسم "عبد الله" الذي هو للديكور كما يبدو، فهل كان محمّد مولى لعبد المطّلب؟
وأودّ أن ألفت انتباه القارئ -الذي قد يُصطدم- إلى كون محمّد هو ابن عبد الله أو ابن شخص آخر أو مولى لعبد المطّلب فهو أمر لا يطعن في شخصيّته وقيمته فنحن نعرف أنّ لقريشا أسبابها السياسيّة التي تدفعها لجعل النبيّ منها، فكان الحديث الذي يقول: إنّ هذا الأمر [أي الحكم] في قريش لا يعاديهم أحدٌ إلا كبّه الله على وجهه، ما أقاموا الدين(13) أو الحديث القائل: قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، لا يزال هذا الأمر في قريشٍ ما بقي منهم اثنان(14) وغير ذلك من الأحاديث التي ترفع من شأن قريش وتوطّد حكمها، وكلّها أحاديث صحيحة، أو جعلوها كذلك، فللملك أسباب ومنطق وللسلطان هوى وحيلة، وكان مصير كلّ من عارض حكم قريش القتل والصلب مثلما حدث مع غيلان الدمشقيّ الذي قال عن الإمامة أنّها تصلح في غير قريش(15) فضرب هشام بن عبد الملك عنقه، ولا ننسى أنّ السيرة التي وصلتنا مكتوبة في العهد العبّاسي فلا بدّ أن يكون النبيّ قريبا للعبّاس بقرابة دم وثيقة، فالأمر والحكم فيهم ومنهم، ونتذكّر قول طه حسين: لأمر ما اقتنع الناس بأنّ النبيّ يجب أن يكون صفوة بني هاشم، وأن يكون بنو هاشم صفوة بني عبد مناف، وأن يكون بنو عبد مناف صفوة قريش، وقريش صفوة مضر، ومضر صفوة عدنان، وعدنان صفوة العرب، والعرب صفوة الإنسانيّة كلّها. وأخذ القصّاص يجتهدون في تثبيت هذا النوع من التصفية والتنقية وما يتّصل منه بأسرة النبيّ خاصّة(16).
ويروي ابن سعد في الطبقات: قيل لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: إنّ هاهنا ناساً من كندة يزعمون أنك منهم، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إنّما ذلك شيء كان يقوله العبّاس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن حرب ليأمنا باليمن، معاذ الله أن نزني أمنا أو نقفو أبانا، نحن بنو النضر بن كنانة، من قال غير ذلك فقد كذب(17) وفي رواية أخرى: عن الأشعث بن قيس قال: قدمت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في وفد من كندة لا يروني أفضلهم، قال عفان: فقلت يا رسول الله إنّا نزعم أنّكم منّا، قال فقال: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمّنا ولا ننتفي من أبينا. قال فقال الأشعث بن قيس: لا أسمع أحداً ينفي قريشاً من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد(18) ونحن اليوم نستطيع التأكّد-تقريبا- من عدم صحّة هذا الكلام، فإن كان هؤلاء القوم يقصدون أنّ قريشا يعودون إلى كندة في النسب، فهذا غير صحيح، لأنّ كندة في جنوب الجزيرة قرب حضرموت، وعندنا نصّ لكاتب سريانيّ يعود إلى سنة 485 ميلادي جاء فيه: غزوات أبناء هاجر [أي العرب] هي أشدّ عنفا حتّى من المجاعة (…) ونأسف لما يفعله أبناء هاجر وخاصّة قبيلة قريش الذين هم كالحيوانات(19) والمكان الذي يتحدّث عنه هو "بيت عرامايا" في غرب الشام، فقريش تسكن في تلك المنطقة بوصفها تغير على المناطق المحاذية بينما كندة بعيدة جدّا في الجنوب، ونجد بعض الصدى في السيرة لوجود قريش في الشام إذ أنّ قصيّا -جدّ النبيّ- كان يعيش هناك(20) والنبيّ نفسه كانت له أملاك في حبرى وبيت عينون في الشام(21) وهاشم جدّ النبيّ مات بغزّة في الشام(22) حيث نلاحظ علاقة قريش -أو على الأقلّ نسل قصيّ- بالشام في كلّ مرّة. أمّا إذا كان هؤلاء القوم يقصدون أنّ النبيّ فقط من كندة فهذا أيضا بعيد لأنّ كلّ المصادر غير العربيّة تذكر أنّ النبيّ خرج من يثرب، ولا تتعرّض إلى مكّة إطلاقا ناهيك على جنوبها، وعبد الله –إن وُجد- مات في يثرب وآمنة توفّيتْ أثناء العودة من يثرب وعبد المطّلب ولد في يثرب وهاشم تزوّج في يثرب ومات في الشام والنبيّ كما نعرف هاجر إلى يثرب، فالمنطقة الجغرافيّة لهذه الأحداث تشمل الشام شمالا ويثرب جنوبا، ثمّ مكّة، ونقرأ في شعر حسّان بن ثابت:
نصرنــــا وآوينا النبيّ محمّدا***على أنف راض من معدّ وراغم
بحي حريـــــد أصله، وذماره***بجابية الجولان، وسْط الأعــاجم
نصرناه لمّا حلّ وسْط رحالنا***بأسيافنـــــــــا من كلّ باغ وظالم(23)
فأصل النبيّ عند حسّان من الشام بمنطقة الجولان، بينما كندة ما زالت بعيدة في الجنوب ولا نجد صدى واحدا -ولو كان ضعيفا- لعلاقة النبيّ بها. ويمكننا ربط أبيات حسّان هذه مع كتاب "الهاجريّون" لباتريسيا كرون(24) التي أشارت إلى أنّ الدعوة انطلقتْ من الشام وليس من مكّة الحجاز، أو مع نصّ سبيوس بالأرمينيّة سنة 660 ميلادي، وجاء فيه: في ذلك الوقت اجتمع يهود الاثنتي عشرة قبيلة في مدينة الرها، وأخذوا طريق الصحراء ووصلوا إلى بلاد العرب عند أبناء إسماعيل وطلبوا نجدتهم وأخبروهم أنّهم أقارب حسب التوراة، فآمن [هؤلاء العرب] بهذه القرابة بيد أنّ اليهود لم يستطيعوا إقناع كلّ الشعب [القبائل] لأنّ ديانتهم كانت مختلفة(25)
وبتتبّعنا لشجرة الأنساب التي وضعها كتبة السيرة، رغم أنّها غير حقيقيّة في أغلبها وخاصّة حين يذكرون الجدّ العشرين-وربّما الجدّ رقم خمسين أيضا- لكلّ شخص ولا يتوقّفون عند ذلك بل يذكرون أسماء أمّهاتهم وأجدادهنّ وأمّهات أجدادهنّ وجدّات أمّهات أجدادهنّ وخالات أمّهات أجدادهنّ الخ.. والتي تعود إلى ألف سنة مضتْ وقت تدوينها، وربّما أكثر، وبالتفصيل المملّ وكأنّ كتبة السيرة يقرؤون الأنساب من دفتر للحالة المدنيّة بل ومخزّن في حاسوب أيضا، قلت بتتبّعنا لهذه الشجرة حيث أنّ قصيّا وزهرة أخوان نجد التالي:
قصيّ=عبد مناف=هاشم=عبد المطلب=عبد الله=محمد
زهرة=عبد مناف=وهب=آمنة أمّ النبيّ=محمّد
فآمنة هي من جيل عبد المطلب كما أنّها امرأة والنساء يتزوّجن مبكّرا في ذلك الوقت، وزهرة أكبر من قصيّ بخمس عشرة سنة على الأقلّ وهو ما يزيد هذا الحساب تعقيدا ويُبعد آمنة أكثر عن محمّد، بينما لو حذفنا "عبد الله" من السلسلة لاستقام الحساب، ولم أجد عمر آمنة في كتب التراث -على حدّ علمي- لكن نفهم من السيرة أنّها تزوّجتْ عذراء فكان عبد الله أوّل زوج لها ثمّ توفّيتْ بعده بستّ سنوات، لكنّنا نقرأ في سيرة ابن هشام أنّ آمنة تروي قائلة: ثمّ حملتُ به [أي بمحمّد] فوالله ما رأيت من حمل قطّ كان أخفّ عليّ ولا أيسر منه(26) فهي تذكر أنّ حملها بمحمّد هو أخفّ حمل، فهل لمحمّد إخوة؟ يمكننا تضعيف هذه الرواية أو تأويلها بيد أنّ هناك رواية أخرى واضحة جدّا يذكرها ابن سعد في الطبقات: قالت أم النبي، صلى الله عليه وسلم، قد حملتُ الأولاد فما حملتُ سخلة أثقل منه(27) ففي رواية أنّ حملها خفيف وفي أخرى ثقيل لكن ما يهمّنا هو قولها: قد حملتُ الأولاد، ويمكننا أن نتتبّع رواة هذا الحديث وهو حديث مرفوع يرويه ابن سعد عن عمرو بن عاصم الكلابي الذي أخبره همّام بن يحي عن إسحاق بن عبد الله عن آمنة، ولننظر ماذا يقول رجال الجرح والتعديل في تهذيب الكمال عن هؤلاء الرواة:
الراوي الأوّل إسحاق بن عبد الله: قال عنه يحي بن معين: ثقة، وقال أبو زرعة وأبو حاتم والنسائيّ: ثقة، وقال الواقدي: كان مالك لا يقدّم عليه في الحديث أحدا.
فرتبة الراوي الأوّل، وهو إسحاق بن عبد الله: ثقة حجّة.وهو من رجال البخاري ومسلم.
الراوي الثاني همّام بن يحي: قال عنه يزيد بن هارون: كان همّام قويّا في الحديث، وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ثبت في كلّ المشايخ، وقال أحمد بن حنبل: همّام ثقة، وقال يحي بن معين: ثقة صالح، وذكره ابن حبّان في كتاب الثقات الخ
فرتبة الراوي الثاني: ثقة، وهو من رجال البخاري ومسلم.
الراوي الثالث، عمرو بن عاصم، رتبته: صدوق حسن الحديث وهو من رجال البخاري ومسلم.
الراوي الرابع، محمّد بن سعد، رتبته: حسن الحديث.
لقد ذكرت تخريج سند هذا الحديث حتّى لا يطعن طاعن في رواته ويتّهمهم بالتدليس والتزوير، كما أنّ معناه "وهو أنّ آمنة حملت بأولاد آخرين" مذكور بأسانيد أخرى أيضا(28) وهي تقوّي بعضها بعضا، وإذ أنّه يستوي لدينا الحديث الصحيح والضعيف في البحث العلمي حيث نعتمد على تقاطعات النصوص العربيّة وغير العربيّة والأركيولوجيا والعملة فإنّنا اتّبعنا منهج رجال الحديث في الحكم على حديث آمنة أعلاه وهو: إسناده حسن.
أمّا من حيث المتن فهو منكر بطبيعة الحال لأنّ محمّدا يجب أن يكون وحيد أبويه، ويجب أن يتزوّج عبد الله لكي تحمل منه آمنة ثمّ يموت بعد أيّام أو أشهر من زواجه، فدوره محدّد في السيرة، وهو أن يكون أبا محمّد، ويجب أن تنجب آمنة محمّدا ثمّ تموت حين يبلغ ستّ أو سبع سنوات وتختفي من الصورة أيضا ليتمّ التركيز على عبد المطّلب ثمّ على أبي طالب.
لكنّنا نرجّح أنّ الصورة التي يجب تقديمها عن محمّد لم تكن قد اتّضحتْ بعد، فإسحاق بن عبد الله راوي الحديث كان قد توفّي سنة مائة واثنين وثلاثين هجري وهي بدايات مرحلة التدوين وكانت الروايات متعدّدة حدّ التناقض إلى أن وضعوا الصورة النهائيّة عن محمّد فيما بعد. ويبدأ ابن هشام السيرة موضّحا أنّه اختصر وزاد في سيرة ابن إسحاق ويقول: [إنّي] تارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب (…) وأشعارا ذكرها لم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها، وأشياء بعضها يشنع الحديث فيه، وبعض يسوء بعض الناس ذكره..(29).
فكلّ ما هذّبه ابن هشام واختصره وزاد فيه صار السيرة النبويّة المعتمدة، وهو قد اعتمد رواية البكّائي، بيد أنّنا نملك سيرة ابن إسحاق برواية ابن بكير ونعطي عيّنة عن حجم الاختلاف: عن ابن إسحاق قال: كنت جالسا مع أبي جعفر محمّد بن عليّ، فمرّ بنا عبد الرحمن الأعرج مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب، فدعاه، فجاءه، فقال يا أعرج ما هذا الذي يُحدّث به أنّ عبد المطّلب هو الذي وضع حجر الركن في موضعه؟ فقال: أصلحك الله، حدّثني من سمع عمر بن عبد العزيز، يحدّثه أنّه حدّث عن حسّان بن ثابت يقول: حضرتُ بنيان الكعبة، فكأنّي أنظر إلى عبد المطّلب جالسا على السور شيخ كبير وقد عُصب له حاجباه، ، حتّى رُفع إليه الركن، فكان هو من وضعه بيديه، فقال: انفذ راشدا. ثمّ أقبل على أبي جعفر فقال: إنّ هذا لشيء ما سمعنا به قطّ، وما وضعه إلاّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيده، اختلفتْ فيه قريش فقالوا أوّل من يدخل عليكم من باب المسجد فهو بينكم، فدخل رسول الله فقالوا: هذا الأمين، فحكّموه فأمر بثوب فبسط، ثمّ أخذ الركن بيده فوضعه على الثوب، ثمّ قال: لتأخذ كلّ قبيلة من الثوب بناحية وارفعوا جميعا…(30) فهناك من يحدّث في هذه الرواية أنّ عبد المطّلب هو الذي حمل الحجر الأسود ووضعه مكانه، وهي رواية منطقيّة أكثر إذا استثنينا عبد الله وجعلنا محمّدا مكانه فيكون عبد المطّلب حيّا وقتها، وتذكر بعض كتب السيرة أنّ حمزة كان أكبر من النبيّ بأربع سنوات(31) ولكنّها بالمقابل تذكر قصّة نذر عبد المطّلب ذبح أحد أبنائه إن أنجب عشرة أولاد وتشير في الوقت نفسه إلى أنّه تزوّج في اليوم ذاته مع ابنه عبد الله(32) من هالة بنت وهيب أخت آمنة وأنجب منها حمزة والمقوّم وحجل وصفيّة(33).
 كما أنّ عبد الله توفّي مباشرة بعد الزواج وهنا يوجد تناقض كبير فأبناء عبد المطّلب "الرجال"، حسب هذه الرواية، قبل وفاة عبد الله هم: أبو طالب والزبير والعبّاس وضرار والحارث وأبو لهب، فهؤلاء ستّة أشخاص ويصبحون سبعة إذا أضفنا عبد الله، فكيف حقّق عبد المطّلب نذره وحاول ذبح أحد أبنائه؟ فإمّا أنّ قصّة النذر خياليّة تدخل في باب التشويق الروائي فكما أنّ فرعون أمر بقتل المواليد الجدد ونجا موسى، وهيرودس أمر بقتلهم أيضا ونجا عيسى فها أنّ عبد الله أبا محمّد نجا من الموت أيضا ولكن القصّة على الطريقة العربيّة مع الإسهاب في عرض التفاصيل والشخصيّات حيث لا يعوزهم الخيال مطلقا، وإمّا أنّ عبد المطّلب تزوّج من هالة قبل ابنه عبد الله وأنجب حمزة والمقوّم وحجل ثمّ أنجب عبد الله في الأخير، فيصبح العدد عشرة، ولكن ما السبب الذي دفعهم لذكر زواج عبد المطّلب في اليوم نفسه مع عبد الله؟ وما السبب في ذكر أنّ حمزة أكبر من النبيّ بأربع سنوات فقط؟ يمكننا الإجابة أنّ حمزة أكبر من النبيّ بأربع سنوات وذلك لأنّ عبد الله لم يوجد، وهو شخصيّة وهميّة، وخاصّة إذا أشرنا إلى أنّ غزوة أبرهة كانت سنة 552 ميلادي، مثلما ذكرنا أوّل البحث، وربّما يكون محمّد مولودا فعلا في ذلك التاريخ.

قد يقول قائل: إن سلّمنا بأنّ عبد الله هو شخصيّة وهميّة وبأنّ محمّدا هو ابن عبد المطّلب بل ونسلّم أيضا أنّه ليس ابنه وتبنّاه وكفله، والله أعلم أين يضع رسالته، فما الذي يدعو كتبة السيرة إلى اختلاق شخصيّة عبد الله؟ كان يمكنهم كتابة أنّ محمّدا هو ابن عبد المطّلب مباشرة وهذا أكثر شرفا وأكبر مجدا، فما الداعي إلى أن ينزعوا عن محمّد هذا الشرف وهم في موضع البحث عن كلّ ما يرفع من شأنه؟

إن "حذفوا" عبد الله فسيكون عمر محمّد كبيرا –ثمانين سنة- بينما يجب أن ينزل الوحي في سنّ أربعين سنة فلمْ يختاروا هذه السنّ اعتباطا والتي تشير إلى اكتمال العقل في الموروث الشرق-أوسطي كقول القرآن متحدّثا عن الإنسان: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت عليّ..(الأحقاف، 15) وسيكون بين نزول الوحي ووفاته أربعون سنة وهذا كثير فلزم تقليص المدّة بجعل عبد الله بين محمّد وعبد المطّلب وتكون الدعوة عشرين سنة فقط، كما لا يخفى علينا الاختلاف الشديد بين الفترة المكيّة والفترة المدنيّة وكأنّهما شخصان مختلفان تمّ دمجهما في شخص واحد، فمحمّد المكّي يقول: قل لا أسألكم عليه أجرا إلاّ المودّة في القربى (الشورى، 23) بينما المدني يقول: يا أيّها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإنّ الله غفور رحيم (المجادلة، 12) فالأوّل لا يطلب أجرا بينما الثاني يطلبه مع التسهيل، والمكيّ يقول: خذ العفو وأْمرْ بالعرف وأعرض عن الجاهلين (الأعراف، 199) بينما المدني يقول: إنّما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض (المائدة، 5) والأوّل يقول: ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن (النحل، 16) بينما الثاني يقول: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحقّ من الذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (التوبة، 29) إلى آخره من الأمثلة دون ذكر تدخّل القرآن المدني في كلّ مرّة لتطليق هذا وتزويج ذاك، والفرق واضح بين الشخصيّتين، في الرؤية وفي الأسلوب أيضا، فالقرآن المكّي يختلف أسلوبا وبناءً عن القرآن المدني وكلّ كاتب له بصمته الأسلوبيّة التي تختلف عن غيره وليس مقام هذا المبحث هنا.

وبمناسبة نزول الوحي تشير كتب السيرة اعتمادا على ابن إسحاق أنّ النبيّ كان في غار حراء حين تلقّى الوحي من جبريل، لكن إذا عدنا إلى تفسير مقاتل بن سليمان لسورة العلق (وهو معاصر لابن إسحاق) نقرأ التالي: سورة العلق مكية ، عددها تسع عشرة آية كوفى، قوله : (اقرأ باسم ربك ( يعني بالواحد ) الذي خلق ) يعني الإنسان ، وكان أوّل شيء نزل من القرآن خمس آيات من أول هذه السورة (…) وذلك أنّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دخل المسجد الحرام، فإذا أبو جهل يقلّد إلهه الذي يعبده طوقاً من ذهب ، وقد طيبه بالمسك، وهو يقول : يا هبل لكلّ شيء سكن ، ولك خير جزاء، أما وعزّتك لأسرنك القابل (…) فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ويحك، أعطاك إلهك وشكرت غيره، أما والله لله فيك نقمة، فانظر متى تكون ؟ ويحك، يا عم، أدعوك إلى الله وحده، فإنّه ربّك وربّ آبائك الأوّلين وهو خلقك ورزقك، فإن اتّبعتنى أصبت الدنيا والآخرة، قال له: واللات والعزّى ورب هذه البنية لئن لم تنته عن مقالتك هذه ، فإن وجدتك هاهنا ، وأنت تعبد غير آلهتنا لأسفعنّك على ناصيتك يقول: لأخرجنّك على وجهك، أليس هؤلاء بناته، قال : وأنّى يكون له ولد ؟ .فأنزل الله عز وجل: (علّم الإنسان ما لم يعلم ) والنبي، صلى الله عليه وسلم، يومئذٍ بالأراك ضحى.(34)
فآيات سورة العلق الأولى نزلت والنبيّ عند الكعبة، حسب مقاتل بن سليمان، بينما نزلتْ والنبيّ في غار حراء عند ابن هشام، وتبعه أهل التفسير، ويذكر مقاتل غار حراء ولكن بطريقة أخرى حيث يقول: (يا أيها المدثر ) يعني النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنّ كفّار مكّة آذوه، فانطلق إلى جبل حراء ليتوارى عنهم، فبينما هو يمشي، إذ سمع منادياً يقول: يا محمّد، فنظر يميناً وشمالاً وإلى السماء، فلم ير شيئاً، فمضى على وجهه، فنودي الثانية: يا محمد، فنظر يميناً وشمالاً ، ومن خلفه ، فلم ير شيئاً إلا السماء (…) ففزع فزعا شديدا، ثم وقع مغشيا عليه ولبث ساعة. ثمّ أفاق يمشي وبه رعدة شديدة ورجلاه تصطكّان راجعا حتى دخل على خديجة، فدعا بماء فصبّه عليه، فقال: دثّروني، فدثّروه بقطيفة حتى استدفأ…(35)
بينما ابن إسحاق –برواية ابن بكير- يشير إلى أنّ النبيّ كان في غار حراء ومعه أهله، أي خديجة ومواليها، فنام فرأى جبريل في المنام يقول له اقرأ الخ… فخرج يريد أن ينتحر (قصّة محاولة الانتحار موجودة في البخاري أيضا) لكنّه رأى رؤيا أخرى فيها جبريل يثبّته فعاد إلى خديجة في الغار وحدّثها بما رأى فجمعتْ ثيابها وذهبتْ إلى ورقة بن نوفل(36).
 فقصّة نزول الوحي في غار حراء ومخاطبة جبريل النبيّ لم تكن قد توضّحتْ بعد، فدمجوا بعض الروايات ببعضها بعضا وزادوا عليها ووضعوها في صورتها النهائيّة. وقد تطوّرتْ صورة جبريل في المخيال الشعبيّ فصار له ستّمائة جناح وأحيانا يأتي لابسا عمامة من استبرق، راكبا على بغلة، وأحيانا يأتي في صورة شيخ يلبس البياض، وغير ذلك من الأساطير، بيد أنّ الروايات الأولى تشير إلى أنّ النبيّ كان يتلقّى الوحي في المنام وهو ما نراه أيضا في مصدر غير عربيّ عند يوحنّا الدمشقيّ في القرن الأوّل الهجريّ أثناء محاوراته مع المسلمين فيقول: نسألهم [أي المسلمين] كيف تلقّى نبيّكم الوحي؟ فيجيبون أنّه نزل عليه من السماء أثناء نومه.(37)
من الصعب تقديم سيرة علميّة حقيقيّة للنبيّ دون اعتماد الأركيولوجيا، وخارج روايات السيرة الدينيّة الموجّهة مسبّقا، بيد أنّ المعلومات الأركيولوجيّة نادرة في تلك المنطقة من الحجاز وتخضع للغربلة والفرز حيث أنّ هناك مناطق يُمنع البحث فيها فلا يتبقّى لنا إلاّ النصوص العربيّة والأجنبيّة للبحث عن أماكن التقاطع وربطها مع المعلومات الأركيولوجيّة الموجودة في مناطق أخرى لكن نظلّ دائما على مستوى الفرضيّات ما دمنا لا نبحث في منطقة الحدث مباشرة.
كتبها : محمد النجار
الهوامش:

1-René Marchand, Mahomet, contre enquête, Echiquier, Paris, 2006, p114 en citant : Morozov, Klimovitch, Tolstov, Bernard Requin etc..
2-Histoire d'Héraclius, l'Evêque Sebeos, tr: Frédéric Macler, Paris, IN, 1894, ch.30 ; A.L de Premare, Les fondations de l’islam, Seuil, Paris, 2002, p38
3- Seeing Islam as others saw it, Robert Hoyland, The Darwin Press, USA, 1997, p120; A.L de Premare, Les Fondations de L’Islam, op.cit, p147 
4- Robert Hoyland, Seeing, op.cit, p549
5-Ibid., p165
6- Ibid., p57 ; A.L.Premare, Fondations, op.cit, p148
7- البلاذري، أنساب الأشراف، تحقيق سهيل زكار ورياض زركلي، دار الفكر، 1996، ج1، ص67
8- The Hidden origins of Islam, Karl-Heinz Ohling and Gerd-R Puin, Prometheus book, USA, 2010, Volker Popp, p30-31
9-سنن الترمذي، باب المناقب، فضل النبيّ، 3540
10-المباركفوري، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، تحقيق عبد الوهاب بن عبد اللطيف، المكتبة السلفيّة، 1963، ج10، ص 75
11-ابن منظور، لسان العرب، مادة "كبا"
12-الجمع بين صحيحي بخاري ومسلم، الحميدي، تحقيق د.علي حسن البواب، دار ابن حزم، لبنان، 2002، ج1، ص74 ويبدو أنّ تحريم الخمر متأخّر فيروي البخاري: عن جابر، قال اصطبح الخمر يوم أحد ناس ثم قتلوا شهداء [أي سهروا يشربون الخمر ثمّ في الصباح قاتلوا في معركة أحد وماتوا شهداء]
13-البخاري، الجمع بين الصحيحين، ج3، 311
14- المصدر السابق، ج2، ص198
15- الشهرستاني، الملل والنحل، تحقيق محمّد سيّد كيلاني، دار المعرفة، بيروت، ج1، ص 143
16-طه حسين، في الأدب الجاهلي، مطبعة فاروق، 1933، ص138
17-ابن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق د.علي محمّد عمر، مكتبة الخانجي، مصر، 2001، ج1، ص 23
18-المصدر السابق.
19-Edouard-Marie Gallez, Le Messie et son prophète, t2, éditions de Paris, 2005, p272 réf. : Mingana Alphonse, Leave from three Ancient Kur’ans possibly pré-othmanic, Cambridge University Press, 1914, p 13
20-ابن سعد، الطبقات الكبرى، مصدر سابق، ج1، ص 48-49
21-ابن دريد، الاشتقاق، تحقيق عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت، 1991، ج1، ص 377
22- ابن هشام، السيرة النبوية، تحقيق:مصطفى السقّا-الأبياري-شلبي، دار الكتب العلميّة، لبنان، 2004، ص115
23- ديوان حسّان بن ثابت، تحقيق: د.وليد عرفات، دار صادر، 2006، ج2، ص109
24- الكتاب موجود بالعربيّة بترجمة نبيل فيّاض.
25-Histoire d'Héraclius, l'Evêque Sebeos, op.cit
26- المصدر السابق، ص133
27-ابن سعد، الطبقات الكبرى، مصدر سابق، ج1، ص 98
28-ورد مع اختلاف في اللفظ في الروض الأنف والسيرة الحلبيّة وتاريخ الطبري الخ
29-سيرة ابن هشام، مصدر سابق، ص 23
30-سيرة ابن إسحاق، تحقيق حميد الله، معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، 1976، ص 88
31-ابن سعد، الطبقات، مصدر سابق، ج3، ص10/ ويذكر البلاذري في أنساب الأشراف، ج1، ص53: ثنا محمد بن عمر، قال: سألت عبد الله بن جعفر: متى كان حفر عبد المطلب زمزم؟ فقال: وهو ابن أربعين سنة. قلت: فمتى كان أراد أن يذبح ولده؟ قال: بعد ذلك بثلاثين سنة. قلت: قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أجل، وقبل مولد حمزة. 
32-ابن عبد البرّ، الاستيعاب، تحقيق علي محمد البجاوي، دار الجبل، بيروت، ج1، ص28
33-حسين مؤنس، أطلس تاريخ الإسلام، الزهراء للإعلام العربي، مصر، 1987، ص 88
34-تفسير مقاتل بن سليمان، سورة العلق، تحقيق أحمد فريد، دار الكتب العلميّة، لبنان، 2003
35-المصدر السابق، سورة المدثر
36-سيرة ابن إسحاق، تحقيق حميد الله، مصدر سابق، ص 101-102
37-St Jean Damascène et son influence en orient sous les premiers Khalifes, par Félix Neve, Revue belge et étrangère, t12, 1861, p 15

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

Specifically, what it was that set them off in the bedroom. Naturally, the matter of penis sizegenetics was broached more than once, and these ladies were not shy with their opinions. However, what they said surprised me facts about that's why it will probably surprise large amounts of guys. This can be the truth about penis sizegenetics from two women who definitely have experienced their share.sizegenetics matters, but bigger isn't always better. One from the girls pointed out the fact that a lot female orgasms in sizegenetics films (where they are simply generally having sex with guys which are massively endowed) are very obviously faked.
http://sizegenetics-reviewx.tumblr.com/