الأربعاء، 13 أغسطس 2008

معتوه المخزن

abou9othoum

أهلا أبا ضر ... أهلا معتوه الهيسبريس...يا مرحبا... يا مرحبا...ماذا بك يا أبا ضر تصيح..؟ أ مسّك الكهرباء، أم لسعتك أفعى..؟ أم أنك تشكو مسّا من الجن؟..أظن أنه الجن فعلا الذي مسّك يا مريض المخزن..جنّ الحقيقة المّرة..جنّ الموضوعية... ما رأيك..؟ أ لم ننازع الرجل ملكه؟ أ لم نشكك في شرعيته..؟ أ لم ننغّص عيشه و ننكّد صفوه و نسفّه آماله...؟ أ لم نضع الأسافين تلو الأسافين في كل خطوة من خطواته..؟ ثم أ لم نذهب مذهب الغدر به و بأهله و ذويه...؟ إنها صواعق الحقيقة يا أبا غفلة. فالحرباء هو من يزن بميزان ـ عندكم حلال و عندنا حرام ـ . أ لم تر أن هذا النظام الذي تحتقره غدا أشجع منك و من الانتهازيين أمثالك، إذ يعترف بكل الجرأة و الشفافية بأخطائه،و يبسطها قيد الدرس.أ لم تر إلى الراحة النفسية و الطمأنينة التي أصبحت تعمّ الأرض و العباد جراء تلك الشجاعة؟ أم أنك لا تبصر إلا ما تريد..؟...نعم ..يا أبا ضر..إنك لا تبصر إلا ما تريد..لأنك مريض ، يا مسكين. أصابتك ذات يوم نزلة المخزن لما أجلسك البوليسي السابق على القوارير ،و ما أدراك ما القوارير.لذلك كلما آلمتك مؤخرتك قفزت أمام الناس تلطمها تارة و تلطم خديك أخرى و تصيح :المخزن. المخزن .

تزايد علينا بتزمامارت و دار المقري و كأنك الوحيد من عاش هذه النكبات، و أنا أشجع منك إذ أقول بأن تزمامارت و دار المقري كانتا مصحوبتين بالصخيرات و هجوم الطائرات و روح الانفصال في الريف . أنا لست أبرر ما ندم النظام على اقترافه، بل بمثل شجاعته أعترف بما اقترفت يداي من ذنوب . فالشعب لم يكن مجتمعا ملائكيا و الملك لم يكن مسيحا .يا معتوه الهيسبريس.تلك تجربة من حتميات التاريخ خضناها جميعا و بدون مزايدات، و آن أوان العكوف عليها بالدرس و الاستنتاج لا باللوم و التباكي.أ لم تعلم أن من لم يدخل السجون حقّر و فقّر وظلم في رزقه و عياله.أ لم تعلم أن المغرب كله كان تازمامارت كبرى و أن المواطنين كانوا مساجين بلا أرقام. فأيهما أخف وطاة على النفس ،مسجون بين القضبان أم مسجون مرمي في الطرقات.؟.لقد كنا جميعنا مخطئين، شعبا و نظاما؛ دون أن ننسى الطرف الثالث الذي تبقى المعادلة من دونه مختلة و غير قائمة.الطرف الماكر الذي يظهر و يختفي، القديسون الذين لا يأتيهم الباطل من بين يديهم و لا من خلفهم ،الأرباب الذين كانوا يأمرون الأطفال و السفهاء و البلهاء بالتمرد في الطرقات و ينبرون في جحورهم معتكفين، سياسيونا المغرورين الذين لا يمسهم لغب و لا سوء... أ ليسوا جبناء؛ إذ لا يعترفون بنصيبهم مما حل بالشعب جراء هوجهم و حمقهم..؟ أ ليسوا مسئولين هم كذلك على الخطف و التقتيل الذي مارسوه بأيديهم و أيدي مناضليهم..؟ لماذا لم يعترفوا اعتراف النظام، و يعوضوا المتضررين تعويض النظام ، و يطلبوا الصفح و العفو بمثل ما يطلب النظام. أم أنهم لا يستطيعون أن يقولوا إنا كنا عليكم متآمرين، و بأذقانكم مستهزئين، نتلاعب بالمغفلين منكم جتى جاءتنا الطامة الكبرى فما نفعتنا شفاعة الشافعين

أ لا زلت تلطم مؤخرتك ، يا أبا ضر؟ أ لا زالت كلوم قارورات البوليسي سابقا تؤلمك..؟ سارع لعلاج نفسك يا هذا فالمخزن يعوض المتضررين.عليك بعيادة الدكتور الحرزني و أن تصحب معك الشواهد الطبية من مستشفى الحومة

أبــــو قــــثم

ليست هناك تعليقات: