الجمعة، 23 نوفمبر 2012

إلام ننتظر غيرنا ليقرأ تاريخنا




إلام ننتظر غيرنا ليقرأ تاريخنا

هاري كريشنا
إلام ننتظر غيرنا ليقرأ لنا تاريخنا ؟
هذا هو السؤال الذي وددت طرحه؟
و هو ليس بالضرورة موجّها لك سيدي ،و لا لك سيدتي،  بقدر ما هو تساؤل شمولي عام.
ما أعنيه و ما أريد أن أقوله
إنّ الثقافة مسؤولية و تكليف و ليست شرفا و تشريفا
إن المثقف يحمل على عاتقه أعظم و أخطر المسؤوليات في مجتمعه.
إنه الكفيل بصهر المجتمع و سبكه و تشكيله على الطريقة الصالحة و اللائقة بأفراده و برفاهيتهم و تقدّمهم.
 والكفيل بخلق الفرد الصالح ، متفتّح البصيرة ،الشجاع ، المبدع، الخلاق.
 العيب ليس في كمّنا الثقافي بقدر ما هو في نوعه و كيفه..
المثقف العربي يتهرّب من مسؤوليته الإنسانية الخالدة،
المثقف العربي لا يريد أن يكون أداة تغيير جرّيئة في مجتمعه
المثقف العربي كما الحاكم العربي
 مخلوقان من غبار
يكتبان أحلاما من غبار
و يصنعان آمالا من غبار
و يشقيان في بعث ماض من غبار
مؤسف سيدي أن يكون هذا هو حال الفكر الإسلامي دائما
الثابت و المتحوّل ، النقل و العقل ،الأصالة و المعاصرة
سمات طالما لصقت بهذا الفكر
من ابن رشد إلى أدونيس
 المشكل واحد و الطرح واحد و الغايات واحدة
منذ أن أصبح للمسلمين" كيان مستقل "عن الإنسانية
منذ أن أصبح لهم عالمهم الخاص
و حياتهم الخاصة
ما فتئوا يحاولون الالتحاق بركب الحضارة
 و يبحثون عن الطرق الكفيلة بالتوفيق بين كيانهم الهلامي
 و الركب الحضاري الإنساني
و إلى الآن
لا زال المشكل قائما
وما زالت الإنسانية متقدمة
و ما زلنا نحاول و نحاول
نوفّق بين ما لا يتوافق
و نفرق  بين ما لا يفترق
فمتى سنصل؟
أو بالأحرى متى سنقرر ؟
الظاهرسيدي
 أننا استمرأنا الوضع جيدا
و لسان حالنا يقول
دعهم يخترعون و ينتجون إنّما أعمالهم و متاعهم و حيواتهم فيء لنا من رب العالمين
فمتى سنتخلى عن أبراجنا العاجية لنقرر اللحاق و بالتالي المساهمة في هذا الركب الذي هو ركبنا جميعا
إنما العيب عيبنا
إنما العيب
 مثقّفنا المتراخي المتهرّب من تحمّل مسؤوليته في إعادة قراءة هذا البعبع المخيف المنفّر
 التاريخ


أبو قثم

ليست هناك تعليقات: