الاثنين، 1 سبتمبر 2008





زواج القاصر 2

أفهم من قولك أن السنة مليئة بالخرافات و الأخطاء القاتلة... فيا ويلي ممن تحزّمت بهم السنة...!أفهم من قولك عجز أهل السنة عن الحسم في أمر العيوب الشنيعة ، التي يستغلها أعداء الدين للتشويش عليه و للتشهير به...! ألم اقل لكم أنكم غير مؤهلين للدفاع عن السنة.. فما معنى حملاتكم اللامسؤولة والهمجية ، إذا ، ضد من يترجمون أحداث السنة، التي تقرّونها و تعترفون بها؛ إلى صور تعبيرية و رسوم كاريكاتورية..؟!!و ما معنى الهستريا التي تعتريكم كلما تم ذكر أم المؤمنين عائشة أو خليفة من أصهار رسول الله أو واحدا من أصحابه.؟..
عائشة التي أخذتها أم رومان من الأرجوحة من بين صحيباتها، و أدخلتها على رجل هرم و وضعتها على فخذيه ـ لأن جبريل أتاه ليلة ولادتها بصورتها، و رسمها له في كفه، وقال له هذه زوجك يا محمد ... و تقولون أهل الشيعة يبيحون زواج الرضيعة؛ و أنتم، ألا تزوجونها وهي جنين في رحم أمها فتقرؤون عليها الفاتحة و أنتم فرحون..و أي وأد أشد من هذا الذي تقترفون..؟؟ ـ أقول عن عائشة تلك ،هل سألتموها عن إحساسها و شعورها في تلك اللحظة الحرجة من حياتها.؟ هل تساءلتم عن الشرخ العظيم الذي أحدثه هذا الحادث ،الذي تسمونه سعيدا، في نفسيتها و تأثيره على حياتها و أخلاقها ؟ أم هي أم المؤمنين لا يجري عليها ما يجري على سائر البشر.؟عائشة التي تحمل الدمية و تطوف على الجثث منتظرة عودة الفارس من القتال هل اختبرتم نفسيتها وهل انتبهتم إلى وقع هذه الأحداث الشاذة عن عالم الأطفال على بناء شخصيتها .؟ أم هي عائشة لا حق لها أن تكون إنسانا يتمتع بالأحاسيس و المشاعر النبيلة الإنسانية.؟ عائشة المراهقة بنت الثامنة عشرة و التي يموت عنها زوجها بعد أن حرّم عليها متعة الحياة من بعده ـ أوليس الزواج متعة الحياة ؟! ـ لك أن تتصور حجم الأثر البليغ الذي سيحدثه هذا القرار في نفسيتها.؟ فماذا سننتظر من امرأة مغلوب على أمرها، اغتصبت منها طفولتها، و حرمت عليها متعة الحياة في شبابها،و عاشت إلى أن بلغت من الكبر عتيا.؟ كيف ستكون شخصية هذه السيدة المحترمة؟ أي ودّ هذا الذي ستحمله مثل هذه السيدة لأسباب قهرها و ضيمها؛! و أبو هريرة يقول في حقها أنها و الحمار و الكلب الأسود يقطعون الصلاة...؟ أو ليس هتكها لحجاب رسول الله في موقعة صفين و الجمل ردة فعل ؟!! فهي من شرع قتل عثمان و هي من سماه نعثلة و هي من حرض على علي و خرج عن طاعته إيثارا لطلحة بن عبيد الله عليه.؟؟..أو ليس كرهها لعلي و أبناءه و للخلفاء يعتبر ردة فعل أيضا؟!.. فهي أول من شق عصا الطاعة و حادّ خلفاء رسول الله و عرّض المؤمنين للفتنة و سبب قتل عشرين ألفا من أبناء أم المؤمنين.؟ أو ليس حديث رضاع الكبير و النبيذ الحلال من ردود الأفعال هي الأخرى..؟ أنت تقول بالمقدمة الكبرى و المقدمة الصغرى و أنا أقول لك ما هي بالمنطق من شيء..فلا مقدمات في المنطق.. بل يعتمد المنطق على المسلمات التي يبني على أساسها المعرفة و اليقين و التي يتبعها الشك و التشكيك. و المسلمات ليست هي المقدمات. أما المقدمات التي تومئ إليها فهي افتراضات ناتجة عن تأملات و تصورات قد يأتي بها الشعراء أو المهلوسون ، وقد يأتي بها المجذوبون والناس العاديون ، و قد يأتي بها العلماء و الباحثون . فهي افتراضات تنتظر البرهنة و التحليل و المقارنة و التجريب و التقويم و التقييم. أما المسلمات التي يخلطها مصطلحك التعموي بالفرضيات ، فهي حقائق نسبية ثابتة مبنية على فرضيات أولية، تكتسب منها صحتها و خطأها .فمثلا عند افتراضنا أن السطح مستو فإن أصغر مسافة بين نقطتين هي القطعة المستقيمة؛ و أن بين نقطتين لا يمر إلا مستقيم واحد؛ و أن من نقطة واحدة يمر عدد لا نهاية له من المستقيمات و هكذا نمضي في تعداد مسلمات أوقليدس المعتمدة على فرضية استوائية السطح . و هذه المسلمات تصبح كلها ملغية بسقوط الفرضية ؛ و هذا ما سبب ظهور رياضيات ريمان.. .هذا المنطق ـ منطق معادلة صحيح و صحيح ؛ صحيح . خطأ و خطأ؛ صحيح . صحيح و خطأ؛ خطأ. خطأ و صحيح ؛خطأ.. و هلم جر..) إذا عرضت عليه قصة زواج النبي بعائشة يختل و يضيع منه التوازن ....هذا المنطق لا يقبل أن النبي المعصوم، النبي القدوة،النبي الذي لا ينطق عن الهوى و الذي أرسله الله رحمة للعالمين،هذا النبي ينساق وراء الصغائر و الشهوات و الأهواء، بمجرد موت زوجته خديجة، كل هذا الانسياق ؛ مما يجعل عائشة تقول: إني لأرى ربك يسارع في هواك. و أن القول بأن الله قد خصه بما لم يخص به غيره من العباد معادلة معكوسة لا أساس لها من المنطق.بل هي من قبيل العذر الأقبح من زلته.فما معنى إن يخص الله نبيه بفوة ثلاثين أو أربعين .! أ و لا يجب على من يعيد مثل هذا الكلام أن يستحيي؟!...بمقتضى هذا المنطق الأرسطي إذا افترضنا محمدا نبيا و مرسلا فإن جميع ما قيل عنه منذ الهجرة يجب أن يسقط و يعاد فيه النظر.. و إذا كانت كتب السنة مطلقة الصحة، كالصحيحين و تفسير الجلالين ،فإن السقوط في المحظور هو النتيجة.و إلا فالبديل الذي هو التشكيك يمكنه أن يبقي ؛لأجل ؛على البناء متماسكا.فالأخذ بالاعتبار المعاناة و الشدة و الضنك التي عاشتها أم المؤمنين و أهل الصفة كأبي هريرة، قد يمكننا من فهم الغريب من الأحاديث و الأحداث التي ينسبونها عن قصد و عن غيره للرسول....من جهة أخرى هذا المنطق ..لا يستقيم و مقولة نطق النمل ؛و الطيور النفاثة التي تنقل أخبار اليمن إلى القدس في نفس اليوم ،و لا يستقيم وخرافة الطوفان التي لا تملك أثرا جيولوجيا يشهد عليها،و قوم ياجوج و ماجوج ،و الشمس التي تبيت في العين الحمئة و و وو. و بالتالي كل المعرفة التي تنبني على هذه المقدمات المطلقة ليست من المنطق في شيء. فلا تقل لي أن ما يحكم تفكيرك هو المنطق ،إنه يا سيدي التضبيع .و لا تقل لي أن أسلوبك في البرهنة هو الإقناع بل هو الترهيب و الوعد و الوعيد. و لا تقل لي أن إيمانك و إيمان أبي بكر بالإسراء و المعراج هو مبني على منطق عقلي أو يقين برهاني إنما هو بله مبني على التسليم المطلق بمقدمات خرافية و ليس على مسلمات منطقية ....
مشكل السنة الجبن و العجز عن التفكير و رفض التغيير الذي يقول عنه القرآن : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. و هذا نابع من طبيعة البدو المتخلفين الوهابيين الذين يسيطرون عليها، والذين يعملون على بعثها من مرقدها و بعث الأئمة من قبورهم ،و يحرمون التجديد و يحجرون على العقول .
إذا أهلت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة......
أبـــــــو قـــــــثم

ليست هناك تعليقات: