الأحد، 21 فبراير 2010

نبي أهل المغرب



هو سيدي عبد الرحمن المجدوب ابن عياد بن يعقوب بن سلامةالصنهاجي الدكالي، ولقب المجدوب أطلقه عليه أهل زمانه، وبقي معروفا به إلى الآن؛نظرا لسيرته في حياته، فكان -كما تصوره كتب التاريخ- صوفيا زاهدا في الدنيا، وساحفي البلاد للوعظ والإرشاد، وعاش غير مبال بالمال ولا الجاه، متنقلا من مكان إلىمكان، ليس له مأوى يستقر به على الدوام، وهو بلباس بسيط. وكان يداوم على إقامةالشعائر الدينية والفروض الشرعية وتأدية الحقوق وعدم الإخلال بشيء منها.
[/color]وتذكر كتب التاريخ أن الشيخ المجدوب كان لهأهل وأولاد وزاوية يطعم فيها الطعام للواردين عليها من الغرباء وأبناء السبيلوغيرهم، وكان يُجري على لسانه كلاما موزونا وملحنا يأتي على نسق أهل الشعروأوزانهم الشعرية، ويحفظ الناس كثيرا منه ويتبادلونه بينهم في مجامعهم وأذكارهم،وقد اشتمل على حقائق وإشارات سنية وعبارات ذوقية يفهمها الذائقون، ويعترف بغورمغزاها العارفون، وكذلك أمور غيبية من الحوادث والقضايا الاستقبالية، وقد وقع كثيرمما أخبر وأشار إليه[/color]!
[/color]وأصل المجدوب من تيط، وهي قرية توجد بقربأزمور التي هي في شمال مرسى الجديدة على ساحل المحيط الأطلسي، ثم انتقل إلى مكناسإحدى كبريات مدن المغرب الأقصى، وهي واقعة على مسافة 60 كيلومترا من مدينة فاس،وفيها القصور الفاخرة والبنايات العظيمة من عصر السلطان مولاي إسماعيل العلويالمعاصر للملك الفرنساوي لويس الرابع عشر في القرن السابع عشر الميلادي، وتحيط بهاالبساتين الزاهرة والأشجار الكثيرة الملتفة، وأجمات الزيتون؛ ولهذا سموها بمكناسيةالزيتون. وقد سبق أنه قرأ في أول الأمر بمدينة فاس، وحضر على بعض الشيوخ المشاهيرحينذاك كسيدي علي الصنهاجي، وسيدي أبي رعين، وسيدي عمر الخطابي الزرهوني[/color].
[/color]عاش المجدوب مدة في غرب المغرب، ولما أحسبقرب الأجل طلب أن يُذهب به إلى مكناس، فتوفي في الطريق بجبل عوف، أو بين ورغةوأدسبو، ودفنوه بخارج مدينة مكناس بجوار باب عيسى وضريح مولاي إسماعيل، وذلك سنة 976هـ، وما زال قبره موجودا إلى الآن، وبقيت أقواله سائرة على ألسن الناس في جميعأقطار أفريقيا الشمالية، ويبدأ القصاصون عند سردها بقولهم: "قال سيدي عبدالرحمن المجدوب[/color]".
[/color]الأقوال[/color]
[/color]ولهذه الأقوال نفع وإفادة؛ فهي ناتجة عنتجارب دنيوية كثيرة ومعاملات مع الخلق، كما أنها جزء مهم وثروة من جملة التراثالأدبي العامي الأفريقي، وكان رحمه الله يردد هذه الأمثال في أواسط القرن العاشرالهجري؛ لأنه أراد ألا يحرمنا مما جرب وتعلم ومن حوادث زمانه، زيادة على التغيراتالتي طرأت عليها أثناء القرون التي مرت عليها، ويقولون إنه كان يتكلم بأقوال لايفهمها عنه الناس، رغم أنها كانت لغة الأدب العامي، لغة التحدث والتخاطب، كان يلقيهذه الأمثال في المناسبات للتربية والتعليم والنصيحة والموعظة الحسنة، وقد كتب عنهالشيخ أبو المحاسن، والشيخ المهدي الفاسي المتوفى سنة 1109 كتابا اسمه "ابتهاجالقلوب" (وهو نسخة مخطوطة)، كما رويت أقواله بروايات كثيرة مختلفة فيها بعضمن التغيير المحسوس في المعنى، وهناك مؤلفات المستشرق الفرنساوي إنري ذو كاكا،والمرحوم الشيخ محمد بن شنب وغيرهم، كما وردت في قصص تحكى عنه بمضمونها في الكتبالتي تعنى بالمأثور من الكلام، وقد تطورت هذه الأقوال الآن في سردها، وأدخل عليهابعض المغنيين الشعبيين ألحانا فصارت تغنى في حفلات وأعراس ومهرجانات، مثلما يحدثفي ساحة جامع الفنا بمراكش، ويقومون بأدائها على شكل معان في الغناء والطرب، وكذلكيقوم البعض الآخر بالحكي عنه للناس والاستفادة من تجاربهم بهذا الكلام الموزون

http://ar.wikipedia.org/wiki/عبد_الرحمن_المجدوب

من مصحف سيدي عبد الرحمن المجدوب

لا تخمم لا تدبر ***لا تحمل الهم ديمة
الفلك ما هو مسمر*** ولا الدنيا مقيمة
يا ذا الزمان يا الغدار*** يا لْكاسَرْني من ذراعي
نزلت من كان سلطان*** وركّبت من كان راعي
راح ذاك الزمان وناسو*** وجاء هذا الزمان بفاسو
كل من يتكلم بالحق*** كسّْروا لُه راسو
مثلت روحي مثل الحمام*** مبني على صهد ناره
من فوق ما باين دخان ***ومن تحت طاب أحجاره
.
ما أتعس من ماتت أمه ***وأبوه في الحج غايب
وما وجد حد يلفُّه و***أصبح بين الدواوير سايب
.
الشر ما يظلم حد ***غير من جابه لنفسه
في الشتاء يقول البرد ***وفي الصيف يغلبه نعاسه
.
المكسي ما درى بالحافي*** والزاهي يضحك على الهموم
اللي نايم على الفرش دافي ***والعريان كيف يجيه النوم
.
من لا يطعمك عند جوعك*** ولا يحضر لك في مصايب
لا تحسبه من فروعك*** قد حاضر أو غايب
.
الصمت الذهب المشجر*** والكلام يفسد المسألة
إذا شفت لا تخبر*** وإذا سألوك قول: لا لا
.
نوصيك يا واكل الراس*** في البير ارم عظامه
اضحك والعب مع الناس*** فمك مَتَّنْ لُه لجامُه
كل مهذار مسوس*** يجيب الهلاك لراسه
يستاهل ضربه بموس*** حتى يبانوا أضراسه
لا تسرّج حتى تلجَم*** واعْقد عقْدة صحيحة
لا تتكلم حتى تخمم ***لا تعود لك بفضيحة
الصاحب لا تلاعبه*** والناعر لا تفوت عليه
اللي حبك حبه أكثر ***واللي باعك لا تشريه
آه يا محنتي عدت خدام*** والتبن أعمى عيوني
خدمت عند عرّت الناس*** في وجبة العشا يطردوني
يا قلبي نكويك بالنا***ر وإذا شفيت نزيدك
يا قلبي خلفت لي العار*** وتريد من لا يريدك
يا ويح من وقع في بير*** وصعب عنه طلوعه
رفرف ما وجد جناحين*** يبكي اسألوا دموعه
.
حبيبك حبه والسر*** اللي بينكم تخفيه
إذا حبك حبه أكتر ***وإذا تركك لا تسأل عليه
من جاور الأجواد جاد بجودهم*** ومن ناسب الأرذال خاب ضناه
ومن جاور القدرة اتلطخ بحمومها*** ومن جاور صابون جاب نقاه
.
ولد الحمار لا تربيه ***لو كان تدهن زنوده
الرفس والعض فيه*** دي هي عادة جدوده
اللئيم لا يعترف بالجميل والإحسان
.
بهت النساء بهتين*** من بهتهم جيت هارب
يتحزموا بالأفاعي ***ويتخللوا بالعقارب
راكبه على ظهر السبع*** وتقول الحدايات سيأكلوني
حديث النساء*** يونس ويعلم الفهامة
يعملوا قلادة من الريح*** ويحلقوا لك بلا ماء
نوصيك يا حارث الحلفاء*** بالك من دخانها لا يعميك
لا تتزوج المرأة غير العفيفة*** تتعاون هي والزمان عليك
يا اللي تنادي قدام ***الباب نادي وكن فاهم
ما يفسد بين الأحباب*** غير النساء والدراهم


الطير الطير ما ظنيته*** يطير من بعد ما والف
ترك قفصي وعمر قفص الغير*** رماني في بحور بقيت تالف
اللي كان مدوب ***ما تعيبه كحوله
والحر اللي كان مجعوب*** ما يسوى نص فوله


أبو قثم

هناك تعليقان (2):

rai يقول...

اعتقدت بالبداية بانها مزحة بسبب تسمية الصنهاجي فطرأ على بالي المغني سعيد الصنهاجي وقرأت الدكالي فأعتقدت أنه من الدكالة ... :)

غير معرف يقول...

اعتقد انك تمزح لأن عبد الرحمن المجدوب لم يدعي النبوه هو فقط مجرد سلفي تافه يحتقر النساء ويتفلسف على الجهله بنصائحه التافهه