الثلاثاء، 26 يناير 2010

انشق القمر


في دورانه حول الأرض يشبه القمر حجر المقلاع الدّوّار أو سيارة السباق في إحدى الجهتين النصف دائريتين من حلبة السباق.فلْنتصوّرْ أحدَهما ، الحجرَ أو السيارةَ،انشق نصفين أثناء حركته الدورانية. فماذا سيحدث له؟
إذا انشق الحجر فستتطاير شظاياه عشوائيا في كل الجهات..و إذا انشقت السيارة نصفين فسيتطاير كل نصف في جهة بسرعة ضعف سرعته الأصلية ، و سينفجر كل نصف لتتناثر شظاياه في كل الجهات..
فهل يمكن للقمر الذي يجري في مدار دائري أن ينشق ثم يبقى ثابتا في مكانه؟؟
يقولون انشق القمر على عهد رسول الله و نحن عنده بمكة أو بمنى ، و لم ير الناس لا في المدينة و لا في اليمن و لا في فارس و لا في المغرب هذا الحدث المهول!!!!
فهل يعقل هذا ؟؟؟
إذا سلّمنا معهم بأن انشقاق القمر حدث في مكة و لم يحدث في غيرها ، أ فليس ذاك يعني أن القمر الذي انشق هناك ليس هو القمر الذي يراه الناس في الشرق و الغرب؟؟ و بالتالي ، أليس يعني هذا بأن لمكة و شبه جزيرة البلهاء قمر خاص ، و أن للمشرق أقماره و للمغرب أقماره؟؟؟و بما أن القرآن، يتحدث عن سبع سماوات و سبع أراض، فإن هذا لسوف يعني في المخيال العربي الإسلامي أن هناك سبعة أقمار و ليس قمرا واحدا تدور حول الأرض.
خرافة (انشق القمر) لم ترد في القرآن.لذلك لم تكن تستهويني من قبل فكرة الخوض فيه لكثرة الخائضين.كما أنها أصلا فكرة واهية خاطئة من الأساس، دون البحث في أي تعليل أو تفسير.فالقمر، بفعل حركتيه الدائرية و الدورانية، و عوامل الجاذبية الكونية،لو حدث فيه مجرد شرخ صغير بسيط، لانفجر و تبددت شظاياه في الفضاء؛ فما بالك به ينشق فلقتين ، ثم يعود لأصله كتلة واحدة
كنت أرى الخوض في هكذا موضوع ضربا من اللغو الفارغ و ضياعا للوقت و الجهد ، فكنت أشفق على الجهود التي يبذلها الدكتور زغلول النجار،فارس انشقاق القمر المغوار،من أجل تدجين العلم و تسخيره في صالح عقلنة الخرافة..كنت أرى مجهوداته عبثا لا يستحق أن يُحفل به، إلى أن أثار انتباهي في شريط على اليوتوب منقول عن قناة قطر ، تشديده و إصراره على أن عددا كبيرا من الصحابة تناولوا معجزة انشقاق القمر في عهد رسول الله!!! فتساءلت مع نفسي :هل فعلا ذكر الصحابة شيئا لم أعرفه من قبل في شان معجزة انشقاق القمر؟؟؟فأحاديث أبي بكر و عمر و علي أحاديث تعدّ على الأصابع ما سمعت فيها حديثا عن هذه المعجزة. نعم ، علي مدينة العلم الذي شبّ و ترعرع في كنف رسول الله لم يذكر شيئا عن انشقاق القمر، و لا الست عائشة حب رسول الله و قرة عينه و سمنه و ثريده و أول فقيهة في الإسلام ، و لا هي تذكر شيئا عن هذه المعجزة ، تذكرت كاريكاتوريست رسول الله شيخ المضيرة رضي الله عنه و أرضاه ،فعجت إليه لأجد أحاديثه على كثرتها و تنوعها لم تتناول هذه الحادثة لا من بعيد و لا من قريب.لقد تناول كذاب رسول الله كل المعجزات النبوية الحسية منها و المعنوية ،من قوة الأربعين و الماء المنبجس بين الأصابع و تكثير اللبن و ذكر معجزة المزود الذي لا ينفذ و معجزة رحلة الإسراء ، و لم يذكر معجزة انشقاق القمر.
فمن هم الصحابة الذين تناولوا هذه المعجزة الفريدة يا ترى ، و الذين يحض عليهم الدكتور الموقر؟؟
فالحق ، الحق ،لو وقع مثل هذا الحدث الرهيب لفزع أهل الأرض جميعا، و هذا ما نفهمه من سياق سورة القمر حيث ورد قوله:
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) . ثمّ لـََوجدْنا الكلامَ حوله يملأ الآفاق في كل مكان … لو حدث و انشق القمر، فسيروي الحدث الصحابةُ و غيرُ الصحابة , و سيذكره أهل الحجاز و غير أهل الحجاز،و سنتوفر بالتالي على كمّ هائل من الشهود من كل الأجناس و الألوان. كما أنه من جهة أخرى لو حدث و انشق سيدي القمر ما حدثت لا غزوة أحد الكبرى و لا غزوة بدر ، و لما احتاج النبي إلى مذبحة بني قريضة و لا بني المصطلق.لأن معجزة من هذا الحجم و العيار لوحدها كفيلة بأن تجعل كل من في الأرض جميعا يؤمن لمحمد و يسلم دفعة واحدة.. و بالتالي لو حدث و انشق القمر لكان التاريخ كله قد أخذ مسارا آخر غير مساره الحالي ، و لكانت تلك أكبر الشهادات على حدوث هذه المعجزة
فما هذا الذي يهذي به الدكتور الموقر؟؟
للإجابة
فلْنبحثْ في شأن هذه المعجزة؟؟
و لْنتعرّفِ المعجزةَ أولا ،و لْنرَ هل كان لمحمد معجزات أم لا؟؟ و لْنُعرّجْ بعدها على الصحابة و الشهود ، ليس تفنيدا و لا تكذيبا للدكتور الموقر، بقدر ما نتوخى استجلاء خطوط هذه المعجزة و تبيان معالمها و الوقوف على خرافية العقل الإسلامي الذي يتبناها، و يعتقد بها.
أما المعجزة عموما فهي كما يقول السيد رشيد رضى في كتابه (سيدنا محمد) الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي ، و سميت معجزة لعجز البشر عن الإتيان بمثلها و هي تدل على صدق من ظهرت على يديه.و شرط تسميتها معجزة أن تظهر على يد مدّع الرسالة على طبق دعواه. أما السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن فيقول في شأنها : اعلم أن المعجزة أمر خارق للعادة،مقرون بالتحدي ، سالم عن المعارضة.
إذا حسب هذين التعريفين فالمعجزة هي الأمر الخارق الذي يصدر عن صاحبه أمام مجموعة من الناس ، و يكون مقرونا بالتحدي فلا يستطيع أحد معارضته أو التشكك فيه. و يجب أن تؤدي المعجزة إلى نتائج ملموسة ، إذ لا معجزة بدون غاية.فالقرآن يقول إنما أوتي الرسل و النبيئون المعجزات من أجل إقناع الناس بالإيمان.كما تتطلب المعجزة وجود علاقة حسية مرئية نربط بينها و بين و صاحبها . إذ لا يكفي أن يقول لي سليمان أنه كلم النمل و الطير لأثق به ، بل يجب عليه أن يفعل ذاك أمام الملإ و أن يتأكد الملأ من نطق سليمان و نطق الطير و النمل.فموسى كما يتغنى القرآن في أكثر محطاته هو من رمى بيده العصا فانشق لها البحر أمام الملإ من بني إسرائيل.و عيسى هو من كان ينادي على الميت فيجيبه و يلمس عين المريض فيبصر
فهل حدث مثل هذا فيما يدعونه معجزة انشقاق القمر؟؟
بمعنى ، هل صعد محمد إلى السماء بحضور أهل مكة و قطع القمر و شقه شقين؟؟
هل قطع محمد القمر أمام الملإ من قريش و وضع فلقة على هذا الجبل و فلقة على هذا الجبل؟؟؟.
هل أشار محمد إلى القمر ببنانه أو أومأ إليه ببصره فانشق القمر؟
أتحدى من يقول مثل هذا الكلام
فمثل هذا القول مناف للواقع مجاف للقرآن الذي ينفي عن كاتبه كل المعجزات، و يجعله بشرا مثلكم يمشي في الأسواق. ففي سورة الرعد المدنية و التي من المفروض أن تكون قد نزلت بعد حادث معجزة انشقاق القمر ، نجد كاتب القرآن يقول: و يقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه ،إنما أنت منذر، و لكل قوم هاد( الرعد 7) قال ابن كثير في تفسيره : لولا يأتينا بآية كما أرسل الأولون ، إنما أنت منذر، أي، إنما عليك أن تبلغ رسالات الله التي أمرت بها
و يقول القرآن أيضا: و يقول الكافرون لولا أنزل عليه آية من ربه، قل إن الله يضل من يشاء و يهدي إليه من أناب(الرعد 27) أما في الإسراء الآية 59 فيصرح بما لا يدع الشك قائلا: و ما منعنا أن ننزل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون
فمحمد، إذا ،و حسب القرآن ليست له معجزات.
كما أن القرآن نفسه لم يدّع انشقاق القمر بل جعله حدوثه علامة من علامات يوم القيامة.ففي سورة القمر الآية الأولى حيث ورد:اقتربت الساعة و انشق القمر ،نجد تلازما وترابطا بين حادثين؛ حادث اقتراب الساعة، و حادث انشقاق القمر .ويؤكد هذا الترابطَ واوُ العطف .فلماذا ، بين مزدوجتين، ينزع الدكتور الموقر و أذياله المدعوذون ،عبارة انشق القمر عن سياقها؟؟؟فالآية تقول لن ينشق القمر إلا إذا اقتربت الساعة ، وإذا اقتربت الساعة سينشق القمر...وعليه فالقول بأن الانشقاق القمري قد حدث على عهد رسول الله بعني أن يوم القيامة قد حدث في ذلك العهد وأننا نعيش اليوم في الآخرة.فهل هذا صحيح ؟؟
كما أن المفسرين كلهم لم يقولوا بأن القمر انشق على عهد رسول الله، بل نجدهم في تفاسيرهم لسورة القمر يجمعون على أن هذا الحادث سيحدث في المستقبل
قال القرطبي في تفسيره : قال قوم لم يقع انشقاق القمر بعد، و هو منتظر،أي اقترب قيام الساعة و انشقاق القمر، و أن الساعة إذا قامت انشقت السماء بما فيها من القمر و غيره.و كذا قال القشيري… و ذكر الماوردي أن هذا قول الجمهور، و قال :لأنه إذا انشق القمر ما بقي أحد إلا رآه .لأنه آية و الناس في الآيات سواء.. وقال الحسن،اقتربت الساعة أي إذا جاءت انشق القمر بعد النفخة الثانية.و قيل انشق القمر أي وضح الأمر و ظهر.و العرب تضرب بالقمر مثلا فيما وضح (و هنا أفتح قوسا لأشير إلى قول امرئ القيس :اقتربت الساعة و انشق القمر/ على حبيب صاد قلبي و فتر) و يتابع القرطبي: و قيل انشقاق القمر هو انشقاق الظلمة عنه بطلوعه في أثنائها ، كما يسمى الصبح فلقا لانفلاق الظلمة.(تفسير القرطبي)
فالقرآن ،إذا ، لم يدّع أنه جعل انشقاق القمر آية لمحمد. و للتأكيد أكثر على زعمنا هذا، نحيل القارئ إلى الآية السادسة من نفس السورة حيث يقول : فتولّ عنهم يوم يدعو الداعي إلى شيء نكر..يقول ابن كثير و الجلالين و القرطبي و الطبري : تولّ يا محمد عن هؤلاء الذين إذا رأوا آية يعرضون عنها و يقولون هذا سحر مستمر، أعرض عنهم و انتظرهم يوم يدعو الداعي إلى شيء نكر أي إلى أمر منكر فظيع و هو موقف الحساب ،و ما فيه من الأهوال و الزلازل.
فالساعة التي يشكل اقترابها شرط انشقاق القمر هي يوم الحساب ،إذا، الذي لم يصل بعد. و ما أظن دكتورنا سامحه العقل يخالفني في هذه النتائج.فهو يذكر في شريطه على أن المفسرين يذهبون إلى أن حادث انشقاق القمر لم يقع بعد.إلا أنه يسارع إلى تكذيبهم بقوله :نقرأ في السنة الشريفة أن أعدادا كبيرة من صحابة رسول الله(ص) أكدوا أن حادثة انشقاق القمر قد حدثت بالفعل في حياة الرسول مرتين ، مرة بمكة و مرة بمنى. و أنها قد حدثت بالفعل معجزةً لرسول الله (ص) في مواجهة تحدي كفار قريش لهذا النبي الخاتم و الرسول الخاتم (ص)
يا ألله
فلماذا لم يسلم كفار قريش إذا ، سيدي الدكتور؟
أ لم يكن حريا بهم أن يؤمنوا و يسلموا أمام هول ما رأت أعينهم؟؟
و أنتم أيها الملاحدة ماذا عساكم كنتم ستفعلون لو حدث و انشق القمر أمام أعينكم و عاد إلى حالته الأصلية؟؟؟؟أ لن تتوبوا لربكم و لمحمد توبة نصوحا؟؟؟؟ أ هذا يعني أن أهل قريش أكثر منكم تعنتا و كفرا؟؟؟
ثم يضيف دكتوري الموقر
ذكر هذه المعجزة عدد كبير من الصحابة الكبار أمثال عبد الله بن عمر و عبد الله بن مسعود و عبد الله بن عباس و جبير بن مطعم و أنس بن مالك و غيرهم كثير..
فنسأل: منْ غيرُ هؤلاء الخمسة ذكر هذا الحادث؟؟عمر أم عائشة أم جابر بن عبد الله ؟ أم من ؟ فلا نجد غير هؤلاء الخمسة نفر مع كل الأسف .
فهل يعقل و يستقر في الأذهان أن معجزة من هذا العيار الثقيل لا يتحدث عنها و لا يذكرها إلا خمسة أشخاص في العالم بأسره ؟
عبد الله بن عمر؟؟؟ يا لهوي!!!
كيف لعمر بن عبد الله أن يروي عن هذا الحدث المهول العظيم ، بينما لم يذكره أو يرو عنه أبوه ابن الخطاب و لو مرة واحدة؟؟؟
ثمّ
الذي أعرفه هو أن عبد الله بن عمر هذا لم يقيل كمحارب في معركة بدر التي حدثت سنة 2 للهجرة لأنه لم يكن قد بلغ الحلم بعد. و كان ابن 14 سنة عندما حدثت معركة أحد ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب). أما معجزة الانشقاق فقيل أنها حدثت في مكة في أول عهد الدعوة المحمدية ، فهي على الأرجح حدثت قبل الهجرة بخمس سنوات.و بالتالي فقد كان عبد الله بن عمر صبيا ابن الخامسة أو السادسة من العمر أو ربما أقل من ذلك أو أكثر بقليل.فهل تقبل روايته؟ لا ..هل تقبل له شهادة في محاكمنا الوضعية؟؟ ..فكيف تقبل شهادته في أمر حرج مثل معجزة انشقاق القمر ؟؟
عبد الله بن عباس ؟؟؟ يا لهوتين !!!
عبد الله بن عباس هو الآخر ولد قبل الهجرة بثلاث سنين (الاستيعاب في معرفة الأصحاب). و المعجزة كما ذكرنا من المفروض أنها حدثت قبل الهجرة بخمس سنين.فهو لم يولد بعد إذا، و لم ير بالتالي شيئا.فكيف أولا يسمح لنفسه بأن يروي حدثا من هذه الأهمية و هو لم يره و لم يحضره؟؟ و كيف ثانيا تقبل روايته في هذا الأمر الجلل؟؟؟
و ابن مالك ؟؟؟ أ ليس ابن مالك من المدينة و هبته أمه للنبي بعدما هاجر إليها و كان يبلغ آنئذ العاشرة من العمر؟؟ فأين رأى هذا الحدثَ و هو ليس من مكة و لا منى؟؟ حبذا لو قال أنه شاهده في المدينة. فسوف نضطر آنذاك للبحث عن مدني آخره غيره ،و قال نقس قوله، لنصدقه.. ثمّ كان هو الآخر صبيا لم يتجاوز الخامسة من عمره في الوقت المفروض أنه حدثت فيه المعجزة.. فكيف ، و هو المدني الصبي الحدث ، يحكي عن انشقاق القمر، بينما جميع الأنصار لم يذكروا أي شيء عنه؟؟؟..إذا لا شهادة تقبل من ابن مالك في هذا الباب مع كل الأسف.
أما جببر بن مطعم … يا سلام عليك يا مطعم يا ابن عدي! يا شهيد العقل الأول في الإسلام!أما لو رأيت ما فعله الإسلام بابنك و أهلك!!!و ماذا فعل ابنك بسمعتك و شرفك و أنفتك!! لبئس الخلف يا نعم السلف….جبير يا ناس لم يسلم إلا عام الفتح إثر احتلال مكة سنة 8 للهجرة و قيل قبل الاحتلال بقليل . كما أنه لا يذكر لنا في روايته أنه رأى المعجزة ، بل المصيبة أنه يرويها لنا عن أبيه مطعم بن عدي أكبر معارضي الرسول و أول أسير قتله نبي الرحمة بعد معركة بدر سنة 2 للهجرة. فهل يعقل هذا ؟؟؟؟ مطعم بن عدي يروي لابنه عن معجزة تذهل لرؤيتها كل مرضعة عما أرضعت!!!و لا يسلم ؟!!! و لا يؤمن لمحمد؟!!! بل و يتمادى في كفره و معارضته لدرجة خروجه لمحاربة محمد حتى قتل صبرا؟!!!!
ثمّ!!!
لماذا لم يسلم جبير نفسه حين روى له أبوه المعجزة؛ بل عوض ذلك ،انتظر حتى جاء ابن أبي كبشة(ص) بجيوشه الجرارة، فأسلم؟؟؟؟!
الخلاصة أن ابن مطعم لم ير شيئا و إنما كان يفتري الكذب على أبيه ركوبا لموجة الحديث و استفادة من عهد بني أمية الخبيث.
بقي عبد الله بن مسعود ، الشاهد الخامس ، الذي يُتوفَّر فيه من الشروط ما ينعدم في الأربعة سابقيه، من حيث السنّ و الأصل و تاريخ إسلامه و إمكانية تواجده مع محمد وقت حدوث المعجزة.إلا أن ما يرويه عبد الله بن مسعود لا يوحي بالجدية ، و لا يتسم بالوضوح، ناهيك عن منطق تسلسل الأحداث المنعدم.فنجده يقول : انشق القمر و نحن مع النبي (ص) بمنى فقال اشهدوا!! فذهبت فلقة نحو الجبل( صحيح البخاري ـ كتاب مناقب الأنصار ـ باب انشقاق القمر) ، ثم نجد في نفس الباب من نفس الكتاب أبا الضحى يقول عن مسروق عن عبد الله بن مسعود أيضا: انشق القمر و نحن عند النبي(ص) بمكة…..فهل كان الشاهد مع النبي بمكة أم بمنى ، أم لم يكن معه في أي مكان؟؟ثم نجده في صحيح مسلم، كتاب صفة الجنة و النار ، باب انشقاق القمر يقول :انشق القمر على عهد رسول الله(ص) فلقتين ستر الجبلُ فلقةً و كانت فلقة فوق الجبل.و نجده في مسند الإمام أحمد يقول:انشق القمر و نحن مع النبي بمنى. فقال اشهدوا !! فذهبت فلقة نحو الجبل..ثم يقول في نفس المسند انشق القمر على عهد رسول الله حتى رأيت الجبل بين فرجتي القمر.
هذه الروايات المتذبذبة المتناقضة تؤكد جليا على أن عبد الله بن مسعود شأنه شأن أصحابه الأربعة لم يشاهد شيئا.فما دامت رواياته تعوزها الدقة و يطبعها التناقض و الارتجال فهي غير مقبولة في محكمة العقل
أما لو اطلعنا على روايات الأربعة الآخرين فإن الأمر يستشكل أكثر
فجبير بن مطعم مثلا يروي عن أبيه أنه قال : انشق القمر على عهد رسول الله (ص) فصار فلقتين ، فلقة على هذا الجبل و فلقة على هذا الجبل ، مسند أحمد.
و يقول أنس أن أهل مكة سألوا رسول الله أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما ( باب انشقاق القمر كتاب مناقب الأنصار البخاري)
و ورد قول لابن عباس رواه الطبراني قال فيه: انشق القمر على عهد رسول الله (ص) فقالوا سحر القمر.فنزلت اقتربت الساعة و انشق القمر
و خير ما نختم به شهادات الشهود الذين لم يشهدوا أي شيء ، قول أنس بن مالك في باب انشقاق القمر من كتاب صفة القيامة و الجنة صحيح مسلم قال:
سألوا الرسول(ص) أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرتين
با سلام
فهل انشق القمر يا ترى مروة أم مرتين ؟ هل انشق فلقة أم فلقتين ؟ هل غطى الجبل فلقة أم ظهر الجبل بين فرجتيه؟ ثمّ ، هل كان الشاهد مع النبي بمنى أم بمكة؟؟ و لماذا لم يشهد هذا الأمر الخطير غير محمد و الخمسة نفر؟؟؟
الخلاصة أن محمدا لم تكن له معجزة و أن عبارة انشق القمر كناية على قيام الساعة. و أنه كان لدينا خمسة كذبة في هذه المعجزة فأصبحوا اليوم ستة بإضافة دكتوري الموقر الجليل

أبو قثم



،

هناك تعليق واحد:

لاديني يقول...

يا عزيزي
لقد أحرج الإسلام نفسه بنسبة هذه المعجزة إلى محمد مع أن كثير من الأقدمين تنكروا لها وقالوا لم تحصل وإنما هي كناية عن قيام الساعة كما تفضلتَ
لكن دكتورنا الموقر يعاني من خلل دماغي حاد لقبوله بهذه الفكرة وترويجه لها

تحليلك رائع يا أبا قثم ومتعوب عليه مثل كافة مقالاتك
هذه المدونة كنز ومرجع

تحياتي لك