الأربعاء، 17 فبراير 2010

أبو قثم و صلاة الجمعة




عادة ما يبتدئ النهار عند المسلمين يوم الجمعة باكرا.
ما أن كانت العاشرة صباحا حتى أنهى أبو قثم طقوس الاستعداد لصلاة الجمعة، و ها هو ذا أمام المرآة يتغزل في نفسه و يضع آخر اللمسات على طربوشه الأحمر و جلبابه التقليدي الأبيض
لقد كان الجو ربيعا و كنا حينها ضيوفا على إحدى خالاتي في مدينة الدار البيضاء أكبر حواضر الدولة.
استكت كما يكون الاستياك ، و نقيت أنفي و حواجبي و وظّبت قميصي ،ثم فركت يداي في سرور و ابتهاج و ودعت الحضور الذين أمطروني، مغتبطين ، مشجعين ، بسيل عارم من الدعوات و التبريكات و أنا أنزل درج العمارة الشاهقة.
دلفت الشارع الذي خلا إلا من بعض أصحاب الدكاكين المتجمعين هنا و هناك على جنباته، فكنت و أنا المبتهج كلما حييت جماعة، منهم من رد التحية بالمثل و منهم من يكتفي بالنظر إلى هندامي بتعجب و تأس و منهم من ابتسم متهكما مستهزئا ،وأبو قثم شامخ بأنفه إلى السماء و شفتاه لا تكفان عن التمتمة.
لقد اعتدت على قراءة القرآن بالطريقة المغربية ، و كانت هذه القراءة الجماعية أكبر ما يستهويني في طقوس صلاة الجمعة. لدى صممت على أن أكون من أول الملتحقين بالمسجد، حتى أتمتع بتلك اللحظات التي لا زالت مطبوعة في ذاكرتي لا تفارقني كأنها ظلي الملازم.
بعد أن صليت للمسجد تحيته التحقت بجماعة القراء في صدر المسجد ،فتناولت مصحفي ثم انخرطت مع الجماعة فيما هم فيه منخرطون؛ ترتيلا و تجويدا ، نشيدا و ترنيما؛ حتى أنهينا بحمد الذي يحمد قراءة الحزب و أردفناه بالفاتحة و الدعاء .
أذّن المؤذنون يا سادتي؛ و قام سيدي الإمام إلى أعواده؛ و بدأ كما عادته يسفه في المجتمع و نواحيه، و يندب حظ الإسلام الغريب ، ويتوعد المسلمين الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم و هكذا دواليك. و بقدر ما يتطاول سيدي الإمام و يحتدّ صوته بقدر ما يعمّ الوجوم و السكوت على المسجد الفسيحة أرجاؤه و المليئة جنباته؛ فلتخال نفسك من فرط السكوت أنك وحيدا في ذاك الخضم المتموج بالرؤوس المطأطأة الواجمة.
و ما هي إلا أن أحسست بأمر عظيم يحدث عند سرّتي، فإذا بالعرق يتصبب من جبيني المطأطئ و يتساقط شلالات و أحس به يسيل في جنباتي أنهارا أنهارا.
رفعت رأسي متعجبا،كأني أريد أن أسأل الإمام عما يحدث لي ، فصعقت للأمواج البشرية من حولي. و ما هي إلا تحرك بركان عظيم الهول في بطني ، و بدأت حرارة حممه تسري في كل أمعائي و تدب إلى باقي أعضاء جسمي . أما العرق فقد أصبح يتناثر مني أمطارا أمطارا،حتى أصاب رداده المصلين من حولي ،الذين بدأوا يستشعرون أمرا خطيرا يحدث جانبهم.
حاولت أن أصبر و أصبّر نفسي، حنحت و دمدمت مموّها المجاورين و مطمئنا المتخوفين . و لكن صوتا صدر من البركان على حين غرة لم يترك لي فرصة للتساؤل و لا للتمويه.فالبركان لا يحدد وقتا للانفجار.إنما هي رجة واحدة أفرغت ما في أمعائي من الحمم في السروال فإذا بالطامة الكبرى تحدث بالمسجد.فمن المستعيذ بالله من الشيطان الرجيم إلى المحوقل إلى اللاعن و الساب و الشاتم
لم أفهم ما جرى
لم أع أي شيء
اصطكت أذناي و أظلمت عيناي أما رجلاي فقد فقدتهما لم أدر أين مني ذهبتا.
حاولت ما أمكن أن ألملم نفسي لأنهض فإذا بالجميع من حولي يفر و يهرب ، و إذا بالهرج و المرج يعم المكان ، فسكت سيدي الإمام عن الكلام. و ملأت أجواء المفنس روائح البركان. فما كان مني إلا أن قفزت فوق الرؤوس و الأجساد المتمايلة و المترنحة في طريقي، و حمم البركان و شظاياه تتناثر من أقدامي في كل الجهات و على كل الرؤوس.
يا ويل أبي قثم كيف عاد إلى المنزل
يا ويل الجمعة و صلاة الجمعة
من يومها و أنا ألعن يوم الجمعة و الذي خلق يوم الجمعة و صلاة الجمعة و الذي فرض صلاة الجمعة

أبو قثم


هناك 10 تعليقات:

sawsanah يقول...

لووول يا أبو قثم

كويس انو البركان إنفجر عشات تتوب وماتفنس في المساجد من ورانـــا


:)

Sahran يقول...

سيدي الحبيب أبو قثم

فلنشكر البركان الذي أعادك إلى بر العقل والحرية , بعيداً عن هم الدين
لعلك تقيأت ماض بائس , وتخلص جسدك من التمائم الدينية
.........................
على فكرة

ما تزعل مني أبو قثم , بس مش عارف اتفاعل كتير مع المدونة الجديدة , وقد أكتفي بمتابعتها والتعليق مثل الباقين , فما تزعل مني وعارف قلبك كبير


تحيااااااااااااااااتي لك


ودمت سالماً

abou9othoum يقول...

ههههههه

يا مرحى يا مرحى
هلت الأنوار و ازدانت المدونة بطلعتك البهية سوسنتي الطيبة

ههههههههه
و أني بشكرو كمان يا ست
ده نفعني كثير في الكف عن عفيون محمد الكريه
فمن كان يرجو لأخيه الشفاء من داء محمد فليتمن له بركان أبي قثم
هههههههههههههههاي

نورت المدونة ست سوسنة

أبو قثم

abou9othoum يقول...

أهلا صاح و خذني و خليلي

إييييييييه
الشكر للبركان و الحمد له يا صاح
لولاه لكنت لا أزال كالجُعل من المفنسين
فالحمد و الشكر للبركان الرهيب

أما عن المدونة فتلك لنا جميعا كما المنتدى الحبيب
هي و مصممها تحت تصرفك في كل وقت و حين
و كلما كان لديك جديد و لم تستطع إنزاله فاعلمني به أقوم بالمهمة على القور
و دمت لي أيها الحبيب


أبو قثم

rawndy يقول...

ولنعم فعل العاقلين

أحسنت يا علامتنا

هذا ما يستحقونه كل يوم خمس مرات على لحاهم العفنة

لاديني يقول...

بتتكلم جد
يخرب بيتك يا أبوقثم
معقول هذا الكلام؟؟؟


بعدين عن أي مدونة تتحدثون وتقولوا أنها لنا جميعاً ولا أدري ماذا
فهموني

:)

عين حمئ يقول...

يا ريت يا شيخ المشارق
نورت با كبير

أبو قثم

نادر الحر يقول...

مرحبا صديقي العزيز
------------------
مقال جميل
صلاة الجمعة من اختراع محمد تقليدا
لصلاة السبت عند اليهود وصلاة الاحد عند النصاري

تحياتي الحارة لك

وسنبقي علي تواصل

عين حمئ يقول...

هههههههههه

أهلا بك لاديني العزيز
كله مغقول يا لاديني و ربك

كان عمري حينها تقريب 14 سنة
و هذه هي الجزئية التي غفلت عنها
أما المدونة فتلك موقع متواضع أقمته لما كان المنتدى خربان و كنت أجمع فيه المواضيع الواردة في المنتدى
لقد سجلت فيه كل الأصدقاء الذين لدي إميلاتهم
و يمكن للجميع المشاركة فيه
رابطه هو
http://sites.google.com/site/babjahennam/

نورت المدونة أيها الحبيب

أبو قثم

عين حمئ يقول...

يا هلا بيك ناد

نورتني و شرفتني أيها الصديق المحبوب
أبو قثم