الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

من حزقات القرآن ـ الإنسان أقدم من الكون


من حزقات القرآن ـ الإنسان أقدم من الكون

ورد في آخر آية من سورة الطلاق أن الله خلق سبع سماوات و سبع أراضين و نزل الوحي بينهن لمجرد أن يعلم الإنسان أن الله على كل شيء قدير و أنه بكل شيء عليم
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا( الطلاق 12)
هذه الآية تصور لنا صراعا مريرا و شجارا قويا حدث بين الله و الإنسان الرافض للإقرار له بالقدرة و العلم ،لم يستطع الله أن يحسم فيه لصالحه إلا بخلقه لسبع سماوات و سبع أراضين إقناعا لهذا الإنسان الظلوم الكفار. فبغض النظر عن مسألة سبع سماوات و سبع أراضي التي تاهت في البحث عنها أسفار المفسرين ، و بغض النظر كذلك عن مسألة اقتناع أو عدم اقتناع الإنسان الذي بعد أن خلق له سبع سماوات و سبع أراضين كلف نفسه بسيل من الأنبياء و الرسل و المعجزات و الآيات و الظاهر أنه لا زال لم يقتنع لحد الآن، إلا أنه تبقى هناك مسألة مربكة في هذه الآية، و هي أنه في الأول كان يوجد الله و كان يوجد الإنسان و كانا متخاصمين فأوجد الله الكون كعامل ثالث خارج عنهما،ليس ليحمل الإنسان و المخلوقات أو ليمشوا في مناكبه و يأكلوا و يتكاثروا فيه و إنما فعل ذلك ليبرهن و ليستدل لهذا الإنسان على قدرته و قوته و علمه.فهل هذا يعني أن الإنسان أقدم من الكون؟؟ و إذا كان الأمر كذلك فأي مكان هذا الذي كان يحمل الإنسان في تلك اللحظة؟ و ما هي القوانين الفيزيائية التي كان يخضع لها ذلك المكان؟ بمعنى هل كان الإنسان يسبح مع الله في الفضاء؟
أم أنهما كانا في مكان طبيعي تتحكم فيه قوانين الجاذبية و عوامل الزمن؟ و إذا كان الله غير محدود في الزمان و لا في المكان فهل هذا يعني أن الإنسان الذي كان يتحداه هو الآخر كان مثله غير محدود؟ فالعقل لا يقبل مواجهة أو منافسة إلا بين شخصين متكافئين.فما بال الله يتحدى البشر ، و يخاصمه و يعاديه و يحاربه و يسبه و يلعنه لولا أنهما متكافئان؟؟. فإما أن يكون الإنسان غير محدود و هذا ما تكذبه الشواهد و القوانين و إما أن الله العربي إنسان محدود عاجز لا حول له و لا قوة مثله مثل سائر البشر الذين قد يفوقونه في بعض الأحيان علما و قوة و قدرة
فالله إذا و الإنسان أقدم من الكون. و هذه حزقة أخرى من حزقات القرآن الكريم و صدق من قال أن القرآن كلام همج لا سبيل للعقل و المنطق إليه.
الكافر برب الحمير
أبو قثم

ليست هناك تعليقات: